الحصار العربي على حزب الله يستمر ويزداد خطرا , وأميركا تستعجل إنتخاب الرئيس

 

السفير :

لم يعد ينقص جامعة الدول العربية، خصوصاً في عهد أمينها العام الجديد أحمد أبو الغيط، سوى أن تتقدم بطلب خطي إلى الحكومة الإسرائيلية تتوسلها فيه أن تشن حرباً بلا هوادة ضد المقاومة في لبنان وفلسطين، بعدما صار المقاومون على هاتين الجبهتين.. «إرهابيين» بامتياز، تبعاً لقرارات وزراء الخارجية والداخلية العرب.
ومن حسن حظ المقاومين في لبنان وفلسطين أن إسرائيل لا تنتظر طلباً أو أمراً من أحد في حروبها منذ نشأتها حتى يومنا هذا. هي تقرر ما يتناسب ومصلحتها الإستراتيجية وتأخذ في الحسبان الظروف الإسرائيلية والإقليمية والدولية.
بهذا المعنى، صار الإسرائيليون يحسبون ألف حساب للحرب، سواء في غزة أو مع لبنان وحتى في جبهة الجولان، وذلك من زاوية قدرة جيشهم على تحقيق «الانتصارات» وعدم تكرار الإخفاقات، خصوصاً في ضوء تجربتي لبنان وغزة.
لكن بين العرب، وتحديداً في جامعة دولهم المتهالكة، من يصرّ على تقديم أوراق الاعتماد المجانية للإسرائيليين، عبر تهيئة المسرح الإقليمي لحرب اذا قررت اسرائيل أن تخوضها لاعتباراتها وليس لاعتبارات أحد غيرها، فإنها ستكون محمية بسقف رسمي عربي يعتبر «حزب الله» المقاوم.. «تنظيماً إرهابياً».
صحيح أن إسرائيل سعيدة جداً بما يجري على أرض سوريا من استنزاف للدولة العربية المركزية التي لطالما كانت ترفض أن تتنازل عن ذرة تراب أو مياه، واحتضنت وما تزال المقاومة اللبنانية منذ لحظة انطلاقتها الأولى قبل أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، وهي ـ أي إسرائيل ـ تراقب بسعادة أكبر كيف يزج «حزب الله» بالآلاف من مقاتليه ووحدات النخبة الى المعركة الدائرة منذ سنوات على أرض سوريا في مواجهة المجموعات الإرهابية، لكنها لا تحذف من حساباتها احتمالات الحرب.
ووفق خبراء في الشأن الإسرائيلي، فإن إمكان تدهور الأمور نحو خطر الحرب ممكن ليس بسبب قرار إسرائيلي مسبق بل ربما نتيجة سوء تقدير، وذلك على قاعدة إقدام الاسرائيليين على تنفيذ ضربة عسكرية نوعية (وقائية) بعنوان «منع إدخال أسلحة كاسرة للتوازن» الى لبنان.. وعندها تصبح الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، علماً أن قيادة المقاومة لطالما طمأنت الجمهور اللبناني والعربي العريض الى أنها باتت تملك قدرة ردع تجعل الإسرائيليين يحسبون ألف حساب قبل الإقدام على أي قرار بالحرب أو تنفيذ عملية عسكرية.
وليس خافياً على أحد أن المقاومة لا تكتفي بالتطمينات الشفهية لجمهورها ولا بتمرّس مقاتليها وتراكم خبرتهم الاستراتيجية في الميدان السوري، بل تضع كل الاحتمالات الميدانية، وهذه نقطة يدرك الإسرائيليون معناها بالعين المجردة، خصوصاً أنهم يواظبون منذ سنوات وبوتيرة استثنائية على تكثيف مناوراتهم العسكرية التي تحاكي احتمالات الحرب، وكذلك تحضير جبهتهم الداخلية لحرب ستكون استثنائية بجغرافيتها ومآلاتها.
ولعل المؤسف في القرار الصادر عن وزراء الخارجية العرب، بدفع سعودي ـ إماراتي، أنه يغتال جامعة الدول العربية ويلغي أهداف تأسيسها ونشوئها كراعية لمصالح الشعوب العربية وليس لمن يريدون ممارسة سلطتهم وتتويج أنفسهم ملوكاً على حساب تضحيات المقاومين وبطولاتهم التي جعلت أرض لبنان أول أرض عربية تتحرر بالقوة وليس بالمفاوضات ولا بالاستسلام والذل والهوان.
جامعة عربية كهذه صار من الأفضل لها أن تضم إسرائيل إلى صفوفها، بعدما صارت المكاتب الأمنية التنسيقية موجودة في معظم العواصم الخليجية، وأن تحسم أمر هويتها غير العربية، وبالتالي، لم تعد مسايرة هذا الإطار العربي الرسمي البائد.. سوى مضيعة للوقت ما دامت صيغة «التسيير» لم تعد كافية، وصار المطلوب أن تكون «منصة هجومية» لأولئك الرافضين الإقرار بفشلهم في كل «ميادين» المنطقة، فكان أن قرروا جعل لبنان ومقاومته «فشة خلق».. برغم التحفظ الخجول لا بل المعيب لوزير خارجية لبنان جبران باسيل الذي قرر أن «يكفّر» عن «ذنوبه السابقة» وموقعه «المستقبلي» بأن جعل سقفه أقل مما كان عليه حتى سقف وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي عمّم بياناً بعد اجتماع وزراء الداخلية العرب في تونس أعلن فيه أنه اعترض باسم لبنان على توصيف «حزب الله» بأنه «إرهابي»!
والأنكى في السلوك الانتقامي الفاجر لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي أنهم لم يكتفوا بإلزام باقي نظرائهم العرب (باستثناء لبنان والعراق والجزائر)، بقرارهم اعتبار «حزب الله» منظمة إرهابية، بل قررت كل من السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت أن تنأى بنفسها، عن قرار «التضامن مع لبنان» الذي كانت تقره كل الاجتماعات الدورية لوزراء الخارجية العرب منذ مطلع التسعينيات حتى السنة الماضية.

