حل أزمة النفايات وعودة سوكلين ولا إقفال لمداخل بيروت اليوم , وفضيحة الحراك المدني المرتبط ببعض الاحزاب الفاسدة , والغضب السعودي يتزايد

 

السفير :

لا يشبه 14 آذار 2016 «اشقاءه» في السنوات السابقة.
هذا العام، تأتي الذكرى وقد تشظَّت «قوى 14 آذار» التي فرقتها حسابات رئاسة الجمهورية.. وأشياء أخرى.
لم يبقَ لدى أصحاب المناسبة السنوية سوى «الحنين» وبعض المظاهر الشكلية، أما المشروع السياسي والجسم التنظيمي، فقد تحولا إلى «أشلاء»، تحت وطأة الانقسام بين مكونات هذا الفريق الذي جمعه دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبعثرته المصالح المتضاربة، إلى حد أنه بات لكل من الرئيس سعد الحريري ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع مرشحه.. من «8 آذار».
أما العماد ميشال عون الذي يعتبر نفسه مؤسس «14 آذار» الأصلي، والأب الشرعي له برابطة الدم في العام 1989(«حرب التحرير» ضد سوريا)، فسيطل اليوم من على منبر هذا التاريخ، ليقول كلمته بعد فترة من الصمت والتأمل.
اللهجة التصعيدية ستغلب على الخطاب الذي سيَطرح، وفق العارفين، أسئلة وجودية، و «سيقتحم» البنود غير المطبقة من اتفاق الطائف، داعيا إلى تنفيذها، ما دامت هناك خشية لدى البعض من التعديلات الجوهرية، أو من «المؤتمر التأسيسي».
بالنسبة إلى عون، البند الوحيد الذي طُبق بأمانة هو المتعلق بتقليص صلاحيات رئيس الجمهورية، أما ما عداه فقد خضع إلى الاستنسابية حتى حدود التشويه والتأويل، وصولا إلى تهميش الدور المسيحي وضرب الميثاقية.
ولا يفوت «الجنرال» أن يستعيد، أمام كل منعطف، واقعة أنه كان قد راسل في الماضي زعماء اللجنة العربية التي كانت مولجة بالإشراف على تطبيق «الطائف»، منبها إلى محاذير الخلل في الممارسة ومخاطر الانقلاب على الاتفاق، من دون أن يلقى في حينه الجواب الشافي.
وعليه، حان الوقت، من وجهة نظر «الجنرال»، لاستكمال تطبيق «الطائف» إذا كان يوجد حرص حقيقي عليه، وإلا فإن الاستمرار في اجتزائه سيعني أن مدّعي التمسك به هم «منتحلو صفة»، الأمر الذي من شأنه أن يبرر التساؤل حول جدوى الإبقاء عليه، وصولا إلى المطالبة بالبحث في بدائل عنه، على قاعدة «إذا كنتم لا تريدونه فلماذا نتمسك به نحن»، ولو تطلب ذلك إنتاج عقد اجتماعي جديد يعيد إنتاج قواعد الشراكة الوطنية.
وتحت سقف «الطائف»، سيدعو عون إلى الإسراع في اعتماد اللامركزية الموسعة التي كان رئيس «التيار الحر» الوزير جبران باسيل قد مهَّد لرفع نبرة المطالبة بها، من خلال مداخلته في هيئة الحوار الوطني (الأسبوع الماضي) وفي خطابه أمس أمام كوادر «التيار الحر».
لم يعد مقبولا بالنسبة إلى «التيار العوني» أن تستمر المناطق المسيحية، خصوصا جبل لبنان، في تسديد النسبة الأعلى من الضرائب المستوفاة، لتحصل في المقابل على النسبة الأقل من الخدمات.
وسيشدد عون، في كلمته اليوم، على ضرورة احترام إرادة المكوّن المسيحي في الدولة وصون حقوقه الدستورية، لأنه لم يعد مسموحا أن يكون من هو الأكثر تمثيلا عند السنة والشيعة والدروز شريكا في السلطة، بينما يتم تهميش صاحب الصفة التمثيلية الأوسع عند المسيحيين، ويُمنع من انتخابه رئيسا للجمهورية بذرائع شتى.
وإذا كان «الجنرال» ينادي بهذا الطرح منذ زمن طويل، فإن تفاهمه مع «القوات» التي دعمت ترشيحه، رفد معركته الرئاسية لتصحيح التوازن قيمة مضافة، بعدما أصبح في أعقاب «تفاهم معراب» مرشح الأكثرية المسيحية.
وأغلب الظن، أن عون سيخصص مساحة من خطابه للمصالحة مع «القوات»، وما تركته من مفاعيل على الساحة المسيحية، وربما يرد على التهديدات المباشرة التي وجَّهها تنظيم «داعش» إلى المسيحيين عبر شريط «الفيديو» الموزع مؤخرا.
ولن يهمل عون أهمية الإسراع في وضع قانون انتخاب عادل، يراعي المناصفة الفعلية وشروط الميثاقية، ويقود إلى إنتاج مجلس نيابي تمثيلي يتولى ملاقاة الاستحقاقات الدستورية والوطنية، «وإلا فلتتم الانتخابات النيابية على أساس قانون الستين، إذا لزم الأمر، من أجل وضع حد للمصادرة المتمادية للإرادة الشعبية.»
وسيمهد الخطاب، كما يؤكد المطلعون، لمرحلة جديدة من عمل «التيار الحر»، على قاعدة التدحرج في التصعيد، انتهاء بمعاودة النزول إلى الشارع، للضغط في اتجاه تصحيح الخلل في التوازن والشراكة، عبر انتخاب «رئيس قوي يعكس نبض الأكثرية المسيحية ويحمي حقوقها»، وفق ما تذهب إليه مصادر قيادية في «التيار».
وتفيد المصادر أن نقاشا يدور بين «التيار» و «القوات» حول «خيار الشارع»، وغيره من وسائل الضغط الديموقراطية المشروعة التي قد يكون العصيان المدني من بينها، لافتة الانتباه إلى أن الاحتمالات التصعيدية تُدرس بعناية ودقة، لاستخدامها في الوقت المناسب، متى كان ذلك ضروريا، «إذ إن عون لن يحرق أوراقه، وسيحرص على استعمالها في التوقيت الصحيح.. والمتدرج».
وكان باسيل قد أكد في كلمته في ختام المؤتمر التنظيمي الأول لـ «التيار الحر» أن «التمادي الإلغائي الممنهج لم ولن يدفعنا إلى رد فعل سلبي كالمطالبة بالفدرلة، بل يحثنا على الكفاح السياسي لتطبيق وثيقة الوفاق الوطني لناحية اللامركزية التي نريدها لامركزية إدارية ومالية واسعة. وإننا نعلن أننا بدأنا البحث عن بناء إداري ومالي جديد يخرجنا من واقعنا المعاش، الذي يرقى إلى مستوى الذميّة السياسية، إلى واقع جديد تكون فيه اللامركزية وسيلة للدفاع عن الحقوق ولإرساء قواعد الإنصاف بين مكونات المجتمع».
وشدد على أن «رئاسة الجمهورية تبقى رأس الهرم، وأقل من التماثلية التمثيلية في التعاطي معها يجعلها غير حافظةٍ للميثاق بل مهددة بانفراطه، ويجب أن يكون معلوماً أن انقلاب الهرم هو انفراط للميثاق وللوطن، عندها سيكون حراكنا التياري صاخبا كما في 14 آذار، ونصابنا سيكون شعبياً إذا ما أراد أحد إسقاط نصابنا النيابي والتمثيلي والميثاقي».

