إن الإنتخابات البلدية هي الفرصة المثلى لتشجيع المرأة للإنخراط في الحقل السياسي، لأن في ذلك فرصة لإحقاق تغيير ديموقراطي يمس حياة المواطن اليومية ومنفعته العامة، إذ تشكل النساء نصف الكتلة الناخبة في اللوائح الإنتخابية، ما يدل على دورهن الأساسي في اختيار من يمثلهن.

يعود تطور إنخراط المرأة في الإنتخابات البلدية بطبيعة الحال إلى تطور أوضاع المرأة في لبنان بشكل عام، الذي يعود إلى جهود جمعيات المجتمع المدني خصوصًا النسائية منها، ومن ضمنها التجمع النسائي الديموقراطي اللبناني، في سعيها إلى تمكين النساء. 

من هنا.. إن فرصة المرأة تتبلور في الإنتخابات البلدية تحديداً لأن صناعة القرار فيها تتمحور حول أمور تمس حياة الناس اليومية، فالبلدية لا تسن القوانين ولا تقرر السياسات، لذلك فإن منافسة المرأة للرجل في الإنتخابات البلدية تبقى أسهل وأضمن، فالجاه الذي ينتجه العمل البلدي يبقى محلياً، أما الرجال إجمالاً فيهتمون بالقدر الأكبر من الجاه الذي تنتجه السياسة

فمع إنتهاء مهلة تقديم تصاريح الترشيح للإنتخابات البلدية لمنطقتي بيروت والبقاع، برزت أسماء جديدة لنساء مرشحات افراداً ومن خلال الهيئات المدنية، إذ أن لائحة مواطنون ومواطنات في دولة المرشحة للإنتخابات في بعلبك، تضم 3 مرشحات هن ميرفت وهبي ويمنى الطفيلي وهديل الرفاعي.

أما في طرابلس، فقد أعلنت الإعلامية، عضو نقابتي الصحافة الدولية والأسترالية، هدى محمد الصباغ عن عزمها الترشح للانتخابات البلدية في الميناء، بينما أعلن منتدى حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة - منتدى المعاقين في الشمال، عن ترشيح العضوة في المنتدى، رشا سنكري، في مدينة طرابلس. 

وفي بيروت، تضمنت لائحة البيارتة التي أعلن عنها الرئيس السابق، سعد الحريري، ترشيح ثلاث نساء من ما مجموعه 24 مرشحاً/ة، هن هدى الأسطه، ماتيلدا خوري، ويسرى صيداني، وفي بلدة نابيه التي تقع على روابي جبل لبنان، والتي تضم 3 مخاتير، تقدمت أمل جورج بو هدير للإنتخابات الإختيارية، علماً انها تعمل في مجال الشأن العام. 

أما في النبطية وللمرة الأولى أعلنت سيزان عباس الرز لمنصب (مختار) في الإنتخابات البلدية والإختيارية، هذه الحادثة التي مثلت مفاجأ في المنطقة كون هذا المنصب معروف تاريخياً على أنه حكر على الرجال، سعت فيه السيدة سيزان إلى كسر العادات عبر فتح أفق جديدة للمرأة المثقفة من أجل العبور نحو إطارٍ جديد في خدمة المجتمع والناس والخروج من (ذكورية المجتمع) السائدة خاصة في القرى الريفية، وهي المرأة الوحيدة التي تقدمت بترشيح مماثل في القضاء المذكور.

وأخيرًا.. للمرأة دور كبير في العمل البلدي والمجتمع المدني، ومع ذلك إن دورهن مهمش نتيجة العقلية الذكورية السائدة ولا زالت نسبة المرشحات ضئيلة مع كل الإنفتاح والتطور الذي نشهده اليوم، لذلك يجب أن تكون الفرصة المتاحة أمام النساء للترشح للإنتخابات وبالتالي أن يتم التصويت لهن... البلدية عايزتِك، البلد ناطرِك إنتِ مش نص إنتِ كل البلد.