النهار :

في قرار يعكس تصاعد التوتر بين المملكة العربية السعودية وايران، أعلن وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة الجمعة تصنيف "حزب الله" اللبناني "إرهابياً"، وذلك بعد اسبوع من قرار مماثل لمجلس التعاون الخليجي. وقد تحفظ لبنان والعراق عن القرار.

وصرح وكيل وزارة الخارجية البحرينية وحيد مبارك سيار الذي ترأس بلاده الجامعة حالياً خلال مؤتمر صحافي تلا فيه المقررات الصادرة عن اجتماع وزراء الخارجية العرب بأن "القرار الصادر من مجلس الجامعة يتضمن تسمية حزب الله ارهابياً". وأضاف أن "هناك اجماعاً على القرار مع تحفظ لبنان والعراق وملاحظة من الجزائر". وأشار إلى أن القرار يتضمن إدانة "تدخلات إيران في الشؤون العربية"، وخصوصا في البحرين "من خلال مساندة الإرهاب".

 

قطان
وأوضح السفير السعودي لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية احمد قطان إنه لم يسمع تحفظات عن القرار من الوفد الجزائري. وقال لقناة "العربية" الفضائية التي تتخذ دبي مقراً لها: "القرار حظي بالإجماع ما عدا تحفظ من العراق ومن لبنان كالعادة. أما موضوع الملاحظة الجزائرية فهذا لم أسمع من أخي السفير الجزائري أي تحفظ أو أي ملاحظة على أي بند من البنود التي وردت في هذا القرار".
وأفاد أن قرار تصنيف "حزب الله" منظمة إرهابية اشتمل على فقرة أخرى "تستنكر التدخلات الإيرانية المستمرة في الشأن الداخلي لمملكة البحرين وما حدث هناك من تأسيس جماعات إرهابية ممولة ومدربة من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الإرهابي... يجب أن نشير إلى أن وزراء الداخلية العرب سبق لهم أن اتخذوا هذا القرار نفسه (الخاص بـ"حزب الله") في اجتماعهم الأخير في تونس وتحفظ عنه العراق ولبنان كالعادة".
ورأى ان "حزب الله الإرهابي اختلفت تطلعاته بدلاً من مواجهة الاحتلال الإسرائيلي توجه بسلاحه إلى السيطرة على مقدرات لبنان وشعبه واحتلال بيروت وأصبح القرار اللبناني مختطفاً من قبل هؤلاء... ثم بدأوا بعد ذلك إرسال قوات مدربة من أعضاء الحزب إلى سوريا لقتال وقتل الشعب السوري ثم بدأوا استخدام هؤلاء الأشخاص أنفسهم في زعزعة أركان الحكم في عدد من الدول الخليجية على رأسها دولة البحرين... هو اختطف لبنان بتعليمات مباشرة من إيران".

الجعفري
وفي وقت سابق، أبلغ مصدر في وزارة الخارجية العراقية "رويترز" في القاهرة أن الوفد السعودي انسحب من اجتماع للدورة 145 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري بعد دفاع وزير الخارجية العراقي إبرهيم الجعفري عن "الحشد الشعبي" العراقي و"حزب الله" اللبناني.
وقال: "الوفد السعودي انسحب من قاعة الاجتماع بعد كلمة وزير الخارجية العراقي الذي رفض فيها المساس بالحشد الشعبي وسائر حركات المقاومة". وأضاف أن وزير الخارجية العراقي قال إن "الحشد الشعبي وحزب الله حافظوا علي كرامة العرب ومن يتهمهم بالإرهاب هم الإرهابيون".
وأوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط "أ ش أ" المصرية إن قرارات الدورة 145 لمجلس وزراء الخارجية العرب تضمنت إدانة السياسات الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وغيرها من السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.
وفي شأن الأزمة السورية قالت إن مجلس الجامعة على المستوى الوزاري رحب بالجهود التي تبذلها المجموعة الدولية لدعم سوريا "لتهيئة الظروف الملائمة لإطلاق عملية مفاوضات بين المعارضة والحكومة السورية تفضي إلى تشكيل هيئة حكم انتقالي ذات صلاحية تنفيذية كاملة".

باسيل
وأصدر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي شارك في الدورة ال145 للمجلس الوزاري العربي بياناً اعلن فيه "موافقة لبنان على القرار المتعلق بالأوضاع في سوريا، وهي المرة الاولى في الجامعة العربية التي لا ينأى فيها لبنان بنفسه عن الموضوع السوري حيث أن القرار جاء مختلفاً عما سبق، وقد جاء ضمن مندرجات القرارات الاممية ومسار فيينا ومجموعة الدعم الدولي لسوريا، وهي مسارات يشارك فيها لبنان وتدور حول فكرة الحل السلمي في سوريا الذي يقرر من خلاله السوريون بأنفسهم مستقبل بلدهم".
وأكد أن "لبنان تحفظ عن ذكر حزب الله ووصفه بالارهابي لأن هذا الامر غير متوافق مع المعاهدة العربية لمكافحة الارهاب، وهو غير مصنف في الامم المتحدة، و حزب الله هو حزب لبناني لديه تمثيل واسع، وهو مكون أساسي في لبنان، ويحظى بكتلة نيابية ووزارية وازنة في مؤسساتنا الدستورية".