الغضب السعودي.. تابع
على صعيد آخر، واصلت السعودية إجراءات تضييق الخناق على كل من يناصر «حزب الله»، سواء كان سعوديا أو مقيما على أراضيها، في عملية «ترهيب» سياسي وفكري، تتعارض مع الشرائع الدولية وأبسط حقوق الإنسان، ما يوحي بأن الرياض مصممة على الاستمرار في حربها ضد المقاومة وبيئتها الحاضنة، بكل أنواع الأسلحة.
وفي هذا الإطار، صرح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية أنه «وإشارة إلى قرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المتضمن أن ميليشيات (حزب الله) بكل قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة والمنبثقة عنها تعد منظمة إرهابية، وأن دول المجلس سوف تتخذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذا القرار(..)،
وإشارة إلى إعلان مجلس وزراء الداخلية العرب (إعلان تونس) المتضمن إدانته وشجبه للممارسات والأعمال الخطرة التي يقوم بها هذا الحزب لزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي في بعض الدول العربية،
وإشارة إلى البيان الذي سبق أن أصدرته الوزارة بناءً على الأمر الملكي بخصوص الجماعات والمنظمات والتيارات والأحزاب الإرهابية، والعقوبات التي ستطبق على المنتمين أو المؤيدين أو المتعاطفين معها(..)،
بناءً على ذلك، تؤكد وزارة الداخلية (السعودية) أن كل مواطن أو مقيم يؤيد أو يظهر الانتماء إلى ما يسمى (حزب الله)، أو يتعاطف معه أو يروج له أو يتبرع له أو يتواصل معه أو يؤوي أو يتستر على من ينتمي إليه، سيطبق بحقه ما تقضي به الأنظمة والأوامر من عقوبات مشددة بما في ذلك نظام جرائم الإرهاب وتمويله، إضافة إلى إبعاد أي مقيم تثبت إدانته بمثل تلك الأعمال».

 

النهار :

اذا كان اليوم هو الموعد المفترض لانطلاق الحل الذي أقرته الحكومة لمشكلة النفايات المتراكمة في الشوارع وفي مكبات عشوائية منذ ثمانية أشهر بالعودة الى المطامر مع حوافز مالية دفعت الحل قدماً، فإن التحدي يكمن في فرض تنفيذ الخطة اذا ما ووجهت بعقبات تعمل القوى السياسية المختلفة على تذليلها، تجنباً لوضع سياسي أسوأ تدخل معه البلاد في شبه فراغ كلي اذا ما أقدم رئيس الوزراء تمّام سلام على الاستقالة، وهو ما أصر على القيام به، متوعداً الوزراء في جلسة استمرت نحو سبع ساعات السبت بالاستقالة فوراً وفضح المعطلين اذا لم يتمكن مجلس الوزراء من اقرار الحل.
وعليه، فإن الاجتماع الأمني المقرر الحادية عشرة قبل ظهر اليوم في السرايا للبحث في التطورات الأمنية الأخيرة، سيخصَّص حيزٌ منه للبحث في جهوزية القوى الأمنية لمواكبة تنفيذ خطة رفع النفايات، ومنع أي أعمال شغب أو عصيان يمكن أن تواجهها. وعلم أنه لم تحدد الساعة الصفر بعد لبدء رفع النفايات، في انتظار جولة أخيرة من الاتصالات لاحتواء الاعتراضات المستجدة، ولتحديد الإجراءات الواجب اتخاذها ومدى الحاجة الى المواكبة الأمنية.
في المقابل، رفضت معظم القطاعات التربوية والانتاجية والمؤسسات العامة ومجموعتا "بدنا نحاسب" و"من أجل الجمهورية" الاستجابة لدعوة مجموعات الحراك المدني الى التصعيد والتعطيل اليوم، فيما اعلنت حملة "طلعت ريحتكم" عن إقفال مداخل بيروت الساعة السابعة صباحاً، وستتركز التحركات في الدورة قرب السيتي سنتر والحازمية ومثلث خلدة. 

فضيحة جديدة
واذا كانت الحكومة تجهد للخروج من نفق النفايات المظلم والنتن، فانها امام مشكلة تفوق النقص في الأمن الصحي والبيئي وتتعلق بالامن العسكري والاجتماعي عبر استخدام انترنت غير شرعي معرض للقرصنة والتجسس. ولعل الأسوأ من وجود انترنت غير شرعي يستعمل في لبنان على نطاق واسع، ما كشفته معلومات لـ"النهار" عن استعمال القصر الجمهوري ومجلس النواب ودوائر كثيرة في الجيش تلك الشبكة المنتقلة هوائياً من قبرص وتركيا، والمراقبة وفق توقعات عدة من اسرائيل. والمفارقة ان مافيا الانترنت قدمت هذه الخدمة مجاناً في مقابل التغطية السياسية والأمنية. والفضيحة الاضافية تكمن في ادخال تجهيزات كبيرة عبر المعابر الشرعية لا تستورد عادة لغير الدولة وأجهزتها الرسمية مما يشكك في امكان تورط جهات عدة في تلك العملية. يبقى ان المعدات فككت وصودرت لمصلحة وزارة الاتصالات على رغم الضغوط السياسية لاعادتها الى أصحابها الذين لم يوقف أي فرد منهم فيما هم معروفون وقد وردت اسماؤهم في الشكاوى المرفوعة الى وزارة العدل والنيابة العامة المالية. يضاف الى ذلك ان شبكة الانترنت الرسمية تتعرض منذ اأيام، أي منذ تفكيك تلك غير الشرعية، لحرب الكترونية مستمرة من طريق اغراقها بمعلومات هائلة لتعطيلها أو لجعل الانترنت الرسمي بطيئاً، وهو ما حصل في اليومين الأخيرين.

