الحريري يستمكل جولاته , ونصرالله لا يعيره إهتمام , لأنه مشغول بتحرير فلسطين

 

السفير :

من كان ينتظر رداً أو تعليقاً من الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله على مواقف الرئيس سعد الحريري في أعقاب عودته الى بيروت، أصيب بخيبة أمل بعد استماعه الى خطاب نصرالله أمس لمناسبة ذكرى قادة المقاومة الشهداء.
لم يأت نصرالله على ذكر اسم سعد الحريري لمرة، ولم يقارب الاستحقاق الرئاسي بحرف، مكتفياً بتقديم التعزية الى ورثة الرئيس الشهيد رفيق الحريري برغم الخصومة السياسية، آملاً أن تصبح ذكرى استشهاده قادرة على جمع اللبنانيين.
تفادى نصرالله عبور الزواريب الداخلية في طريقه نحو سوريا وفلسطين وتحديات المنطقة، مخصصاً خطابه بالكامل للملف الإقليمي، وحتى عندما تطرق الى لبنان، فعل ذلك ربطاً بالصراع مع اسرائيل واحتمالاته المستقبلية، حيث رسم معادلة ردع جديدة لمنع الحرب أو تأخيرها، عبر تهديده بقلب السحر على الساحر وتحويل مخزون مادة الامونيا الذي يملكه كيان الاحتلال في حيفا الى ورقة بيد المقاومة لا ضدها، في ظل القدرة على إصابة هذا المخزون في أي حرب مقبلة، وإحداث آثار تدميرية هائلة تحاكي أضرار «قنبلة نووية».
بدا واضحاً أن نصرالله تعمّد تحييد ذكرى القادة الشهداء السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب والحاج عماد مغنية عن التفاصيل الداخلية، على أهمية بعضها، منطلقاً من خصوصية المناسبة المخضّبة بدم رموز المقاومة، لتظهير صورة التوازنات «المعدلة جينياً» في المنطقة، بعد الإنجازات الميدانية التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه في الميدان، وإخفاق السعودية وحلفائها في حسم الحرب على اليمن.
في الأصل، يعتبر الحزب أنه قال كلمته في الاستحقاق الرئاسي، عندما خصص له نصرالله إطلالة كاملة ومفصلة، قبل فترة، حدد فيها الموقف من ترشيحي العماد ميشال عون وسليمان فرنجية، وبالتالي يبدو أن مفاعيل هذا الموقف لا تزال سارية، وليست هناك حاجة لرفده بأي إضافات.
وعليه، تكلم نصرالله أمس كقطب إقليمي وازن، صاحب دور وتأثير في صياغة معادلات الصراع الكبير المحتدم في الشرق الاوسط، على قاعدة أن من يشارك في بذل الدم يصبح شريكاً تلقائياً في رسم المصير، كما الحل عندما يحين أوانه.
بدا نصرالله واثقاً في تفوّق المحور الذي ينتمي اليه وامتلاكه الأرجحية على مسرح المواجهة العسكرية والسياسية، فألقى ما يشبه خطاب الرابح، إنما من دون أن يعلن عن انتصار نهائي لمحوره أو عن هزيمة كاملة للمعسكر المضاد، مشدداً على أنه لن يُسمح لا لـ «داعش» ولا لـ «النصرة» ولا لـ «القاعدة» ولا لأميركا ولا لإسرائيل بأن يسيطروا على سوريا.
طمأن الى تبدل موازين القوى القتالية مع التقدم النوعي الحاصل في ريفي اللاذقية وحلب، «ما يدل على أن هناك مساراً جديداً موجوداً في سوريا والمنطقة». وأكد التصميم على أن «نكون حيث يجب أن نكون»، خصوصاً أن نصرالله وضع جهد المقاومة وتضحياتها على الارض السورية في سياق مكمّل لحرب تموز في مواجهة العدو الاسرائيلي الذي يسعى، مع التركي والسعودي، الى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، مشدداً على أن سوريا تشكل عمود خيمة المقاومة.
وبناءً على التحولات العسكرية المتراكمة، لم يتردد نصرالله في الإعلان عن فشل «القاعدة» بوجهيها «داعش» و «النصرة» في إقامة دولة الجاهلية باسم الإسلام، وفشل اسرائيل في إسقاط النظام أو تقسيم سوريا، وسقوط مشروع الامبراطورية العثمانية الحديثة التي كانت ستمتد الى لبنان والعراق والاردن ومصر، وسقوط المشروع السعودي «الذي يتجرع كأس أحقاده وفشله». وأضاف: لا نتحدث عن هزيمة كاملة بل فشل.
والأهم، أن نصرالله وجه رسالة غير قابلة للتأويل الى الرياض وأنقرة، تحمل تحذيراً من مغبة تورطهما العسكري المباشر في سوريا، والذي قد يقود الى حرب إقليمية أو حرب عالمية، ملمحاً في الوقت ذاته الى أن تدخلهما إذا حصل سيفتح الباب أمام تغيير شامل في المنطقة، وإن استغرق بعض الوقت.
وإذا كان «حزب الله» قد ذهب بعيداً في مواجهة السعودية منذ أن بدأت حربها على اليمن، إلا أن اللافت للانتباه في خطاب نصرالله أمس هو هجومه المباشر والواضح، من دون أي تورية أو مواربة، على دور تركيا ومخططاتها، واضعاً إياها في خانة واحدة من حيث الأهداف والمصالح، مع اسرائيل والسعودية.
ولان كل الطرق تقود الى فلسطين، فإن نصرالله بدأ خطابه بشن هجوم عنيف على محاولة بعض الأنظمة العربية تبرير التعامل مع اسرائيل، مستشهداً بالعناق والمصافحة في ميونيخ مع السعوديين والخليجيين. وسأل: أيتها الحكومات العربية هل تقبلون صديقاً لا يزال يحتل أرضاً سنية؟ هل تصادقون كياناً ارتكب أهول المجازر بحق أهل السنّة؟ من الذي يمنع عودة ملايين الفلسطينيين الى ديارهم؟ أليسوا الصهاينة الذين يصادرون الحرم الابراهيمي وينتهكون حرمة المسجد الاقصى وهي أوقاف سنية؟ والفلسطينيون الذين يتعرضون للمهانة في كل ساعة وكل يوم أليسوا من أهل السنّة؟ كيف يقبل عاقل من أهل السنّة أن تقدم اسرائيل على أنها صديق وحام؟
وكما بدأ، أنهى نصرالله الخطاب في فلسطين ايضا، متوعداً الاحتلال بأن المقاومة أصبحت تملك قدرات دفاعية وهجومية جديدة، من شأنها أن تسمح لها بإلحاق الهزيمة بإسرائيل في أي حرب مقبلة، وإن يكن نصرالله قد استبعد وقوعها لان العدو لا يُقدم عليها إلا إذا تأكد من أنه سيحقق انتصاراً سريعاً وواضحاً، الأمر الذي يدرك أنه لا يستطيع فعله، مستشهداً بقول أحد الخبراء الاسرائيليين أن سكان حيفا يخشون من هجوم قاتل على حاويات مادة الامونيا التي تحتوي على أكثر من 15 ألف طن من الغاز، وستؤدي الى موت عشرات آلاف السكان، معتبرا أن «أي صاروخ يصيب هذه الحاويات هو أشبه بقنبلة نووية».
وبهذا المعنى، أراد نصرالله أن يُفهم الاسرائيلي مرة أخرى، أن «حزب الله» ليس غافلاً عنه ولا يغمض عينيه عن الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وأن انشغاله بالحرب في سوريا لن يكون على حساب مواصلة تعزيز جهوزية الأطر المتخصصة في المقاومة لصد أي عدوان، وتحويله الى فرصة لتحقيق انتصار تاريخي.

