تحركات وزيارات لفرنجية تسويقا للرئاسة ويصعّد في وجه عون

 

النهار :

على وقع الحراك الدولي في اتجاه لبنان والذي يتوجه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بزيارة بيروت منتصف هذا الشهر، وبعد ساعة المحادثات الطويلة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس سعد الحريري، في إطار الدفع في إتجاه إجراء الانتخابات الرئاسية على مسافة أقل من شهرين من دخول الشغور في سدة الرئاسة عامه الثالث، خرقت زيارة المرشح الرئاسي النائب سليمان فرنجية الى طرابلس امس الجمود الداخلي على جبهة هذا الملف، فإكتسبت أهمية خاصة، ليس من منطلق تعزيز الانطباع السائد اخيراً في بعض الاوساط السياسية من امكان إنجاز الاستحقاق قريبا، وإنما من الحدة التي إتسمت بها كلمته، معطوفة على كلمة صاحب الدعوة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار.
ففي إطار الزيارات التي يقوم بها فرنجية على قيادات سياسية لشرح موقفه من الاستحقاق الرئاسي،لبى رئيس تيار " المردة" دعوة المفتي الشعار الى دارته ، ووجه من على منبره رسائل في أكثر من إتجاه غالبها مسيحي الطابع.
ففي حين، أكد ان الرئيس الحريري لم يخرج عن الاجماع المسيحي عندما رشحه للرئاسة، بل التزم بالمواصفات التي وضعت في بكركي، أشار الى "اننا مع أي شخص يتم التوافق عليه، وحين تضع بكركي مواصفات أخرى نحن معها". لكنه أكد من جهة اخرى، وفي معرض الرد على اعتبار العماد ميشال عون نفسه المرشح الاقوى عند المسيحيين، أن "الاقوى في الطائفة يمكن ان يكون خطيرا على لبنان، ويمكن ان يكون هناك خطورة للسير في هذا المبدأ"، مشدداً على ان "على رئيس الجمهورية ان ينبثق من بيئته ويكون مقبولا من الجهات الاخرى"، وهذا عملياً المنطق الذي يسير فيه تيار " المستقبل".
ولفت فرنجية الى ان "غيمة سوداء مرت في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، والمرحلة التي مرت في الحرب الاهلية وبعد العام 1992 حين توحد الشمال كان مرحلة طبيعية، والمرحلة الشاذة كانت بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري حتى اليوم، واسرع تطبيع حصل خلال الاشهر الماضية".
ولاقى الشعار فرنجية في كلامه اذ رأى أن الوطن لا يبنى بالعناد أو بتفجير الاحقاد أو بتعطيل المؤسسات بل بالتقارب والحوار، وأشار الى ان "رفع شعار أن رئيس الجمهورية يختاره المسيحيون خروج عن الانتظام اللبناني العام وعودة الى الوراء".
وينتظر ان يلاقي كلام فرنجية ردودا على محور عون - جعجع، فضلا عن محور بكركي التي رمى فرنجية الكرة مجددا في ملعبها عندما دعا سيدها الى حسم مواصفاتها.

وهذا الكلام كما الملف الرئاسي سيحضران في بكركي الاثنين المقبل في اللقاء الذي سيعقده رؤساء الطوائف المسيحية، بعدما انجزت اللجنة الخاصة بالاعداد والتنسيق لهذا الاجتماع جدول الاعمال ومواضيع البحث والتي سيتقدمها الدعوة الى ضرورة انتخاب رئيس في اسرع وقت قبل دخول الفراغ عامه الثالث في 25 ايار المقبل. كما سيتناول اللقاء ملفات لا تقل اهمية مثل الارهاب وتمدده في دول المنطقة ووجوب تحصين لبنان في وجهه.

 

وكان الوضع الأمني محط إهتمام امس على وقع الاشتباكات الدائرة في مخيم عين الحلوة والتي دخلت يومها الثالث، وأدت على رغم توصل اللجنة الأمنية لإتفاق لوقف إطلاق النار أعاد الهدوء وإنما الحذر الى المخيم، الى موجة نزوح قوية من داخل المخيم مما يثير الشكوك حول امكان تطور هذا الملف في ظل المخاوف القائمة من اضطرابات أمنية تتهدد البلاد في المرحلة المقبلة.