 

عقوبات اضافية
من جهة أخرى، وفي خطوة تنسجم مع الاجراءات العربية والخليجية الأخيرة حيال "حزب الله"، صرح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية بأنه "إشارة إلى قرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المتضمن أن ميليشيات "حزب الله" بكل قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة و"المنبثقة منها تعد منظمة إرهابية، وان دول المجلس سوف تتخذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذا القرار استناداً إلى ما تنص عليه القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب المطبقة في دول المجلس، والقوانين الدولية المماثلة.
وإشارة إلى إعلان مجلس وزراء الداخلية العرب (إعلان تونس) الصادر في ختام اجتماعات دورته الثالثة والثلاثين التي عقدها المجلس يوم الأربعاء 2/3/2016 المتضمن إدانته وشجبه للممارسات والأعمال الخطرة التي يقوم بها هذا الحزب لزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي في بعض الدول العربية.
(...) وبناءً على ذلك تؤكد وزارة الداخلية أن كل مواطن أو مقيم يؤيد أو يظهر الانتماء إلى ما يسمى "حزب الله"، أو يتعاطف معه أو يروج له أو يتبرع له أو يتواصل معه أو يؤوي أو يتستر على من ينتمي إليه فسيطبق بحقه ما تقضي به الأنظمة والأوامر من عقوبات مشددة بما في ذلك نظام جرائم الإرهاب وتمويله، إضافة إلى إبعاد أي مقيم تثبت إدانته بمثل تلك الأعمال وبالله التوفيق".

 

المستقبل :

ينطلق اليوم العدّ العكسي لتطبيق خطة النفايات التي أقرّتها الحكومة أول من أمس، وسط «تفاؤل» بتنفيذها عبّر عنه رئيس الحكومة تمام سلام أمام زوّاره، أمس، و»استعجال» لمسه زوّار رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي وصف قرار مجلس الوزراء بأنّه «أفضل الممكن».
ويرأس الرئيس سلام اليوم اجتماعاً أمنياً موسّعاً في السرايا للبحث في سبل تطبيق القرار، علاوة على مواضيع أمنية أخرى، بالتزامن مع اتصالات ستستمر مع كل من النائبَين أغوب بقرادونيان حول معمل المعالجة في برج حمود، وطلال ارسلان الذي انتقل من مرحلة رفض إقامة مركز للمعالجة في «الكوستابرافا» إلى وضع شروط للموافقة من بينها «مراقبة كل تفصيل في المطمر».
جاء ذلك بعد زيارة قام بها تيمور جنبلاط والوزيران أكرم شهيّب ووائل أبو فاعور لأرسلان، وقال شهيّب بعد اللقاء لـ»المستقبل» ان اتصالات «تذليل العقبات مستمرّة»، موضحاً أنّ شروط النائب ارسلان «محقّة ونسعى إلى توفيرها». أضاف: «نحن نؤكد وجوب تنفيذ قرار الحكومة لأنّ البديل عنه استمرار النفايات في الشوارع وانهيار المؤسسات».
وفيما أفاد النائب بقرادونيان «المستقبل» بأنّ أحداً «لم يتّصل» به طيلة نهار أمس بشأن متابعة ملاحظات حزب «الطاشناق» حول قرار الحكومة، نافياً امكانية إقامة «باركينغ» للنفايات في موقع برج حمود «قبل التوافق» في هذا الخصوص، أوضحت مصادر وزارة المالية لـ»المستقبل» أنّ الوزير علي حسن خليل سيأخذ بالملاحظات التي أقرّها مجلس الوزراء لكنّه أبلغ أعضاء الحكومة خلال جلسة أول من أمس أنّه «لا يمكن إفلاس الدولة من أجل حلّ أزمة النفايات».
وقال خبراء في هذا الملف لـ»المستقبل» انّ تلبية مطالب بعض القوى السياسية، كما وردت في جلسة مجلس الوزراء تتطلب مالاً يقلّ عن نصف مليار دولار ما يرتّب ديوناً جديدة على الخزينة وأعباء إضافية على الاقتصاد.
وأوضحوا أنّ من بين مطالب «الطاشناق» إقرار موازنة لبلديتَي برج حمود والجديدة السدّ، لمدة أربع سنوات، توازي عشرة أضعاف من حصتهما في الصندوق البلدي المستقل.
يُشار إلى أنّ الرئيس سلام دعا إلى جلسة عادية لمجلس الوزراء تُعقد قبل ظهر الخميس المقبل للبحث في جدول أعمال عادي وما تمّ التوصّل إليه في قرار حلّ أزمة النفايات.
كما سيرأس اليوم اجتماعاً للجنة المولجة بمتابعة ملف النازحين السوريين.