النهار :

بطبعة مختلفة الى حدّ كبير عن الاجواء التي سبقت وواكبت الجلسة الـ 35 لانتخاب رئيس للجمهورية، بدأت البلاد تشهد حمى متجددة من الآن استعداداً للجلسة الـ36 في 2 آذار المقبل. وحرّكت الحمى بطبيعة الحال عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت الاحد الماضي والتي استتبعت حركة كثيفة شهدها "بيت الوسط" لليوم الثالث أمس بما يشبه استنفاراً سياسياً وديبلوماسياً معطوفاً على اللقاءات والزيارات التي قام بها الحريري حتى البارحة والمرشحة للاستمرار في الايام المقبلة، علما انه قد تكون بينها زيارات أخرى لن يكشف عنها الا لحظة حصولها.
وفي معلومات "النهار" ان جوهر الحركة الجارية والمشاورات الدائرة يتركز على ما بات يشكل العمود الفقري لموقف تحالف قوى 14 آذار الذي أعيد ترميمه وتثبيته على قاعدة الموقف الذي اعلنه الحريري في خطاب "البيال" واستكمل التوافق في شأنه مع رئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع في لقاء معراب الليلي وكذلك مع سائر قيادات 14 آذار، وهو الضغط بقوة لحمل الكتل والنواب الآخرين الى حضور الجلسة الانتخابية والاحتكام الى اللعبة الديموقرطية في الاختيار بين المرشحين الثلاثة المطروحين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية والنائب هنري حلو . وتفيد المعلومات ان هذا الاتجاه بات واقعياً ويشكل السقف الذي يظلل الحركة السياسية الجارية وان تكن العقبات التي تعترض الرهانات على امكان نفاد فرصة انتخابية في 2 آذار لا تزال كبيرة ومعقدة للغاية . ذلك انه فيما تجاهل الامين العام لـ"حزب الله " السيد حسن نصرالله في خطابه مساء أمس الملف الرئاسي كلاً، فان الاوساط الدائرة في فلك 8 آذار عموما و"الحزب" خصوصا لا تبدي أي اشارة الى امكان تبديل المشهد في الفترة الفاصلة عن موعد الجلسة الانتخابية المقبلة ولا يزال التشدد حيال الشرط الثابت للمشاركة في الجلسة سمة الموقف من حيث التسليم بترشيح العماد عون من دون أي لبس. ومع ذلك تعتقد الاوساط المواكبة للحركة السياسية النشيطة الجارية بان توافق قوى 14 آذار مدعومة بموقف مماثل من رئيس "اللقاء الديموقراطي " النائب وليد جنبلاط حول المشاركة في الجلسات على اساس تعدد المرشحين فضلاً عن الموقف الثابت لرئيس المجلس نبيه بري في حضور كتلته باتت تشكل عامل ضغط سياسياً ومعنوياً لا يمكن الثنائي "التيار الوطني الحر" و"حزب الله " ادارة الظهر لمفاعيله ولو استمرا في تعطيل الجلسات.
وأبلغت مصادر متابعة "النهار" أن الحريري المتفق مع النائب جنبلاط على الموقف من موضوع رئاسة الجمهورية يحاول إقناع سائر الأطراف بدءاً بالرئيس بري، وصولاً إلى قيادة "حزب الله"، مروراً بالعماد عون ورئيس حزب "القوات" سمير جعجع بمقابلة إعلانه في "البيال" عدم استخدام سلاح "الفيتو السني" على أي مرشح ، والمقصود بذلك عون، بقبول الأطراف المذكورين بالنزول إلى ساحة النجمة وتأمين النصاب وانتخاب رئيس من المرشحين وعدم وضع شروط من نوع انسحاب مرشح لآخر من أجل توفير النصاب، لأن ذلك يعني فرض رئيس على اللبنانيين على نحو غير ديموقراطي.
وقد لوحظ أن جعجع أيّد الحريري في دعوته هذه بعد زيارته لمعراب، في حين أن حزب الكتائب الذي يوافق الحريري على رؤيته باستثناء تأييده لترشيح النائب سليمان فرنجية بدأت قيادته تتحدث عن نيتها طرح سؤال على الحلفاء عما بعد محاولتهم تمرير انتخاب أحد المرشحين المنتمين إلى "الفريق الآخر 8 آذار" بعدما تبينت النتيجة، وهي أن حتى المرشَحين عون وفرنجية يقاطعان الجلسات الإنتخابية ولا يتقيدان بالدستور.
ومضى الحريري أمس في حضه على " النزول جميعاً الى مجلس النواب وانتخاب رئيس وليربح من يربح من المرشحين الثلاثة ونحن سنهنئه أياً يكن". واسترعى الانتباه قوله عن موقف "حزب الله ": "علينا ألا نقول إن الحزب لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية فالحزب في رأيي يستمهل ويأخذ وقته".
اما السيد نصرالله، فلم يتطرق الى الملفات الداخلية في الكلمة التي ألقاها في "ذكرى القادة الشهداء " في الحزب وان يكن توجه "بمشاعر المواساة" في ذكرى الرئيس رفيق الحريري. واذ لم ير بعض المعنيين ان يكون في تجاهل نصرالله الشأن الداخلي دلالة سلبية، برزت في كلمته نبرة متشددة حيال الملفات الاقليمية، فكرر هجماته على السعودية والخليجيين متهما اياهم بالعمل مع اسرائيل لاسقاط النظام السوري واعتبر ان "زمن الانتصارات الكبيرة في محورنا يقترب".

