تطالعنا قناة الجديد كل يوم بأخبارها وتقاريرها التي يجري إعدادها بتقنية عالية وبتسلسل مهني تجعل من المشاهد العادي يصدقها وينجذب إليها وتحاول دائمًا أن تبين نفسها بأنها ليست في صف أحد ضد الآخر بل إنها دائمًا تقول الحقيقة ولو على حسابها أو على حساب رئيس مجلس إدارتها.

وبعد تقاريرها عن الفساد الإداري والمالي والسياسي، ها هي اليوم أجرت تقريرًا عن الفساد التربوي وخاصة طلاب شهادات الرسمية وجاء  التقرير بتوقيت موعد إجراء الإمتحانات وكأنها "إكتشفت البارود"، بعد أن رفع وزير التربية إلياس أبو صعب سقف التحدي مع الطلاب حين أعلن التشدّد في المرقابة وخفض عدد الطلاب في الصفوف ،أجرت تقرير عن التلامذة الذين ردوا بقبول التحدي، ومواجهة الإجراءات الجديدة، وكشفوا عن إجراءات بدائية في الغش، رافضين الكشف عن كل ما في جعبتهم.

شاهدنا التقرير ولم نجد أي شيء جديد لقناة الجديد سوى عرض أساليب الغش لدى الطلاب، والمقصود من ذلك كشف أساليب الطلاب لتشديد المراقبة عليهم في مراكز الإمتحانات على الأراضي اللبنانية كافة وكأنهم يقولون لوزير التربية أبو صعب "فتح عيونك".

جديد الجديد  قديم وعادة الغش في الامتحانات الرسمية في لبنان عادة أكل عليها الزمان وشرب وما تلك التقارير الإعلامية إلا سفسطة إعلامية ودائما على شاكلة تلفزيون الجديد وبرامجه المملة التي باتت برامج خاوية لا تريد منها الجديد سوى الشهرة والكسب ولو على حساب القضية التي تتحدث عنها .

والتقرير هنا هو مادة رخيصة للتشويش على الطلاب خلال الإمتحانات من جهة ولتحريض الوزارة على الطلاب من جهة ثانية . بئس هذا الإعلام الرخيص وبئس لقناة الجديد التائهة في بحر الإعلام ولم تعد تعرف مهنيتها ورسالتها الإعلامية .