يستمر المرشح الجمهوري الأول للرئاسة الأميركية دونالد ترامب في الهجوم على إدارة الرئيس أوباما وسياساتها تجاه إيران ، وذلك خلال الحملة الانتخابية التي برز ترامب كالمرشح النهائي لحزبه حتى اللحظة خلافاً لتوقع الكثيرين.

  وما يعتبره ترامب انسحاب الولايات المتحدة وضعفها تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية يشكل محور جميع خطاباته خلال الأسابيع الماضية خاصة بعد دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ.  

وكمثال على ضعف الولايات المتحدة يقول ترامب إن الإيرانيين يعرفون أين يُحتفظ روبرت لفينسون ( الموظف المتقاعد في مكتب التحقيقات الفدرالي المفقود في جزيرة كيش الإيرانية عام 2007).  

وأردف ترامب بـ"أننا (الولايات المتحدة) أعطينا 150 ميليار دولاراً للحكومة الإيرانية وهي دولة إرهابية، ولكنهم يشترون بضاعات غير أمريكية" في إشارة إلى الأصول الإيرانية المجمدة بفعل العقوبات النووية التي تم الإفراج عنها بعد دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ، ما أفسح المجال لإيران بعقد صفقات مهمة لشراء الطائرات واستيراد التقنيات الصناعية لأول مرة بعد الثورة الإيرانية (1979).

  ويُظهر المرشح الرئاسي المحتمل دونالد ترامب بأن مشكلة الولايات المتحدة مع إيران لم تعد لأنها إرهابية حسب الأميركيين، بل لأنها لم تصرف أصولها المُفرجة عنها في شراء سلع وتقنيات أميركية.

  وصرّح ترامب : وعلي سبيل المثال إنهم ( أي الإيرانيون) عقدوا مع شركة أير باص ( الفرنسية) صفقة لشراء 118 طائرة عملاقة ولم يشتروا من بوينغ (الأميركية)، وأنفقوا الكثير في السفقات مع الأوربيين، واشتروا صواريخ من روسيا ولم ينفقوا شيئاً هنا (في الولات المتحدة)!   تصريحات ترامب تعكس المنطق التجاري النفعي المسيطر على العقل الأمريكي وما يخجل رجال السياسة الأمريكيية عن التصريح بها لا يبخل ترامب عن التفوه بها، ليس لأنه يختلف عن الآخرين، بل إنه من نفس المجتمع ويملك نفس المنطق ولكنه لا يعرف البروتوكلات، حيث إنه مهرّج لا قناع، على عكس المهرجين الذين يلبسون القناع.

  ليس ترامب وحيداً في تبني هذا المنطق السخيف الذي يرى للأصول المجمدة التي أُفرجت وستفرج عنها وكأنها صدقات تُبذل على الإيرانيين، ويشاركه في هذه الروية آخرون يرون بأن تلك الأموال تُعطى هبة للنظام الإيراني، بينما هي عوائد النفط الإيرانية التي تمّ تجميدها وفق العقوبات الظالمة التي مارستها الولايات المتحدة ضد الشعب الإيراني أو أجبرت المجتمع الدولي بإقرارها ضد هذا الشعب الذي لم يرضخ ولم ينحني تحت العقوبات وفرض إرادته على أمريكا حتى آيست من مفعول العقوبات.

إن الشعب الذي صمد أمام العقوبات التي حرّمتها من عوائدها النفظية لمدة 6 أعوام، هو يعرف جيداً كيف يصرفها.