المستقبل :

لأنّ «انتخاب الرئيس هو الأمر الوحيد الذي يجعل لبنان يستقيم» تتكثف الجهود وتتواصل الاتصالات على أكثر من خط وفي أكثر من اتجاه بزخم تصاعدي غير تصعيدي مركزيته «بيت الوسط» حيث يفعّل الرئيس سعد الحريري لقاءاته ومشاوراته لإيجاد السبل الآيلة إلى إقصاء الشغور والحفاظ على الصيغة الدستورية الديموقراطية الناظمة للحياة السياسية في لبنان. ومن هذا المنطلق، يضغط الحريري رئاسياً لإنجاز الاستحقاق وإنقاذ المركب الوطني من الغرق في رمال الفراغ المتحركة على غير صعيد مؤسساتي من رأس الجمهورية حتى مختلف أذرعها التنفيذية والتشريعية، مجدداً القول أمس في معرض تشديده على وجوب احترام «اللعبة الديموقراطية» وضرورة الاحتكام لنتائج صندوق الاقتراع: «هناك ثلاثة مرشحين وعلينا النزول جميعاً إلى المجلس النيابي وانتخاب رئيس، فليربح من يربح من هؤلاء ونحن سنهنئه أياً كان».
الحريري، وفي دردشة مع الإعلاميين في «بيت الوسط» لفت إلى أنّ أهم ما يجب أن يعمل عليه الأفرقاء اللبنانيون لاستقامة الأمور في البلد «هو إنجاز الاستحقاق الرئاسي»، مُفضّلاً رداً على سؤال القول إنّ «حزب الله» يعمد إلى كسب مزيد من الوقت في الملف الرئاسي باعتباره «يستمهل ويأخذ وقته» على أن يُقال إنّ الحزب لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية. وإذ وصف المصالحة بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون بـ«الأمر الجيد»، أكد الحريري أحقية كل طرف بترشيح «من يشاء» للرئاسة، وأردف: «ليتذكر الجميع أنه لم يكن هناك من يتطرق إلى ملف الانتخابات الرئاسية قبل أن أقوم بمبادرتي» وفي إطار لقاءاته السياسية والديبلوماسية أمس، استقبل الحريري كلاً من الرئيس ميشال سليمان ووزراء الصحة وائل أبو فاعور والسياحة ميشال فرعون والاتصالات بطرس حرب، وسفراء الأردن نبيل مصاروه ومصر محمد بدر الدين زايد وروسيا ألكسندر زاسبكين.
وإثر ترؤسه اجتماع كتلة «المستقبل» النيابية، أصدرت الكتلة بياناً جدد دعوة الحريري جميع النواب إلى المشاركة في جلسات المجلس النيابي من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، مشيرةً إلى انطلاق «مرحلة جديدة لتسوية المسائل الخلافية في تحالف قوى الرابع عشر من آذار». أما في الملف الإقليمي، فأشادت «المستقبل» بالجهود التي تقودها المملكة العربية السعودية لإنقاذ الشعب السوري ولمحاربة الإرهاب، معتبرةً في السياق عينه أنه «لا بدّ من دعوة الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي للاجتماع فوراً وإنتاج عمل مشترك لتحقيق سلام عربي ولحماية الشعب السوري قبل أن يُهجَّر ما تبقى منه أو يُقتل».