في سياق آخر، وعلى وقع الكاريكاتور السيء الذي صدر في صحيفة " الشرق الاوسط" امس وما تبعه من اقتحام لمكاتب الصحيفة في بيروت، أوقفت القوى الأمنية بيار حشاش الضالع في عملية الاقتحام، فيما لوحظ عودة الموظفين والصحافيين الى مزاولة عملهم كالمعتاد، بعدما أصدر مكتب بيروت بيانا توضيحيا، وسحب الرسم الكاريكاتوري عن الصفحة الالكترونية للصحيفة.
وفي سياق إحتواء ردود الفعل الشاجبة لما صدر عن الصحيفة والذي وُضع في إطار سياسي، برز موقف لسفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري، أكد فيه ان "ردود الفعل التي لاحظناها على مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض وسائل الاعلام، حملت الموضوع اكثر من حجمه الطبيعي"، متمنيا على "الاشقاء اللبنانيين ابقاءه في اطاره الاعلامي البحت، حسبما اوضحته الصحيفة، لئلا يصبح مادة للاستغلال من بعض الجهات التي تسعى الى تخريب علاقات لبنان باشقائه العرب".

 

المستقبل :

من عاصمة الشمال واحة العيش المشترك، حرص رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية على إعلاء صوت لبنان العروبي في الوقت الذي يتعرض فيه الوطن لأشرس المحاولات وأخبث الحملات الرامية إلى تشويه صورته وطمس هويته العربية. زار فرنجية طرابلس أمس رافعاً لواء العروبة ليؤكد «من بيته وبين أهله»: «عروبتنا تاريخنا، كلنا عرب وعلى العروبة ربانا الرئيس الراحل سليمان فرنجيه لم نفرّق يوماً بين طائفة وأخرى وبين مذهب وآخر والله يخرب بيت من أوصلنا الى المذهبية والطائفية». وعقب الزيارة صرّح زعيم «المردة» لـ«المستقبل» قائلاً: «شعرتُ نفسي في بيتي»، وأردف بالقول: «من الطبيعي أن أكون بين أهلي في طرابلس بينما التباعد كان هو الأمر غير الطبيعي بيننا»، لافتاً إلى أنّ «عودة الأحوال إلى طبيعتها تعيد المياه سريعاً إلى مجاريها بدليل أنّ تباعد 10 سنين تبدّد بلحظة».
وكان فرنجية قد زار دارة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار الذي أولم على شرفه بحضور حشد وطني وسياسي وروحي إسلامي مسيحي وأكد على كونها «مناسبة وطنية جامعة يسعد بها الشمال» داعياً إلى «رفع حواجز الماضي الوهمية والنفسية» والعمل والتعاون في سبيل «إطفاء المحرقة السياسية التي أصابت الوطن والمتمثلة بالفراغ الرئاسي»، مع تشديد الشعار على أنّ القول بأنّ رئيس الجمهورية يختاره الموارنة أو المسيحيون حصراً هو بمثابة «الخروج عن الانتظام العام لأنّ الرئيس يختاره اللبنانيون عبر ممثليهم في البرلمان».
أما المرشح الرئاسي الشمالي فاستهل كلمته بالتأكيد على ضرورة أخذ العبر من الماضي ووجوب «النظر إلى الأمام»، وقال: «ترشيح الرئيس سعد الحريري لنا جاء من منطلق الاتفاق المسيحي والتوافق اللبناني (...) ومسألة الأقوى في كل طائفة هو أمر خطير لأن الاعتدال قد لا يكون في الضرورة هو الأقوى» في كل المراحل، مضيفاً: «المرشح القوي لرئاسة الجمهورية يجب أن ينبثق من طائفته ويمثل بيئته ويكون مقبولاً من الفئات الأخرى، ونحن نعتبر أنفسنا منبثقين من بيئتنا وطائفتنا ومقبولين من الفئات الأخرى».
كذلك، زار فرنجية مطرانية طرابلس المارونية حيث كان في استقباله راعي الأبرشية المطران جورج بو جودة وعقد معه لقاء مطوّلاً أكد بعده بو جودة على كونها زيارة «مهمة جداً» مشدداً على ضرورة محافظة طرابلس «على سمعتها بأنها مدينة العيش المشترك منذ القدم». وبدوره أشاد زعيم «المردة» بعاصمة الشمال بوصفها «مدينة الانصهار الوطني»، منوهاً في الوقت عينه بالدور «الوفاقي التوافقي» الذي يلعبه المطران بو جودة في طرابلس.

