الصحافة اللبنانية بين توصيف وتضخيم للوقائع الداخلية والاقليمية أضاعت المتابع اللبناني , وبذلك تداخلت الملفات الداخلية بين الامن والسياسة

 

السفير :

سجّل التحالف السوري ـ الروسي من خلال السيطرة السريعة على مدينة تدمر وسط البادية، نقطةً على حساب «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة، في السباق بينهما على قتال تنظيم «داعش» والقبض على مفاتيح إعادة ترتيب الأراضي الواقعة تحت سيطرته، عسكرياً وسياسياً.
واستشعر بعض أطراف فريق التفاوض للمعارضة جراء هذا الإنجاز أن هدنة وقف العمليات العدائية قد تتحول إلى فخ محكم بطريقه للإطباق عليه، خصوصاً في ظل فشل الفصائل الممثَّلة فيه من تحقيق أي تقدم استراتيجي ضد «داعش» في ريف حلب الشمالي، كذلك عجزها عن منع تمدده في ريف درعا الغربي، على الرغم من حشدها عشرات الفصائل للقتال ضد «شهداء اليرموك» و«حركة المثنى»، ولكن من دون جدوى حتى الآن.
ولم يسهم النصر الإستراتيجي في تدمر، في إظهار الجيش السوري مع حلفائه وبالغطاء الجوي الروسي، باعتباره القوة الوحيدة المتحررة من القيود الإقليمية والدولية القادرة على قتال «داعش» بفاعلية وسرعة وحسب، بل أعطى مؤشراً مهماً على أن قدرات التحالف السوري ـ الروسي تتفوق بأشواط على التحالف الأميركي ـ الكردي في بعض المناطق السورية، فيما معركة الموصل في العراق يقف منها الأميركيون مواقف مترددة تؤجلها من شهر الى آخر.
وتتبدى هذه الفروقات من خلال المقارنة بين معركة تدمر وكل من معركة عين العرب (كوباني) في سوريا ومعركة الرمادي في العراق، سواء لناحية المدة التي لزمتها هذه المعارك أو لناحية نسبة التدمير التي طالت المدن المحررة.
فعلى سبيل المثال، فيما تطلب خروج «داعش» من بعض أجزاء عين العرب، إذ لم يكن قد سيطر إلا على أقل من نصفها، أربعة أشهر من الغارات الجوية الأميركية المكثفة ومن القتال العنيف، فإن معركة تدمر، التي تبلغ من حيث السكان نصف حجم عين العرب، لم تتطلب سوى أقل من أسبوعين. وبينما كان ثمن خروج «داعش» من عين العرب تدمير المدينة تدميراً شبه كامل، بحيث أصبحت غير صالحة للسكن جراء القصف الجوي المكثف، فإن الدمار في تدمر كان أقل من ذلك بكثير، وهي رغم جراحها ما زالت قادرة على دعوة أبنائها للعودة إليها، كما أن المدينة الأثرية لم تتضرر جراء معركة التحرير أضراراً غير قابلة للإصلاح، ومعظم الأضرار التي أصابتها كانت بفعل تفجيرات «داعش» إبان سيطرته عليها.
كما أن تضارب المصالح بين واشنطن وأنقرة لعب دوراً كبيراً في تقييد دور «قوات سوريا الديموقراطية» ومنعها من التقدم في مناطق «داعش» بين مدينتي جرابلس وإعزاز المحاذيتين للحدود التركية. أما الجيش السوري فإنه غير خاضع لمثل هذه التقييدات، وهو ما سيعطيه حرية أكبر في العمل خلال الفترة المقبلة.
وقد يفسر هذا جانباً من التصريحات الأميركية حول عدم ارتياح واشنطن تجاه تقدم الجيش السوري في تدمر قبل يومين من سيطرته عليها. لأنه بالرغم من تنسيق الحد الأدنى بين واشنطن وموسكو حول الأزمة السورية، فإن التنافس بينهما يتصاعد في بعض جبهات القتال، لا سيما بخصوص معركة الرقة التي من شأن السيطرة على تدمر أن تعطي الجيش السوري محوراً جديداً للتقدم نحوها، بالإضافة إلى محور أثريا - الطبقة.
وأعلن رئيس وفد الحكومة السورية لمحادثات جنيف بشار الجعفري، لقناة «الميادين»، أن دمشق مستعدة للمشاركة في تحالف دولي ضد الإرهاب، ولكن فقط إذا نسقت الولايات المتحدة العمل مع دمشق تنسيقاً لم تفعله حتى الآن. وقال «التحالف الدولي لم ينجح في سوريا لأنه لم ينسق مع النظام. وروسيا نجحت لأنها تنسق معنا». وأضاف «نحن مع إنشاء تحالف دولي لمكافحة الإرهاب لكن بالتنسيق مع الحكومة السورية. ليس لدينا مانع من أن نتحالف مع أميركا لكن يكون بالتنسيق مع سوريا».
ورحبت واشنطن بطرد «داعش» من تدمر. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي «سأجيب بسرعة، نعم، نعتقد أن عدم سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية بعد اليوم (على تدمر) هو أمر جيد»، لكن من دون أن يصل إلى حد تهنئة الجيش السوري بهذا الإنجاز الميداني الكبير. وأضاف «من المبكر جدا أن نعرف مدى تأثير عملية تدمر على (محادثات السلام) بشكل أو بآخر»، معتبراً أن التحول في المدينة لا يغير معارضة الولايات المتحدة للأسد.
وشكل طرد «داعش» من تدمر محور اتصال أجراه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الإيراني حسن روحاني، وذلك بعد ساعات من تهنئة بوتين للأسد بهذا الإنجاز. وذكر الكرملين، في بيان، أن الرئيسي الروسي والإيراني «ناقشا بالعمق الوضع في سوريا في ضوء هذا الحدث البالغ الأهمية»، والذي يندرج في «سياق مواصلة مكافحة التنظيمات الإرهابية في سوريا».
وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني قد رحب، في رسالة إلى الأسد، بانتصار الجيش السوري في تدمر. وتعهد بأن «تواصل الحكومة والقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية دعمها الكامل لسوريا وسائر قوى المقاومة» ضد «داعش».
وقد انسحبت حالة القلق جراء إنجاز تدمر على وفد الرياض في محادثات «جنيف 3»، حيث قرأ ممثلو الفصائل في الوفد هذا الإنجاز على ضوء وثيقة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا باعتباره دليلاً على أن هدنة وقف العمليات العدائية كانت فخاً وقعت الفصائل فيه. ومن هنا كانت مسارعة «أحرار الشام» إلى التنصل من وثيقة دي ميستورا، من دون أن تمس مبدأ التفاوض، متهمةً الموافقين عليها بالتخاذل وإضاعة «الثورة السورية»، ليلحق بها ممثل «جيش الإسلام» محمد مصطفى علوش، في جو واضح من المزايدة الإعلامية، ليطالب الحركة بإشعال الجبهات وإسقاط الهدنة، في محاولة تهدف على ما يبدو إلى إحراج «أحرار الشام» التي تتعامل مع موضوع الهدنة والمفاوضات بوجهين.
وإذا كان الجيش السوري قد أحدث، من جهة، انقلاباً جذرياً في موازين القوى ومعادلات السيطرة الميدانية، ليس لأنه حقق أول انتصار استراتيجي له ضد «داعش» من موقع الهجوم، بل لأنه أثبت فاعلية جنوده العالية في القتال ضد التنظيم وقدرتهم على دحره بأسرع وقت وبأقل الخسائر الممكنة، مع تكبيد خصمهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، فإنه من جهة ثانية أحدث انقلاباً مماثلاً على صعيد بعض المفاهيم التي أريد لها أن تشكل إطار عمل يتحكم بأبعاد الأزمة السورية وآفاق حلها. وأهم هذه المفاهيم هو مفهوم «سوريا المفيدة» الذي جرى تسويقه باعتباره خطة إستراتيجية ينوي الجيش السوري من خلالها العمل على تقسيم سوريا، والاحتفاظ بما أسمته بعض الصحافة «الدويلة العلوية».

