أبدى مصدر مقرب من الحرس الثوري تفاؤله من تداعيات دور الروس العسكري في سوريا من منظور المصالح الإيرانية في سوريا، وطمأن الرأي العام الإيراني من أن الروس لا يمثلون تهديداً على المصالح الإيرانية، فضلاً عن أنهم ليسوا مؤثرين على الأرض أكثر من الإيرانيين.

  يقول سعد الله زارعي إن تدخل الروس الجوي في 30 من شهر أيلول 2015 تمّ بعد يومين من زيارة وفد عسكري إيراني رفيع المستوى لموسكو اتفق خلالها الحرس الثوري مع الرئيس بوتين على دخول القوات الجوية الروسية لمدة 5 أشهر ولهذا يعتبر الكاتب أن خروج القوات الروسية من سوريا أيضاً كان جزء للمخطط أو الاتفاق بين الحرس الثوري و الرئيس بوتين.  

ويضيف زارعي بأن في البداية كان التدخل الروسي الجوي- الصاروخي له تأثير على أرض المعركة في سوريا وعند ما خرج جزء كبير من تلك القوات ما كان النظام السوري بحاجة لها كما كان قبل خمسة أشهر، فضلاً عن أن إيران أيضاً كانت تفضّل خروج القوات الروسية من سوريا لأن النظام الروسي كان بحاجة إلى دعم روسي في الصيف الماضي بعد تمدد الإرهابيين إلى الشيخ مسكين وسخنة وإدلب و تدمر، وسوريا كانت بحاجة إلى صدمة نفسية، هذا وقبل دخول القوات الروسية قد تمكن حزب الله من السيطرة على الزبداني. 

  ويرى الكاتب بأن دخول القوات الروسية وفر الصدمة المعنوية اللازمة حيث بدء الجيش السوري و القوات المتحالفة عمليات النصر 2 في غرب حلب بمعنوية عالية، ويصف الكاتب تلك العملية بأنها كانت مصيرية.  

ويختم زارعي بالقول: عند ما خرجت القوات الروسية من سوريا ما كانت هناك حاجة لبقاءهم في سوريا، والحديث عن تفاجأ إيران إثر خروج تلك القوات مجازفة ليس إلا.  

ويستنتج الكاتب : إن روسيا لها دور مزدوج: دور عسكري تنسق فيه مع إيران، ودور سياسي عبر المفاوضات جنيف السوري، يدعم الروس الصيغة الفيدرالية لمستقبل النظام السياسي في سوريا. وأما إيران ترى بأن عرض موضوع الفيدرالية و ما شابهها مبكر جداً و خارج عن وظائف المفاوضات والمفاوضين في جنيف السوري، من دون تبدي أي موقف إيجابي أو سلبي تجاهها، لأنها ترى بأن الشعب السوري هو الذي سيحدد صيغة الحكم في مستقبل سوريا.  

يبدو أن تأويلات سعد الله زارعي تأتي متأخر جداً حيث إنه يُعطي تلك المعلومات بعد مضي أكثر من شهر على خروج معظم القوات والمقاتلات الروسية في سوريا، وإذا لم تتفاجأ إيران بخروج قوات الروس، فإن الكاتب حتماً تفاجأ بخروجهم لأنه يتناول هذا الموضوع بعد 40 يوما من خروج القوات الروسية من سوريا.