اضطر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى قول ما قاله حول البلديات ترشيحاً وانتخاباً، خاصة لناحية رئيس البلدية ونائب الرئيس لسبب جوهري هو احترام البنى الأساسية التي يقوم عليها حزب الله والتي تنطلق من النظرة الى الفرد ككفاءة قائمة بذاتها، بغضّ النظر عن الانتماء العائلي او المناطقي والطبيعي.

وقالت مصادر مطلعة إنّ السيد نصرالله أثار ملف الانتخابات البلدية خلال كلمته لوجود أجواء من الاعتراض على تشكيل حزب الله وحركة أمل اللوائح الانتخابية في بعض القرى والمناطق، كما لوجود اعتراض على بعض الأشخاص الموجودين في اللوائح في أكثر من قرية، نظراً لتجربة المجالس البلدية الحالية التي لم تكن ناجحة على الصعيد الإنمائي، لكن المصادر أوضحت أنّ «هذا الأمر لا يعني أنّ هذه القرى غير مؤيدة للمقاومة وخيارات حزب الله وأمل السياسية، لذلك أكد السيد نصرالله على دور الأحزاب في هذه الانتخابات وضرورة مشاركتها في تشكيل اللوائح وخطورة تركها للعائلات كي لا تترك خلافات وعداوات بينها لعشرات السنين والسيد هنا ردّ على نقاشات موجودة في الاوساط الشعبية تعبر عن قلق وخوف من ذلك».

ولفتت المصادر الى «انّ حزب الله في مقاربته الاولى للانتخابات خلال العقدين الماضيين اضطر الى مماشاة العرف السائد بأن العائلات تنال حصة في البلديات متكافئة مع اصحابها الأمر الذي أدى ويؤدي الى ضياع الفرصة باستثمار الكفاءات في العائلات الصغيرة، الأمر الذي يناقض مبدأ الفكر السياسي الغربي الذي يقوم عليه حزب الله. ومن أجل إحداث تغيير او صدمة ما، فقد وجد السيد نصر الله أنه آن الآوان لاطلاق اول اشارة تنبيهية داخل حزب الله ولجمهوره بأن هذا العرف لن يستمر قائماً في قاموس حزب الله، واذا كان تطبيق التغيير المنهجي غير ممكن في انتخابات اليوم بشكل كامل، فإن السيد نصر الله اراد ان يصوب الانظار نحو وجوب اعتماده في المستقبل». وتشير المصادر الى أن هذا الموقف لاقى ترحيباً واسعاً امام اصحاب الكفاءات والجمهور العام لحزب الله من دون أن يفي امتعاض وجهاء العائلات الكبيرة التي ستجد نفسها عاجلاً ام اجلاً تفقد اوراق التحشيد العائلي.

وقللت المصادر من حجم الخروقات التي يمكن أن تحصل في بعض القرى التي ستشهد تنافساً وذلك لضعف اللوائح المنافسة ولنسبة التصويت المرتفعة في الجنوب والبقاع في السنوات الماضية لصالح لوائح التحالف.

وعلى صعيد آخر شدّدت المصادر على أنّ «هجوم السيد نصرالله على السعودية مجدّداً مؤشر لاستمرار تشنّج العلاقة بين حزب الله والسعودية من جهة وبين السعودية وإيران من جهة أخرى، وبالتالي وصول مساعي تقريب وجهات النظر بين الرياض وطهران الى طريق مسدود»، موضحة أن السعودية ذاهبة باتجاه التصعيد أكثر في سورية وستزج بثقلها في معركة حلب التي ستكون معركة فاصلة بالنسبة لها فضلاً عن أنها بذلك تعمل على إطالة أمد الحرب وعرقلة التفاهمات لوصول إدارة أميركية جديدة تظنها أنها ستسير وفقاً لأهدافها ومخططها.

البناء