مهما انكشفت اوراق المرأة أمام الرجل تبقى مخلوقا غامضا يخفي في مكنوناته الكثير من الأسرار والأحلام.

وربما الرجل وسماته يندرجان ضمن القائمة التي تضعها المرأة في خانة الرغبات التي ترغب بالحصول عليها لذلك في حال لاحقها العديد من الرجال وأصرّت على الرفض نسمع أقوالهم "ما بيعجبها العجب" رغم أنّهم ذات شخصية وهيبة ولا يتوقّعون الرفض من الجنس اللطيف.

وفي هذه الحالة يغيب عن فكرهم أنّ الأنثى لا تبحث عن الجمال ولا عن الكمال إنّما عن روح قلّما تجدها،ألا وهي  روح الحب والحياة ومن يشاركها طفولتها رغم كبر سنّها خاصة أنّ الأخيرة مهما كبرت يبقى في داخلها طفل يظهر في تصرفاتها بين  الحين والآخر.

وعندما تجد هذه الصفات في رجل تقدّم للزواج بها فإنّها تتخلّى عن كل شيء لأجله حتّى أنّها تمحو كل أحلامها من قائمتها التي بقيت أياما وأياما تحاول أن تضعها لترسم طريقا مختلفا لنفسها. وهنا تتزوّج وتجد أن المسؤوليات طغت على الأحلام الوردية وأنّ فتى أحلامها أصبح رجلا مهملا لها وهمّه الوحيد أن يؤمّن طلبات العائلة.

هذا الملل يدفع بها إلى البحث عن رجل آخر يشعرها بأنّها ما زالت على قيد الحياة وبأنّ جمالها لم تقتله الهموم والمسؤوليات وبأنها إمرأة جذّابة على الصعيد الجنسي، فتقع في فخّ الخيانة غير منتبهة أن النهاية ستكون سوداوية في كل الحالات.

وتبدأ اللقاءات السرّية في محاولة منها لتمضية الوقت السعيد مع العشيق من ناحية ولإثبات أنها ما زالت "مطلوبة" جنسيًّا، وتدخل في دوامة الخيانة كما يدخل الأخير في دوامة الشك والغيرة: هل هي تحبني؟ ماذا أعني لها؟ ومن الاهم انا أم زوجها؟

هذه التساؤلات لا تسيطر فقط على العشيق الذي تخطّى في جرأته كل القيم والتقاليد إنّما على الخائنة بحدّ ذاتها لكن رغم كل ذلك فإنها من ناحية لا تستطيع ان تتخلى عن زوجها ومن ناحية أخرى تجري وراء العشيق وهذا ما يعبّر عنه علم النفس بازدواجية الحب ويعني بأن المرأة بمقدورها أن تحبّ رجلين في آن واحد وما ان زاد الحدّ عن اثنين فإنه يصبح حالة مرضية.

ربما "أنه بمقدور المرأة ان تحبّ شخصين" يفاجىء كثيرون وربما يوعز بعضكم الأمر إلى ما ذكرناه سابقا  أو إلى هذه التصريحات لبعض النساء اللواتي وقعن في تجربة الخيانة وندمن لاحقًا: تقول لميا: في فترة الخطوبة كنت أشعر أنني ملكة لكن بعد الزواج أصبح زوجي عصبيا وبدأت أنظر إلى نفسي كأنني وردة ذبُلت فوجدتُ مرادي في جاري ورغم خيانتي إلا أنني كنت أغار على  زوجي " أما نسرين فتعترف بأنها خانت الزوج رغبة منها لإرضاء شهواتها والشعور بجسدها كأنثى، تقول "أحبّ في زوجي روحه المرحة لكنّ تقصيره من الناحية الجنسية دفعني للخيانة وانا أعترف إذا فكّر بخيانتي فقد أقتله".

ولهديل رأي آخر فهي من ناحية حزينة جدا لما جنت يداها لكنّها تؤكد أنّها لم تستطع أن تخلص لرجل واحد، فهي تجد في ذلك لذّة. وتعبّر رشا عن رأيها في خيانة المرأة لزوجها وتبرر ذلك بالقول : قد تعشق المرأة جسد رجل وروح الآخر متحدثة عن نساء كثيرات تعرفهن مررن بهذه الحالة.

  لكنّ لعلم النفس رأي آخر حيث يجد ان ما قالته النساء ليس سوى محاولة لإخفاء الحقيقة التي يعلمها العقل الباطني ونستعرض الرأي بنقطتين:

أولا: المرأة التي تعاني من ازدواجية في الحب هي امرأة نشأت في بيئة سلطوية حيث رأت والدتها تتعرّض لشتّى أنواع الظلم من الأب،لذلك فإنها تسعى إلى تعليق الرجال بها رغبة منها للانتقام لوالدتها.

ثانيا:تسعى لكسر مفهوم العائلة المتمثلة في السلطة الأبوية ونظرتها إلى المرأة.

وأمّا من يقع ضحية هذه المرأة والتي تعتبرمن أخطر النساء هم الرجال الذين تحبّهم حيث تتصرف معهم بتسلّط وتحاول  أن تمحو شخصيّهم وتتحكّم بقراراتهم وإن كان من المؤكد أن نهاية هذه العلاقة ستبوء بالفشل إلّا أنّ هذه المرأة قد تكون موجودة في كل واحدة منّا وما علينا إلا الحذر من جعلها تستقيظ.