 

المستقبل :

وأخيراً، بعد أن عاثت شهوراً أمراضاً وأوبئة في بيروت ومناطق من ساحل جبل لبنان، يُفترض أن تُطمر أزمة النفايات في جلسة استثنائية للحكومة اليوم دعا إليها رئيسها تمام سلام الذي أبدى لـ«المستقبل» تفاؤله ببتّ الخطة المرحلية كاملة خلالها، بعد اجتماع اللجنة الوزارية المولجة بمعالجة هذه الأزمة أمس ووضع اللمسات (السياسية) الأخيرة على خطة الحلّ بانتظار مناقشة وإقرار الكلفة المالية والحوافز في مجلس الوزراء.
وأوضحت مصادر وزارية في اللجنة لـ«المستقبل» أنّ اجتماعها أمس أنجز التوافق على مواقع المطامر في كل من الكوستابرافا وبرج حمود والناعمة (للنفايات المكدّسة) على أن يقرّر المعنيون موقع مطمر نفايات الشوف وعاليه لاحقاً. أضافت أن مجلس الوزراء سيناقش اليوم الكلفة المالية للحوافز والمعالجة في ضوء دراسة مالية يُفترض أن يرفعها وزير المال علي حسن خليل إلى مجلس الوزراء لمناقشتها وإقرارها.
وتوقعت المصادر أن تجرى الدعوة لاستقصاء أسعار الشركات المشغّلة، وسط تأكيد وزراء أنّ اللجنة عالجت «99 في المئة من الأزمة» حسب تعبير وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، أو أنّ الأزمة «في طريقها إلى الحل» وفق تشديد وزير الصناعة حسين الحاج حسن بعد موافقة النائب طلال ارسلان على إقامة مطمر في الكوستابرافا.
وأفادت مصادر اللجنة «المستقبل» أنّ الكلفة المتوقعة لإقامة إنشاء المطامر (من دون الحوافز التنموية) قد تبلغ نحو 200 مليون دولار سنوياً، أي ما يعادل نحو 200 دولار للطن.
الجامعة العربية
بالتزامن مع تجاوز القطوع البيئي تجاوزت الحكومة قطوعاً ديبلوماسياً أمس تمثّل بموافقة وزير الخارجية جبران باسيل على مقررات الجامعة العربية مقابل تحفّظه عن بندَين «بسبب ذكر حزب الله ووصفه بالإرهابي» في إطار القرار المتعلق بإدانة الاعتداءات الإيرانية على الدول العربية.
وقال باسيل بعد الاجتماع «إننا نرفض وندين ونستنكر أي تدخّل في الشؤون الداخلية للدول العربية.. أما تصنيف حزب الله بالإرهابي فهذا أمر آخر ويخضع لمعايير أخرى غير متفق عليها من قِبَل دول عديدة على المستويين العربي والدولي العام».
وقال مرجع حكومي لـ«المستقبل» إن الموقف الذي اتخذه باسيل في الجامعة هو نفسه الذي اتخذه الوزير المشنوق في مجلس وزراء الداخلية العرب، وأنّه جاء بالتوافق مع رئيس الحكومة.
لكن اللافت للانتباه كان ردّ وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، بالمثل في مقررات أمس، على «نأي لبنان» بنفسه عن قرار الجامعة السابق المتعلق بإدانة الاعتداءات على البعثتين السعوديتين في طهران ومشهد، إذ نأى الوزراء الخليجيون بأنفسهم عن تأييد بند «التضامن مع لبنان» المُدرج على جدول أعمال مجلس الجامعة، وهو بند تقليدي سبق أن اعتمد هو نفسه العام الفائت.

الديار :

واخيرا اعلنت اللجنة الوزارية عن التوصل الى حل لمسألة النفايات بعد ان بدأت هذه المشكلة في 17 تموز الماضي بعد اعلان اقفال مطمر الناعمة، فمطمر الناعمة كان المشكلة واليوم لا بديل عنه «للحل» وبالتالي لا احد يعرف لماذا حصلت هذه الازمة التي هددت المواطنين في صحتهم واصابت سمعة البلد خارجيا بأكبر الاضرار فيما البلاد على عتبة الموسم السياحي.
لا شك بأن مصالح مالية كبرى بين افراد الطبقة السياسية كانت تعرقل الحل، وان اجتماع لجنة المال النيابية منذ ايام كشف عن هدر يفوق الـ 700 مليون دولار في موضوع النفايات وقد حدد القضاء اللبناني جلسة للاستماع الى المسؤولين عن شركة «سوكلين» في 11 نيسان عن الفضائح في هذا الملف خصوصا ان جمعيات في الحراك المدني قدمت إخبارا الى القضاء المالي وقدمت وثائق عن شركة سوكلين وملفاتها.
ويبدو ان الحكومة عملت كل جهدها لاعلان الحل امس بعد اجتماع اللجنة الوزارية لمعالجة ملف النفايات وتظهيره في جلسة الحكومة قبل ظهر اليوم استباقا للتظاهرة التطي دعا اليها الحراك المدني، بعد ظهر اليوم احتجاجا على ملف النفايات ودعا الحراك المدني الناس الى ملاقاتهم في تحركهم في ساحة رياض الصلح اليوم.
ورغم تكتم الوزراء على الحل الذي لم ينجز كاملا بعد ولذلك «الكمائن» تبقى في التفاصيل، خصوصا ان العديد من الوزراء اكدوا ان الحل يجب ان يطبق حتى ولو كان غير شعبيا، ودعوا المجتمع المدني الى التجاوب مع الحل وعلم ان مجلس الوزراء سيناقش امر التنفيذ بالقوة وتكليف الجيش اللبناني بهذه المهمة وتطبيق فتح المطامر رغم ان الرئيس سلام ما زال متحفظا على هذا الامر لكنه ابدى استعداده للنقاش لان حل موضوع النفايات يجب ان يتقدم على كل الاعتبارات.
وكما بات معلوما فان العمل سيبدأ في بيروت وجبل لبنان والمطامر الثلاثة جاهزة ومؤهلة لرمي النفايات فيها وهي مكب برج حمود ومكب كوستابرافا الذي تم رمي نفايات الضاحية فيه ومكب الناعمة الذي سيفتح لمدة معينة وبشكل سريع لنقل النفايات المتكدسة في الشوارع والتي تبلغ مليون طن علما ان مكب الناعمة يستوعب مليون و300 الف طن فقط وبعدها لا يمكن استيعاب طن واحد.
ورغم الاعلان عن هذه المكبات وموافقة القوى السياسية عليها وتحديدا الطاشناق في برج حمود فان البلدية نفت علمها بالامر واكدت انه لم يبحث معها فتح المطمر كما ان منظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية جميعها في الشويفات بما فيها الحزب التقدمي الاشتراكي دعت الى اعتصام عند مثلث خلده بعد ظهر غد الاحد احتجاجا على اقامة مطمر في الشويفات «الكوستابرافا» واعلن الحراك المدني خلال اجتماع في الشويفات امس الرفض التام لاقامة مطمر في الشويفات فيما اعلن النائب طلال ارسلان رفضه لاقامة المطمر لكنه عاد مساء امس وقال «لن اعطي اي موقف الا بعد التشاور مع وليد جنبلاط وعندها سأحدد الموقف» وقال نأسف بأن يكون مصير الحكومة العتيدة مرتبط «بتبليط البحر»، وهذه الحكومة هي عاجزة وفاشلة.
اما بالنسبة لمطمر الناعمة فيبدو ان الحراك المدني يستعد للقيام بتحركات خصوصا ان لا ثقة للمواطنين بوعود الدولة وبأن الطمر سيتم وفق المواصفات البيئىة.