النهار :

لم تهضم "حكومة المصلحة الوطنية " بعد ملابسات السياسات والديبلوماسيات المتفردة التي واكبت زيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون للبنان في نهاية الاسبوع الماضي، باعتبار ان عطلة الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي حالت دون تفاعل فوري لموقف وزير الخارجية جبران باسيل الذي قاطع الزيارة بكل مراحلها. لكن الأمر لا يبدو مرشحاً للوقوف تكراراً عند هذه المأثرة في سلسلة لم تنقطع، ولن تنقطع طبعا، من مآثر تفرق الحكومة فرقا واقطاعات بل دولاً لا يربط بين الواحدة والاخرى منها رابط حتى في ما لا يجيز التصرف والتفرد مثل الخطاب الحكومي والوطني من قضية اللاجئين السوريين الذي عاين بان كي-مون بأم العين ملامح التمايزات الرسمية منه وسط مواقف متفرقة ومتباعدة، فيما يحتاج لبنان بقوة الى توظيف الموقف الدولي الى جانبه واستمالته لتقصير امد معاناته من عبء اللاجئين السوريين من جهة وحض الامم المتحدة على الاضطلاع بدور فعال في ترسيم الحدود البحرية لمنطقته الاقتصادية الخالصة والحؤول دون القرصنة والقضم اللذين تمارسهما اسرائيل مستفيدة من واقع التشتت اللبناني وتوزع مؤسساته وقواه وانقسامها في عهد الفراغ المتمدد والمتمادي.
ليس من سيناريوات واضحة بعد لما يمكن ان يحصل في جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل لدى مقاربة هذا الشأن الحيوي. ولكن ربما كان ضروريا انعاش الذاكرة بأن التضارب في المواقف من مسألة توطين اللاجئين السوريين التي نفى رئيس الوزراء تمام سلام بشدة ان تكون طرحت مع لبنان في أي وقت فيما عاد الوزير باسيل الى اثارتها غداة مغادرة بان كي-مون والوفد الاممي بيروت، استعادت بسرعة تطورات مماثلة تتصل بأزمة العلاقات اللبنانية – الخليجية وقبل هذه وتلك امور مشابهة غالبا ما تضع لبنان وسياسته الخارجية أمام محك صعب وحرج لا يحسد عليه الى الحديث عن وجود "ديبلوماسيات" متصلة بسياسات أفرقاء متصارعين أكثر منها ديبلوماسية موحدة بالحد الادنى التي تمليها المصالح العليا للدولة الممثلة لمجموع اللبنانيين بكل فئاتهم وقواهم.
وسط هذه الأزمة البنيوية الشديدة الوقع على الحكومة تأتي في الايام الاخيرة قضية لا تقل أهمية معنوياً وديبلوماسياً أيضاً لتضيف ثقلاً جديداً على سائر المعنيين بترميم صورة لبنان في المحافل والمنتديات الدولية وخصوصاً ان الامر يتصل هذه المرة بترشيح لبناني لمنصب الامانة العامة لمنظمة "الاونيسكو". ولم يكن غريبا ان تضج الاوساط اللبنانية في اليومين الاخيرين بنبأ متسرع يفيد أن "المعنيين " في الحكومة تبنوا ترشيح السيدة فيرا خوري ممثلة بعثة سانتا لوتشيا في "الاونيسكو" للمنصب، فيما كان الوزير السابق غسان سلامة اعلن ترشيحه قبل اقل من اسبوعين طالبا دعم الحكومة لترشيحه. اتخذ الامر بعداً شديد السلبية ليس من منطلق رفض لاسم السيدة المرشحة التي لا يعرفها اكثر المعنيين حتى بهذا الامر وانما من منطلق الاستعجال أولاً في تعميم المعلومات عن تبني الخارجية اللبنانية ترشيح فيرا خوري قطعاً للطريق على أي مراجعة في الامر، وثانيا وهنا الأهم من منطلق ما يمثله غسان سلامة ويجسده من مواصفات عالية جداً لاحتلال موقع مرشح لبنان للامانة العامة للاونيسكو. واذا كان لا بد من معاينة التداعيات الواسعة التي أثارها هذا التطور فتكفي معاينة التأييد العارم الذي حظي به ترشيح سلامة عبر وسائل الاعلام وحملات مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان والمغتربات بالاضافة الى مواقف داخلية عدت هذا الترشيح بمثابة فرصة ثمينة لترميم الصورة المتداعية للبنان خارجياً عبر تزكية غسان سلامة النخبوي وصاحب الكفايات المشهود له عالمياً أكاديمياً وثقافياً وديبلوماسياً. ولعل أسوأ ما واكب هذا التطور ان "المعنيين " لم تعوزهم القدرة على تبرير الاستعجال في تبني الترشيح الحكومي للسيدة خوري الذي هبط بسرعة قياسية ولم يترك مجالاً لمراجعة أو تريث مما عكس موافقات تجاوزت الخارجية الى رئاسة الوزراء وسواها من مواقع معنية. اذ ان مصادر في الخارجية بررت ذلك بان الوزير السابق غسان سلامة لم يستشر أحداً ولم يراجع أحداً في ترشيحه الذي جاء عبر مقابلة تلفزيونية مع الزميل مارسيل غانم في برنامج "كلام الناس". واعترفت هذه المصادر بان خوري لم تكن معروفة لدى المسؤولين اللبنانيين فأجريت التحقيقات في شأنها في أروقة المنظمة والبعثات الديبلوماسية "وتبين انها تتمتع بثقل كبير داخلها وتبوأت مناصب ادارية وديبلوماسية عدة مدى أكثر من 20 عاما وعندها قررت الحكومة اللبنانية ترشيحها رسميا".

