اتهم الجيش السوري الحّر النظام بالوقوف وراء المسلسل الدموي الذي هز سوريا، في اليومين الأخيرين، وأكد أن حزب الله اعتقل عدًدا كبيًرا من ضباط وعناصر النظام واتهمهم بالخيانة بعد تفجيرات "السيدة زينب" التي بلغت حصيلة قتلاها حتى إعداد هذا التقرير مساء الاثنين، أكثر من 120 أغلبهم من المدنيين. بعد 24 ساعة على خمسة تفجيرات ضربت حي الزهراء العلوي في مدينة حمص ومنطقة السيدة زينب جنوب دمشق يوم الأحد، هّز مدينة اللاذقية ومحيطها أمس، خمسة تفجيرات تداولتها موقع موالية للنظام لم تعرف طبيعتها وأسبابها.وارتفعت حصيلة القتلى الذين سقطوا في تفجيرات منطقة السيدة زينب جنوب دمشق يوم الأحد إلى 120 قتيلاً، وهي العملية الأكثر دموية منذ بدء الأزمة السورية قبل خمس سنوات.

 

 

وأعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية أن "قتلى التفجيرات التي ضربت منطقة السيدة زينب وتبناها تنظيم داعش، بلغوا 120 شخًصا، بينهم تسعون مدنًيا غالبيتهم من النازحين من المناطق المجاورة، بالإضافة إلى 19 مسلًحا موالين لقوات النظام".وجزم القيادي في الجيش السوري الحّر العميد أحمد رحال، بأن "النظام هو من يقف وراء تفجيرات السيدة زينب في جنوب دمشق وحي الزهراء في حمص"، وأكد أن "حزب الله اللبناني اعتقل الأحد عدًدا كبيًرا من ضباط وعناصر قوات الأسد الموجودين في منطقة السيدة زينب ومحيطها، ووجه لهم تهمة الخيانة والإهانات".

 

وأضاف: "منطقة السيدة زينب محاطة بأربعة أطواق من الحواجز الأمنية، وكل سكان المنطقة من الطائفة الشيعية، ولا يوجد فيها سّني واحد، بحيث يتولى حزب الله والميليشيات الشيعية العراقية أمن المنطقة من الداخل والنظام في محيطها والخارج"، معتبًرا أن "ما يحصل لعبة مخابرات مكشوفة، والدليل أن التضارب بدأ بين حزب الله وقوات النظام، وكذلك بين الروس والأسد شخصًيا، وتكفي الإشارة إلى الحملة الإعلامية العنيفة التي شّنها الإعلام الروسي على الأسد، أخيرا، ووصفه بأبشع العبارات المسيئة والمهينة جًدا". مشيًرا إلى أن "الروس لم يعودوا قادرين على الاستمرار في هذا النهج، وإيران باتت في مرحلة الإنهاك، وهم بدأوا يأكلون بعضهم بعًضا".إلى ذلك اعتبر مصدر في المعارضة السورية في حمص أن "شبيحة النظام هم من نفذ تفجير حي الزهراء العلوي داخل مدينة حمص".

 

وأكد المصدر لـ"الشرق الأوسط"، أن "تفجيري حمص هما جزء من صراع بين الشبيحة الذين يتقاسمون الهيمنة على حي الأرمن القريب جًدا من حي الزهراء وحمص القديمة، وبين فروع المخابرات، وهو ما حّول مناطق سيطرة النظام إلى دويلة مزارع وشبيحة".من جهتها، رأت وزارة الخارجية الروسية أن سلسلة التفجيرات الانتحارية التي شهدتها سوريا الأحد وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها، تهدف إلى تقويض عملية السلام.

 

وقالت في بيان: "إن الجرائم الفظيعة التي ارتكبها المتطرفون تهدف إلى إخافة الشعب المسالم وتخريب المساعي للتوصل إلى تسوية سياسية طويلة الأمد للأزمة السورية بما يخدم مصالح جميع السوريين، وإلى تقويض الجهود لإنهاء العنف وسفك الدماء". وأضاف البيان: "إن موسكو إذ تدين بشدة الهجمات غير الإنسانية التي نفذها إرهابيون وتتقدم بالتعازي إلى اسر الضحايا، تدعو إلى تحرك سريع للأسرة الدولية، والتصدي إلى المجموعات الإرهابية التي تعمل على تصعيد الوضع في سوريا والبلدان المجاورة". في سياق متصل، هّزت خمسة انفجارات أمس، مدينة اللاذقية وقرى قريبة منها، خاضعة لسيطرة القوات النظامية، وسط تضارب في المعلومات حول طبيعتها وأسبابها.

 

واعترف موالون للنظام على صفحات التواصل الاجتماعي، بوقوع انفجارات في المدينة ومحيطها، من دون ذكر تفاصيلها وأسبابها وأماكن وقوعها. وفي وقت رّجح ناشطون أن تكون الانفجارات "ناتجة عن استهداف المعارضة لمواقع القوات النظامية ومستودعات ذخيرة في محيط المدينة وريفها بمدافع 130 ملم". وكشف القيادي في الجيش السوري الحّر العميد أحمد رحال أن "تفجيرات اللاذقية يلفّها الغموض والالتباس، لكن كّلها تدّل بوضوح على أن النظام هو من يقف وراءها". وقال رحال في تصريح لـ"الشرق الأوسط": "وصلتنا معلومات عن ضرب صواريخ على صنوبر جبلة القريب من اللاذقية التي توجد فيها القوات الروسية".

 

وأكد أن "التفجيرات طالت أيًضا بلدتي جبريون وعين اللبن"، كاشًفا عن "تفجير مخزن أسلحة عائد للقوات الروسية في صنوبر جبلة، وهذا يدّل على أن النظام وحلفاءه بدأوا يأكلون بعضهم البعض"، موضًحا أن "مراكز المعارضة المسلحة بعيدة عن المواقع التي شهدت التفجيرات أكثر من 40 كيلومتًرا، والمدى الأقصى لصواريخ المعارضة لا يتجاوز الـ30 كيلومتًرا بأحسن الأحوال".

 

وأشار القيادي في الجيش الحر، إلى أن "ما يحصل في اللاذقية أوضح صورة على أن النظام يلعب لعبة خطيرة جًدا، وبدأ يقتل حتى العلويين الذين طالما شكلوا حاضنة له، ليظهر أن معركته مع الإرهاب طويلة وهي لا تخضع لأي اتفاق وقف إطلاق النار". وسأل: "من يستطيع أن يخترق أمن اللاذقية من الخارج وهي المطوقة بعشرة أطواق من الحواجز؟"، مؤكًدا أن "الناس بالداخل يريدون السترة من رصد ومطاردة شبكة العملاء لهم، ولذلك مستحيل وألف مستحيل أن يحصل أي تفجير لو لم يكن النظام يقف خلفه".