الديار :

تزامناً مع «معمعة» مطامر النفايات التي تفوح منها السمسرات رغم الاوبئة والامراض التي تهدّد حياة اللبنانيين، وفي وقت يبدو ان المسؤولين يمعنون في «نحر» شعبهم غير آبهين للمخاطر الصحية والبيئية، تطل الذكرى الـ11 لانطلاقة تجمع 14 آذار حاملة معها تفسخات وانهيارات داخل هيكله.
فرغم جهود الرئىس سعد الحريري منذ عودته قبل نحو شهر لتوحيد صفوف 14 آذار قبل الذكرى، فإنه فشل فشلاً مدوياً، مما ادى الى الغاء المظاهر الاحتفالية بالمناسبة، وهي المرة الاولى التي تمرّ فيها الذكرى من دون ان يكون هناك اي «احتفالية» في القاعة كما كان يحصل في السنوات الماضية.
فالحريري فشل في استنهاض «همم» حلفائه وتوحيد صفوفهم، بل عمل على زيادة الشرخ بينهم، عن وعي او عدم ادراك، الا أن النتيجة واحدة: تشرذم وتفكك وانفصام في شخصيات 14 اذار.
أمام كل هذه المعطيات، يطل العماد ميشال عون «الصامت» الأكبر منذ فترة في هذه الذكرى اليوم، خلال عشاء لتياره، فهل يقتنص الجنرال الفرصة الذكرى لاعادة تصويب النقاش في البلد حول مسار المعركة الرئاسية مستفيداً من زخم لقاء معراب الذي تبنّى فيه رئىس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ترشيحه، هو ينطلق من قاعدة شعبية واسعة متحصناً بأغلبية مسيحية واسعة وبميثاقية كبيرة من الصعب على احد تجاوزها، وسيكون شعار معركته المفتوحة هو ان المسيحيين لن يقبلوا بعد اليوم ان يختار الآخرون رئيسهم، وهو بذلك قادر على استعادة «حقوقه الحصرية» «بفكرة» 14 اذار...
وتقول مصادر في 8 آذار ان الجنرال قادر على تصويب النقاش حول معضلة رئاسة الجمهورية، وهو امام فرصة حقيقية لوضع الامور في نصابها، من خلال التأكيد ان مشكلة الحريري مع المسيحيين وليست مع حزب الله في الملف الرئاسي، وهو من يقف عائقاً امام شبه اجماع مسيحي على ترشيحه لهذا المنصب. واكدت المصادر ان عون يعلم تماماً ان الحريري يخوض معركة اضعاف المسيحيين خوفاً من استعادة حقوقهم الدستورية المسلوبة في اتفاق الطائف بعدما «هيمن» عليها المكون السني.

ـ فضائح المطامر ـ

مبروك للبنان واللبنانيين قرار حلّ المطامر للنفايات بعد 8 أشهر من المماطلة والتسويف، وبعد جلسة ماراتونية امتدت 8 ساعات ليتمخض الجبل فيولّد فأراً.
اذاً، 300 الف طن زبالة الى المطامر درّ، فرئيس الحكومة تمام سلام سيترأس اليوم مجلس الامن المركزي للبحث في موضوع بدء تنفيذ الخطة بشأن النفايات، رغم ان خبراء بيئيين يؤكدون ان خطة الحكومة ستؤدي الى مزيد من التلوث والاعباء المالية.
يبدو ان الحكومة مصرّة على صمّ اذنيها على الاعتراضات، وقد قدّمت حوافز مالية بلغت 50 مليون دولار، حيث اغرت البلدات المحيطة بالمطامر بمشاريع انمائية وتخصيص مبلغ 8 ملايين دولار لكل بلدية قدّمت مطمراً.
اغراءات مالية لا تقاوم، فهل تستجيب البلديات؟
يبدو من الحراك والاتصالات واللقاءات والمشاورات والمواقف التي صدرت امس، ان هذا الحل تعترضه عقد، وتؤشر لعراقيل بدأت تواجهه:
- من جهة تصعيد الحراك المدني، (وهنا يقول احد الظرفاء داء الحراك معروف فلن يصل الى اي نتيجة).
من جهة اخرى، مواقف المعنيين بالمطامر الثلاثة التي اتفق عليها لاستقبال النفايات وهي: برج حمود، الكوستابرافا والناعمة.
فهل سيتم تفكيك الالغام امام حلّ المطامر؟ وهل يفرض القرار بالقوة ؟ وهل أن الامور ذاهبة نحو التصعيد؟
كل المؤشرات تدلّ ان الحلّ سيأخذ طريق التنفيذ ولو استغرق عدة اشهر، خصوصاً ان المناطق التي اعلنت عنها الحكومة ليست جاهزة عملياً لاستقبال النفايات ويستغرق الأمر بين شهرين او ثلاثة، ايّ أكثر من الفترة التي تحددها الحكومة.
وتقول المعلومات ان العائدات المالية للخطة قد تمّ توزيعها بين المستفيدين والذين عملوا على عرقلة اي خطة منذ 8 أشهر. واشارت المعلومات الى ان «المطبّلين» لخطة المطامر ما كانوا ليقبلوها لو لم يضعوا في جيوبهم ملايين الدولارات.

ـ مطمر «كوستابرافا» ـ

في ما خصّ مطمر «كوستابرافا»، فقد قام عدد من المواطنين باعتصام شعبي رفضاً لاستحداث المطمر. واكدت خليّة الازمة في الشويفات «أن المدينة ترفض استغلال اي ارض أو بحر يقع في نطاقها الجغرافي لأغراض الطمر، كما انها ترفض أي قرار حكومي لاستحداث مكب عند شاطئها».
وكان لرئىس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان موقف اعلنه في مؤتمر صحافي عقده، اكد فيه «اننا في بلد مزرعة لا يوجد فيه حكم، انما حافل بالمحاصصات».


وكان ارسلان قبل عقد مؤتمره الصحافي استقبل في قصره في خلدة الوزيرين اكرم شهيب ووائل ابو فاعور وتيمور جنبلاط وبحثوا في قضية المطمر.
وقال ارسلان: «اذا فكرت الدولة انها ستستخدم مطمر كوستابرافا بالطريقة العشوائية او بالطريقة التي فكرت فيها، فهي خاطئة جداً، ونحن سنشرف على وضع اي بحصة فيه، وسنقدم شكوى دولية لأن مطمري الكوستابرافا وبرج حمود مخالفان لاتفاقية برشلونة. وأكد انه والحزب التقدمي الاشتراكي على اتفاق تام، ولم نختلف لا من قريب ولا من بعيد على مقاربة مسألة مطمر الكوستابرافا، والتسويق بأن هذه الفكرة هي للحزب «الاشتراكي» عار عن الصحة».

 

ـ مطمر برج حمود ـ

هذا واكد رئىس حزب الطاشناق النائب آغوب بقرادونيان انه لا يمكن القبول بخطة النفايات، ونحن تحملنا عبء ارتفاع اسعار العقارات في مناطق اخرى بعدما تحملنا 20 سنة جبل النفايات، ونحن لا نقبل اي نفايات صلبة في المطمر، ونحن نتحدث عن عوادم، ولنا الحق في الاشراف على الطمر ورفض النوعية والكمية التي تأتي الى مطمر برج حمود ونعرف المستقبل، ولا نستطيع الحديث عن حوافز لان الحكومات تتغير.
ولفت الى اننا نريد توضيحات من الحكومة حول خطة النفايات، او لا مطمر في برج حمود. واشار الى ان الحزب سيجتمع الاسبوع المقبل لاتخاذ القرار المناسب.