مجلس الوزراء
الى ذلك، أبلغت مصادر وزارية "النهار" أنه سبق لمجلس الوزراء أن أقرّ الاعتمادات المطلوبة لإجراء الانتخابات البلدية التي حدد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مواعيد إجرائها وتالياً فإنها قائمة في مواعيدها. وأوضحت ان المجلس في جلسته العادية بعد غد الخميس قد يتطرق من خارج جدول الاعمال الى مصدر الاموال التي قررها المجلس نفقات لهذه الانتخابات خصوصاً أن لبنان من دون موازنة وتسيّر الحكومة الامور على القاعدة الاثني عشرية.
كما قالت المصادر الى ان الجلسة ستبحث من خارج جدول الاعمال في وضع المطار ونتائج زيارة الامين العام للامم المتحدة والسجال حول توطين اللاجئين.أما في ما يتعلق بجدول الاعمال الذي يتألف من 120 بنداً و16 مشروع مرسوم، فيتصدّره بند جهاز أمن الدولة الذي يجري التشاور في شأنه بجملة مقترحات منها تعيين عضويّن جديدين في مجلس القيادة والمصالحة وتعديل النظام الداخلي.

 

المستقبل :

بعد انتهاء استراحة الأعياد، تعود دورة الحياة السياسية للانطلاق بما تيسّر من زخم وطني لا ينفكّ يصارع ويكافح في سبيل كبح جماح التعطيل المؤسساتي المهيمن على البلاد. وفي هذا الإطار سيكون الحوار الوطني غداً أمام محاولة متجددة لرئيس مجلس النواب نبيه بري بغية إعادة تفعيل العمل النيابي ربطاً بالضرورات التشريعية التي تحتم إعادة فتح أبواب المجلس لإقرار مشاريع حيوية ملحّة تسييراً لمصالح الدولة وتيسيراً لأمور الناس، فضلاً عن عزمه وضع المتحاورين وجهاً لوجه أمام مرآة تصوراتهم حيال قانون الانتخابات العتيد بعدما أخفقت اللجنة النيابية المختصة في وضع تصور موحد لهذا القانون.
وأوضحت مصادر عين التينة لـ«المستقبل» أنّ رئيس المجلس سيعرض خلال جلسة الحوار غداً التقرير النهائي الذي رفعته اللجنة النيابية المكلفة درس مشاريع القوانين الانتخابية، منوهةً بكون التقرير يعكس ملخصاً لخارطة مواقف القوى والكتل السياسية إزاء القانون الانتخابي الجديد. 
وإذ لفتت إلى أنّ طرح التقرير على المتحاورين يأتي من منطلق السؤال عن الواجب فعله لتوحيد الرؤى والمشاريع المتباينة بين الأفرقاء، شددت المصادر في هذا السياق على كون الهدف من طرحه هو وضع الجميع أمام مسؤولياتهم لإنهاء المراوحة الحاصلة في الموضوع وتشريع الأبواب تالياً أمام إيجاد أرضيات مشتركة للتأسيس عليها باتجاه وضع مشروع توافقي لقانون الانتخاب.
وعن تفعيل العمل النيابي، أكدت مصادر عين التينة أنّ إصرار بري على إثارته غداً على طاولة الحوار الوطني إنما يأتي تحت وطأة الضرورة الملحّة التي باتت تحتم التفعيل خصوصاً بعد زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى بيروت وما أظهرته من وجوب خروج الدولة من دائرة التلكؤ في تحمل مسؤولياتها التشريعية حيال جملة من مشاريع القوانين التي تحتاج إلى إقرار، مذكرةً في هذا المجال بضرورة إقرار مشاريع عدة لتمكين لبنان من الاستفادة من المساعدات الدولية المتاحة في ملف النزوح، عدا عن مشاريع القوانين المتراكمة نتيجة تعطيل مجلس النواب.

الديار :