«الشرق الأوسط»
في الغضون، برزت أمس مروحة واسعة من الاستنكارات الوطنية للاعتداء الذي تعرضت له مكاتب صحيفة «الشرق الأوسط» في بيروت، بالتوازي مع قيام الأجهزة الأمنية بتوقيف أحد أبرز المحرضين والمشاركين في عملية اقتحام مقر الصحيفة وتخريب محتوياته بيار حشاش بينما عمد شبان آخرون من المرتكبين إلى تسليم أنفسهم والخضوع للاستجواب حول الحادث.
فقد دانت كل من منسقية الإعلام في «تيار المستقبل» الاعتداء لافتةً إلى أنّ «أي خطأ تتضمنه مادة صحافية أو إعلامية لا يُعالج بخطأ مماثل ضد وسائل الإعلام»، وأهابت بالأجهزة الأمنية العمل على محاسبة الفاعلين واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أمن مكاتب الصحف اللبنانية والعربية. كذلك استنكر الاعتداء كل من «الحزب التقدمي الاشتراكي» الذي أبدى تضامنه مع أسرة الصحيفة، وحزب «القوات اللبنانية» الذي شدد على ضرورة الاحتكام للقوانين في أي اعتراض، وأمانة الإعلام في «حزب الوطنيين الأحرار» التي استغربت «منطق اللادولة بحجة الدفاع عن الدولة».
عسيري
تزامناً، تمنى السفير السعودي علي عواض عسيري إبقاء الردود على الرسم الكاريكاتوري الذي نشرته «الشرق الأوسط» في إطارها الإعلامي وعدم تحويل الموضوع إلى «مادة للاستغلال من بعض الجهات التي تسعى الى تخريب علاقات لبنان بأشقائه العرب»، مجدداً إبداء احترام المملكة العربية السعودية للدولة اللبنانية ومؤسساتها وشعبها باعتباره احتراماً «ليس بحاجة الى برهان»، مع التأكيد على كون «العلاقات الأخوية القائمة بين المملكة ولبنان أعمق من أن تُختصر برسم كاريكاتوري».
الزياني
كذلك أعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني عن ثقته «بقدرة الأجهزة الأمنية اللبنانية على كشف ملابسات هذا الاعتداء الإجرامي والقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة»، مشدداً على أنه «اعتداء جبان لا يعبّر عن مواقف الشعب اللبناني الشقيق الذي يدرك تماماً الدور الفاعل والمتميز الذي تقوم به صحيفة الشرق الأوسط في دعم لبنان إعلامياً، ومساندة حكومته في جهودها للحفاظ على أمن واستقرار لبنان وتحقيق تطلعات أبنائه في الحرية والكرامة والتنمية».

الديار :