موقف الحراك المدني بات ضعيفا في ظل مطلب الناس الاساسي بسحب النفايات فورا من الشوارع وهذا اهو الهم حاليا واذا ادت الاعتراضات الى عرقلة الحل فالناس يمكن ان تحمل الحراك المدني المسؤولية في ظل الاجماع اللبناني على سحب النفايات من الشوارع قبل حصول كارثة صحية.
وحسب المعلومات فان الحكومة ستتخذ قرارا بتكليف القوى الامنية بالتنفيذ لكن السؤال هل ستوافق القوى الامنية على وضع عناصرها في مواجهة الناس وبالتالي دفع اخطاء الطبقة السياسية وممارساتها واخطائها والصورة ستتوضح اليوم بعد اجتماع مجلس الوزراء.

 

ـ السفيرة الاميركية الجديدة حددت عناوين عملها ـ

على صعيد آخر، اشارت المرشحة لمنصب سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد خلال مثولها امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ انه في حال اعتمادها رسميا ستعمل على مواجهة التحديات الامنية الاكثر إلحاحا في البلاد مع وجود حكومة فاعلة واكدت انه حان الوقت ليتمسك لبنان بمبادئه الديموقراطية ولينتخب رئىسا وفق الدستور اللبناني، وفي موضوع حزب الله قالت ريتشارد «انها تؤيد بقوة قانون منع التمويل الدولي عن حزب الله الذي اقره الكونغرس في كانون الاول الماضي وتفكيك الشبكة المالية الدولية لحزب الله ودعم المؤسسات اللبنانية والشعب اللبناني.

 

الجمهورية :

