تتوالى الأخبار عن إبعاد اللبنانيين المغتربين في دول الخليج العربي، وتناقلت وسائل الإعلام منذ أيام مجموعة التحذيرات أطلقتها المملكة العربية السعودية للبنانيين المقيمين على أراضيها تتعلق بجملة تعليمات حول ارتباطهم بحزب الله سياسيا أو اقتصاديا مبدية استعدادها لترحيلهم في حال ثبتت عليهم أي من هذه الإتهامات.

في المشهد الآخر رفض حضور وزراء ونواب حزب الله في المؤتمرات العربية وطردهم تنفيذا للمقرات الصادرة عن دول مجلس التعاون الخليجي وعن الجامعة العربية، أضف إلى ذلك وصمة الإرهاب التي باتت تلاحق الحزب عربيا وإسلاميا في سابقة خطيرة فرضت نفسها كتحد كبير أمام قيادة حزب الله لم يتم التعامل معه بعد بالمستوى المطلوب.

إن تكرار المواجهة السياسية والاقتصادية لحزب الله عربيا، وإن حاول حزب الله التخفيف منها، إلا أنها تركت أثرها الكبير في الأوساط السياسية والتنظيمية الداخلية للحزب وبرزت في الآونة الأخيرة جملة انتقادات واسعة لسياسات حزب الله التي أوصلت الأمور إلى هذا الحد، واعتبر مقربون من الحزب أن الإجراءات الأخيرة لمجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية وما تبعها من ترحيل اللبنانيين من الخليج والضغوطات الكبيرة التي يتعرضون لها في السعودية هي نتيجة السياسات الخاطئة التي انتهجها حزب الله في محيطه العربي والإسلامي ولئن حاول الحزب التخفيف منها إلا أنها أصابته مقتلا، ولن يستطيع حزب الله تجاوز هذه الأزمة في المدى المنظور وسيكون لها تداعياتها وارتداداتها على الصعيد العربي والاسلامي أولا ومن سيكون لها ارتداداتها الواسعة محليا وتنظيميا.

وقالت مصادر متابعة أن حالة تململ كبيرة بين قياديين في حزب الله بدأت تظهر بوضوح تطالب بوضع حد لسياسات التهور والإنتحار التي أقدم عليها السيد حسن نصر الله لاعتبارات لم تخدم سوى السياسات الإيرانية بالمنطقة وبالتالي فإن إيران قدمت حزب الله وأبناء حزب الله وخيرة الشباب والفتيان ضحية لمصالحها السياسية في المنطقة وها هي اليوم تنأى بنفسها فيما بقي الحزب وحيدا عاريا سياسيا وأمنيا وعسكريا .

وتضيف المصادر إن هذه الإجراءات هي بمثابة تحد كبير أمام الأمين العام لحزب الله إذ عليه وحده اتخاذ القرار المناسب ووضع حد لسياسات التهور والإنتحار والحفاظ على وجود حزب الله كحزب سياسي جهادي وهي الرسالة التي انتهجها الحزب منذ نشأته مع ضرورة إخراج الحزب من المستنقعات العربية التي أريد له الدخول فيها .