ماذا يجري في مخيم عين الحلوة؟ وهل فلتت الامور مع غياب المرجعية السياسية والامنية مما دفع بقائد القوة الامنية الفلسطينية اللواء منير المقدح الى ابلاغ قادة الفصائل الفلسطينية بنيته الاستقالة من موقعه ما لم يتم رفع الغطاء عن المسلحين وتحمل الجميع مسؤولياتهم، خصوصاً ان مجموعة عين الحلوة الارهابية افشلت كل اتفاقات وقف النار.
واشارت معلومات ان المجموعة الارهابية بقيادتي بلال بدر واسامة الشهابي يقفان وراء التوترات في المخيم من اجل فرض منطقة امنية في المخيم للعناصر الارهابية وتحديداً في حيي الطوارىء والصفصاف مع الانتكاسات لداعش والنصرة في سوريا واحتمال لجوء عناصر الى المخيمات. ولذلك فشلت كل المحاولات لاعادة الهدوء وسقطت كل اتفاقات وقف النار، علماً أن عناصر من داعش والنصرة كانت قد غادرت المخيم الى سوريا للقتال الى جانب القوى الارهابية بدأت تعود الى المخيم.
واشارت مصادر فلسطينية الى فشل كل المساعي الهادفة لسحب المسلحين الاسلاميين من المناطق المتواجدين فيها، وبالتالي فان مخيم عين الحلوة امام وضع امني خطير حيث يدفع سكان المخيم ضريبة الصراع المسلح، حتى ان محاولات بعض الشبان للتحرك والنزول الى ساحات المخيم لوقف الاشتباكات، فشلت بعد ان تم اطلاق النار على الشبان واصيب سراج شريدي.
وبالتالي تؤكد المصادر الفلسطينية ان ما يجري ليس بريئاً، وان محاولات المجموعات الارهابية للسيطرة على حيي الطوارىء والصفصاف في عين الحلوة ليس بالجديد، ويستفيد هؤلاء الارهابيون من تراجع دور فتح المركزي والفصائل الفلسطينية بالاضافة الى غياب الرؤية الموحدة للفصائل للتعامل مع وضع المخيم ومع العناصر الارهابية.
وعقدت سلسلة اجتماعات للتهدئة ومنها اجتماع في منزل اللواء منير المقدح وتم الاتفاق على انتشار عناصر عصبة الانصار الاسلامية في منطقة الصفصاف لسحب المسلحين لكن المحاولات فشلت ثم عقد اجتماع آخر في مسجد النور الاسلامي، وتم تشكيل مجموعتين من القيادات الفلسطينية ذهبت واحدة الى مفرق بستان القدس والاخرى الى مفرق سوق الخضار وفشلت ايضاً، ومع كل محاولة للتهدئة كانت تعنف الاشتباكات ثم تتراجع وما تلبث ان تعنف مجدداً.
ما يجري في مخيم عين الحلوة امر خطير على امن مدينة صيدا، حيث واكبت القيادات السياسية الصيداوية الوضع وكذلك قادة القوى الامنية لضبط الوضع في المخيم خصوصاً أن عشرات العائلات الفلسطينية نزحت باتجاه المدينة، هذا مع العلم ان اتفاقاً لوقف النار تم ليلاً وقضى بانسحاب المسلحين وانتشار القوة الامنية.

ـ اللقاء المسيحي في بكركي غداً ـ

الى ذلك، يعقد صباح الاثنين في بكركي وبمناسبة عيد البشارة لقاء لرؤساء الطوائف المسيحية وسيتم البحث بالاستحقاق الرئاسي وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت وضرورة تحصين لبنان في مواجهة الارهاب واعادة اللاجئين الى بلادهم.