سَلك ملف النفايات الى الحل أخيراً، وسيكرّسه مجلس الوزراء في جلسة يعقدها اليوم، وذلك عبر العودة الى الخطة التي كان وضعها الوزير اكرم شهيّب على أمل أن يكون هذا الحل مقدمة الى حلول نهائية ودائمة للنفايات، فيما يبقى الاستحقاق الرئاسي عالقاً لغياب التوافق الداخلي والخارجي عليه، وعلى رغم الآمال التي بدأ يعقدها البعض على الجلسة الانتخابية المقررة في 23 من الجاري، فإنّ المعطيات الماثلة لا تَشي بإمكان توافر التوافق المحلي والاقليمي المطلوب لتأمين انتخاب رئيس جمهورية جديد على رغم الرهانات على احتمال حصول تواصل أو تلاق سعودي - إيراني في لحظة ما. لكنّ استمرار التصعيد بين المملكة العربية السعودية و«حزب الله» لا يَشي بأنّ تلاقياً من هذا النوع سيحصل، وكان الجديد في هذا المجال أمس تصنيف مجلس وزراء الخارجية العرب من القاهرة «حزب الله» تنظيماً إرهابياً، في خطوة تأتي بعد التوصيف نفسه الذي أعلنته السعودية ودوَل مجلس التعاون الخليجي ومجلس وزراء الداخلية العرب. وقد تحفّظ لبنان والعراق على هذا التوصيف في اجتماع القاهرة. تستمر الضغوط الخليجية والعربية على«حزب الله»، فبعد وَقف الهبة العسكرية السعودية وما تلاها من إجراءات وتدابير، وليس آخرها قرار مجلس التعاون الخليجي اعتبار الحزب «منظمة إرهابية» ومحاصرته إعلامياً، جاء التطور الأخير من القاهرة، حيث صنّفه وزراء الخارجية العرب «إرهابياً»، فيما تحفّظ لبنان والعراق، وسجّلت الجزائر ملاحظة.
وانسحب الوفد السعودي من الاجتماع لبعض الوقت احتجاجاً على خطاب وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري الذي رفض وَصف الحزب بـ«الإرهابي». وقال: «إنّ «الحشد الشعبي» في العراق و»حزب الله» حَفظا كرامة العرب، ومن يتهمهما بالإرهاب هم الإرهابيون».
باسيل
وأكد وزير الخارجية جران باسيل، الذي شارك أمس في الدورة الـ145 للمجلس الوزاري العربي وآثرَ عدم المغادرة، كما كان مقرراً ليل أمس الاول وذلك لمواكبة النقاشات بالتنسيق الدائم والكامل مع رئيس الحكومة تمام سلام، انّ لبنان تحفّظ على ذِكر «حزب الله» ووَصفه بالارهابي «لأنّ هذا الامر غير متوافق مع المعاهدة العربية لمكافحة الارهاب، وهو غير مصنّف في الامم المتحدة ولا يتوافق مع المعاهدة العربية لمكافحة الارهاب التي تميّز بين الارهاب والمقاومة. و«حزب الله» هو حزب لبناني لديه تمثيل واسع، وهو مكوّن أساسي في لبنان ويحظى بكتلة نيابية ووزارية وازِنة في مؤسساتنا الدستورية».
وأوضح باسيل انّ لبنان «أيّد، ومن دون النأي بالنفس، القرار المتعلق بالاوضاع في سوريا، لأنّ القرار جاء هذه المرة من ضمن مندرجات القرار الدولي 2254 والسياق العام المُتّبَع في مسار فيينا ولبنان شريك فيه، وهو يضع العملية في أيدي السوريين لكي يقرروا مصيرهم بأنفسهم».
السفيرة الأميركية
تزامناً، وصفت السفيرة الأميركية المرشّحة الى لبنان، اليزابيث ريشارد، «حزب الله» بأنه «منظمة إرهابية»، وأكدت أنّ إدارة بلادها تؤيّد بقوة قانون منع التمويل الدولي عن الحزب الذي أقرّه الكونغرس في كانون الأول الماضي. وقالت: «أوضحنا للجميع أنّ هدفنا هو تفكيك الشبكة المالية الدولية لـ»حزب الله» فيما ندعم المؤسسات اللبنانية والشعب اللبناني. وسيساهم ذلك مباشرة في تعزيز الرخاء الاقتصادي في لبنان.
إنّ نجاح القطاع المصرفي اللبناني، وهو العمود الفقري لاقتصاد البلاد، يعتمد على التمسّك بسمعة هي في الأصل ممتازة فعلاً. ولدى كلّ من لبنان والولايات المتحدة مصلحة في ضمان ألّا يخترق «حزب الله» القطاع المالي اللبناني. واذا تمّ اعتمادي، سأكرّس نفسي للعمل مع القطاع المالي اللبناني لتعزيز تعاوننا في مكافحة تبييض الأموال وتمويل الارهاب».
وشرحت ريتشارد، في كلمتها أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، السياسة التي ستعتمدها في لبنان اذا تمّ اعتمادها سفيرة. وقالت: ثلاثة تحديات رئيسية يواجهها لبنان، هي: الآثار الجانبية للنزاع في سوريا، والتي جَلبت إلى لبنان أكثر من مليون لاجئ، وأزمة سياسية أعاقت بشدة عمل المؤسسات الحكومية وحَرمت الشعب اللبناني من خدمات أساسية، وأنشطة «حزب الله»، وهو منظمة إرهابية تضع مصالحها الخاصة ومصالح داعميها الأجانب قبل مصالح الشعب اللبناني».
وأضافت: «إنّ الجماعات المتطرفة، مثل «داعش» و»جبهة النصرة»، تشكّل تهديداً خطيراً للبنان ولمصالح الولايات المتحدة في المنطقة». مشيرة الى انّ لبنان «هو أيضاً عضو في التحالف الذي نقوده لمحاربة «داعش»، وفي حال اعتمادي سأبذل قصارى جهدي للبناء على أساس العلاقات القوية بيننا وبين الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بالمعدات، والتدريب الذي يَحتاجه لمحاربة «داعش» وغيره من التنظيمات المتطرفة».
وتناوَلت ريتشارد الشأنين الرئاسي والحكومي، فشددت على انّ الأمن الحقيقي يحتاج الى «دعم قيادة سياسية فعَّالة»، وانّ لبنان يشهد «عدم وجود رئيس للجمهورية على مدى سنتين تقريباً، وهذا وقت طويل جداً». وقالت: «حان الوقت الآن ليتمسَّك لبنان بمبادئه الديموقراطية ولينتخب رئيساً وفقاً للدستور اللبناني».
وقالت: «إنّ الشعب اللبناني يستحق حكومة قادرة على تقديم الخدمات الأساسية، وتعزيز الرخاء الاقتصادي، ومواجهة التحديات الأمنية الأكثر إلحاحاً في البلاد. وقد كان موقف الولايات المتحدة واضحاً وثابتاً: لبنان في حاجة، وبلا تأخير، الى رئيس، وإلى مجلس وزراء يعمل بنحو كامل، والى برلمان. هذه أولاً، وقبل كل شيء، مسؤولية لبنانية. فاللبنانيون هم من لديهم المصلحة الأكبر في نجاح بلادهم».
كاغ
من جهتها، لفتت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، سيغريد كاغ، بعد زيارتها رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية في بنشعي، الى أنها ستتوجه الى نيويورك الجمعة المقبل لتقديم تقرير للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول القرار الدولي 1701 «الذي يركّز عموماً على الوضع في لبنان، والاستقرار السياسي، والوضع الامني، كما التطورات التي تُحدِث تأثيراً».
وأوضحت انها ستشدد في تقريرها على «أهمية تقصير الوقت والمرونة لإيجاد حلّ للفراغ الرئاسي والتآكل المستمر لمؤسسات الدولة». وشددت على «وجوب إنهاء الشغور الرئاسي».
المانيا
الى ذلك، أبدَت المانيا تقديرها لدور الجيش اللبناني في مكافحة الارهاب، وخصوصاً على الحدود الشرقية. وهنّأ سفيرها مارتن هاث قائد الجيش العماد جان قهوجي والعسكريين على نجاح العملية النوعية في منطقة رأس بعلبك، لأنها «أظهرت استعداد الجيش الدائم لخوض المعارك ضد الإرهاب ومحاربته أينما وجد». وشدد على «انّ المؤسسة العسكرية اللبنانية تستحق كل الاحترام والتقدير، وإنّ دولاً عدة، وفي مقدمها المانيا، تقف الى جانبها في معركتها المتواصلة ضد الإرهاب».
قهوجي
وكان قهوجي تفقّد قيادة الفوج المجوقل، واطّلع من ضبّاطه وعسكرييه على نشاطاتهم المختلفة وزَوّدهم التوجيهات اللازمة. ونَوّه بـ»جهوزية الفوج وكفاية الوحدة التي نَفّذت العملية النوعية أمس الاول، ضد مجموعة إرهابية في منطقة جرود رأس بعلبك، والقضاء عليها»، مُثنياً على «ما تَميّز به عناصر هذه الوحدة من شجاعة وبسالة». وقدّم إليهم التعزية باستشهاد رفيقهم الجندي محمد السبسبي، متمنياً للعسكريين الجرحى الشفاء العاجل.
ذكرى «14 آذار»
ويعقد منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد، في الثانية عشرة ظهر الإثنين المقبل، مؤتمراً صحافياً في مقر الأمانة العامة، الأشرفية. وعشيّة المؤتمر سألت «الجمهورية» سعيد عن صحّة ما يتمّ التداول به حول نيّته الاستقالة، فاكتفى بالردّ: «إنّ الاثنين لناظره قريب». وأوضح انه سيتناول في مؤتمره ثلاث نقاط: معنى 14 آذار، واقع 14 آذار الحالي، مستقبل 14 آذار».
جعجع
في هذا الوقت، رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع انّ قوى 14 آذار «كتنظيم، ليست في خير في الوقت الراهن»، وقال: «نواجه صعوبات تنظيمية كبيرة في 14 آذار»، وشدد على وجوب «عدم التراجع بَل حلّ هذه المشكلات لنستمر بـ 14 آذار حتى النهاية».
وأشار الى «أنّ كل ما هو خارج ما تريده 14 آذار أوصَل لبنان الى هذا الدرك من تدهور في علاقاته مع الدول العربية ومحيطه، فضلاً عن تأزّم وضعه الداخلي».