ـ مطمر الناعمة ـ

وبالنسبة الى مطمر الناعمة، فقد أغلق سابقاً بسبب معاناة الاحياء المجاورة له، وعودته تعني عودة المشكلات الصحية التي عانى منها سكان المنطقة المجاورة الذين لا يمكن ان يتحملوها مجدداً.
وهنا تشير المعلومات الى ان عودة هذا المطمر يأتي من اجل استمرار أرباح الشركة التي كانت تدير المطمر وتحتكره.
هذا ونفذ مجموعة من الناشطين البيئيين، اعتصاما رمزيا امام مدخل مطمر الناعمة، رفضا لإعادة فتحه حيث أكدوا «ان المطمر أقفل ولن يعاد فتحه ابدا»، ولفتوا الى «أنهم سيفترشون الارض في الموقع منعا لدخول الشاحنات».

ـ الحراك المدني والتصعيد ـ

وفي السياق عنه، اعلنت مجموعات الحراك المدني استمرارها في التصعيد اليوم عبر اغلاق مداخل العاصمة بيروت لبضع ساعات في الصباح، مطالبين «أهالي المناطق بمؤازرتنا وان يحكموا عقلهم وضميرهم ليتخذوا قراراً من الحكومة».
واوضحت المجموعات انه «تم الابقاءعلى عمل شركة سوكلين التي هي تحت طائلة الملاحقة القانونية، وتم صرف اموال كنوع من المسكن للاهالي عبر مطامر يقال عنها صحية، ولكن لا ثقة بحكومة الزبالة»، لافتة الى ان «الحكومة لم تتبنَ أي مطلب يصل الى حل مستدام للحفاظ على البيئة وتطوير الاقتصاد»، مشددة على ان «تحرك الغد (اليوم) ليس موجها ضد الناس بل هو لمصلحتهم وهو مقدمة ليأخذ الناس زمام المبادرة».
ويبدو ان الضغوط على الحراك بدأت تظهر، اذ اعلنت «حملة بدنا نحاسب» و«جمعية الحراك المدني الديموقراطي» ومجموعة «من اجل الجمهورية» و«حقوقيون ضد الفساد» و«حملة اقفال مطمر الناعمة»، في بيان مشترك «عدم مشاركتها في قطع مداخل بيروت اليوم».
واوضحت ان مقاطعة التحرك هي «بسبب عدم تنسيق هذه الخطوة، بشكل مسبق مع الحملات ومع النقابات والقطاعات والمناطق».
ووعدت انها «ستدرس الموقف من مقررات مجلس الوزراء، وستعقد مؤتمرا صحافياً الاسبوع المقبل، لاعلان تحركاتها التصعيدية في وجه السلطة الفاسدة».
وسألت مصادر في الحراك ماذا ستدرس هذه الهيئات؟ الحلّ فرض على صحة المواطنين.

 

الجمهورية :

المشهد ضبابي بامتياز على كل الصعد، بدءاً من تعثّر انتخاب رئيس جمهورية منذ سنة وعشرة أشهر تقريباً، مروراً بالعمل النيابي العالق عند «تشريع الضرورة» في ظل الشغور الرئاسي، وصولاً الى التوتر المستمر في العلاقة بين «حزب الله» والمملكة العربية السعودية التي أعلنت أمس أنها ستعاقب كل من ينتمي الى «الحزب» أو يؤيّده أو يتعاطف معه أو يأوي أحداً منه. مُنبّهة الى انها ستطبّق بحق السعوديين والمقيمين «ما تقضي به الأنظمة والأوامر من عقوبات مشددة بما في ذلك نظام جرائم الإرهاب وتمويله، إضافة إلى إبعاد أيّ مقيم تثبت إدانته بمِثل تلك الأعمال». وكان مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية أدلى امس بالبيان الآتي:

«إشارة إلى قرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المتضمن أن مليشيات «حزب الله « بكافة قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة والمنبثقة عنها تعد منظمة إرهابية، و أن دول المجلس سوف تتخذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذا القرار استناداً إلى ما تنص عليه القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب المطبقة في دول المجلس، والقوانين الدولية المماثلة.
وإشارة إلى إعلان مجلس وزراء الداخلية العرب (إعلان تونس) الصادر في ختام اجتماعات دورته الثالثة والثلاثين التي عقدها المجلس يوم الأربعاء 22 / 5 / 1437 هـ الموافق 2 / 3 / 2016 م المتضمن إدانته وشجبه للممارسات والأعمال الخطرة التي يقوم بها هذا الحزب لزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي في بعض الدول العربية.
وإشارة إلى البيان الذي سبق أن أصدرته الوزارة في تاريخ 16 / 5 / 1435 هـ بناءً على الأمر الملكي رقم أ / 44 بتاريخ 3 / 4 / 1435 هـ بخصوص الجماعات والمنظمات والتيارات والأحزاب الإرهابية والعقوبات التي ستطبق على المنتمين أو المؤيدين أو المتعاطفين معها، وما تضمنه بيان الوزارة من تحذير أي مواطن سعودي أو مقيم من القيام بتأييد أي من تلك المنظمات أو الجماعات أو التيارات أو الأحزاب، وأن من يخالف ذلك بأي شكل من الأشكال ستتم محاسبته على كافة تجاوزاته.
وبناءً على ذلك تؤكد وزارة الداخلية أن كل مواطن أو مقيم يؤيد أو يظهر الانتماء إلى ما يسمى «حزب الله»، أو يتعاطف معه أو يروج له أو يتبرع له أو يتواصل معه أو يؤوي أو يتستر على من ينتمي إليه فسيطبق في حقه ما تقضي به الأنظمة والأوامر من عقوبات مشددة بما في ذلك نظام جرائم الإرهاب وتمويله ، إضافة إلى إبعاد أي مقيم تثبت إدانته بمثل تلك الأعمال. وبالله التوفيق».
وتزامناً مع تداعيات القرارات السعودية والخليجية والعربية الأخيرة، يبدأ السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري جولة على القيادات السياسية والحزبية، فيزور ظهر اليوم رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في الصيفي لعرض آخر التطورات.
صاروخان أميركيان
إلى ذلك، ضجّ خبر أمني في الإعلام العالمي ليل أمس، حيث نقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن وسائل إعلام صربيّة أنه تم العثور على صاروخين يحملان رأسين حربيين متفجرين على متن طائرة ركاب في رحلة كانت متجهة من لبنان إلى الولايات المتحدة الاميركية عبر صربيا، وان السلطات الصربية تحقّق في القضية.
ونقلت الوكالة عن محطة «إن 1» التلفزيونية الصربيّة «ان الشحنة تتضمن صاروخين موجهين خارقين للدروع، اكتشفهما كلب بوليسي، السبت بعدما هبطت رحلة تابعة لشركة طيران صربيا في مطار بلغراد، آتية من بيروت.
وذكرت وسائل الإعلام الصربية، أن الوثائق ذكرت أن الوجهة النهائية للصاروخين من طراز «إيه جي إم 114 هال فاير»، هي مدينة بورتلاند في ولاية أوريغون الأميركية.
وأفادت محطة «إن 1»، أن شركة طيران صربيا، تساعد في التحقيق. فيما قالت شركة النقل الجوي الحكومية إن الأمن والسلامة هما الأولويتان المركزيتان بالنسبة لشركة طيران صربيا.
غير ان معلومات مؤكدة لـ «الجمهوريّة» كشفت أن «الصاروخين كانا من ضمن المساعدات الأميركيّة للجيش اللبناني والتي تم تسليمها الى لبنان في تشرين الأوّل 2015، وهما عبارة عن صاروخي «ليزر» مخصصين للتدريب على طائرات «السيسنا»، وقد تمّ اعادة شحنهما الى أميركا (ترانزيت) بعد انتهاء عملية التدريب عليهما، ضمن الإجراءات القانونية الرسميّة، وبعلم السلطات اللبنانية والأميركيّة المعنية.
وعلمت «الجمهورية» ايضاً ان الالتباس حصل لدى تمرير الصاروخين في مطار بلغراد على آلة كاشفة لأثر المتفجرات(Explosive trace detector) ETD، وتبيّن وجود آثار مادة البارود عليهما. واكدت مصادر مطلعة ان هذا أمر طبيعي نتيجة التدريب عليهما ميدانياً. ولم يكن هناك أي خطر على سلامة الطيران.

«14 آذار»
وسط هذه التطورات، تعبر ذكرى «ثورة الأرز» هذه السنة وسط تفكك قوى 14 آذار وتضعضع صفوفها واضطرابها بعد الترشيحات الرئاسية التي قصمَت ظهرها، خصوصاً بين تيار «المستقبل» و»القوات اللبنانية».
