أصبح للبنان رئيس ولكن هذه المرة جاءت البشرى السارة من البرازيل، فقد تّولّى اللبناني ميشال تامر الرئاسة في البرازيل بعد إقصاء الرئيسة الحالية ديلما روسيف عن السلطة بعد اتهامات بالفساد.

لبنانيٌ أصبح رئيسهم، وما زال الفراغ يسيطر عندنا: 

قبل 90 عاما حزم رجل لبناني اسمه نخلة تامر، أمتعته وترك قريته الوادعة في شمال لبنان، قاصدا البرازيل، لم يكن هذا الرجل الذي أصبح الآن والد رئيس البرازيل الجديد، يعرف الكثير عن هذا العملاق الجغرافي الذي تزيد مساحته على ثمانية ملايين كيلومتر مربع، رزق الأب المهاجر في الـ 23 من أيلول/سبتمبر  1940 بولد سماه ميشال، ربما لم يكن الأب يبني طموحات كبيرة على الولد "آخر العنقود"، لكن بعد مرور 75 عاما سيصبح ذلك الولد رئيسا لدولة البرازيل.

فقد نهى تصويت تاريخي في مجلس الشيوخ البرازيلي أمس مهمات الرئيسة ديلما روسيف وبات نائبها ميشال تامر اللبناني الأصل رئيساً بالوكالة، في زلزال سياسي أنهى 13 سنة من حكم اليسار في كبرى دول أميركا اللاتينية.

تامر الذي أثّر بطريقة إيجابية على الشعب البرازيلي حتى تمكن من الوصول إلى حيث هو، ونال ثقة الشعب، إكتسب براعته من وطن الأرز، الذي صدّر الكثير والكثير من المبدعين،  تامر أب لخمسة أبناء رزق بهم من ثلاث زوجات، وإلى جانب اشتغاله في السياسة، هو أيضا شاعر، وسبق له أن نشر ديوانًا شعريًا.

  ماذا لو كان تامر في لبنان، وليس في البرازيل؟

لو كان تامر في لبنان ما كان لينجح إذ أن كرسي الرئاسة المحلي صنع القرارات الأجنبية وليست صنع في لبنان وصاحبها سوف يبقى مستترًا في الأمد القريب وربما البعيد أيضًا.

فقد أصبح اللبناني رئيسًا للبرازيل ولبنان ما زال بلا رئيس وبلا نواب معترف بهم رسميًا، الحكومة الموجودة بمنأى عن أي فعالية، والمواطن ملّ الشكوى ورفع الصوت.

   هذا هو نفسه المواطن الذي بدأ يبارك لبعضه وصول اللبناني لرئاسة البرازيل وهو نفسه الشعب الذي ينفخ ريشه حينًا، ويخفض رأسه أحيانًا أخرى، إمّا تفاخرًا بظرف ووضع معيّن، أو هربًا من حالة مذرية، ويا ليته يدرك أهميّة الواقع الحقيقي، لكان في لبنان اليوم رئيس غير الفراغ.