اللواء :

هل تكون الثالثة ثابتة؟
مصادر وزارية تبدي نسبة عالية من التفاؤل، بأن تكون المرحلة الأخيرة من إقرار خطة المطامر لإنهاء ملف النفايات أصبحت خارج الأخذ والرد، ومن الممكن اقرارها على طاولة مجلس الوزراء اليوم، الذي سارع الرئيس تمام سلام إلى دعوته عند الحادية عشرة من قبل الظهر، لإقرار ما توصلت إليه اللجنة الوزارية، واستكمال البحث في ملف النفايات حيث تؤكد مصادر حكومية واسعة الاطلاع لـ«اللواء» ان الخطة التي توصلت إليها اللجنة ستقر اليوم ما لم تحصل مفاجآت، لكنها قللت من هذا الاحتمال الذي ابقته في حساباتها، قياساً على التجارب الماضية.
وتقيم المصادر نفسها حساباتها متفائلة على عنصر التفاهم السياسي الذي أنتج التفاهم حول النفايات، والذي لم يكن ليحصل لولا ان كل الأطراف ادركت انه لم يعد من الممكن تعريض صحة اللبنانيين واقتصاد اللبنانيين وسمعة اللبنانيين لمخاطر إضافية.
وكشفت هذه المصادر الحكومية المطلعة لـ«اللواء» ان المطامر التي اتفق عليها ثلاثة:
1- الناعمة، وفق خطة وزير الزراعة اكرم شهيب، أي افتتاها لمدة أسبوع ثم اقفاله بصورة نهائية.
2- الكوستا برافا، على ان يؤخذ بعين الاعتبار رفض وضع العوادم في هذا المطمر، استجابة لمطلب النائب طلال أرسلان الذي قرّر اجراء مشاورات مع النائب وليد جنبلاط حول هذا الموضوع، في إشارة إلى ليونة موقفه.
3- مطمر برج حمود، حيث أخذت مطالب الأرمن بعين الاعتبار.
وكشفت المصادر ان كل الأطراف السياسية ممثلة في هذا الاتفاق، والتزمت في اجتماع اللجنة الدفاع عنه والسير به إلى النهاية، حتى ان وزير المال علي حسن خليل اعتبر نفسه ممثلاً في الاجتماع وأن عدم حضوره سببه المرض، وعليه فلا مبرر لتراجع أي طرف عمّا تمّ التوصّل إليه، ولذا سارع الرئيس سلام إلى دعوة الحكومة للاجتماع لإقرار الاتفاق وإدخال ما يلزم من اضافات أو تعديلات، لا سيما في ما خص عمليات الطمر والحوافز التي ستقدم للبلديات التي تقع المطامر في دائرة عملها في بيروت والشوف وجبل لبنان.
وفور انتهاء اجتماع اللجنة، الذي استغرق ثلاث ساعات، اتصل الرئيس سلام برئيس المجلس النيابي نبيه برّي ووضعه في الأجواء، كما جرى اتصال بين الرئيس سعد الحريري والرئيس برّي تناول الأسس التي اعتمدت في الحل والحاجة الملحة لتوفير التمويل اللازم لانطلاق العمل بحل وصفه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في اتصال مع «اللواء» بأنه «حل مؤقت مدته 4 سنوات يجري خلالها العمل لوضع أسس وآليات المعالجة الدائمة من خلال المطامر والمحارق والفرز وتوليد الطاقة الكهربائية».
وعلمت «اللواء» أن كلفة الطن تكون 200 دولار، مع الإشارة إلى أن مجموع النفايات يساوي مليون طن سنوياً، فتكون الكلفة حسابياً حوالى 200 مليون دولار أميركي سنوياً، بالإضافة إلى الحوافز التي يتعيّن أن تُعطى للبلديات المعنية.
فاليوم إذن يوم الفصل في ما خصّ النفايات فإما تُقرّ التسوية، أو أن لا ضرورة لبقاء الحكومة، وفقاً لأكثر من مصدر وزاري شارك في الجلسة، خصوصاً أن معلومات ذكرت أن وزراء حزب الكتائب سيوجهون أسئلة حول نقاط تقنية معيّنة تتصل بالمعالجات والمناقصات والمدة الزمنية، ومصير النفايات غير القابلة للمعالجة وموقف البلديات، ومعالجة النفايات الجديدة، ووضع مكب برج حمود في ما خصّ جبل لبنان ووضع «السنسول» وما إذا كان هناك من تمويل كافٍ، على حدّ تعبير وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم، الذي أبلغ «اللواء» أنه إذا أعطي تحفيز لمناطق لم تُقم فيها مطامر، فلماذا لا يُصار إلى إعطاء تحفيز لمناطق ستُفتح فيها مطامر؟
وعلى صعيد التمويل، علمت «اللواء» أن الوزير خليل شرح للوزراء، عبر الهاتف، الأوضاع المالية وكيفية تأمين الأموال لنجاح الخطة، على أن يقدّم شرحاً تفصيلياً لمجلس الوزراء اليوم.
وأمل وزير الزراعة أكرم شهيّب في اتصال مع «اللواء» أن تكون «الثالثة ثابتة»، في أشارة منه إلى التوافق الذي خرج به اجتماع لجنة النفايات لمعالجة هذا الملف.
وقال الوزير شهيّب أن ما جرى هو نتيجة اتصالات تمّت بفعالية مع جميع القوى السياسية في البلاد، وأن جدّية برزت في التعاطي مع هذا الملف، للتوافق على الخروج بحل لهذه الأزمة الجاثمة على صدور جميع اللبنانيين وبشكل لم يعد يُطاق.
ورأى أن الجدّية ظهرت بعد موقف الرئيس سلام عدم التمسّك ببقاء الحكومة، كما كانت هناك جدّية بفعل تدخّل الرئيس برّي والرئيس سعد الحريري وجميع القوى السياسية.