وفيما يغيب الاحتفال الشعبي أو الرسمي في الذكرى، علمت «الجمهورية» انّ المؤتمر الصحافي الذي سيعقده منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد ظهر اليوم في مقر الامانة العامة ليس بديلاً من ضائع. وبالتالي، فإنّ خطوته مُتفلّتة من الجميع، وهي فِعل إرادة منه وغير منسّقة مع قيادات 14 آذار.
الجميل لـ«الجمهورية»
ودعا النائب نديم الجميّل الى تجمّع في ساحة ساسين عند السابعة مساء اليوم، وقال لـ«الجمهورية»: «إننا اليوم في حاجة الى «ثورة الأرز» أكثر من أي وقتٍ مضى، وإن حصل تشَرذم ضمن الفريق المنظّم لـ«14 آذار»، فذلك لا يمكن أن يمنعنا من ان نتّحد مجدداً ونستمر في المطالبة بحقوقنا». وكشف انه في صدد «التحضير لمشاريع أخرى عدة لإحياء ثورة الأرز مجدداً». (تفاصيل صفحة 8)
عون
في الموازاة، تشخص الأنظار الى المواقف التي سيعلنها رئيس تكتل «الاصلاح والتغيير» النائب ميشال عون في العشاء السنوي الذي ينظّمه «التيار الوطني الحرّ» في ذكرى 14 آذار عند الثامنة والنصف من مساء اليوم في فندق «الحبتور».
وعلمت «الجمهورية» انّ خطاب عون لن يكون عادياً، بل سيأتي مغايراً لكل الخطابات والمواقف التي أدلى بها منذ فترة طويلة حتى اليوم، إذ سيضع عون النقاط على الحروف في خطاب مفصلي تاريخي، يتخلله تحديد مسؤوليات بحيث ستتوقّف أمور كثيرة في ضوء تعاطي الآخرين وتفاعلهم مع هذا الخطاب الذي سيتمحور حول الدستور والميثاق تحت سقف الشراكة الوطنية.
بري
وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره، أمس، «انّ الخطة التي أقرّها مجلس الوزراء لمعالجة ازمة النفايات هي افضل ما امكن التوصّل اليه، ولكن المهم أن تحزم الحكومة أمرها وتباشر في التنفيذ فوراً، خصوصاً انّ هناك كارثة في الشارع تزيد عن ثلاثمئة الف طن من النفايات. وبالتالي، لا مبرر لكل الاعتراضات التي تحصل من هنا وهناك».
ورداً على سؤال، قال بري: «إنّ عجلة الدولة ستبقى معطّلة طالما انّ المجلس النيابي شِبه معطّل. وبالتالي، كنّا قد وضعنا موضوع تفعيل المجلس النيابي بنداً في جدول أعمال الحوار، وهذا ما سأستمر في التأكيد عليه كركيزة أساسية لانطلاق العمل التشريعي والحكومي وتسيير امور الناس، وهنا تكمن مسؤولية جميع الاطراف، وسأركّز على ذلك في جلسة الحوار المقبلة».
وعن تفاؤله بنضوج ثمرة الاستحقاق الرئاسي وتوقعات الرئيس سعد الحريري بانتخاب رئيس خلال شهر نيسان المقبل، قال بري: «إنتخابات رئاسة الجمهورية تبقى بنداً اولاً وثانياً وثالثاً ورابعاً... وعاشراً، ولكننا لا نستطيع ان نبقى متفرّجين على عدم إجراء هذه الانتخابات، وهذا الامر لا يمنع من تفعيل مجلس النواب.
ويجب ان يدرك الجميع انّ اجراء الانتخابات الآن ضرورة، ولا بد من قطف هذه الثمرة التي نضجت. ومع الاسف اذا لم نُبادر الى قطفها سريعاً فالجميع خاسرون، وربما الخاسر الأكبر هو 8 آذار في ظل الترشيحات القائمة».
النفايات
من جهة ثانية، تخوض الحكومة اليوم تحدي تنفيذ خطة طمر النفايات التي كادت أن تطمرها، والتي سيبدأ برفعها من الشوارع الى المطامر المحددة لها وسط تهديد بعض منظّمات المجتمع المدني بالتحرّك، فيما تبلغ كمية النفايات المتراكمة في الشوارع 350 ألف طن، وسيستغرق نقلها نحو 45 يوماً، على حدّ قول أحد الوزراء.
وقالت مصادر أمنية لـ«الجمهورية» انّ رئيس الحكومة تمام سلام وجّه الدعوة الى اجتماع وزاري وقيادي أمني موسّع عند الرابعة بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي لمناقشة الوضع الأمني العام في البلاد في ضوء المستجدات وما يمكن أن يطرأ عند بداية تنفيذ الخطط الخاصة بمعالجة النفايات الصلبة. وأوضحت أنّ البحث سيتناول مجمل التطورات الأمنية، سواء تلك الناجمة عن التهديدات التي تتحدث عن عمليات ارهابية ومحاولات ضرب الأمن الداخلي في البلد والتهديد الجاثِم على الحدود اللبنانية ـ السورية. كذلك سيتناول البحث التدابير الواجب اتخاذها لتنفيذ قرارات الحكومة في شأن نقل النفايات الى المطامر المحددة لها.
طرق ومدارس
وكان الحراك المدني قرر إقفال الطرق المؤدية الى بيروت ومداخلها صباح اليوم لساعات عدة «تعبيراً عن رفض سياسة الترحيل والمطامر في حلّ أزمة النفايات». ودعا الاهالي الى عدم إرسال أبنائهم الى المدارس.
الّا انّ وزير التربية الياس بو صعب اكد انّ اليوم «هو يوم تدريس عادي». فيما دعا اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة الى «تحييد القطاع التربوي والتعليمي عن كل ما من شأنه ان يؤدي الى بَلبلة في المدارس».