استعادت القوات السورية ومجاهدو حزب الله مدينة تدمر الاستراتيجية وسط غطاء جوي روسي سوري، وواصلا حملتهما العسكرية باتجاه تحرير مدينة القريتين التي تقع شرق تدمر وجنوب مدينة حمص وتبعد عنها مسافة 70 كلم، حيث توغلت القوات السورية ومجاهدو حزب الله في مدخلها الغربي بعد السيطرة على التلال السود وتركوا مسرباًَ مفتوحاً شرق المدينة لهروب مسلحي داعش باتجاه «السخنة» التي تقع على طريق تدمر - دير الزور وتبعد عن تدمر 70 كلم. واللافت ان سيطرة الجيش السوري ومجاهدو حزب الله على القريتين سيؤدي الى قطع التواصل بين مسلحي «داعش» والقلمون الشرقي وجرود عرسال، وبالتالي فان استعادة «القريتين» يحمي الحدود اللبنانية ويعزل المسلحين في الجرود، وهذا ما ادى الى اشتعال الجبهات في جرود عرسال بين «داعش» و«النصرة» للسيطرة على المنطقة، وافادت المعلومات ان مقاتلي «النصرة» حاولوا استغلال الانهيار في صفوف «داعش» في تدمر والقريتين وحاولوا القيام بهجوم على مواقع «داعش» حيث تمكن مقاتلو النصرة من استعادة المواقع التي خسروها منذ اسبوعين والقضاء على مجموعة لـ «داعش» بقيادتي ابو الفاروق، والقائد الميداني «ابو العزام» وقد قامت عناصر «داعش» بهجوم مضاد للسيطرة على منطقة الملاهي والعجرم ومخيمات النازحين. وقد اسرت عناصر «داعش» 6 مقاتلين للنصرة وقد استخدمت خلال الاشتباكات الاسلحة المختلفة، واشارت معلومات عن سقوط 20 قتيلاً، كما قتل اللبناني مجد محمد عبد المجيد الحجيري الملقب بابو البراء، وهو تابع لجبهة النصرة من رجال ابو طاقية.
وافادت المعلومات عصر امس عن قيام «النصرة» بهجوم مضاد بقيادة ابو مالك التلي لاستعادة مواقع خسرتها «النصرة» بين الزمراني والعجرم وقرنة الحشيشان والملاهي ووادي شبيب وتمكنت من طرد «داعش» من معظم هذه المواقع.
ويمثل خسارة تدمر إحدى أكبر الانتكاسات لداعش منذ أن أعلن الخلافة عام 2014 في مساحات واسعة من سوريا والعراق.
وقال الجيش السوري إن المدينة التي تضم بعضا من أهم آثار الإمبراطورية الرومانية ستصبح «قاعدة ارتكاز لتوسيع العمليات العسكرية» ضد التنظيم في محافظتي الرقة ودير الزور باتجاه الشرق.
وقالت وسائل إعلام سوريا امس إن مطار تدمر العسكري فُتح الآن أمام حركة الطيران بعد أن قام الجيش بتطهير المنطقة المحيطة من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
واضافت ان الاستعدادات لمعركة الرقة ودير الزور قد بدأت بالتعاون مع روسيا التي ستؤمن الغطاء الجوي لهذه المعركة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب إن اشتباكات وقعت شمال شرقي تدمر بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وقوات متحالفة مع الحكومة بدعم من غارات جوية سورية وروسية.
وأضاف أن غارات جوية يعتقد أنها روسية استهدفت الطريق المتجه شرقا من تدمر باتجاه دير الزور.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن أغلب مقاتلي التنظيم فروا من تدمر يوم الأحد لكن بقي عدد من المقاتلين في المدينة وأضاف أن أغلب السكان فروا قبل هجوم الحكومة وإنه لم يسمع بسقوط قتلى من المدنيين.
وقال المرصد إنه سمع دوي ستة انفجارات يوم الأحد نتجت عن ثلاث سيارات ملغومة فجرها المتشددون داخل المدينة وعلى مشارفها. وفجر ثلاثة متشددين أنفسهم بأحزمة ناسفة كذلك مما أسفر عن عدد غير محدد من الضحايا من قوات الجيش والقوات المتحالفة معها.
وبث التلفزيون السوري الحكومي لقطات من داخل تدمر تظهر شوارع مهجورة ومباني لحقت بها أضرار بالغة.
وقال عبد الرحمن إن 417 من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا وفقا للمعلومات المعروفة حتى الآن في حملة استعادة تدمر وإن نحو 194 قتلوا على جانب الحكومة السورية.
وقلب التدخل الروسي في مجريات الحرب السورية الموازين لصالح الرئيس السوري بشار الأسد. وبرغم إعلان موسكو عن سحب معظم قواتها العسكرية قبل أسبوعين فإن المقاتلات وطائرات الهليكوبتر الروسية واصلت شن عشرات الغارات الجوية يوميا على تدمر مع بدء حملة الجيش.
وفي اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال الأسد إن الدعم الجوي الروسي كان ضروريا في استعادة السيطرة على تدمر وإن المدينة ستبنى من جديد.
وقالت روسيا إنها ستساعد في تأمين المدينة وإزالة الألغام بعد الحملة لكنها مازالت تظهر مؤشرات على انسحابها الجزئي من سوريا.
وقالت قناة روسيا 24 التلفزيونية الحكومية إن ثلاث طائرات هليكوبتر هجومية ثقيلة غادرت قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا عائدة إلى روسيا.
وتأتي خسارة تدمر بعد ثلاثة أشهر من طرد مقاتلي التنظيم من مدينة الرمادي العراقية في أول انتصار كبير للجيش العراقي منذ انهياره أمام هجوم المتشددين في يونيو حزيران 2014.
وخسر تنظيم الدولة الإسلامية بعض الأراضي أيضا في أماكن أخرى منها مدينة تكريت العراقية العام الماضي وبلدة الشدادي السورية في شباط. وقالت الولايات المتحدة إن سقوط الشدادي جاء ضمن جهود لقطع صلات التنظيم بمركزي القوة الرئيسيين له وهما مدينة الموصل العراقية ومدينة الرقة السورية.
وعرض التلفزيون السوري لقطات يوم الأحد من داخل متحف تدمر أظهرت تماثيل مهشمة وعددا من واجهات العرض المحطمة.
لكن مأمون عبد الكريم مدير عام الآثار والمتاحف في سوريا قال إن مواقع أثرية أخرى ما زالت قائمة وتعهد بإعادة الآثار المتضررة إلى سابق عهدها فضلا عن استعادة ما نهب منها.
وأضاف لرويترز «تدمر أصبحت محررة. هذا نهاية التدمير في مدينة تدمر. كم مرة بكينا على تدمر وكم مرة شعرنا باليأس. ولكن لم نفقد الأمل».

ـ كي مون يرحب باستعادة تدمر ـ

والتصريح اللافت كان للامين العام للامم المتحدة الذي رحب باستعادة الجيش السوري لمدينة تدمر الاثري مؤكداً انه سيساعد على اعادة ترميم ما هدمه داعش في هذه المدينة التاريخية وقال «داعش والارهابيون لا يقتلون الانسان بوحشية فحسب بل يدمرون ايضا ارث الحضارات الانسانية».