الجامعة العربية
إلى ذلك، علمت «اللواء» ان جلسة مجلس الوزراء اليوم ستخصص لموضوع النفايات فقط، وهي لن تتطرق إلى موقف المجلس الوزاري العربي الذي انعقد في يومه الثاني في القاهرة، والذي صنف «حزب الله» بالارهاب، فيما تحفظ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على هذا التصنيف في القرار، لأن هذا الأمر غير متوافق على المعاهدة العربية لمكافحة الإرهاب، وغير مصنف في الأمم المتحدة، مشيراً إلى ان «حزب الله» هو حزب لبناني لديه تمثيل واسع، وهو مكون أساسي في لبنان ويحظى بكتلة نيابية ووزارية وازنة في المؤسسات الدستورية.
وأوضح باسيل في تصريحات له من القاهرة ان موقفه تمّ بالتنسيق الدائم والكامل مع رئيس الحكومة تمام سلام.
ولفت إلى ان لبنان سجل في القاهرة المواقف الآتية:
1- عدم موافقته على إغلاق مكاتب الجامعة العربية في عدد من الدول، لا سيما تلك التي تحتضن جاليات عربية ولبنانية.
2- الموافقة على القرار المتعلق بالأوضاع في سوريا، وهي المرة الأولى في الجامعة التي لا ينأى فيها لبنان بنفسه عن الموضوع السوري.
3- في ما يتعلق ببند التضامن مع لبنان، فإنه أبدى مرونة حيال صياغات هذا البند، رغم إصرار بعض الدول على النأي بالنفس عن القرار، وعبر باسيل عن تفهمه لموقف هذه الدول، خصوصاً وأن النأي بالنفس لا يعطل الإجماع العربي ولا يمنع صدور القرار بالتضامن مع لبنان.
4- موافقته على البنود المتعلقة بإدانة الاعتداءات على بعثات المملكة العربية السعودية في إيران ورفضه أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وطالب بحذف عبارة «حزب الله الارهابي» لكي تتم الموافقة على القرار دون تحفظ، الا ان الأمر لم يحصل فسجل باسيل موقفه خطياً.
ذكرى 14 آذار
وفي سياق مختلف، علمت «اللواء» ان فكرة عقد اجتماع لقيادات قوى 14 آذار، يكون بديلاً عن الاحتفال باحياء الذكرى الحادية عشرة لهذه القوى، لم تعد واردة، بسبب صعوبات تواجه عقد هذا الاجتماع، وبناء عليه، تقرر ان يعقد مُنسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد ظهر الاثنين، مؤتمراً صحفياً في مقر الأمانة العامة في الأشرفية، يتحدث فيه عن ذكرى 14 آذار كحركة استقلالية، وعن ثورة الأرز التي أنهت حقبة الوصاية السورية، وعن أهمية استلهام مبادئ هذه الحركة في تثبيت الاستقرار وتجاوز الأزمات الراهنة.
وعلى خط مواز، تتجه الأنظار في اليوم نفسه إلى الرابية، حيث من المتوقع ان تكون هناك كلمة أو خطاب رئيس تكتل الإصلاح والتغيير النائب ميشال عون تحفظت مصادره على مضمونها، لكن مصادر مطلعة توقعت ان تكون تصعيدية بعد المواقف التي اعلنها الرئيس الحريري وأكّد فيها بما لا يقبل اللبس دعمه للمرشح سليمان فرنجية، وأن لا أحد يطلب منه تأمين الأصوات لعون.
واستبعدت المصادر ان يقدم عون على خطوات دراماتيكية في ما خص الاستقالة من الحكومة أو من مجلس النواب، لكنه سيشدد على اجراء انتخابات نيابية على ظهر الانتخابات البلدية، مشيرة إلى انه لم يعد في إمكان عون اتخاذ خطوة مسيحية كبيرة الا بالتنسيق مع «القوات اللبنانية» الحليفة، و«القوات» غير الممثلة في الحكومة ليست في وارد الاستقالة من المجلس.
مواقف الحريري
رئاسياً، رحّبت الأوساط الدبلوماسية والسياسية في بيروت، ولا سيما الجبهة العاملة لإيصال النائب فرنجية إلى الرئاسة الأولى بالمواقف التي اعلنها الرئيس الحريري في مقابلته التلفزيونية، وإصراره على إنجاز هذا الملف.
وكشف مصدر دبلوماسي ان المرشح فرنجية أجرى اتصالاً بالرئيس الحريري شاكراً موقفه، مؤكداً الالتزام بما تمّ الاتفاق عليه، لا سيما تفهمه لعدم مشاركته في الجلسة الأخيرة لانتخاب الرئيس.
وأبلغ المصدر نفسه «اللواء» ان سفير الاتحاد الروسي في بيروت الكسندر زاسبكين أبلغ فرنجية دعم بلاده لانتخابه، وهو الأمر الذي أدى إلى عدم حصول زيارة عون إلى موسكو.
وفي المعلومات أن الرئيس برّي يجري اتصالات مع «حزب الله» لإقناعه بالمشاركة في الجلسة 37 التي ستعقد في 23 الشهر الجاري، قبل الفصح الغربي.
وتضيف المعلومات أن لا جلسة لانتخاب الرئيس من دون مشاركة «حزب الله»، لكن من غير الواضح تماماً كيف ستكون آلية المشاركة، وإن كان مصادر في 8 آذار تردّد أن الحزب في نهاية المطاف سيترك حرية اتخاذ القرار لحلفائه في المشاركة أو ما شابه ذلك.