«التغيير والإصلاح»
وفي الرابية، عقد تكتل «التغيير والإصلاح» اجتماعه الدوري برئاسة عون وخلص إلى إصدار بيان لفت الانتباه فيه النفس التصعيدي «مسيحياً» في مواجهة الدعوات الروحية والوطنية المتتالية إلى احترام الدستور والنظام الديموقراطي والإقلاع عن مقاطعة جلسات انتخاب الرئيس، بحيث تحدث البيان الذي تلاه النائب ابراهيم كنعان عن «وصاية ومخالفات وأخطاء تضرب العيش المشترك»، مؤكداً على أساس هذا الاتهام أنّ «المسيحيين ليسوا اتباعاً بل هم شركاء كاملون في السلطة»

الديار :

ركز الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على التطورات الاقليمية وحتمية انتصار محور المقاومة على المشاريع الارهابية والتكفيرية والسعودية والتركية والاسرائيلية. وجدد السيد قوله «حيث يجب ان نكون ستكون «مؤكدا ان سوريا لن تقسم ولن تهزم، ومشاريع الامبراطورية العثمانية لن يكتب لها النجاح وكان لافتاً هجوم السيد على تركيا بهذه «النبرة العالية» للمرة الاولى. كما واصل هجومه على المواقف السعودية مركزاً على «المصافحات الاخيرة» بين مسؤولين صهاينة ورئيس المخابرات السعودية في ميونيخ رغم قتل العدو لمئات الشباب الفلسطينيين والعرب السنّة.
واللافت ان السيد وجه رسائل واضحة للعدو الاسرائيلي واطلق مفاجأة جديدة كمفاجآته السابقة، حيث في كل خطاب «يفاجئ» السيد العدو برسائل يبقىالاسرائيلي لاشهر يحلل مضمونها، محاولاً فك «شيفرتها» والرسالة الواضحة للسيد ان لبنان يملك قنبلة نووية»، واي صاروخ للمقاومة يسقط على «حاويات الامونيا» في حيفا هو بمثابة قنبلة نووية وهذا رد من السيد على تهديدات العدو «بحرب ثالثة» على لبنان، ويبدو ان مفعولها «النفسي» على العدو سيكون مضاعفاً وصاعقاً وبمثابة «زلزال» لان شعب المقاومة لا يخشى «الحروب النفسية» ورسائل العدو.
كذلك تجاهل السيد خطاب الحريري وغاب الــشق الداخلي عن كلمة السيد الا من باب توجيه التعزية بالشهــيد رفيق الحريري في الذكرى الـ11 لاستشهاده، رغم الخصومة السياسية مع بعض ورثــته مع الامل ان يأتي يوم يجمع كل اللبنانيين، كما اشاد بالتفاهم مع الـــتيار الوطني الحرّ الذي تحول الى تحالف، لكن الملف الرئاسي غاب كلياً عن خطاب السيد، وحـسب مصادر علــيمة فان سماحته تحدث عن هذا الملف في خطابه السابق، وخصص كل كلمته للاستحقاق الرئاسي، واعلن موقف حزب الله الداعم لترشيح العماد ميشال عون. لم تحدث اي تطورات في هذا الملف تستدعي مواقف جـديدة. كما ان السيد حاول الابتعاد عن الكلام الداخلي للــحفاظ على الهدوء ومنع التشنج في الشارع، كي لا يفـسر كلامه بانه رد على كلام الرئيس سعد الحريري مما ينعكس على الارض مزيداً من التشنجات وإثارة الغرائز وهذا ما يريده تيار المستقبل وسعد الحريري لاعادة شد عصــب الشارع، لكن السيد كان حاسماً وواضحاً وصريحاً في كل ما تعـــيشه المنطقة. وتــطرق الى صد العدو بفتـح علاقات مع الدول السنية واسـقاط النظام الســـوري لتوجيه ضربة لمحور المقاومة والجيش السوري بالاضافة الى تــصوير كل ما يجري في المنـطقة بانه صراع سني - شيعي، فيما هو صراع سياسي كما في اليمن والبحرين وسوريا والعراق ولبنان والعنوان الطائفي يـخدم مصالحهم.
وقال السيد نصر الله: بعض الدول الخليجية يقدمون ايران كعدو وكذلك نظام الاسد وحزب الله وهم يتجاهلون العدو الحقيقي اسرائيل، وهناك تطابق بين الادبيات الاسرائيلية وبعض الاعلام العربي وخصوصا السعودي، والعدو الاسرائيلي يعتبر ان تطورات المنطقة فرصة ذهبية ليقدم نفسه صديقاً للسنة وحاميا للمسيحيين والشيعة ولكن الوقاحة وصلت بهم ان يقدموا العدو صديقا وحليفا لاهل السنة، والمصافحة تجدها مع العدو في ميونيخ مع السعوديين والخليجيين ودعا العلماء الى ان يرفضوا هذا التضليل والا فلسطين ستضيع الى الابد.

ـ الوضع السوري ـ

اما عن الوضع السوري فاكد السيد نصر الله فشل كل المشاريع الارهابية والتكفيرية والاسرائيلية والسعودية والتركية باسقاط سوريا وتقسيمها وفشل في ان يقيم فيها دولة جاهلية متوحشة باسم الاسلام وحيا الجيش العربي السوري الذي له الفضل في حسم المعركة وتحقيق الانتصارات.
وقال السيد «نحن امام انتصارات كبيرة في محورنا، لا اتحدث عن نصر كامل بل تطورات ميدانية هائلة وضخمة وهناك مسار جديد في سوريا له انعكاس على سوريا والعالم.
وتابع السيد بالقول: هزائم داعش والنصرة دفعت بالسعودية وتركيا الى التلويح بتدخل بري. هذا تطور مهم اذا حصل واذا لم يحصل، وهم جاهزون لاخذ المنطقة الى حرب اقليمية عالمية وليسوا حاضرين للقبول بتسوية حقيقية. واستطراداً اذا اتوا جيد واذا لم يأتوا جيد، ولا مشكلة، اذا لم يأتوا. نأمل ان تنتهي قضية سوريا، واذا اتوا نأمل ان تنتهي قصة المنطقة كلها، ا لكنها بحاجة الى وقت.

