سطرت المرأة في العصور القديمة والحديثة وخاصة  في المجتمعات الإسلامية سطور من نور في جميع المجالات، حيث كانت ملكة وقاضية وشاعرة وفنانة وأديبة ومحاربة. وإلى الآن ما زالت المرأة في المجتمعات الإسلامية تكد وتكدح وتساهم بكل طاقاتها في رعاية بيتها وأفراد أسرتها، فهي الأم التي تقع على عاتقها مسؤولية تربية الأجيال القادمة، وهي الزوجة التي تدير البيت وتوجه إقتصادياته، وهي البنت أو الأخت أو الزوجة.

ولكن قدرة المرأة على القيام بهذا الدور تتوقف على نوعية نظرة المجتمع إليها والاعتراف بقيمتها ودورها أيضا ، وتمتعها بحقوقها وخاصة ما نالته من تثقيف وتأهيل وعلم ومعرفة لتنمية شخصيتها وتوسيع مداركها، ومن ثم يمكنها القيام بمسؤولياتها تجاه أسرتها، وعلى دخول ميدان العمل والمشاركة في مجال الخدمة العامة، إلّا أن مجتمعنا الشرقي الذكوري بطبيعته فرض على المرأة قيودا وجعلها قابعة خلف ستار الجهل حتّى انه ربط اسمها بالسير خلف الحائط وطأطأة رأسها نحو الأرض كي لا يراها أحد ووصل الجهل  وحب تقييد المراة إلى تحريم وضع "اللايك" على الفيسبوك للمرأة من قبل الرجل بحجة أنهاتثير غرائزه.

إلّا أنّ الذين يحاولون وضع المرأة في فقاعة ضيّقة لأنوثتها نسوا أمجاد النساء وقدرتهنّ على صنع التاريخ، وربّ ضارة نافعة إذ أنّ من وراء هذه الحجج أعطى يوم امس الشيخ محمد يوسف حسن الحقّ للمرأة ومعناها في الإسلام.

إن المرأة هي نصف المجتمع عدديّا، وهي من ناحية أخرى عماده الأساسي و مدرسته و مربّيته الأولى، لذلك فإنّ العناية بالمرأة عناية جادة، و إنزالها في المجتمع منزلتها التّي تستحقها كأم و مربّية له، وعضو فاعل فيه، مثلها في ذلك مثل الرجل، و إيلاؤها الإعتبار الكامل والمساواة بينها و بين الرّجل من حيث أنّهما يشتركان في قيمة الإنسانية، من شأنه أن يحقّق معنى العدل و النّديّة بينها و بين الرّجل .

كما هو من شأنه أن يمكن الجسم الإجتماعي من النهوض بكل أعضائه وقواه وليس بنصفها فقط، لأنّ نصفها الثّاني، المتمثّل في المرأة، مشلول ومعطل.

وأخيراً.. إن حقوق المرأة مهدورة في مجتمعنا فهي تفتقد الإهتمام والفرص لترتقى بنفسها وبفكرها، وبذلك تكون الضحية في المقام الأول الأجيال المتلاحقة، لذا علينا إعطائها الفرصة الكاملة والاهتمام بها ليس من أجل الحاضر، بل من أجل المستقبل والأجيال القادمة•