ـ التقدم نحو دير الزور او معبر «التنف» ـ

وقال المسؤولون الميدانيون للجيش العربي السوري ان العملية ستستكمل «لاجتثاث» داعش من منطقة البادية السورية وكل الاراضي السورية ووضعوا عدة احتمالات لاستكمال العملية العسكرية عبر التقدم باتجاه دير الزور وفك الحصار عن قوات الجيش السوري المتواجدة في مطار دير الزور وتحرير المحافظة التي تبعد عن تدمر مسافة 200 كلم، وهذا يفترض طرد الارهابيين من السخنة، الواقعة على طريق تدمر - دير الزور والسخنة تبعد عن تدمر 70 كلم وتحيط بها عدة قرى والسخنة هي المدينة الوحيدة التي تقع على طريق تدمر- دير الزور، فيما المسافة الاخرى صحراوية.


اما الاحتمال الثاني وحسب القادة الميدانيين يتمثل بتقدم الجيش السوري الى معبر «التنف» على الحدود العراقية - الاردنية والذي يبعد عن تدمر مسافة 170 كلم، ووصول الجيش السوري الى معبر التنف يؤدي الى التواصل مع الجيش العراقي على معبر «الركبة» العراقي، وهذا المعبر يؤدي الى جنوب العراق، مباشرة وصولا الى الاراضي الايرانية، وبالتالي فتح طريق طهران بغداد - دمشق البري ووصول الامدادات الى الجيش السوري بشكل سريع.

 

الجمهورية :

على وقع التطورات الاقليمية المتسارعة ، ولا سيما منها ما يجري في سوريا بعد استعادة قوات النظام وحلفائه مدينة تدمر من أيدي «داعش»، تترقّب الاوساط السياسية ان تتحرك الاتصالات في اتجاهات عدة لملاقاة ايّ معطى إيجابي إقليمي يمكن حصوله، خصوصاً على مستوى العلاقات السعودية ـ الايرانية لتوظيفه في سبيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي الذي ستكون له محطة جديدة في 18 نيسان المقبل، فيما يتحدث البعض عن أنّ هذا الموعد سيكون أول المواعيد الجدية لتأمين انتخاب رئيس جديد في مهلة أقصاها تموز المقبل. إنتهت استراحة العيد لتستأنف العجلة السياسية دورانها مجدداً بزخم ظهرَ اليوم، كاسِرة الرتابة السياسية التي طبعت مشهد الايام الماضية.
ففي الاولى من بعد ظهر اليوم، يترأس وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر اجتماعاً للجنة الأمنية والادارية في مبنى المديرية العامة للطيران المدني في مطار رفيق الحريري الدولي، للبحث في أوضاع المطار أمنياً وادارياً، ويليه مؤتمر صحافي.
امّا العمل التشريعي فسيطرح من بابه الواسع في جلسة الحوار الوطني بين اقطاب الكتل النيابية غداً في عين التينة بعدما اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري انّ تفعيل عمل مجلس النواب واستئناف الجلسات العامة سيكون محور النقاش في هذه الجلسة التي سيتخللها عرض لتقرير اللجنة النيابية في شأن قانون الانتخاب.
وغداً ايضاً تحضر فضيحة الانترنت غير الشرعي مجدداً على طاولة لجنة الاعلام والمواصلات التي تنعقد في العاشرة صباحاً، بعدما دعا رئيسها النائب حسن فضل الله الى هذا الاجتماع وزارات المال والاتصالات والداخلية للبحث في الهدر المالي نتيجة وجود شبكة غير شرعية والاستماع الى الاجراءات التي اتخذت لتفكيك هذه الشبكات في ضوء ما لدى هذه الوزارات من معطيات ومعلومات تملكها هذه الوزارات.
وبعد غد يعود موضوع أمن الدولة الى الواجهة الذي سيُطرح في جلسة مجلس الوزراء، بعدما كان رئيس الحكومة تمام سلام تعهّد في الجلسة الماضية بوَضعه على جدول اعمال هذه الجلسة. ويضاف كل ذلك عرض لموضوع النازحين في ضوء السجال الذي أعقب زيارة الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاخيرة لبيروت حول مسألة توطين هؤلاء النازحين في لبنان.
كلمة لسلام
وقبل 24 ساعة من جلسة مجلس الوزراء تترقب الأوساط السياسية كلمة رئيس الحكومة تمام سلام في افتتاح أعمال مؤتمر «التكامل المصرفي العربي» الذي ينظمه اتحاد المصارف العربية في فندق فينيسيا، وذلك في حضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ سلام سيعلن، خلال المؤتمر، جملة مواقف تبدأ بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وصولاً الى تجسيد موقف لبنان من عدد من القضايا السياسية والإقتصادية والإجتماعية، ولا سيما منها الجدل القائم حول بعض العناوين والملفات التي برزت إثر زيارة الأمين العام للأمم المتحدة للبنان.
مجلس وزراء