 

الجمهورية :

لم يُسيَّل أيٌّ من المواقف والمبادرات خطواتٍ عملية بعد، وبدا أنّ الانتظار على جبهة الاستحقاق الرئاسي ما زال سيّد الموقف، في الوقت الذي نأى الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله بنفسه عن هذا الاستحقاق وعمّا حوله، مُترفّعاً عن ما سمّاه حملات التشويه، التي أكّد أنّه لن يردّ عليها إلّا بالإنجازات. في هذه الأجواء، ينعقد الحوار الوطني بين قادة الكتل النيابية في جولة جديدة في عين التينة اليوم، ولن يحضره الرئيس سعد الحريري الذي اتصَل برئيس مجلس النواب نبيه بري وأبلغ إليه أنّ رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة هو مَن سيَحضر، علماً أنّ هناك لقاءً متوقّعاً بينه وبين بري سيُعقد في أيّ وقت. ويُنتظر أن يغيب الاستحقاق الرئاسي عن هذا الحوار مرّةً جديدة ليحلّ مكانه ملفّ النفايات العائد بقوّة بعد فشل كلّ محاولات التصدير ـ وما أدراك ما هو التصدير ـ حيث يتوقّع أن يكون عنوان البحث في هذا الملف «إلى المطامر دُر». كذلك سيَبحث المتحاورون في ملف قانون الإيجارات وموضوع التشريع النيابي، خصوصاً أنّ المجلس النيابي يستعدّ للدخول في عَقده التشريعي الأوّل، ابتداءً من أوّل ثلثاء بعد 15 آذار المقبل. ظلّت مواقف الحريري في مهرجان ذكرى 14 شباط في «البيال» وما تلاها من لقاءات سياسية على مستويات عدة، محور الاهتمام والمتابعة لدى كل الاوساط السياسية.
إلّا أنّ المراقبين لم يرصدوا أيّ حراك جدّي يوحي بأنّ جلسة الانتخاب الرئاسي ذات الرقم 36 المقررة في الثاني من آذار، ستنتهي بانتخاب رئيس، على رغم الدعوات التي اطلقَها البعض للنزول الى المجلس لانتخاب أحد المرشحين الثلاثة المتنافسين: رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية وعضو «اللقاء الديموقراطي» النائب هنري حلو.
برّي
وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره أمس رداً على سؤال حول مدى إمكانية انعقاد جلسة يتنافس فيها المرشحون الثلاثة لانتخاب أحدِهم في ضوء كلام الحريري ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط بهذا المعنى: «أنا أيضاً قلت الكلام نفسَه في الآونة الاخيرة، وهذا الكلام طبيعي قوله».
وأبدى بري ارتياحَه الى عودة الحريري، واعتبَر أنّ من شأنها ان تساعد في تحريك العجلة السياسية والعمل على معالجة القضايا المطروحة.
لكنّ مصادر نيابية استبعدَت حصول انتخاب رئيس في جلسة مكتملة النصاب ما لم يحصل توافق على هذا الرئيس. وقالت المصادر لـ»الجمهورية»: «إنّ لبنان تعوّدَ ان لا ينتخب رئيسَه إلّا بناءً على التوافق الداخلي والخارجي منذ ما قبل استقلاله عام 1943 وحتى اليوم».
الحريري
وفي الوقت الفاصل عن جلسة انتخاب الرئيس العتيد، كثّف الحريري حركته السياسية والديبلوماسية، وقال ردّاً على سؤال عمّا إذا كان يتّهم «حزب الله» بتعطيل الانتخابات الرئاسية: «علينا أن لا نقول إنّ الحزب لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية، فالحزب في رأيي يَستمهل ويأخذ وقتَه».
وأضاف: «في لبنان لدينا نظام ديموقراطي ولعبة ديموقراطية، وهناك ثلاثة مرشّحين، وعلينا النزول جميعاً الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس، فليربَح من يربح من هؤلاء ونحن سنهنّئه أياً كان». وأكّد انّ مِن حق رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع «ان يرشّح مَن يشاء لرئاسة الجمهورية، ونحن أحرار مِن جهتنا بترشيح من نشاء».
وكان الحريري توّج حركته امس بترؤس اجتماع لكتلة «المستقبل»التي اعتبَرت انّ عودته الى لبنان تساهم في استعادة وحدة 14 آذار، وفي استعادة أولوية قضية إنهاء الشغور الرئاسي. وجدّدت تمسّكها بالدعوة التي أطلقها بوجوب مشاركة جميع النواب في جلسات مجلس النواب «من أجل ممارسة الحق والواجب الدستوري والطبيعي لنوّاب الأمّة في انتخاب رئيس الجمهورية».
وأكّدت «ضرورة التزام الجميع بالقواعد الديموقراطية البرلمانية المستندة الى الدستور اللبناني، وبنتائج الانتخابات، ورفض منطق التعيين والتعطيل المستند والمستقوي بالسلاح غير الشرعي».
وإذ أقرّت بـ«أنّ هناك بعض الاختلافات والفروق في الرأي حول بعض القضايا والمسائل»، شدّدت على انّ عودة الحريري «أطلقت حيوية ودينامية جديدة ونشِطة في التقدّم على مسارات توحيد الرؤى وتمتين وحدة قوى 14 آذار».
نصرالله
وكان السيّد نصرالله وجّه التعزية والمواساة لكلّ محبّي وعائلة الرئيس رفيق الحريري في الذكرى السنوية لاستشهاده. وأعلن في خطابه خلال الذكرى السنوية التي أقامها الحزب للقادة الشهداء أنّه «لن يُسمح للجماعات الإرهابية ولا للولايات المتحدة وخلفَها السعودية وتركيا بالسيطرة على سوريا، كما أنه لن يُسمح لإسرائيل بأن تحقّق أحلامها وأهدافها».
ولفت الى انّ اسرائيل تَعتبر «وجود الجماعات الارهابية في سوريا أفضل من بقاء النظام السوري القائم حالياً، لأنّ هذا النظام يشكّل خطراً على مصالحها وبقائها في المنطقة».
وأوضَح أنّ «الرهان على الجماعات الارهابية بات غيرَ مضمون النتائج بالنسبة الى تركيا والسعودية، لذلك بدأوا بالحديث عن دخول بَرّي تحت عنوان «ائتلاف دولي» فهُم يعتقدون انّ هذا هو الخيار الذي يَجعلهم أقوياء في المفاوضات والبحث عن مكان بَعد كلّ هذه الخيبات».
ورأى أنّ «السعوديين والأتراك يريدون إيجاد موطئ قدم لهم في سوريا، ولذلك هم جاهزون لأخذ المنطقة الى حرب إقليمية لتحقيق مصالحهم ولا يريدون أخذ سوريا إلى تسوية».
وشدّد على «أنه لن يُسمح لكلّ الطواغيت من اميركا والسعودية وتركيا وغيرهم السيطرة على سوريا، كما لن يُسمح لإسرائيل بتحقيق أحلامها، وقال: «نحن من موقع الشراكة بالدم مع سوريا، نفتخر بأننا ساهمنا بمقدار جهدِنا وطاقتنا بمواجهة هذه المشاريع الخطيرة لمنع تحقيقها».
واعتبر «أنّ شهداء المقاومة في سوريا هم كشهداء المقاومة في عدوان تمّوز الذي سقوا مشروع «الشرق الأوسط الجديد» لأن الاهداف والغايات نفسها، مجدّداً الوعد:»حيث يجب أن نكون سنكون».
وتحدّثَ عن سعي إسرائيل المستمر لتشويه صورة المقاومة للقضاء عليها، وقال: «الحرب النفسية للعدوّ لن تنفعَ معنا، ونحن لن نستسلم ولن نضعف، وسنواصل جهدنا في عملية التجهيز والتطوير على كافة المستويات».
وطمأنَ الى أنّ « في لبنان مقاومة قوية وقادرة وتملك قدرات دفاعية جديدة وقادرة أن تلحق الهزيمة بإسرائيل في أيّ حرب قادمة». كما اعتبر «أنّ الاسرائيلي يحسب ألفَ حساب قبل ان يفكّر في أيّ حرب مقبلة ضد لبنان».

