عجيب أمر من يدعي مقاتلة داعش وهو داعشي التفكير، والأعجب من ذلك  أن تقوم قناة إعلامية بتخصيص نشرات أخبارها وحلقات عدة لإظهار مدى خطر داعش على لبنان والشرق الأوسط بينما داعش متغلغل في عقول وتفكير إعلامييها ومراسليها.

قناة "المقاومة" كما تسمي نفسها تعود اليوم إلى الواجهة من جديد بعد أن أكد الإعلامي ضياء أبو طعان بتغريدة له مقاطعة كل المحلات التي تفتح للمفطرين عمدا ليزيد الطين بلة بوضع هذه المحلات في اللائحة السوداء على حد قوله ذاكرا بعض من الأسماء.

والمفاجأة أن أصحاب هذه المحلات هم لأشخاص ذات أهمية في حزب الله كصاحب أفران الهادي. هذا التفكير الداعشي ليس الأول من نوعه إنما سابقا قام زميله علي زين الدين بالتجرؤ على المرأة حيث اعتبر حينها أنها لا يحق لها المشاركة في الانتخابات إنما عليها فقط الجلوس في المنزل وتربية الأولاد ناسيا ما قدمته السيدة زينب عليها السلام من دور ما زالت عظمته تذكر حتى اليوم.

فداعش ليس داعش الإرهاب العسكري فقط إنما هو داعش الفكر والتعصب والطائفية وإن كانت هالة هذا التفكير المنحط تحيط بقناة "المقاومة التي تدافع عن الحق" فبئس هذا الحق الشبيه بأسلوب تنظيم داعش.

وفي سياق ما يقوم به إعلاميو قناة المنار من طرحهم لأفكار لا تغني إلا عن داعش من نوع آخر يكتنف صدورهم فإننا هنا نتساءل: في حال استطاع حزب الله أن يحكم لبنان، هل كنا سنتحول الى دولة داعشية الفكر؟ علما أن الاسلام يحترم الآخر مهما كانت معتقداته وتصرفاته.

إن هذا الموقف من ضياء أبو طعام كان محل سخرية وتهكم على مواقع التواصل الاجتماعي حيث انتشرت تعليقات ساخرة تنتقد هذا الموقف وهذا الفكر الداعشي الذي يحاول التدخل في شؤون الناس في وحياتهم الدينية و الشخصية.