ـ فرنجية في طرابلس ـ

اما في الموضوع الرئاسي فكانت المحطة شمالية من خلال زيارة النائب سليمان فرنجية الى طرابلس واطلاق مواقف رئاسية من دارة مفتي طرابلس مالك الشعار غامزاً من قناة العماد ميشال عون دون ان يسميه عبر قوله: «ان الاقوى في طائفة، يمكن ان يكون خطيراً على لبنان ويمكن ان يكون هناك خطورة السير في هذا المبدأ»، مضيفاً «على رئيس الجمهورية ان ينبثق من بيئة ويكون مقبولاً من الجهات الاخرى»، لكنه اكد «ان اي شخص يتم التوافق عليه وحتى تضع بكركي مواصفات اخرى نحن معها»، واللافت ان وزراء ونواب تيار المستقبل كانوا في استقبال فرنجية.
اما على صعيد الانتخابات البلدية، ورغم التشكيك بعدم اجرائها وعدم حماسة الرئيس الحريري والنائب جنبلاط على اجرائها والخوف من حصد عون وجعجع البلديات المسيحية بعد اعلان تحالفهما وبالتالي بدء معادلات سياسية جديدة في البلاد، فان التحضيرات في المدن والقرى بدأت وتحديداً ضمن العائلات، خصوصاً ان الانتخابات البلدية يتراجع فيها نسبياً دور الاحزاب لصالح العائلات، وقد بدأت تظهر في المدن والقرى انقسامات داخل الحزب الواحد والعائلة الواحدة واللافت ان الانتخابات البلدية تأخذ الطابع المذهبي الطائفي خصوصاً بعد اعلان حزب الله وامل تحالفهما شيعيا، والمستقبل والجماعة الاسلامية سنيا، وجنبلاط وارسلان درزيا والقوات والتيار الوطني مسيحيا وبالتالي فان القوى السياسية ستحصد معظم البلديات باستثناء بعض المناطق، علماً أن هذه القوى السياسية تعلن انها ستترك الحرية في هذه الانتخابات البلدية لابعادها عن التجاذبات السياسية وحصرها انمائىاً وبالتالي فان دعوات سياسية من حزب الله وامل للتوافق في الجنوب كما دعا جنبلاط للتوافق في الجبل وخصوصاً في القرى المختلطة المسيحية ـ الدرزية وتحصين العيش المشترك.
واشارت معلومات ان بوادر الانقسامات السياسية والعائلية التي بدأت تظهر في معظم المناطق ربما دفع الى تأجيل الانتخابات البلدية، خصوصاً مع ما شهدته طرابلس وصيدا وبيروت من تحركات لقوى اسلامية خلال اليومين الماضيين بالاضافة الى احاديث عن تطورات عسكرية في جرود عرسال بعد تحرير مدينة القريتين في ريف حمص وتحرك مسلحي الجرود، وبالتالي وحسب المعلومات فان صورة اجراء الانتخابات البلدية او عدمه سيظهر منتصف شهر نيسان وهذا ما ابلغته قيادات حزبية لكوادرها بالتريث في اطلاق الماكينات الانتخابية الى منتصف شهر نيسان

 

الحياة :

اعتبر زعيم «تيار المرده» النائب اللبناني سليمان فرنجية أن «الأقوى عند المسيحيين قد يكون الأخطر عليهم»، مؤكداً أنه «مع التوافق على أي شخصية أخرى للرئاسة»، فيما حمل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار بشدة على من يرفعون شعار أن «رئيس الجمهورية يختاره المسيحيون»، معتبراًَ أن ذلك «يشكل خروجاً عن الانتظام اللبناني العام».

كلام فرنجية جاء قبل مأدبة الغداء التي أقامها الشعار في دارته في طرابلس على شرفه تكريماً له في حضور نواب المدينة وعدد من فعالياتها وقياداتها الاجتماعية.

ورحب الشعار بفرنجية في دارة «لم يعرف أهلها وساكنوها معنى للكراهية والقطيعة أو الخصومة مع أحد لأنني اعتبر أننا جميعاً عائلة واحدة اسمها لبنان»، موضحاً أنه «لقاء تكريمي ووطني وتضامني لا يحمل معنى للخصومة ولا حتى للنكايات التي لم نعرفها لمطلق حزب أو فريق، أو كيان، أو إنسان». وأكد أن «الوطن لا يبنى بالعناد ولا بتهييج الغرائز ولا بتفجير الأحقاد ولا بنبش الماضي الذي مضى، ولا يبنى بتعطيل المؤسسات وقطع الطرق والتهديد والتخويف والتحدي بل يبنى بالتقارب والحوار وتقديم المصلحة العامّة الوطنية على كل المصالح الحزبية والمناطقية والطائفية والمذهبية والدولية ويبنى للاحتكام إلى الدستور والمؤسسات وبالسهر على مصالح الناس».

ولفت إلى «أنني أردت أن أجعل من زيارة فخامة المرشّح الزعيم سليمان بك، لدارتي مناسبة وطنية جامعة يسعد بها الشمال ويتفاءل بها اللبنانيون ونرفع ما تبقّى من الحواجز الوهمية والنفسية التي لم تزل بعض آثارها من بقايا ماض مضى وكان مؤلماً». وتابع: «كان للأسف محرقة وقودها أبناء وطننا الذين غلبت غرائزهم عقولهم ولنعمل وإياكم جاهدين ومتعاونين على إطفاء المحرقة السياسية التي أصابت الوطن والتي تتمثّل اليوم بالفراغ الرئاسي وببعض القناعات والمفاهيم السياسية التي أفرزتها الغرائز وردود الفعل».