«التكتل»
في هذا الوقت، سأل تكتّل «الإصلاح والتغيير» بعد اجتماعه الاسبوعي أمس: «هل مِن تهميش أبلغُ مِن التهميش الذي يعيشه المكوّن المسيحي بعدما قال كلمته؟» وسأل: «عن أيّ ديموقراطية تتكلمون؟ هل أنتم حقاً جادّون في مطالبتكم باحترام الديموقراطية واتّهامنا بتعطيلها؟». وأعلنَ «رفض أيّ وصاية وخصوصاً تلك المتأتية من مخالفة اتفاق الطائف»، مؤكّداً «أنّ المسيحيين شركاء كاملون في السلطة».

اللواء :

حسنت النيّات، يمكن القول ان المعنيين بالملف الرئاسي «كل يغني على ليلاه»، وهذا يعني ان لا نقاط التقاء بين هؤلاء.
وفي حين كان الرئيس سعد الحريري يعتبر ان انتخابات الرئاسة هي القضية رقم 1 بالنسبة لاهتماماته، سواء في أحاديثه في الاجتماعات التي يعقدها أو مع الصحافيين أو خلال ترؤسه اجتماع كتلة «المستقبل»، كانت «الكلمات المتقاطعة» أو «لعبة الغميضة» تحكم مواقف كل من «حزب الله» و«التيار الوطني الحر».
ومن دون ان يمنع هذا المشهد المريب الرئيس نبيه برّي من التحضير لطاولة الحوار التي تعقد ظهر اليوم في عين التينة، من دون ان تسجل أي خرق في مستوى الحضور، فالرئيس الحريري لن يُشارك وسيمثل الكتلة و «التيار» الرئيس فؤاد السنيورة، والعماد ميشال عون لن يُشارك أيضاً، ولا زيارة قريبة له إلى «بيت الوسط»، بعد البيان الذي اصدره تكتل «الاصلاح والتغيير» بعد اجتماعه أمس، واستند فيه إلى إعلان «لاهافانا» للمطالبة بالميثاقية والشراكة في الدولة، واصفاً تهميش المسيحيين بأنه ناجم عن «سعي بعض القوى السياسية مدفوعة بعقيدة دنيوية غالباً ما تكون عدوانية».
وعوض ان يتطرق التكتل إلى مسألة مشاركته في الجلسة النيابية المقررة في 2 آذار لانتخاب رئيس الجمهورية، مضى في رفع صيحات المخاطر من «ضرب العيش المشترك ووحدة الوطن لأن المسيحيين ليسوا اتباعاً». (راجع ص 3)
وازاء انعدام اللغة المشتركة، عادت الرئاسة الأولى إلى نقطة الصفر، وبدا ان المأزق آخذ بالتفاقم في ضوء انخراط «حزب الله» ولسنوات بعيدة، وربما قرون في صراعات المنطقة، إلى جانب الجيش السوري لصنع الانتصار على حدّ تعبير أمينه العام السيّد حسن نصر الله الذي شدّد في الخطاب السنوي لمناسبة احياء ذكرى «الشهداء القادة» انه لن يسمح «للجماعات الارهابية» ولا للولايات المتحدة وتركيا بالسيطرة على سوريا، متعهداً بإلحاق الهزيمة باسرائيل في أي مواجهة محتملة. (راجع ص 4)
والسؤال: لماذا تجاهل الأمين العام لـ«حزب الله» وقبله «التيار الوطني الحر» الإدلاء بموقفهما من الدعوة إلى الذهاب إلى المجلس من ضمن الآليات الدستورية وانتخاب من يراه النواب مناسباً للرئاسة الأولى؟
وإذا كانت مصادر الحزب امتنعت عن إعطاء أي تفسير، عزا مصدر نيابي في كتلة «المستقبل» هذا التجاهل إلى أحد سببين: اما انه ليس لديه شيء ليقوله، أو انه تعمد إيصال رسالة للخصوم بأن موقفه من الاستحقاق الرئاسي لم يتغيّر لجهة اصراره على ان يكون النائب عون مرشحاً وحيداً، أو لا انتخابات رئاسية.
وحول ما قاله السيّد نصر الله عن أهل السنة، بناء على كلام إسرائيلي، اعتبر المصدر ان نصر الله لم يكن موفقاً لا على المستوى الاستراتيجي ولا على المستوى التكتيكي، لا وطنياً ولا إقليمياً، مشيراً إلى ان النظام السوري الذي دافع عنه لم يُطلق وردة على إسرائيل، مؤكداً ان إسرائيل هي التي تحمي نظام الأسد، وهي, أي إسرائيل هي التي ضغطت على واشنطن لعدم الذهاب بعيداً في دعم الثورة السورية.