الاخبار :

في الدورة الـ 145 للمجلس الوزاري العربي الذي انعقد في يومه الثاني في القاهرة أمس، وصل الحنق السعودي على لبنان ومقاومته حدّ الاعتراض على عبارة «دعم لبنان في وجه الاعتداءات الاسرائيلية»، ورفض وصف حرب تموز 2006 بـ «العدوان»، بعدما حمّل أحد الوزراء الخليجيين حزب الله مسؤولية التسبب بتلك الحرب.

لم تكتف السعودية، وخلفها دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء سلطنة عمان، بتصنيف وزراء الخارجية العرب حزب الله منظمة إرهابية. غضب الرياض، وحلفائها، وصل بها الى الاعتراض على فقرات مما يُعرف بـ «بند التضامن مع لبنان». وهو بند دائم يدرج منذ سنوات طويلة بالصياغة والمصطلحات نفسها من دون تعديل، وتعبّر فيه الدول العربية عن تضامنها مع لبنان في شؤون داخلية وخارجية. فجأة، طفت الملاحظات والاعتراضات الخليجية على هذا البند: اعتراض على دعم الجيش اللبناني؛ وعلى عبارة «دعم صمود لبنان في وجه الاعتداءات الاسرائيلية»، اعتراض على عبارة «من دون تسييس» في فقرة دعم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان؛ اعتراض ومطالبة بإزالة الفقرة التي تطالب بالكشف عن مصير الامام موسى الصدر... وغيرها من البنود التي تقع في إطار التضامن اللفظي الذي لا يقدم ولا يؤخّر. 

فيما أبدى الأردن تحفّظه عن عبارة «الصيغة اللبنانية الفريدة» وعن طلب لبنان الدعم في ملف النازحين السوريين. الهجمة التي قادتها السعودية دفعت وزير الخارجية جبران باسيل الى سؤال نظرائه: «هل تريدونني أن أبلغ حكومتي أنكم مع اسرائيل ضد لبنان؟ ومع تغييب الصدر؟ ومع عدم دعم الجيش؟»، مذكّراً إياهم بأن بند التضامن «موجود كما هو على جدول اجتماعات المجلس منذ سنوات ومن دون اعتراض أحد»، ومشيراً الى أن هذه بنود واردة في البيان الوزاري للحكومة اللبنانية وموضع اجماع وطني في لبنان. ورغم إبداء لبنان مرونة حول صياغات بعض الفقرات لتمرير القرار بإجماع كل الدول الحاضرة، أصرت السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت على النأي بنفسها عن البند الذي تضمّن «تجديد التضامن الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له ولحكومته بما يحفظ الوحدة الوطنية وأمنه واستقراره وسيادته على كامل أراضيه وتأكيد حق شعبه في تحرير أو استرجاع مزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية والجزء اللبناني من بلدة الغجر، وحقهم في مقاومة أي اعتداء بالوسائل المشروعة».
مصادر دبلوماسية قالت لـ«الأخبار» إن «الحملة السعودية والخليجية على لبنان خرجت من عقالها وباتت تلامس المحرّمات، وهي لم تعد تقتصر على حزب الله، بل تطال الثوابت الوطنية التي لطالما راعاها العرب ولو لفظياً». ونبّهت الى أن الرياض «يبدو أنها ماضية في التصعيد على خلفية موقفها من حزب الله بصرف النظر عن انعكاسات ذلك على الوضع الداخلي اللبناني».
وقالت المصادر إنه «لم يكن بإمكان الوزير باسيل القيام بأكثر مما قام به، خصوصاً بعدما أحجمت الحكومة وطاولة الحوار الوطني عن البحث في موضوع موقف لبنان في المحافل العربية وتركت الأمر للتنسيق بين وزير الخارجية ورئيس الحكومة تمام سلام». وأشارت الى أن موقف باسيل استند الى هذا التشاور، والى موقفه في مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة الشهر الماضي، والى موقف وزير الدخلية نهاد المشنوق في مجلس وزراء الداخلية العرب قبل أسبوعين. ولفتت الى أن المشنوق «نأى بنفسه عن البند الذي وسم حزب الله بالارهاب، فيما تحفّظ باسيل عن البندين اللذين وصفا الحزب بالارهاب وسجل تحفّظه خطياً».