وفي هذه الأجواء، يعقد مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية بعد استراحة «خميس الأسرار» . وكانت الأمانة العامة للمجلس عمّمت على الوزراء في نهاية الأسبوع الماضي جدول أعمال يضمّ 120 بنداً أبرزها ما يتصل بملف جهاز أمن الدولة، بعدما تمّ الإتفاق في آخر جلسة قبل اسبوعين على أن تكون له الأولوية بالإضافة الى قضايا عادية لا تخرج من لائحة الضرورة واستثناء الملفات الخلافية قبل معالجتها. لكنّ أحد الوزراء توقّع تأجيل هذا الملف مجدداً لأنّ الإتصالات الجارية في شأنه لم تصل الى خواتيمها وتحتاج الى مزيد من الجهد والوقت.
وقال وزير آخر لـ«الجمهورية» انّ على جدول اعمال الجلسة قضايا عادية مالية وإدارية وأبرزها يتصل بتزويد مجمّعات النازحين السوريين الطاقة الكهربائية بالمجان، بالإضافة الى بنود أخرى تتصل بترميم بعض الطرق ونقل اعتمادات من الخزينة العامة الى بعض المؤسسات والوزارات وفق القاعدة الإثني عشرية وعمليات شراء بالتراضي لبعض المؤسسات العسكرية والأمنية.
والى جدول الأعمال طلبت الأمانة العامة من الوزراء توقيع 26 مشروع مرسوم عُمّمت نصوصها عليهم تمهيداً لإصدارها.
حرب
وفي المواقف، اكد وزير الاتصالات بطرس حرب لـ»الجمهورية» انّ «موضوع مديرية أمن الدولة مطروح على جدول أعمال الجلسة، بالإضافة الى نتائج زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وما أعقبها من مواقف. وأعتقد انه يجب إثارة موقف وزير الخارجية الذي لم يفهمه أحد». واكد «انّ قضية الانترنت غير الشرعي باتت في عهدة القضاء اللبناني الذي يواصل تحقيقاته».
وأشار الى أنه سيشارك في جلسة لجنة الاعلام والاتصالات غداً، وقال: «يجب عليّ مكافحة الانترنت غير الشرعي، وهذا ما فعلته وأتابعه، وعلى القضاء التحقيق وتبيان المسؤولية ومحاسبة المسؤولين». وأضاف: «أعتقد أنّ هناك من يعمل على خلق مشكلات وإلهاء الناس بها وصنع بطولات وهمية».
وأكد أن «لا شيء إسمه توطين السوريين في لبنان، وهذا التوطين لا يمكن ان يحصل لأنّ هناك اجماعاً وطنياً على رفضه، وثانياً لأنّ المجتمع الدولي ليس مشروعه توطين النازحين بمقدار ما هو مساعدتهم في لبنان حتى عودتهم الى بلادهم، وليس مساعدتهم لإبقائهم هنا.
فطرح الموضوع على هذا النحو هو للإثارة فقط، فجميع اللبنانيين ضد التوطين. لكن طبعاً علينا ان نكون يقظين وحريصين على عدم حصول أي انزلاق في هذا الموضوع، هذه واجبات الحكومة اللبنانية لكن ليست واجباتنا إخافة الناس بأمر غير موجود أساساً أو بأمر نحن نستطيع مواجهته بسهولة».
وعن تفعيل العمل النيابي قال حرب: «أنا مع أن يؤدي المجلس النيابي دوره بدءاً بانتخاب رئيس جمهورية، وتشريع الضرورة لا نستطيع الهروب منه، أنا لست ضد تسهيله، لكن ان يمارس المجلس دوره النيابي بنحو طبيعي وكأن ليس هناك مشكلة في البلد ومن دون أن نأخذ في الاعتبار انّ هناك محاولة مدروسة لضرب رئاسة الجمهورية، فطبعاً أنا لست معه، بل مع ان لا يتعطّل المجلس، وأن يشرّع القضايا الضرورية التي لا تحتمل التأجيل، لكن هذا ليس معناه انّ المجلس يمارس دوره التشريعي وكأن لا مشكلة في البلد».
جريج
وأشار وزير الاعلام رمزي جريج لـ«الجمهورية» الى انّ بنود جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء عادية، مُبدياً اعتقاده بأنّ جميع الوزراء سيشاركون في الجلسة. وقال إنّ سلام كان اعلن انه سيضع قضية مديرية أمن الدولة على جدول الاعمال، وسيقدم اقتراحات في شأنها.
وأضاف: «هذا الموضوع مرتبط برئاسة الحكومة والرئيس سلام معنيّ به، وانّ أطرافاً سياسية ستتحدث عنه. هو موضوع دقيق بعض الشيء، لكن لا بد من إيجاد حل له يتجاوز الاشخاص الذين يتولّون المسؤولية للحفاظ على هذه المؤسسة».
ورأى جريج «انّ توطين النازحين السوريين موضوع افتعل، ولا احد يتحدث بتوطينهم»، مُتسائلاً: «لماذا أساساً سنتحدث عن توطينهم في حين انّ نزوحهم موقّت وناتج من حرب أهلية في سوريا، وبمجرد حصول حل سياسي سيعودون الى بلدهم؟».
وإذ ذكّر جريج بأنّ موقف حزب الكتائب المبدئي هو أنّ مجلس النواب هيئة ناخبة ولم يعد هيئة تشريعية ولا يجوز التشريع قبل انتخاب الرئيس، قال: «لا أعرف ما اذا كان سيحصل تعديل في هذا الموقف بعد انعقاد هيئة الحوار».