وفي رأي مصادر خبيرة في تعاطي «حزب الله» مع الملفات، ان السيّد نصر الله تعمد عدم التطرق إلى الملف الرئاسي مستفيداً من طبيعة المناسبة حيث احتلت التهديدات الإسرائيلية وكيفية ردّ الحزب عليها القسم الأكبر من الخطاب الذي ناهز الساعة (70 دقيقة) الأمر الذي لا يعني ان الحزب غير معني بما استجد على صعيد الرئاسة الأولى، بل الاعداد لمفاجآت ضمن سياسة التكتم والتنسيق فقط مع التيار العوني، خاصة وأن مرشحه عون خارج التوافق الوطني والإقليمي والدولي.
واستناداً إلى هذه المصادر، ارتأت قيادة «حزب الله» الابتعاد ما امكن عن الأخذ والرد في هذا الملف، وترك رئيس تيّار «المستقبل» يصفق بيد واحدة، وهو يسعى لإنهاء الشغور الرئاسي.
وقالت ان الامتناع عن التعليق أو إصدار أي موقف يعني ان تحالف حزب الله - عون هو في موقف الدفاع وليس في الهجوم، ويتعاطى مع الرأي العام النيابي والسياسي الضاغط لانتخاب الرئيس بعدم ارتياح، بعد تمسك الرئيس الحريري بترشح النائب سليمان فرنجية، والإعلان صراحة ان لا فرصة متاحة الآن لقبول النائب عون مرشّح توافق أو إجماع وطني.
وانتهت هذه المصادر إلى ان برنامج الانتظارات من اليوم وحتى 2 آذار بات بحكم المقفل، فلا الحوار الثنائي قادر على إنتاج أي تقارب، ولا الترويج العوني لاقناع «المستقبل» بتبني ترشيح عون بات ممكناً، وأن الرهان على موقف الرئيس نبيه برّي خارج تفاهم واسع يمكن ان يكون في محله، خاصة وأن طاولة الحوار ليس في مقدورها احداث أي خرق في الجدار الرئاسي.
حركة الحريري
وفي الانتظار، تؤكد مصادر متابعة للقاءات التي عقدها الرئيس الحريري على أنه ركّز خلال اجتماعاته كافة ومنذ عودته الى بيروت، على أولوية انتخاب رئيس الجمهورية في اقرب وقت ممكن، مشيرة الى ان هذا الموضوع كان الطبق الرئيسي على مائدة رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، وأن كل ما تم البحث به خلال الاجتماع أعلنه الحريري وجعجع أمام الاعلام وهما متفقان على أهمية وضرورة اجراء الانتخابات والنزول الى المجلس النيابي.
وحول ما توجه به الحريري في خطابه لجعجع والذي لقي اصداء سلبية من قبل «القوات اللبنانية» أشارت المصادر الى ان الموضوع انتهى خلال ثلاث دقائق من الاجتماع الذي استمر لثلاث ساعات ، وأن زيارة الحريري الى معراب كانت مفيدة جداً والمباحثات كانت ممتازة وصريحة.
وشددت المصادر على ان طرح حزب الكتائب باحترام الدستور وتطبيق القانون هو طرح طبيعي، لانه لا يمكن انتخاب رئيس لا يحترم الدستور ولا يطبق القانون, فكيف يمكن انتخاب مثل هكذا رئيس، واعتبرت المصادر أيضا ان الموقف الذي اعلنه رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط له دلالات ايجابية خصوصا من الموقع الذي أعلن فيه هذا الموقف من عين التينة، في إشارة تدل على ان الرئيس بري غير بعيد عمّا أعلنه جنبلاط.
وأكدت المصادر ان ما يقوم به الرئيس الحريري وقوى الرابع عشر من اذار والنائب جنبلاط في المساهمة بانشاء غالبية نيابية عابرة للطوائف والمذاهب والاصطفافات السياسية مقتنعة في أن تاخذ اللعبة الديموقراطية دورها. اما في حال بقيّ موقف «حزب الله» والعماد عون وسليمان فرنجية بعدم نزولهم الى المجلس النيابي، فهذا يعني خلقهم اصطفافات سياسية غير عابرة للمذاهب وترفض الانتخابات الديموقراطية.
وكان الرئيس الحريري الذي ترأس اجتماع كتلة «المستقبل» بعد مجموعة لقاءات عقدها في «بيت الوسط» مع الرئيس ميشال سليمان وعدد من السفراء والوزراء والنواب، قد وضع نواب الكتلة في أجواء الاتصالات التي يتابعها بهدف الإفراج عن البلد من خلال إعطاء الأولوية للإنتهاء من الفراغ الرئاسي وترتيب البيت الداخلي على صعيد قوى 14 آذار، وإعادة تفعيل الأمانة العامة، بعد الانتهاء من الدراسة النقدية التي دعا إليها في خطابه في «البيال»، من أجل استنهاض هذا التحالف العريض.