وقال: «كأن لبنان لا يعرف معنى للديموقراطية أو الاحتكام إلى الدستور أو احترام المؤسسات والبرلمان». وأضاف: «أن يرفع شعار بأن رئيس الجمهورية يختاره الموارنة أو المسيحيون أعتقد أنه رد فعل خاطئ وخروج عن الانتظام العام لأن الرئيس باختصار يختاره اللبنانيون عبر ممثليهم في البرلمان».

وأضاف: «أن يرفع شعار بأن الأكثرية المسيحية هي التي تقرر من هو الرئيس انفعال مذهبي». وسأل: «ماذا تقولون في انتخاب سليمان فرنجية الجد والياس سركيس وشارل حلو؟». وزاد: «أن يرفع شعار بأن الرئيس هو صاحب الأكثرية النيابية المسيحية ليس له علاقة بالدستور ولا بالأعراف».

وتابع: «أن يقال يجب أن يكون رئيس الجمهورية قوياً فنعم، وألف نعم، لكن ينبغي أن ندرك أن القوة هنا لا علاقة لها بالسلاح ولا بالعضلات لأن الرئيس يكون قوياً بمقدار تمسّكه بالدستور.

وتوجّه إلى فرنجية بالقول: «أمامك مهمات وأعباء ومسؤوليات وتحديات لكن كلها تهون أمام إرادة صلبة عبَّرت عنها قبل أيام يوم قلت لن أوافق على إلغاء نفسي وكذلك ستقول يوماً لن أوافق على إلغاء وطني».

وتابع: «الفراغ نهايته تصدّع المؤسسات وذهاب الهيبة وعدم احترام العالم لبلدنا وكأننا نقول أننا شعب نحتاج إلى وصاية جديدة».

ورد فرنجية بكلمة أكد فيها «أننا ننطلق من الذي اتفقنا عليه في بكركي وعلى طاولة الحوار، وترشيح الرئيس سعد الحريري لنا جاء من منطلق الاتفاق المسيحي والتوافق اللبناني، وإذا كان لفريق 14 آذار اليوم مرشح آخر يحظى بالتوافق كما أنه إذا وضعت بكركي اليوم مواصفات أخرى فإنني في الحالتين ملتزم ومع أي شخصية يتم التوافق عليها، ولن أقف في وجه التوافق».

ولفت إلى أن «مسألة الأقوى في كل طائفة هو أمر خطير لأن الاعتدال قد لا يكون في الضرورة هو الأقوى، والتطرف يصبح مفروضاً وهذا أمر أخطر ولكي لا يستغل كلامي خطأ، فنكرر القول الذي طالما رددناه أن المرشح القوي للرئاسة يجب أن ينبثق من طائفته ويمثل بيئته ويكون مقبولاً من الفئات الأخرى، لذلك نعتبر أنفسنا منبثقين من بيئتنا وطائفتنا ومقبولين من الفئات الأخرى».

وقال: «المرحلة الماضية لن تكون عائقاً أمامنا، وسنتطلع إلى الأمام، إن الأقوى في الطائفة يمكن أن يكون خطيراً على لبنان وعلى المسيحيين في المرحلة المقبلة، ويمكن أن تكون هناك خطورة للسير في هذا المبدأ».

ولفت إلى «أننا في طرابلس وزغرتا عشنا مع بعضنا في أسوأ الظروف، وجمعتنا الوحدة الوطنية، ولا أنسى الحرب المشؤومة التي مررنا بها بين عامي 1975 و1976 التي وضعناها خلفنا وانفتحت المناطق على بعضها البعض».

وأكد أن «عروبتنا هي تاريخنا وعلينا تعزيز الإيجابيات على السلبيات ونضع ما نختلف عليه جانباً لنستطيع أن نبني على ما هو إيجابي، وهو ما حصل بيننا وبين الرئيس سعد الحريري الذي اتفقنا معه على تقديم الإيجابيات لأن هناك العديد من الأمور التي يمكننا العمل بموجبها سوياً»، مشيراً إلى أن «المرحلة الأصعب هي التي تلت اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأسرع تطبيع حصل خلال الأشهر الماضية».

وحيا الشعار «رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي شجع هذا اللقاء والحريري». ثم أولم للحضور.

وكان فرنجية زار راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده.