دعم دولي للبنان , وإغراءات مالية ولم يُصرّح عن الاهداف الرئيسية  , فتبقى زيارة بان في دائرة الشبهة

 

السفير :

بالتزامن مع وصول الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى لبنان، لمناقشة ملفات حيوية، من بينها ما يتعلق بالنازحين السوريين ومكافحة الارهاب.. استهدفت المجموعات التكفيرية مجددا الجيش اللبناني الذي تعرضت احدى دورياته لتفجير في منطقة عرسال، أدى الى استشهاد احد العسكريين.
وأبلغت مصادر أمنية «السفير» ان الجيش كان قد تلقى معلومات استخبارية حول تحركات مريبة تقوم بها المجموعات المسلحة في منطقة عرسال، استعدادا لتنفيذ أعمال ارهابية. وفي هذا السياق، وردت معلومات عن احتمال وجود عبوات ناسفة، ما استدعى تحرك احدى دوريات الجيش للتفتيش عنها، فانفجرت احداها أثناء تنفيذ مهمة التمشيط.
وفيما لم يعرف ما إذا كانت العبوة فجرت عن بُعد او بطريقة أخرى، أكدت المصادر الامنية ان ما حصل امس يُحتم ابقاء الجهوزية العسكرية مرتفعة لمواجهة كل الاحتمالات.
وصدر عن قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه بيان أفاد انه «حوالى الساعة الواحدة، (بعد ظهر أمس)، تعرّضت دورية تابعة للجيش أثناء تنفيذها مهمة تفتيش واستطلاع بين وادي عطا ووادي الأرانب في منطقة عرسال، لانفجار عبوة ناسفة زنة نحو 30 كلغ من المواد المتفجرة، ما أدّى إلى استشهاد أحد العسكريين وإصابة ثلاثة آخرين بينهم ضابط بجروح غير خطرة. وقد فرضت قوى الجيش طوقاً حول المكان، كما حضر الخبير العسكري الذي قام بالكشف على موقع الانفجار، وبوشر التحقيق في الحادث».
وأفيد لاحقا عن اشتداد حدة القصف المدفعي والصاروخي من مرابض الجيش على مراكز الارهابيين في جرود عرسال وراس بعلبك بعد قصف متقطع منذ ساعات الصباح الاولى في خربة داوود في جرود راس بعلبك.
بان كي مون: لدعم الجيش
الى ذلك، أجرى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، امس، محادثات مع كل من الرئيسين نبيه بري وتمام سلام ووزير الدفاع سمير مقبل، وزار قيادة القوات الدولية في الجنوب، يرافقه رئيس «البنك الدولي» جيم يونغ كيم، رئيس «البنك الاسلامي للتنمية» الدكتور أحمد محمد علي، المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، وسفير لبنان لدى الامم المتحدة نواف سلام.
وفيما من المقرر ان يزور بان اليوم مخيمات للنازحين السوريين، دعا مجلس الأمن الى دعم الجيش اللبناني والقوات المسلحة لتمكينها من مواجهة الارهاب، مؤكدا ضرورة الإسراع في إجراء الانتخابات الرئاسية لينطلق العمل كما ينبغي. ودعا إلى ايجاد حل عاجل لأزمة النازحين.
الانترنت: ضغوط لعدم التوسع في التحقيق
على صعيد آخر، ومع تكشف المزيد من فصول فضيحة «مغارة الانترنت»، بدا ان هناك من يحاول الدفع في اتجاه لفلفتها ولملمة مضاعفاتها، بأقل الخسائر الممكنة، عبر ممارسة الضغوط على القضاء، خشية ان يؤدي استمرار الخوض في هذا الملف حتى «القعر» الى تدحرج رؤوس كبيرة، على صلة بقوى سياسية نافذة تسعى الى عدم التوسع في التحقيق، لحماية المتورطين.
وفي دلالة على أهمية هذه القضية وخطورتها، رفع الرئيس نبيه بري، بناء لطلب لجنة الاعلام والاتصالات النيابية السرية عن محاضر جلسات اللجنة التي ناقشت فضيحة الانترنت، ووضعها بتصرف المراجع القضائية المختصة. وقد ابلغ بذلك المدعي العام التمييزي والمدعي العام المالي والمدعي العام العسكري.
وعُلم ان رئيس اللجنة النائب حسن فضل الله وجه رسالة رسمية الى بري، ابلغه فيها، ان اللجنة ارتأت بعد جلسة 21 آذار الجاري رفع السرية عن الوقائع والمعطيات التي تُناقشها، حتى يتم تزويد القضاء بها، وصولا الى تسريع عمله وتفعيله، وهذا يحتاج الى موافقة رئاسة المجلس التي تجاوبت مع الطلب.

النهار :

أخرج اليوم الأول من زيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون للبنان الواقع الداخلي من رتابة اليوميات السياسية والملفات المتشابكة ولو أن عملية التفجير الارهابية التي استهدفت دورية للجيش في جرود عرسال موقعة شهيداً وثلاثة جرحى بدت في جانب من توقيتها بمثابة استهداف للاطلالة الأممية على لبنان في الشق الذي يتصل بالدعم الدولي للجيش والمؤسسات الامنية. ويمكن استناداً الى المعطيات التي تجمعت نتيجة المحادثات التي أجراها الامين العام للامم المتحدة الذي يرافقه رئيس البنك الدولي جيم يونغ - كيم ورئيس البنك الاسلامي للتنمية أحمد محمد علي والخلاصات العلنية التي برزت من خلال كلمات الزوار اجمال أهداف الزيارة التي ستستكمل اليوم بمزيد من المحطات البارزة بشقين أساسيين وإن يكن الواقع المتصل بالوضع على الحدود مع اسرائيل والمواجهة مع الارهاب أيضاً أخذ حيزاً مهماً من المحادثات اللبنانية - الأممية. الشق الأول مالي واكتسب دلالات بدت مفاجئة لكثيرين من خلال "اغداق" التحفيزات المالية على لبنان على خلفية قضية الأعباء الثقيلة التي يتحملها في إيوائه أكثر من مليون ونصف مليون لاجئ سوري بالاضافة الى اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون أزمة مع وكالة "الاونروا" اخترقت جانباً من اهتمامات الوفد الأممي. والشق الثاني سياسي يتصل بأزمة الفراغ الرئاسي التي حضرت في محادثات الامين العام للأمم المتحدة مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء تمام سلام وكذلك لدى زيارة الوفد وزارة الدفاع في اليرزة.
ولعل العامل الأكثر اثارة للاهتمام الذي برز في الاندفاع الأممي للحض على ملء الشغور الرئاسي تمثل في كلام بالغ الوضوح يتصل بتشجيع لبنان على الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية كحافز أساسي لتلقي مساعدات بلغت الوعود بها مليارات عدة من الدولارات. وهي المرة الاولى تقريباً التي يجري التعبير عن موقف اممي مماثل.

الحوافز المالية
والواقع ان موضوع "الحوافز" المالية برز فور وصول الوفد الاممي الى بيروت مع توقيع رئيس البنك الاسلامي للتنمية مع مجلس الانماء والاعمار خمسة اتفاقات بمبلغ 373 مليون دولار، على ان يوقع قريباً اتفاق سادس يرفع المبلغ الى 400 مليون دولار. كما ان رئيس البنك الدولي أعلن تقديم مئة مليون دولار مخصصة لقطاع التربية. وأعلن أيضاً رئيس البنك الدولي انه والبنك الاسلامي في طور انشاء صندوق بقيمة مليار دولار "قد تتحول الى أربعة أو خمسة مليارات دولار من خلال استعمال الرافعات المالية المتوافرة لدى البنك الدولي لضخ هذه المبالغ في مشاريع بنى تحتية اساسية لدى البلديات على مدى سنوات". لكنه لفت الى عدم امكان التعامل مع لبنان "بالطريقة التقليدية لان مجلس النواب لا يجتمع لاقرار القروض وان لدى البنك أموالاً يريد ان يقدمها الى لبنان لكنه عاجز عن ذلك بسبب شلل المؤسسات فيه". ولم يفته التشديد على أهمية انتخاب رئيس للجمهورية. كما ان رئيس البنك الاسلامي للتنمية تحدث بدوره عن استعداد البنك للنظر في أي مشاريع جديدة تتقدم بها الحكومة اللبنانية. واذا كان المسؤولان الماليان تكفلاً الحديث عن الاهداف التحفيزية للزيارة، فان بان كي - مون ركز على الجوانب السياسية والامنية والديبلوماسية خصوصا في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده الوفد الاممي والرئيس سلام في السرايا.
وأوضح بان ان الزيارة "تبين ان المجتمع الدولي متحد ومستعد لتقديم دعمه القوي للبنان "الذي وصفه بأنه من بلدان "قليلة أبدت السخاء حكومة شعباً ازاء اللاجئين السوريين"، مبدياً قلقه من الاعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين والفلسطينيين الذين "يعيشون في فقر مدقع". كما تطرق الى الواقع السياسي في لبنان، فرأى ان "رئيس لبنان يعد رمزاً مهماً لوحدة شعبه ورمزاً للتعددية في هذه المنطقة ومن الأهمية بمكان ملء فراغ الرئاسة في أقرب وقت حتى يصبح لبنان كاملاً مرة أخرى".
وتميزت زيارة الامين العام لوزارة الدفاع بلقاء موسع ضمه ووزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي وممثلة الامين العام في لبنان سيغريد كاغ وقائد "اليونيفيل" الجنرال لوتشيانو بورتولانو وسفراء مجموعة الدعم الدولية للبنان (الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وايطاليا وجامعة الدةل العربية). وأشاد بان كي - مون على الاثر "بالنجاح الذي يحرزه الجيش والاجهزة الامنية اللبنانية في مجال حفظ الامن والاستقرار وخصوصاً حماية الحدود من تهديد الارهاب"، مؤكداً "اننا سنستمر في الدعوة الى زيادة الدعم للجيش اللبناني".
وعلم ان محادثات الوفد الاممي مع الرئيس سلام كانت ايجابية اذ تفهم الوفد شكوى رئيس الوزراء من التقصير الدولي في استجابة متطلبات لبنان وقرن سلام المحادثات بطلب رسمي من الامين العام للامم المتحدة لبذل مساعيه من أجل ترسيم منطقة الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة المتنازع عليها بين لبنان واسرائيل.
ومن المقرر ان يتخذ الجانب المتصل بأزمة الفراغ الرئاسي بعداً خاصاً من خلال الزيارة التي سيقوم بها الامين العام للامم المتحدة بعد ظهر اليوم لبكركي للقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد جولة سيقوم بها بان على منطقة الشمال حيث سيزور طرابلس لافتتاح مركز تابع لوزارة الشؤون الاجتماعية ومن ثم سيزور مخيم نهر البارد.
ويشار الى ان تخلف وزير الخارجية جبران باسيل عن استقبال الامين العام للامم المتحدة في مطار رفيق الحريري الدولي صباح أمس عزته أوساط باسيل الى ان الزائر ليس رئيس دولة ولذا انتدب الامين العام لوزارة الخارجية لاستقباله، كما كان في الاستقبال مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام. فيما بررت أوساط باسيل غيابه عن محادثات السرايا بوفاة خال الوزير.

 

المستقبل :

«رئيس الجمهورية هو رمز الوحدة الوطنية ومن الأهمية بمكان أن يتم ملء الفراغ في الرئاسة».. بهذه العبارة التي ألقاها على مسامع حشد من القيادات والسياسيين خلال مأدبة عشاء أقامها رئيس مجلس الوزراء تمام سلام على شرفه في السرايا الحكومية، اختتم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يومه الأول في لبنان بعد نهار طويل من المباحثات الرسمية شملت كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة ونائبه وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وقائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان اللواء لوتشيانو بورتولانو إثر زيارة تفقدية لقوات «اليونيفيل» في الجنوب. وبينما يجول اليوم بقاعاً وشمالاً، على أن يلتقي أيضاً البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في مطرانية بيروت للموارنة بحسب معلومات «المستقبل»، تمحورت زيارة رئيس المنظومة الدولية إلى لبنان حول رسالتين رئيسيتين، الأولى نقلها إلى المسؤولين وجسدت الدعم الدولي للدولة ومؤسساتها بغية تمكينها من مواجهة التحديات المالية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، بينما الثانية تلقاها من سلام في رسالة رسمية تطلب بذل المساعي دولياً وأممياً «من أجل ترسيم منطقة الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة المتنازع عليهما بين لبنان وإسرائيل».
وكان رئيس الحكومة الذي استقبل الضيف الأممي يرافقه رئيسا البنك الدولي جيم يونغ كيم والبنك الإسلامي للتنمية أحمد محمد علي المدني، قد أكد في مؤتمر صحافي مشترك مع بان في السرايا الحكومية «توافق الجانبين على أن النزوح السوري أنتج عبئاً كبيراً على لبنان لم يعد بإمكانه أن يتحمله بمفرده»، مشيراً في هذا السياق إلى أنّ «الأمين العام يواصل جهوده لحضّ المجتمع الدولي على زيادة دعمه المالي للبنان ولضمان تنفيذ التعهدات المالية وضخها في آليات المساعدة الإنسانية والتنموية«، مع توجيه «دعوة مشتركة إلى جميع أصدقاء لبنان للإبقاء على دعمهم للقوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي ورفع مستواه من أجل تعزيز جهودها في حماية الاستقرار ومواجهة التهديدات الإرهابية المتنامية».
وإثر الزيارة، أوضحت مصادر حكومية لـ«المستقبل» أنّ سلام كرر أمام بان طلب لبنان ترجمة التعهدات الدولية بدعمه في مواجهة عبء النزوح وفق الورقة الحكومية المقدمة في مؤتمر لندن الأخير، في وقت أكد الأمين العام للأمم المتحدة لرئيس الحكومة على أحقية المطالبة بهذا الموضوع ربطاً بما يتحمله المجتمع اللبناني المضيف للنازحين السوريين من أعباء تفوق قدرته وقدرة الدولة اللبنانية على تحملها.
وفي الشأن المؤسساتي، لفتت المصادر إلى أنّ بان أبدى اهتماماً باستحقاق الانتخابات البلدية المرتقبة باعتباره واحداً من الاستحقاقات التي تعزز دورة الحياة المؤسساتية والديموقراطية المنشودة في لبنان، مبدياً أمله في الإطار عينه بأن يتم انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن.
وعن القرار الدولي 1701، نقلت المصادر أنّ الأمين العام للأمم المتحدة أعرب عن سروره لاحترام الخط الأزرق عند الحدود الجنوبية، وكشف أنه كان قد عبّر أمام وزير الدفاع الإسرائيلي خلال لقائهما الأخير عن اعتراض الأمم المتحدة على الخروق الإٍسرائيلية لهذا الخط، آملاً في المقابل عدم حصول أي خروق كذلك من الجانب اللبناني.
مالياً، أشارت المصادر إلى أنّ رئيس البنك الدولي، الذي أعلن تقديم 100 مليون دولار للقطاع التربوي تقديراً لما يقوم به لبنان لجهة تعليم الأولاد النازحين، أكد للمسؤولين اللبنانيين استعداد البنك لتمويل مشاريع بهبات وقروض ميسرة بقيمة 5 مليارات دولار لكنه طالب بدايةً بأن يُصار إلى إقرار عدد من الهبات والقروض التي لا تزال معلّقة بقيمة 900 مليون دولار نتيجة تعطيل عمل مجلس النواب. وكذلك الأمر ناشد رئيس البنك الإسلامي اللبنانيين تفعيل عملهم التشريعي والمؤسساتي لكي يتمكن لبنان من الاستفادة من تقديمات البنك المالية.
علماً أنّه جرى أمس توقيع خمس اتفاقيات تمويلية جديدة بين مجلس الإنماء والإعمار والبنك الإسلامي للتنمية تتعلق بقطاعات الطرق والمياه والصرف الصحي يبلغ مجموع قيمتها 372،67 مليون دولار.

الديار :

الارهاب واحد، من بلجيكا الى فرنسا الى ليبيا وصولا الى العراق وسوريا وجرود عرسال، حيث دفع الجيش اللبناني مجدداً ضريبة الدم في مواجهة «داعش» بعد ان تسللت مجموعة ارهابية من جرود عرسال وفي جنح الظلام، وزرعت عبوة ناسفة في منطقة مفتوحة على الجرود وقدرت زنتها بـ30 كيلوغراماً من المتفجرات مما ادى الى استشهاد الرقيب اول عامر يوسف وجرح 3 عسكريين.
وكان الجيش اللبناني قد نفذ منذ اسبوعين عملية نوعية ضد مواقع داعش في رأس بعلبك وكبد المسلحين خسائر كبيرة.
وفي التفاصيل، أدى انفجار عبوة ناسفة وضعت الى جانب الطريق بدورية للجيش في وادي عطا في جرد عرسال الى وقوع شهيد و3 جرحى.
وفيما كان الجيش ينفذ مهمة في وادي عطا، وتحديدا من ناحية رأس السن، جنوب عرسال. ولدى مرور الدورية في تلك المنطقة، انفجر فيها لغم أرضي مزروع على الطريق الترابية، ما أدى إلى استشهاد عسكري برتبة رقيب وإصابة 3 آخرين، بينهم ضابط.
وحضر الخبير العسكري إلى مكان الانفجار، وضرب الجيش طوقا أمنيا حول المنطقة ترافق مع قصف مدفعي لتحركات المسلحين في جرود عرسال ورأس بعلبك، بعد قصف متقطع منذ ساعات الصباح الاولى في خربة داود في جرود راس بعلبك.
وأعلنت قيادة الجيش اللبناني- مديرية التوجيه، في بيان، أنه «حوالى الساعة 13.00، تعرّضت أمس دورية تابعة للجيش أثناء تنفيذها مهمة تفتيش واستطلاع بين وادي عطا ووادي الأرانب في منطقة عرسال، لانفجار عبوة ناسفة، زنة نحو 30 كلغ من المواد المتفجرة، ما أدّى إلى استشهاد أحد العسكريين وإصابة ثلاثة آخرين بينهم ضابط بجروح غير خطرة. وقد فرضت قوى الجيش طوقاً حول المكان، وحضر الخبير العسكري الذي كشف على موقع الانفجار، وبوشر التحقيق في الحادث». فيما تولت طائرات مروحية نقل جثة الشهيد والجرحى.

ـ ابراهيم: الوضع في المطار غير مقلق ـ

الى ذلك، اعلن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يزور لندن برفقة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق «ان الوضع في مطار بيروت غير مقلق، وان الامن في لبنان ممسوك، وهناك تنسيق بين الاجهزة الامنية للابقاء على هذا الوضع». وقال «الوضع في المطار ليس مخيفا الى درجة الذعر، وسبق ان ذكرنا ان اي مرفق حيوي تتم حمايته هو بحاجة الى تطوير الاجراءات القائمة فيه».

ـ مباحثات كي مون مع بري ـ

وقد تزامنت العملية الارهابية ضد الجيش اللبناني مع وصول الامين العام للامم المتحدة الى لبنان بان كي مون يرافقه رئىس البنك الدولي جيم يونغ كيم ورئىس البنك الاسلامي للتنمية الدكتور احمد محمد علي المدني، وقد اقتصرت مراسم استقبال كي مون في المطار على مراسم عادية من قبل امين عام وزارة الخارجية والمغتربين السفير رفيق رحيمي ممثلا وزير الخارجية جبران باسيل. وقد التقى المسؤول الاممي الرئيسين نبيه بري وتمام سلام ووزير الدفاع سمير مقبل في حضور قائد الجيش.
ونفت مصادر وزارية ان يكون بان كي مون قد طرح اي مشروع لاندماج اللاجئين السوريين والفلسطينيين في النسيج اللبناني اي التوطين او ان يكون بان كي مون ربط المساعدات بشروط تمس السيادة اللبنانية واجمع المسؤولون على ضرورة عودة اللاجئين السوريين الى ديارهم.
وعلم انه خلال اللقاء الذي زاد عن الوقت المحدد حوالى النصف ساعة مع رئىس مجلس النواب جرى التركيز على محاور عديدة بين بري وبان كي مون، وان الامين العام كشف عن استعداد كبير لدعم لبنان ان لجهة مواجهة نتائج وتداعيات قضية النازحين او لجهة مساعدة لبنان بقروض تعزز الوضع اللبناني، لكنه شكا من ان هناك فراغاً في الرئاسة، وتباطؤاً في عمل مؤسسات الدولة، فرد بري قائلاً: «نسعى بكل امكانياتنا لانتخاب رئيس للجمهورية وحاولت لبننة هذا الموضوع لكنني لم انجح حتى الآن، ونحن نستطلع التطورات التي تساهم وتساعد بالدفع في اتجاه حسم هذا الاستحقاق». اما في خصوص القروض وموضوع المساعدات فانني اؤكد اننا سنكون مسؤولين في كل ما هو مطلوب منا من قوانين ان كان على مستوى الحكومة او المجلس النيابي.
وقالت المصادر «ان هذا الامر سيصار الى التعاطي معه على غرار القوانين المالية التي اقرها مجلس النواب».
واشارت المصادر ان بان كي مون لا يحمل جديداً. وقال: «الهدنة في سوريا جيدة لانها تساهم بتقديم المساعدات، ونؤيد ما يجري في جنيف».


فرد بري: «هذا لا يكفي والمطلوب ان يكون هناك اتفاق كامل على محاربة الارهاب».
فرد كي مون: «حاولنا اصدار قرارات بهذا الشأن وللاسف لم نصل الى النتائج المرجوة».
فرد بري: «الحل في سوريا ينطلق من القضاء على الارهاب وسلوك الحل السياسي انطلاقاً من القضاء على الارهاب».
ورد بان كي مون: «سندعم لبنان واشاد بدور بري الحواري لانجاز الاستحقاق الرئاسي». فرد بري: «حاولت لبننة الاتفاق ولم انجح بعد».

 

ـ في السراي ـ

اما في السراي الحكومي، فكرر بان كي مون المواقف التي اطلقها امام الرئيس بري وطالب الرئيس سلام بزيادة الدعم المالي للبنان الذي يتحمل اعباء مليون ونصف مليون لاجىء سوري، فرد احد اعضاء الوفد المرافق لبان كي مون «معلوماتنا تقول ان عدد النازحين السوريين وصل الى مليوني نازح»، وطالب الرئيس سلام بمساعدة الامم المتحدة على ترسيم الحدود البحرية مع اسرائىل وتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة... كما طالب باعادة تفعيل دور «الاونروا» بعد ان خفضت خدماتها للنازحين الفلسطينيين الذين ردوا بتحركات احتجاجية ضد «الاونروا» كما شرح سلام الصعوبات التي يعانيها لبنان، وتحدث عن دور الجيش اللبناني والقوى العسكرية بالتصدي للارهاب والنجاح في هذا الامر.
وعلم ان بان كل مون وعد بتقديم مساعدة 100 مليون دولار لقضايا تعليم اللاجئين ومساعدات اخرى، مطالباً مساعدة الدولة اللبنانية ومؤسساتها على تشريع هذه الامور لجهة اصدار قوانين بشأنها.

ـ وفي اليرزة ـ

وقالت اوساط قريبة من اجتماع بان كي مون مع وزير الدفاع وقائد الجيش ان المسؤول الدولي سأل بكثير من الدقة عن الوضع الامني في البلاد وعن الخطر الارهابي على لبنان، كما سأل عن الدور الذي يقوم به الجيش على مستوى حفظ الامن بالاضافة الى احتياجاته من السلاح، اضافت ان بان كي مون لم يعد بشيء بما يتعلق بتسليح الجيش على اعتبار ان الامم المتحدة ليست دولة ولا تملك مصانع اسلحة انما وعد بأن يسعى لدى الدول التي يمكنها ان تساعد لبنان بالعمل لديها لتقديم مساعدات عسكرية للجيش

 

الجمهورية :

فيما تعصف رياح التغيير في المنطقة، والخرائط الجديدة ترتسم في الشرق الأوسط، وفيما الشغور الرئاسي مستمر في قصر بعبدا، خَطفت زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى بيروت الأضواء، ناقلاً جهوزية المجتمع الدولي لمساعدة لبنان، وداعياً إلى ملء الشغور سريعاً، كي يتمكّن لبنان من العمل بشكل كامل، وإلى توفير المساعدة للجيش والقوى الأمنية، في وقتٍ كانت يد الإرهاب تمتدّ مُجدّداً على الجيش فتستهدف دوريةً له بعبوة ناسفة في جرود عرسال، فيسقط له شهيد وثلاثة جرحى، بينهم ضابط. على خطّ آخر، خصَّ رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية "الجمهورية" بجملة مواقف مهمّة في شأن الاستحقاق الرئاسي، وترشيحه، مؤكّداً أنّه لن يُلغيَ نفسَه ولن ينسحب من سباق الرئاسة، حتى لو طلبَ منه "حزب الله" الانسحاب. على رغم انشغال لبنان في زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، ظلّ الاستحقاق الرئاسي الحاضرَ الأوّل بلا منازع، وإنْ غابَ الحراك السياسي في شأنه. وقد حضَر أمس في كلام رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية لـ"الجمهورية"، حيث حذّر من أنه إذا أراد رئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون تغيير قواعد اللعبة الديموقراطية المتعلقة بالانتخابات الرئاسية عبر النزول إلى الشارع، فإنّ كلّ المحرّمات ستَسقُط، وسائر الخيارات ستَحضر، ومنها خيار النزول إلى مجلس النواب في جلسة الانتخاب.
وأكّد فرنجية أنه بين انتخاب مرشّح وسطي وانتخاب عون، فإنّه يؤيّد الأخير. لكنّ فرنجية أشار في الوقت نفسه الى أنّه يرفض إلغاءَ نفسه مُلبّياً رغبة عون بالانسحاب.
وكشفَ أنّ "حزب الله" لم يطلب منه لا الاستمرارَ في ترشيحه ولا الانسحاب لصالح عون، وقال: "حتى لو طلبَ "الحزب" منّي هذا الأمر، فأنا لن أُقدِم عليه ولن ألغي نفسي".
وأكّد فرنجية أنّه يثق بالرئيس سعد الحريري. وقال، ردّاً على سؤال إذا كان يعتبر البعض أنّ تأييد الحريري لترشيحه مناورة: فلنترك الأيام تثبِت ذلك. ونفى مجدّداً أن يكون قد قدَّم أيّ التزام مسبَق للحريري أو لغيره، مؤكداً أنه اتفق مع الحريري على نقاط عامة ستكون خاضعة للتوافق الوطني في حال انتخابه رئيساً.
وشدّد فرنجية على أنه يطرح نفسَه مرشحاً توافقياً، فإذا لم يلمس أنّه سيُنتخَب بهذه الصفة فهو لن يكون مستعجلاً. وأبدى كلّ تقدير لعون، مُكرِّراً أنه كان ولا يزال عند موقفِه إنه مع العماد عون إذا كانت للأخير حظوظ في الرئاسة.
واعتبَر فرنجية أنّ انتخابه هو انتصار لفريق "8 آذار"، وشدّد على أنه ليس خسارة لفريق "14 آذار"، مُتخوّفاً من "أن يُقدم عون بنفسه على حرق فرصة إيصال مرشّح من "8 آذار" إلى الرئاسة".
الراعي
ولم يغِب الاستحقاق الرئاسي عن كلمة الراعي خلال ترؤسه رتبة الغسل في سجن رومية، إذ أوضح أنه لا يرى أيّ مبرّر للكتل السياسية والنيابية بعدم انتخابها رئيساً للبلاد، مؤكداً أنّ "هذا واجبُها من باب الدستور، وأيّ شرح آخر أنا أرفضه شخصياً. والدستور واضح، إذا حدث فراغ، يلتئم المجلس فوراً لانتخاب رئيس".
المشنوق
بدوره، ذكّر وزير الداخلية نهاد المشنوق بأنّ إيران و"حزب الله" يُعطّلان انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، من خلال امتناع نواب "الحزب" وحلفائه عن النزول إلى 37 جلسة انتخاب حتّى الآن.
واعتبَر أنّ "الأفكار الفدرالية التي يَطرحها البعض لن تحلّ المشاكل، بل على العكس ستسبّب العنفَ والحروب لأجل غير مسمّى".
ورأى المشنوق في خطاب ألقاه في لندن مساء أمس الأول أنّ "كلّ اللبنانيين سيجدون صعوبة جدّية في إنشاء علاقة جديدة وصحّية مع أيّ شكل من أشكال النظام الجديد في سوريا، خصوصاً خلال السنوات الخمس الأولى بعد الحرب، لأنّهم سيكونون مشغولين عنّا. لكنّ تدخّلَ "حزب الله" في سوريا تركَ ندوباً كبيرة في العلاقة المستقبلية مع سوريا والسوريين".
ونفى المشنوق أيّ نيّة لتوطين النازحين السوريين، مؤكداً أنّ الانتخابات البلدية ستُجرى في موعدها.
بان كي مون
إلى ذلك، يتابع الأمين العام للأمم المتحدة زيارته لبيروت اليوم، بعدما التقى أمس كلّاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة تمّام سلام، ووزير الدفاع سمير مقبل، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال لوتشيانو بورتولانو.
ويلتقي بان عند الساعة الثانية بعد ظهر اليوم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في مقر مطرانية بيروت المارونية، بعدما تقرّر أن يكون اللقاء في العاصمة، كي يتسنّى لبان التنقّل بسهولة بين المناطق.
وهو سيزور قبل الظهر مدينة طرابلس، حيث سيكون وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في استقباله عند العاشرة في مركز جديد للوزارة سيَجري تدشينه في منطقة القبّة في طرابلس، بحضور رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم وكبار المسؤولين في الوزارة وقيادات ووجوه طرابلسية.
ويتضمّن البرنامج زيارةً تفقّدية لِبان إلى مخيّم نهر البارد الذي أعيدَ بناؤه بمبادرات دولية وتمويل عربي وأممي، وذلك قبل أن يعود إلى بيروت ظهراً. وحتى مساء أمس لم تتأكّد الزيارة التي سيقوم بها إلى أحد مخيّمات النازحين السوريّين في البقاع.
وعند السادسة من مساء اليوم يتحدّث بان عن نتائج الزيارة في مؤتمر صحافي يُعقد في فندق فينيسيا، وسط ترتيبات أمنية وإعلامية مشدّدة.
وقالت مصادر تابعَت زيارة بان لـ"الجمهورية" إنّ وقائع كثيرة من الزيارة ظلّت طيَّ الكتمان، لأسباب أمنية تتّصل بالتقديرات الدولية واللبنانية للزيارة إلى بيروت في ظلّ التطورات المحيطة به.
وقد ظهرَ جليّاً ذلك أمس عندما اتّخِذت إجراءات أبعَدت الإعلاميين عن معلومات ما قبلَ الزيارة. وقد استُبدلت الزيارة إلى وزارة الخارجية ظهراً، كما جرى التعميم أمس الأول، بتقديم موعد زيارة بان إلى الجنوب، حيث زار مقرّ قيادة القوات الدولية في الجنوب قبل عودته إلى عين التينة، ومن ثمّ إلى السراي الحكومي، فوزارة الدفاع في اليرزة.
لماذا غاب باسيل؟
إلى ذلك، وفيما لفتَ غيابُ وزير الخارجية جبران باسيل عن استقبال بان في المطار وعن اللقاءات التي أجراها في السراي الحكومي، إلى جانب رئيس الحكومة، علمت "الجمهورية" مِن أوساط دبلوماسية أنّ هناك سببين لهذا الغياب: الأوّل بروتوكولي، كون بان موظفاً في الأمم المتحدة برتبة عالية، وليس رئيسَ دولة، علماً أنّ باسيل كان كلّفَ الأمين العام للوزارة وفيق رحيمي لاستقباله في المطار، ورحيمي هو رأسُ الهرَمية الدبلوماسية، وليس سفيراً عاديّاً.
أمّا السبب الثاني فيتمثّل بوفاة خال باسيل، والذي صودِفت جنازته في حدث الجبّة مع بدء المحادثات في السراي الحكومي. إضافةً إلى سبب أساسيّ يتمثّل بوجود تمايُز سياسي وخلاف جوهريّ في مقاربة ملف النازحين السوريين، فالأمم المتحدة تبحث في سُبل مساعدتهم للبقاء في لبنان، في ظلّ ظروف جيّدة، بينما وزارة الخارجية تؤيّد عودتَهم بشكل آمن إلى سوريا.
عند برّي
وعرضَ بان مع برّي التطوّرات في لبنان والمنطقة، ومنها ترسيم الحدود البحرية، ودور القوات الدولية في الجنوب، وتداعيات قضية اللاجئين السوريين في لبنان.
وأوضَح برّي أنّهما تَطرّقا إلى التخفيضات التي قامت بها الأونروا بالنسبة للفلسطينيين. وأضاف: "كان البحث معمّقاً حول الأزمة السورية، والمردود الطيّب إنْ شاءَ الله الذي يُنتظَر من المحادثات اليمنية - اليمنية في الكويت الشقيق، وانعكاس ذلك سواء على الأزمة السورية أو حتى على موضوع الرئاسة في لبنان.
وكان موضوع رئاسة الجمهورية موضوعاً رئيسياً وأساسياً بالنسبة للأمين العام وبالنسبة لي شخصياً، وكيفية السبيل للخروج من هذا المأزق في لبنان، وكيف أنّ الحلول في المنطقة يمكن أن تنعكس أيضاً على هذا الموضوع".
عند سلام
وأكّد بان لسلام أنّ المجتمع الدولي متّحد في دعم لبنان"، كذلك أكّد وجوب إيجاد طرق لتحسين ظروف النازحين والمجتمعات التي تستضيفهم. وشدّد على وجوب ملء الشغور الرئاسي ووقوف الأمم المتحدة الى جانب لبنان. وجدّد دعوة مجلس الأمن لدعم الجيش اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية. وأكّد أنّه "من المهم اتّحاد المجتمع الدولي لهزيمة الإرهاب".
وسلّمَ سلام الى الأمين العام رسالةً في ختام الاجتماع الموسّع الذي عُقد في السراي الحكومي، طالبَه فيها ببذل مساعيه "من أجل ترسيم منطقة الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة المتنازَع عليهما بين لبنان وإسرائيل".
وكان سلام وجّه دعوةً مشتركة إلى جميع أصدقاء لبنان للإبقاء على دعمهم للقوات المسلّحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي ورفع مستواه، من أجل تعزيز جهودها في حماية الاستقرار ومواجهة التهديدات الإرهابية المتنامية.
وأوضَح سلام أنّه أثار موضوع خفض موارد "الأونروا" وتراجُع خدماتها للّاجئين الفلسطينيين، وقال: "عبّرنا عن قناعة مشتركة بأنّ الوضع يبعث على القلق الشديد ويجب معالجته على وجه السرعة من قبَل الأسرة الدولية". وكان هناك اتّفاق على الحاجة لتأمين التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701".
ولفتَ سلام الى أنّه بحث مع رئيس البنك الدولي في المشاكل الإقتصادية الكبيرة التي نواجهها، وسُبل معالجتها، والدور الذي يمكن أن يلعبه البنك الدولي في هذا المجال.
في اليرزة
وأوضح بان من وزارة الدفاع أنه جرى البحث في الوضع الأمني والتحدّيات التي يواجهها لبنان، وفي التعاون القائم بين الجيش واليونيفيل، وأكد أنّه سيستمرّ في الدعوة إلى زيادة الدعم للجيش وضرورة حصوله على الموارد التقنية اللازمة للقيام بمسؤولياته الحيوية في كلّ أنحاء البلاد".
رئيس البنك الدولي
وتحدّثَ رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم عن ثلاث آلياتِ دعمٍ للبنان، هي:

1- قرار من البنك الدولي بتقديم مئة مليون دولار إلى لبنان من صندوق مخصّص للدول الفقيرة تكرَّس إلى مشاريع التربية.

2- البنك الدولي والبنك الإسلامي للتنمية في طور إنشاء صندوق بقيمة مليار دولار قد تتحوّل إلى أربعة أو خمسة مليارات دولار من خلال استعمال الرافعات المالية المتوافرة لدى البنك الدولي.

3- تُضخّ هذه المبالغ مباشرةً في مشاريع بنى تحتية أساسية لدى البلديات، وعلى مدى سنوات".
وشدّد على "أنّ البنك الدولي لا يستطيع التعاملَ مع لبنان بالطريقة التقليدية، لأنّ مجلس النواب لا يجتمع لإقرار القروض، فلدى البنك أموال يريد أن يقدّمها الى لبنان لكنّه عاجز عن ذلك بسبب شَلل المؤسسات فيه". ودعا الحكومة إلى "التماسك والمضيّ في عملها، ومجلسَ النواب إلى العودة لعمله الطبيعي"، مشدّداً على "أهمّية انتخاب رئيس للجمهورية".

اللواء :

باستثناء الـ100 مليون دولار لدعم القطاع التربوي، والذي كشف النقاب عنه رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم، على خلفية تعليم أبناء النازحين السوريين، كاد لبنان «يعوم» على وعود مالية مغرية، عبارة عن قروض وهبات ومنح، في أجندة البنك الدولي، وهو احد مؤسسات الأمم المتحدة ورئيس البنك الإسلامي للتنمية أحمد محمّد علي المدني، في بحر السنوات الثلاث أو الخمس المقبلة، للدول المجاورة لسوريا التي نزح من سكانها ما لا يقل ن خمسة ملايين، كانت حصة لبنان منهم مليون وأكثر، وفقاً لمعلومات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ومليون ونصف في السجلات الرسمية الأمنية اللبنانية، في حين ان معلومات كيم لا تستبعد ان يكون عدد النازحين السوريين قد ارتفع إلى مليونين!
باختصار، هذه المحصلة اللبنانية هي التي كشف عنها في اليوم الأوّل من زيارة بان إلى بيروت، وهي الزيارة الخامسة له منذ توليه منصب الأمانة العامة للأمم المتحدة.
وخارج الارتياح لدور الجيش في مكافحة الإرهاب والاعراب عن تقديم الدعم اللازم لتمكينه من القيام بمهامه، والإشادة بشجاعته وتضحياته مع سقوط شهيد جديد للجيش وإصابة ثلاثة جنود بجروح في هجوم إرهابي في جرود عرسال، وخارج إشارة بان نفسه إلى الحاجة إلى ملء الشغور الرئاسي، فضلاً عن اشادة المسؤولين الثلاثة بالضيافة اللبنانية وتحول لبنان إلى «مضرب مثل» في استقبال النازحين السوريين بعدما سبق واستقبل النازحين الفلسطينيين الذين تحولوا إلى لاجئين، يمكن القول ان الاهتمام الدولي بلبنان مفتاحه الحفاظ على «الستاتيكو» المتعلق باستقبال هؤلاء، بانتظار نضوج ترتيبات إنهاء الحرب في سوريا التي تحتاج إلى مرحلة انتقالية، يحتل مصير الرئيس بشار الأسد، حجر الأساس فيها، والذي يجري بحث مصيره في الجهد الدبلوماسي القائم بين واشنطن وموسكو وعواصم إقليمية ذات تأثير، كالمملكة العربية السعودية وإيران وتركيا.
وخارج الخطأ البروتوكولي الذي ارتكبه وزير الخارجية جبران باسيل بالامتناع عن استقبال المسؤول الدولي في المطار بسبب وفاة خاله فإن مصادر دبلوماسية مواكبة لزيارة بان، سجلت الملاحظات التالية:
1- الترحيب المستمر بالمساعدات الدولية التي يمكن ان تقدّم للبنان، لأنه من الأفضل لهذا البلد ان يتحمل عبء النازحين مع مساعدات، تحول دون انهيار استقراره الاقتصادي والاجتماعي، على ان يتحملها منفرداً كأمر واقع، وهذا ما استشف من المباحثات اللبنانية الدولية على هذا الصعيد.
2- مع ان مصادر لبنانية تُشير إلى ان موضوع توطين السوريين في لبنان لم يطرح البتة في أية من اللقاءات، فإن ما جرى تداوله خارج أروقة الاجتماعات الرسمية من طرح في جعبة المسؤول الدولي الأوّل من إمكان تحويل النازحين إلى لاجئين كشرط من شروط زيادة المساعدات المالية، ألقى بظلاله الثقيلة على الأوساط السياسية والنيابية لجهة المخاطر التي يتضمنها في حال وروده في خاطر «الطباخين» الدوليين، نظراً لانعكاساته البالغة الخطورة على التركيبة والصيغة ووضع الدولة اللبنانية نفسها.
3- ولعل اغداق الوعود بمساعدات مالية سخية تقدر بمليارات الدولارات في السنوات المقبلة تصب في اغراء هذا البلد لتمرير مشاريع مشبوهة، تتعدّى مصالحه الوطنية إلى ما يبقي الأزمة المترتبة عن النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين في دول الإقليم، لا سيما المستقرة منها، ومن بينها لبنان، في محاولة لابعاد تحول هؤلاء إلى «قنابل موقوتة» تهز الأمن الأوروبي أو العواصم الغربية على ضفتي الأطلسي.
4- ومن المفارقات ان ينتقل بان إلى طرابلس والشمال والبقاع اليوم للوقوف على أوضاع هؤلاء، في إشارة إلى ان أزمة نزوحهم وبقائهم على الأرض اللبنانية هي أزمة طويلة يخشى ان تتخطى الوضع الأمني غير المستقر في سوريا إلى اجندات أبعد تتصل بخرائط جغرافية وديموغرافية جديدة تعيد رسم وقائع الحياة في الشرق الأدنى.
5- حاول لبنان اقتناص الفرصة بوجود ارفع مسؤول دولي على أراضيه، فطلب الرئيس تمام سلام منه بذل مساعيه مع إسرائيل والمجتمع الدولي لترسيم منطقة الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل.
واستند الرئيس سلام في طلبه الذي ادخل تعديلاً جذرياً على مهمة بان إلى ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ومنعاً من ان تتحوّل الحدود البحرية إلى مصدر نزاع يُهدّد السلم والأمن في منطقتنا إذا ما بقيت من دون حل، وفقاً لرسالة الرئيس سلام إلى المسؤول الدولي.
6- تأكد بان كي مون بنفسه عبر زيارته إلى الجنوب وتفقده مقر قيادة «اليونيفل» في الناقورة مدى التزام لبنان بالقرار 1701، حيث أدى هذا الالتزام إلى الهدوء الذي لمسه بان على طول حدود الخط الأزرق، لكنه تجنّب في تصريحه حول هذا الموضوع الإشارة إلى التهويلات والإجراءات الإسرائيلية ذات الصلة بحرب ثالثة مع لبنان.
7- وحسب خبراء اقتصاديين، فإن المساعدات المقدمة أو المنح التي هي عبارة عن قروض مع «فائدة تفضيلية» لا تغني ولا تسمن من جوع، حيث أن البنك الدولي في تقديرات نشرها في شباط الماضي اعتبر أن الكلفة الاقتصادية للحرب في سوريا وتداعياتها على دول المنطقة (ومنها لبنان) ارتفعت إلى 35 مليار دولار.
سلام
وخلال العشاء الذي أقامه على شرفه في السراي في حضور الرؤساء أمين الجميّل وميشال سليمان وحسين الحسيني وسعد الحريري ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة والسيدة رندة برّي ممثلة الرئيس نبيه برّي، لاحظ الرئيس سلام أن المساعدات الدولية إلى لبنان لم تصل يوماً إلى الحجم المطلوب، وأن لبنان منذ اليوم الأول من اندلاع الحرب في سوريا قبل 5 سنوات كان في منطقة الخطر الذي اتخذ أشكالاً متعددة أمنية واقتصادية وسياسية وتنموية، وأن لبنان يكابد لعدم الوقوع في محظور الإنهيار.
وعوّل الرئيس سلام على مساعدة القوات المسلحة اللبنانية التي تخوض معركة شرسة مع الإرهاب في الداخل وعلى الحدود، مؤكداً أن الإسلام هو دين الاعتدال والتسامح، معتبراً أن ما حصل في بروكسل هو «نموذج للإرهاب الوحشي الذي يُسيء إلى العرب والمسلمين»، مطالباً المساعدة في انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة النصاب إلى حياتنا السياسية وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية.
وإذ نوّه سلام بجهود المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لحل الأزمة السورية، طالب بان بتطوير أفكار بعودة النازحين السوريين في إطار مفاوضات جنيف، وأكد لما لا يقبل مجالاً للشك رفض توطين النازحين السوريين على أرضنا بأي شكل من الأشكال، مؤكداً أن وجودهم مؤقت يزول بزوال المسببات.
ولاحظت مصادر السراي الحكومي، أن زيارة بان إلى لبنان، رغم أنها ليست الأولى، إلا أنها تتميّز في توقيتها واهدافها، فالمسؤول الأممي يزور لبنان والمنطقة في ظل تطورات ومستجدات محلية واقليمية ودولية دقيقة وصعبة، وهو يأتي الى لبنان وكرسي الرئاسة لا يزال فارغا منذ ما يقارب السنتين، ومواضيع البحث مع المسؤولين كانت كثيرة ومتشعبة، وكان المسؤول الدولي وحسب مصادر مطلعة على اللقاءات التي أجراها مستمعاً أكثر منه متحدث، فما قاله في الاجتماعات التي عقدها كشف عنها أمام الاعلام والصحافة ولم يخف اي أمر، فهو شدد على ضرورة ان يكون للبنان رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن كما اكد دعم الامم المتحدة للبنان ولحكومته شاكراً حسن الضيافة التي يبديها لبنان تجاه النازحين السوريين.
ونفت المصادر نفيا قاطعا ان يكون موضوع توطين السوريين طرح خلال اللقاءات وقالت ان موضوع التوطين هو «كلام في الخيال»، وليس لدينا خيارات الا ان نقبل بوجود النازحين السوريين بشكل مؤقت في لبنان فالافضل لنا ان نقبل بوجودهم مع مساعدات دولية.
وابدت المصادر ارتياحها لما اعلنه رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم من تقديم 100 مليون دولار كمساعدة للقطاع التربوي اللبناني وهذا يخول وزارة التربية في بناء المدارس وترميمها وتجهيزها، واملت ان تكون هذه بداية لتقديم المزيد من المساعدات. 
وأشادت المصادر بتقديمات البنك الاسلامي للتنمية ومساعدته للبنان، وشددت على اهمية انتخاب رئيس للجمهورية، وذلك من اجل تسهيل وتسيير المساعدات والمنح للبنان التي تحتاج ايضا لاقرار من قبل المجلس النيابي، وتمنت ان يحصل لبنان على مبالغ محترمة نتيجة مؤتمر الذي عقد مؤخرا في لندن واشارت الى ان هدفنا هو 11 مليار دولار ولكن لا بأس في ان نحصل على 5 مليارات دولار من اجل ان نستمر في هذه الظروف الصعبة.
تزامناً، كشفت الرئيس نبيه برّي الذي التقى بان في عين التينة، عن ضرورة بحث أن تُلبّي الحكومة والمجلس النيابي التشريعات اللازمة لإمكانية إستيعاب المساعدات الموعودة، وهي مساعدات ضخمة، وهذا يستلزم تفعيل عمل مجلس النواب.