اللواء :

«العبرة بالتنفيذ».
هذه العبارة رددها أمام زواره رئيس الحكومة تمام سلام، بعد ساعات صعبة، شكلت تهديده بوضع استقالته على الطاولة حتى تمكن مجلس الوزراء من إقرار خطة لرفع النفايات من الشوارع، في غضون 55 يوماً ولمدة أربع سنوات، وبحوافز مالية فورية مقدارها 50 مليون دولار للبلديات المحيطة بالمطامر التي استقر الرأي على نقل النفايات إليها، بدءاً من إعادة فتح مطمر الناعمة لشهرين فقط، واستحداث مطمر في «الكوستا برافا» بشروط النائب طلال أرسلان الذي أعاد التأكيد عليها بعد اجتماعه مع تيمور جنبلاط والوزيرين أكرم شهيّب ووائل أبو فاعور، حيث أكد المراقبة لعملية الطمر بحصة.. بحصة، إضافة إلى مطمر برج حمود، حيث ارتفع «صوت أرمني خافت» عبّر عنه حزب «الطاشناق» لجهة أن ما أقرّ يختلف عمّا اتفق عليه في المفاوضات، في وقت يقدم فيه حزب الكتائب نموذجه للتعامل مع النفايات من خلال افتتاح مركز فرز النفايات لبلديات المتن في بكفيا اليوم، والذي يدشّنه رئيس الحزب النائب سامي الجميّل كنموذج لتعميم هذا الحل على سائر البلديات، مما يُخرج بلديات المتن من شمولية قرار مجلس الوزراء الذي تحفّظ عليه الحزب، لكنه لا يشجّع أي خطوة لعرقلة التنفيذ.
وعشية بدء التنفيذ، وفيما تبيّن لمجلس الوزراء أن لا بديل عن شركتي «سوكلين» و«سوكومي» للقيام بالكنس والجمع والفرز، لحين إتمام المناقصة لاعتماد شركات بديلة، يستمع النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم إلى «سوكلين» في إطار الشكوى المرفوعة من حزب الكتائب، والتي كانت سبب تحفّظ الحزب على قرار الحكومة، وتتّجه الأنظار إلى دعوة حملة «طلعت ريحتكم» لعزل العاصمة عن المناطق، عبر قطع المداخل الرئيسية من الجنوب خلدة، ومن الشرق الحازمية، ومن الشمال الدورة، والتي لن تشارك فيها حملات: «بدنا نحاسب» و«الحراك الديموقراطي» و«حقوقيون ضد الفساد» و«من أجل الجمهورية» و«حملة إقفال مطمر الناعمة». وهذه الدعوة أيضاً مرفوضة من النقابات والمؤسسات لأسباب متعددة أبرزها تعطيل مصالح المواطنين وربما استدراج القوى الأمنية إلى إشكالات في يوم عزيز على اللبنانيين، هو يوم 14 آذار، حيث تشكّلت حركة 14 آذار الاستقلالية.
وعلمت «اللواء» من مصادر أمنية موثوق بها أن تدابير مشددة اتخذت للحؤول دون إقفال المداخل.
وأكدت هذه المصادر لـ«اللواء» عدم السماح بإقفال مداخل بيروت والطرقات مع احترام حق التظاهر، شرط أن لا يكون ذلك على حساب أعمال النّاس وحركة البلد.
إجتماع أمني
ومع بدء تنفيذ الخطة، يترأس الرئيس سلام قبل ظهر اليوم إجتماعاً أمنياً يحضره قادة الأجهزة الأمنية في إطار متابعة تنفيذ خطة النفايات فضلاً عن متابعة التطورات العسكرية التي حصلت في رأس بعلبك بين الجيش اللبناني و«داعش»، والشريط المصوّر الذي هدّد فيه مسلحان من «داعش» من محافظة الرقة السورية، كبار المسؤولين والوزراء و«حزب الله» والمسيحيين والمؤسسات الأمنية «بالعبور على أشلائهم وجثثهم إلى القدس»، إضافة إلى ما كشفه وزير العدل المستقيل أشرف ريفي بأنه «أبلغ بمعلومات عن محاولة اغتياله هو والنائب أحمد فتفت».
وإذا ما سارت الأمور على ما يرام، وتم تجاوز قطوع إقفال الطرقات، أو التجمّع أمام المطامر المقترحة للحؤول دون افتتاحها، فإن الخطة تكون قد أخذت طريقها إلى التنفيذ بمشاركة كل القوى السياسية الممثلة في مجلس الوزراء، ويصبح في إمكان الحكومة بالتالي، وفقاً لمصادر وزارية معنية، أن تلتقط أنفاسها وتفعّل أعمال مجلس الوزراء ريثما يتوضح الخيط الأبيض من الخيط الأسود في ما يتعلّق بانتخابات الرئاسة الأولى التي التقى الرئيسان نبيه برّي وسعد الحريري على توقّع حصولها في نيسان.
وفي هذا السياق، نقل زوّار سلام عنه نيّته دعوة مجلس الوزراء للإنعقاد يوم الخميس المقبل في جلسة عادية للبحث في جدول أعمال لتسيير شؤون البلاد والعباد.
ولاحظ هؤلاء الزوار أن سلام اكتفى بعبارة «العبرة بالتنفيذ»، تعليقاً على قرار مجلس الوزراء الذي أنهى كابوس النفايات الذي استمر قرابة الثمانية أشهر، وهو بدا حذراً، رافضاً أمام الزوار الدخول بأي تفاصيل حول الموضوع، خصوصاً وأن الأجواء التي رافقت جلسة الحكومة السبت لم تكن أجواء مريحة بشكل عام، بل  تخللتها نقاشات وصلت أحياناً إلى الحدة، وكان ذلك واضحا من خلال المدة التي استغرقتها النقاشات في الجلسة والتي تعدت السبع ساعات.
وحسب مصادر وزارية فالجلسة كانت بمثابة «كباش» لاقرار الخطة وان جهودا حثيثة بذلت من جميع القوى السياسية لاقرارها خصوصا انها ترافقت مع حراك للحراك المدني الذي وصل الى بعد أمتار من السراي الحكومي.
وأشارت المصادر «للواء» ان مجلس الوزراء كان امام خيارين السيئ والأسوأ ولم يكن هناك من خيار ثالث فأقر السيئ وهو قرار جدي ولكن ليس تحدي حسب المصادر.
وكشفت المصادر نفسها ان مطمر الناعمة الذي تقرر فتحه لإستيعاب النفايات غير المطمورة معرّض إلى عدم البدء بالعمل إلا بالتوازي مع العمل في مطمري برج حمود والكوستابرافا مع العلم ان ذلك قد يستغرق بعض الوقت بفعل تحضير العمل على الأرض حولهما.
ورأت أن موضوع مطمري برج حمود والكوستابرافا يتطلب متابعة سريعة لجعلهما يستوعبان النفايات.
وأكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«اللــواء» ان الحكومة انتهى دورها بعد إقرار الخطة، وأن المهمة اليوم تقع على عاتق مجلس الإنماء والإعمار، مرجحاً أن يطلب الرئيس سلام المؤازرة الأمنية للمساعدة في تنفيذ الخطة.
وإذ وصف وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دوفريج عبر «اللــواء» ولادة الخطة بالولادة القيصرية تخوّف من أن ينسحب ذلك على تنفيذها.
وانتقد الوزير دوفريج المبالغ المالية التي أعطيت كحوافز، معتبراً انه لو كنا نعيش في ظل وضع طبيعي حيث ان مجلس النواب يعمل وهناك ثقة يبديها الشعب لحكومته، لكانت القرارات التي صدرت تسقط حكومات.
ورداً على سؤال، رأى انه كان بالإمكان ان تتخد قرارات كالتي اتخذت حول ملف النفايات منذ فترة لولا التعطيل الذي حصل، مؤكداً ان التسهيل أتى بعدما رشح الرئيس سعد الحريري النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.
وقال: «لست مسروراً بحفلة المزايدات التي تحيط بملف النفايات والخطة التي أنجزتها الحكومة حول هذا الملف».
أما وزير حزب الله حسين الحاج حسن، فإنه رأى ان مطلع الأسبوع يفترض أن يشهد بدء تنفيذ خطة المطامر الثلاثة التي أقرها مجلس الوزراء، لكنه أعاد ساعة الصفر للتنفيذ إلى الخطة التي سيضعها مجلس الإنماء والاعمار، معتبراً انه لم يكن أمامنا سوى هذا الحل وهذا الخيار الذي أقرته الحكومة.
ولفتت مصادر وزارية إلى ان قرار الحكومة جاء بعد مخاض عسير ونتيجة مساعي ربع الساعة الأخيرة، وبعد تلويح الرئيس سلام بالاستقالة.
وكشفت ان النقاشات تركزت بمعظمها على كيفية تمويل الصندوق البلدي المستقل من خزينة الدولة، وسيكون ذلك من خلال مشروع قانون ستحيله الحكومة إلى مجلس النواب.
وأشارت إلى ان «سوكلين» التي كانت مشكلة عندما بدأت أزمة النفايات عادت لتكون جزءا من الحل، ولكن إلى متى؟
حزب الله
وفي تطور يتعلق بوضع قرار دول مجلس التعاون الخليجي، ومجلس وزراء الداخلية العرب (إعلان تونس) باعتبار حزب الله منظمة إرهابية، موضع التنفيذ، أعلن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية ان «من يخالف الإجراءات المترتبة على هذا القرار ستتم محاسبته على كافة تجاوزاته».
وأكد المصدر ان «كل مواطن أو مقيم (في المملكة) يؤيد أو يظهر الانتماء إلى ما يسمى «حزب الله» أو يتعاطف معه أو يروّج له، أو يتبرّع له، أو يتواصل معه أو يؤوي أو يتستر على من ينتمي اليه، فسيطبق بحقه ما تقضي به الأنظمة والأوامر من عقوبات مشددة، بما في ذلك جرائم الإرهاب وتمويله، إضافة إلى إبعاد أي مقيم تثبت إدانته بمثل تلك الأعمال».
في هذا الوقت كان مسؤولو «حزب الله» يواصلون الحملة على المملكة العربية السعودية.