اللواء :

تستأنف الدولة، على ما فيها من شلل، عملها اليوم، مع عودة الرئيس تمام سلام من زيارة خاصة إلى الخارج، أمضى خلالها عطلة الفصح المجيد الذي صادف الأحد الماضي للمسيحيين الذين يتبعون التقويم الغربي.
ويحفل اليومان المقبلان بأجندة من شأنها ان تحمل مؤشرات على جملة استحقاقات مقبلة يغلب عليها النشاط المجلسي، بعد مرور أسبوعين على بدء العقد العادي الأوّل لمجلس النواب، وفقاً للمادة 32 من الدستور:
1- فغداً الأربعاء تنعقد الجلسة 17 لطاولة الحوار الوطني، وعلى جدول أعمالها ما انتهت إليه لجنة التواصل النيابية التي شكلها الرئيس نبيه برّي بحثاً عن قانون للانتخاب، عجزت اللجنة التي رأسها النائب جورج عدوان عن احداث أي خرق، على الرغم من عشرات الاجتماعات التي عقدتها لتدوير الزوايا وتضييق الهوة بين فريق نيابي عريض يطالب بقانون أكثري وآخر عريض أيضاً يُطالب بقانون نسبي أو يجمع بين الأكثري والنسبي، فإذا ما أنتهت النتيجة إلى هذا الوضع، قرّر الرئيس بري وضع تقرير اللجنة على جدول أعمال جلسة الحوار، وهو من صلب جدول أعمال هذه الطاولة.
على ان النقطة الأهم، هي رغبة الرئيس برّي حمل الطاولة على تبني تنشيط المجلس النيابي لإصدار تشريعات قانونية تتلاءم مع خطة التمويل التي حملها البنك الدولي وبنك التنمية الإسلامي عبر رئيسيه اللذين رافقا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس الماضي.
2- وبعد غد الخميس ينعقد مجلس الوزراء للبحث في جدول أعمال من 122 بنداً، يتصدرها موضوع جهاز أمن الدولة، ويتوزع على قبول هبات ونقل اعتمادات، مع العلم ان موضوع «الانترنت غير الشرعي» سيفرض نفسه بنداً من خارج جدول الأعمال، فضلاً عن نتائج زيارة بان إلى بيروت، والأداء المثير للريبة الذي مارسه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لجهة مقاطعة زيارة ارفع مسؤول أممي، وتسجيل «بطولات» عبر هذه المقاطعة لجهة رفضه تناول الفطور معه أو ارتشاف فنجان قهوة، أو حتى مجرّد اللقاء، متناسياً ان بان يأتي إلى لبنان بصفته ممثلاً للمجتمع الدولي المتمثل بهيئة الأمم المتحدة، وأن لبنان الذي هو عضو مؤسس في هيئة الأمم يراهن على دعمها، سواء في ما خص القرار 1701 أو ترسيم الحدود البحرية فضلاً عن القضية الأهم المتمثلة بمساعدة لبنان على معالجة أزمة الازمات: النزوح السوري وتداعياته امنياً واقتصادياً واجتماعياً، على ما أكّد وزير بارز لـ«اللواء».
ومع ان مصادر وزارية تستبعد ان تكون ثمة مشكلة تواجه عقد جلسة مجلس الوزراء، فإن قضية جهاز أمن الدولة، سواء تجاوزها مجلس الوزراء أو أبقى على دراستها لم يُصرّ بعد إلى إيجاد تسوية سياسية لها، والنقطة الخلافية ان الوزراء المسيحيين ما يزالون على موقفهم لجهة إطلاق يد مدير عام الجهاز اللواء جورج قرعة، في ادارته، واتخاذ القرارات.
وقال وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم لـ«اللواء» ان الوزراء المسيحيين يؤيدون تطبيق القانون المتعلق بعمل الجهاز، محتفظاً برأيه من موضوع توسيع مجلس القيادة إلى حين طرحه (إذا طرح).
وفي السياق، توقع وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي تجاوز هذا الموضوع لأنه ليس من صلاحية مجلس الوزراء إنشاء مجلس قيادة لهذا الجهاز بمرسوم، فجهاز أمن الدولة، أضاف حناوي، انشئ بناءً على قانون الدفاع 102 والقانون يعدل بقانون، وهذا الأمر يحتاج إلى مجلس النواب وليس مجلس الوزراء، معتبراً ان الأمور تسير داخل الجهاز بالتعاون بين المدير العام ونائبه، وأن لا تهميش للواء قرعة.
وفي ما خص الانترنت غير الشرعي، استبعد حناوي لـ«اللواء» إعادة طرحه من جديد طالما انه أصبح في عهدة القضاء.
وفي ما خص النازحين السوريين، اتفق الوزيران حكيم وحناوي على رفض العودة الطوعية لهؤلاء.
وأكد حكيم لـ«اللواء» أن الموقف واحد لجهة رفض استخدام لبنان كمركز لتجمع السوريين ومنعهم من اللجوء إلى أوروبا، فما اعتبر حناوي أن عودة النازحين إلى بلادهم أمر سهل جداً، فأي تسوية يمكن إنجازها تعني عودة هؤلاء إلى أرضهم ومدنهم وقراهم.
ووفقاً لما ستؤول إليه نتائج طاولة الحوار وجلسة مجلس الوزراء، فإن مسار الاستحقاقات المقبلة سيتوضح، وسيتخذ بشأنه القرار المناسب.
وتمثل هذه الاستحقاقات على مدى 60 يوماً تبقت من عمر العقد العادي في تمرير الانتخابات البلدية، بعدما دعا وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الهيئات الناخبة إلى الانتخاب في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك - الهرمل وجبل لبنان بدءاً من 8 أيار، على أن تدعى الهيئات الناخبة في محافظات الجنوب والنبطية والشمال وعكار بقرارات تصدر هذا الأسبوع، أو مطلع الأسبوع المقبل، على أن لا تتجاوز نهاية أيار المقبل.
وفي هذا الإطار، أعربت مصادر نيابية مسيحية عن مخاوفها من أن تؤدي محاولات تحالف عون - جعجع إلى خلق مناخ يمنع التفاهم على الحصص المسيحية لـ12 عضواً في بلدية بيروت من أصل 24 عضواً، وبالتالي سينعكس هذا الوضع سلباً على إمكان تحقيق المناصفة بين المسيحيين والمسلمين مع أن القانون لا ينص على هذه المناصفة.
وكشفت هذه المصادر لـ«اللواء» أن اجتماعاً عقد بين نواب بيروت وممثلين للتيار الوطني الحر و«القوات اللبنانية» أصرّ خلالها ممثلو الثنائي المسيحي على أن تكون حصة المسيحيين في بلدية العاصمة لهما، الأمر الذي استفز نواب العاصمة، واعتبروا أنه من غير الممكن القبول بمثل هذا التوجه.
ويتجه بعض هؤلاء النواب إلى إقناع الكتل النيابية الوازنة بإصدار تشريع يسمح بالتمديد للمجالس الاختيارية والبلدية إذا ما طرأ أي أمر تصبح معه الانتخابات البلدية غير ممكنة في المواعيد المقررة، نظراً لحساسية الوضع والضغوطات الأمنية من الشمال والشرق على لبنان.
وفي سياق انتخابي متصل يتعلق بالرئاسة الأولى، علمت «اللواء» من مصادر ديبلوماسية، أن تلويح العونيين بالشارع لمنع انتخاب النائب سليمان فرنجية، طرح خيارات عملية لمنع استخدام الشارع في تعطيل ما تبقى من الديموقراطية اللبنانية.
وفي المعلومات، أن اقتراحاً جرى التداول به في حال خرج العونيون إلى الشارع، على الرغم من أن «القوات» تتحرك خارج هذا الإطار، بتقريب موعد جلسة انتخاب الرئيس المقررة في 18 نيسان إلى الخميس في 14 أو الجمعة في 15 نيسان.
ونسبت مصادر نيابية إلى مرجع نيابي كبير عدم ممانعته من أي خطوة من شأنها أن تسرّع في انتخاب الرئيس، لا سيما إذا حصل توافق وطني حولها.
وسخرت المصادر النيابية من حملة مقنعة يجري الترويج لها، من أن رئاسة المجلس قد تلعب ورقة النصف زائداً واحداً، مشيرة إلى أن التهويل العوني على هذا الصعيد ليس في مكانه، فالرئيس برّي حسم هذا الموضوع، وما زال على موقفه أن لا جلسة انتخاب من دون نصاب بثلثي أعضاء المجلس.
وكشفت المصادر الديبلوماسية الآنفة الذكر، أن موسكو وواشنطن توليان اهتماماً استثنائياً للانتخابات الرئاسية اللبنانية، على أن لا يمضي شهر نيسان أو أيار إلا ويكون هذا الفراغ قد ملء.