الاخبار :

جاء الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيسا البنك الدولي والبنك الإسلامي للتنمية، إلى لبنان، فاستنفرت الدولة لاستقبالهم والاحتفاء بهم، رغم أن أركان الدولة جميعاً يعلمون أن كبير موظفي الأمم المتحدة، ومرافقيه، يحملون معهم مشاريع لا ترجمة لها سوى بتثبيت النازحين السوريين في لبنان.

وإذا كان «طبيعياً» بمقاييس المصالح الغربية السعي إلى عدم انتقال النازحين من لبنان إلى أوروبا، فإن ما لا يمكن التغاضي عنه هو سعي بان كي مون وغيره من موظفي «المنظمات الدولية» الغربية، إلى عدم عودة النازحين إلى بلادهم. ورغم ذلك، تحتفي الدولة بالمندوبين الدوليين، كما لو أنهم أتوا حاملين خلاص البلاد من مشكلاتها، علماً بأن المسؤولين اللبنانيين يدركون سياسة الابتزاز الدولية التي يخضع لها لبنان، على قاعدة «لا مال لدعم النازحين إلا وفق شروطنا». وربما كان هذا السبب هو ما حدا بوزير الخارجية جبران باسيل إلى مقاطعة زيارة بان كي مون. «العذر» الرسمي للمقاطعة موجود. فباسيل كان يشارك في جنازة خاله. لكن ذلك لا يعني أن مقاطعته لاستقبال الأمين العام للأمم المتحدة لم تكن متعمدة. غاب عن استقباله لدى وصوله الى مطار بيروت الدولي أمس. وناب عنه الأمين العام للخارجية السفير وفيق رحيمي، ومندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة نواف سلام ومديرة المراسم في الخارجية ميرا ضاهر.


مصادر دبلوماسية أكّدت لـ«الأخبار» أن «لا خطأ بروتوكولياً في استقبال الأمين العام»، مشيرة الى أن الأخير «موظف كبير في الأمم المتحدة». ولم تنف وجود «اعتراض شكلي، وإن كان غير أساسي، من وزارة الخارجية على طريقة التعاطي مع الزيارة بروتوكولياً وكأنها زيارة رئيس دولة». إلا أن الاعتراض الأساسي، بحسب المصادر، هو على عنوان زيارة بان الذي يرافقه رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم، ورئيس البنك الإسلامي للتنمية أحمد محمد علي المدني، «إذ تأتي الزيارة للاطلاع على أوضاع النازحين السوريين وسبل دعمهم وربط أي مساعدات للبنان بتنفيذ مشاريع لتشغيلهم وتحويلهم الى لاجئين لا الى نازحين، ما يثبّت بقاءهم في لبنان». وأضافت المصادر أن «هاجس المجتمع الدولي ليس إيجاد حلول لمشاكل النازحين من ضمن القوانين اللبنانية، وإنما إبقاؤهم بعيداً عن أوروبا التي بدأت تعاني من تبعات هذا الملف، وفي الوقت نفسه إبقاؤهم بعيداً عن بلادهم وعدم عودتهم إليها قبل الانتخابات، في سياق الضغط على النظام. وهم يستخدمون لتسويق ذلك المحفزات والمغريات المالية». وأكّدت المصادر أن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة تأتي في سياق «الضغط واستغلال حاجاتنا المالية الماسّة واقتصادنا المنهك لإمرار هذا المشروع الذي لم يعد فزّاعة، وإنما نرى إصراراً يومياً على تجسيده على أرض الواقع».
وكان بان ومرافقاه قد التقوا أمس رئيس الحكومة تمام سلام في السرايا الحكومية. واختتم الأمين العام جولته بزيارة وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش جان قهوجي وقائد اليونيفيل اللواء لوتشيانو بورتولانو. وأعلن رئيس البنك الدولي تخصيص مبلغ 100 مليون دولار للقطاع التربوي في لبنان، بسبب مساهمته في تعليم النازحين السوريين. أما رئيس البنك الإسلامي للتنمية، فأعلن توقيع 5 اتفاقيات مع لبنان، بقيمة 373 مليون دولار، «وهناك اتفاقية أيضاً ستوقع قريباً إن شاء لله بحيث يكون المجموع 400 مليون دولار».
من جهة أخرى، لا تزال تتفاعل «فضيحة» الكشف عن اختراق أمني إسرائيلي للإنترنت في لبنان ووجود شبكات رديفة للشبكة الرسمية، توزّع الإنترنت على المواطنين والأجهزة الأمنية والرسمية بصورة غير شرعية. آخر فصول هذه القضية استجابة رئيس مجلس النواب نبيه بري لطلب لجنة الإعلام والاتصالات النيابية برفع السرية عن محاضر جلسات لجنة 21 آذار التي ناقشت «فضيحة الإنترنت» ووضعها بتصرف المراجع القضائية المختصة. وأبلغ بري قراره إلى كلّ من المدعي العام التمييزي والمدعي العام المالي والمدعي العام العسكري.