يكاد لا يمر يوم على اللبنانيين بدون أن تشنف أذانهم أخبار جديدة عن صفقة مشبوهة، أو عن عملية سرقة للمال العام, حتى باتت هكذا أخبار شبه طبيعية ولا تكاد تحرك ساكنا عند الشعب اللبناني .

الملفت في كل هذه المعمعة التي نعيشها هذه الايام بالخصوص،  هو التظاهرة التي نظمها قطاع الشباب في احزاب السلطة تحت عنوان محاربة الفساد !!!

احزاب غارقة حتى القعر بكل أنواع الفساد فكيف استطاعت أن تجبر الشباب اللبناني للخروج والتظاهر ؟؟  

إن هذا السؤال يجب أن يكون محل تأمل ونقاش وتحليل ..  أعتقد بأن التفسير الوحيد الممكن لهذه الظاهرة العجيبة، هو أن الاتباع يعتبرون أن لزعيمهم حق حصري له في حصة من الاموال العامة الموزعة محاصصة،  مما يعني أن أي صفقة يقيمها الزعيم إنما هي من باب تحصيل حقه الشخصي من الخزينة ليس إلا ،، والمشكلة إنما تكمن فقط فيما إذا حاول الاخر أي آخر بأن يمد يده الى "خرج" الزعيم !!

هنا فقط يمكن أن يطلق على هذه الحالة بالفساد  وعندما يتظاهر الاتباع ضد " الفساد " فحتما لا يكون المقصود هو الدفاع عن المال العام وانما كل القضية هي بالدفاع عن حصة الزعيم المنتهكة من متطفل فاسد بالمقلب الآخر، أما عندما يعمل الزعيم نفسه على "استحصال" حقه الطبيعي من المال العام وبأي وسيلة متوفرة فهذا امر مستحسن جدا ولا يصنّف عند قطاع الشباب  ضمن خانة الفساد أو السرقة،، لأن الزعيم لا يسرق .