لا يبدو أن الإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية بحق لبنان ستكون كافية، وكذلك فإن الإجراءات التي تتخذها دول الخليج بحق لبنانيين مقيمين فيها أو من خلال مطالبة رعاياها بمغادرة لبنان لم تأت في سياق التضامن فقط، بل إن هناك مؤشرات عدة تؤكد المضي بمواجهة كبيرة لحزب الله من قبل المملكة العربية السعودية .
تشير المعلومات أن المملكة بصدد التوجه بالعقاب والتحدي لحزب الله مباشرة بعد التمهيد والتعبئة السياسية التي لجأت إليها في لبنان، وفي سياق التطورات المتسارعة في هذا الملف فإن التوجه السعودي هو تصعيد المواجهة لتشمل حزب الله بشكل مباشر إن من خلال لبنان أو من خلال المغتربين الشيعية في المملكة ودول الخليج .
وأشارت المصادر إلى أن الإجراءات السعودية بحق لبنان وحزب الله ستأخذ مداها بشكل أكبر وأوسع خلال الأيام القليلة المقبلة وسيكون لبنان جزءا من حلبة صراع جديدة للمملكة العربية السعودية وهي الساحة التي تستطيع من خلالها السعودية معاقبة حزب الله بشكل مباشر .
وفي هذا الوقت وبعد حالة التعبئة السياسية التي شهدتها البلاد من تحريض سعودي ضد حزب الله لا يزال موقف الحزب غامضا إلى درجة الصمت حيث لم يصدر عن الحزب أي تعليق حول الأحداث الأخيرة ولم يبرر الحزب بعد مواقفه تجاه السعودية من جهة وتجاه الفريق السياسي اللبناني الذي تبنى الموقف السعودي من جهة ثانية .
إن الإرتدادات لمواجهة مباشرة بين السعودية وحزب الله ستكون كبيرة ولن تقتصر على الساحة اللبنانية وحدها، وبالتالي فإن السؤال المطروح هو إلى أي مدى ستذهب المواجهة بين السعودية وحزب الله ؟ وكيف ستكون هذه المواجهة ؟ والإجابة على هذا السؤال ستكون خلال الايام القليلة المقبلة .

كاظم عكر