الاخبار :

زار وفد أمني أميركي منطقة الشمال أخيراً بمواكبة من استخبارات الجيش. وعلمت «الأخبار» أنّ دافع الزيارة وجود تخوّف أمني من معركة مستقبلية في هذه المنطقة بالتحديد. ورغم الخسائر المتلاحقة التي مُني بها، تُجمع المصادر على أنّ عين تنظيم «الدولة الإسلامية» على لبنان.

ومردّ التخوّف وجود معطيات عن قرار لدى التنظيم باستعادة سيناريو تحريك خلاياه في الشمال، على خلفية مطامع لديه بالسيطرة على قرى في المنطقة للحصول على منفذ بحري. رغبةٌ لا يختلف اثنان بشأنها، لكن هل يملك التنظيم القدرة العسكرية لتنفيذها أو حتى البدء فيها؟ وهل يجبره مسار ميدان المعارك على إعادة حساباته؟ تساؤلات أجابت عنها مصادر أمنية وديبلوماسية متابعة لحركة التنظيمات الأصولية على الساحة اللبنانية.
خسر تنظيم «الدولة الإسلامية» مدينة تدمر، فبدأ يتلاشى شيئاً فشيئاً حُلُم تمدّد خلافته إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط من خلال الأراضي اللبنانية. مخطّط خطِّ الإمداد بين الرقة، بوصفها «عاصمة دولة الخلافة»، والشمال اللبناني باعتباره المنفذ البحري الأوحد للتنظيم أُفشل، لكنّ ذلك لن ينسف مشروعه من جذوره في هذه المنطقة. ورغم الهدوء السائد حالياً في القرى الشمالية، مقارنة بجبهة عرسال المفتوحة، تتخوّف أجهزة أمنية غربية ولبنانية من معركة مرتقبة في عكّار. تستدل هذه الأجهزة بمعطيات باتت في حوزتها، إذ لا يكاد يمرّ يوم في قرى الشمال من دون أن تعتقل الأجهزة الأمنية أفراداً مرتبطين بتنظيم «الدولة». وهؤلاء الأفراد متى اجتمعوا، فإنّهم حكماً يؤلّفون خلايا نائمة قادرة على التحرّك في أي لحظة. وقد رُبطت استجوابات الموقوفين بمعطيات متوافرة لدى أجهزة أمنية غربية، وخلُص المتابعون إلى أنّ قرار إعادة إحياء المخطط المرسوم اتُّخذ. يعزز هذه المخاوف الإصدار الرسمي الأول لـ«الدولة الإسلامية» الذي حمل عنوان: «يا أحفاد الصحابة في لبنان»، ولا سيما أنّ المتحدّثين اللذين خرجا مكشوفي الوجه فيه، هما لبنانيان من منطقة الشمال.


رفض أبو مالك التلّي عرض فتح ممر آمن باتجاه إدلب، لكن المصادر تكشف أنّه سيُرغم على القبول

 

ولهذا الأمر دلالة خاصة لدى أكثر التنظيمات تشدداً في العالم. إذ بحسب المصادر الأمنية المتابعة لملفات السلفيين الجهاديين، فإنّ قيادة التنظيم تريد إيصال رسالة إلى أبناء هذه المناطق على وجه التحديد قبل غيرهم.
وتكشف مصادر ديبلوماسية عن سيناريو مرتقب خلال الأسابيع المقبلة. وتتوقع احتدام المعارك في عرسال بين «جبهة النصرة» و«الدولة» في الأيام المقبلة. وتتحدث عن مساعٍ بذلها «وسطاء» مع النظام السوري لحثّه على فتح ممر آمن لمقاتلي «النصرة» نحو إدلب. لكنّ مصادر مقرّبة من أمير «النصرة» في القلمون «أبو مالك التلّي» تكشف أن الآخر رفض هذا الطرح الذي عُرِض عليه. لكن المصادر ترجح أنّه سيقبل مرغماً لأن عديد مسلحي «الدولة» أكثر من ضعفي عديد مسلحيه، وبالتالي، فإنّ الكفة ترجح لمصلحة جنود البغدادي.
وبحسب المصادر، فإنّ الغاية من ذلك إبعاد خطر «النصرة» عن القرى اللبنانية الممتدة على طول الحدود البقاعية التي ينتشر فيها مسلّحوها (علماً أنّ عديدهم لا يتجاوز ٣٠٠ مسلّح في أحسن الأحوال، بحسب التقديرات الأمنية). الخطر رغم حصره، يبقى قائماً متى قرر أمير «النصرة» التحرّك. ورغم عودة الحديث خلال الأسابيع الماضية عن استعدادات لدى حزب الله لخوض «معركة الربيع» لإنهاء وجود مسلّحي «النصرة» المتحصنين في الجرود، إلا أنّ المصادر تكشف أنّ الحزب عَدَلَ عن قراره خوضها أو على الأقل ارتأى تأجيلها، فلماذا يستنزف نفسه بمعركة نتائجها تحصيلٌ حاصل، ما دامت حمأة المواجهة تشتد بين العدوّين اللدودين «الدولة» و«النصرة» في الجرود. وخير شاهد على ذلك، الهجمات المتكررة التي يشنّها مسلّحو «الدولة» على مقاتلي «النصرة» في الجرود، وآخرها معركة أمس في جرود عرسال وفي المنطقة المحاذية لقرى رأس بعلبك، فظهروا كمن ينتقم في الجرود من هزيمة تدمر. وقد تحدثت المعلومات عن نية تنظيم «الدولة» اقتحام منطقة الملاهي والعجرم ومخيمات النازحين في جرود عرسال، المنطقة الفاصلة بين مواقع الجيش اللبناني وحصن «النصرة»، علماً بأن المراقب لمعركة الجرود، يلحظ في الآونة الأخيرة تراجع الاحتكاك بين الجيش اللبناني ومسلحي «النصرة» آنياً، مقارنة بعمليات الاستهداف القائمة ضد مسلّحي «الدولة».
هكذا تخلو الساحة لتنظيم «الدولة» الذي كان يتحضّر لتنفيذ هجمات موازية على قرى سورية يُسيطر عليها الجيش السوري، بعد انتهاء حربه ضد «النصرة»، وفي الوقت نفسه سيُحرّك خلاياه في لبنان.