الاخبار :

جدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الخطاب الردعي للمقاومة في وجه التهديدات الاسرائيلية التي تصاعدت أخيراً، على خلفية الاعتقاد بتخلخل هذا الخطاب لانشغال الحزب في القتال في سوريا. وأضاف نصرالله الى خطابه الردعي «جرعة زائدة» لإعادة التوازن الى الوعي الاسرائيلي، رافعاً السقف الى مستوى التلويح، للمرة الأولى، بأسلحة غير تقليدية في أي حرب مقبلة على لبنان الذي «يمتلك قنبلة نووية اليوم»

  

جدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التأكيد أن المقاومة «قادرة على منع الانتصار الاسرائيلي في أي حرب مقبلة على لبنان وعلى إلحاق الهزيمة باسرائيل». ولفت في مهرجان «الوفاء للقادة الشهداء»، في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية أمس، إلى أن «البعض يقول إن الفرصة الاقليمية لإسرائيل متاحة لشنّ حرب على لبنان وضرب المقاومة وإعادتنا 20 سنة الى الوراء»، مشدداً على أن إسرائيل «لا تحتاج ظروفاً إقليمية أو دولية لتشن حرباً. ما يمنع قيام حرب هو وجود مقاومة وحضن لهذه المقاومة والجيش الوطني».

وأكد أن «انشغالنا في أماكن أخرى لن يمنعنا من الانشغال بالعدو الصهيوني. والمقاومة في لبنان قوية وتملك قدرات دفاعية جديدة، والاسرائيلي يحسب ألف حساب قبل أن يفكر في أي حرب مقبلة، ويعرف أن صواريخ المقاومة تطال أي مكان في فلسطين المحتلة، كما نعرف أن لدى إسرائيل نقاط ضعف كثيرة». ولفت نصرالله الى آراء لخبراء إسرائيليين تخشى من أن تستهدف المقاومة في أي حرب مقبلة حاويات غاز الأمونيا في حيفا «التي تجنبنا في حرب تموز أن نمد يدنا عليها»، وهو «ما قد يؤدي الى مقتل 800 ألف شخص ويحدث ضرراً يعادل ما تحدثه قنبلة نووية»، معتبراً أن «لبنان اليوم يمتلك قنبلة نووية، بمعنى بضعة صواريخ من عندنا زائد حاويات الأمونيا في حيفا نتيجتها قنبلة نووية. إذا سقطت بضعة صواريخ في هذه الحاويات في منطقة يسكنها 800 ألف نسمة فسيقتل منهم عشرات الآلاف».


إذا لم تتدخل أنقرة والرياض ستنتهي أزمة سوريا. أما إذا أتوا، فستنتهي أزمة المنطقة كلها

 


ورأى نصرالله أن «الاسرائيليين، بحسب تقديراتهم، يعتبرون أنهم أمام فرصتين وتهديدين: الفرصة الاولى هي تشكل مناخ مناسب لإقامة علاقات وتحالفات مع الدول العربية السنيّة، والثانية هي إمكانية تغيير النظام في سوريا بما ينزل ضربة قاسية بمحور المقاومة». أما التهديدان فـ»الأول هو إيران والثاني حركات المقاومة في فلسطين ولبنان». وأوضح أن «حزب الله خطر على المشروع الإسرائيلي وعلى أطماع إسرائيل وعائق في وجه مشاريعها، لذلك تلجأ الى طرق عدة لإزالة هذا الخطر. ومن هذه الطرق الحرب الشاملة، والخيار الثاني محاصرته سياسياً وشعبياً وإعلامياً ومالياً، وقطع خطوط الامداد، واغتيال قياداته واختراقه أمنياً من خلال الجواسيس وتشويه صورته في العالم، وانكفاء الحاضنة الشعبية حتى يصبح هزيلاً ضعيفاً»، لافتاً إلى أنهم «الآن يعملون على تحويل حزب الله من منظمة إرهابية الى منظمة إجرامية، واتهامنا بالاتجار بالمخدرات وغسل الاموال، وقتل الاطفال واغتصاب النساء. هذه ماكينة إعلامية دولية وخليجية تعمل على مدى الساعة. هذا جزء من الحرب لمصلحة إسرائيل في النيل من أي دولة مقاومة وأي نظام مقاوم وصولاً الى الحرب النفسية والحديث عن حرب لبنان الثالثة»، مشدداً على أن «الحرب النفسية لن تجدي معنا. نحن لن نتراجع ولن نستسلم ولن نضعف وسنواصل في موضوع جاهزية قدراتنا العسكرية والكمية والبشرية والمادية».
وأكد أن «الإسرائيليين وحكومات عربية يدفعون بقوة لتصوير ما يجري في المنطقة كصراع سنّي ــ شيعي رغم أن الصراع سياسي، لأن العنوان الطائفي يخدم مصالحهم»، لافتاً الى «تطابق بين الادبيات الاسرائيلية وبعض الاعلام العربي، وخصوصاً السعودي والخليجي»، والى أن «الاسرائيلي يعتبر تطورات المنطقة فرصة ذهبية ليقدم نفسه صديقاً لأهل السنّة في العالم العربي والاسلامي».


 

وأشار الى أن «إسرائيل تعاطت مع الاحداث السورية كفرصة لتغيير النظام الذي يعتبر عمود خيمة المقاومة، وإذا كسر هذا العمود فسيتلقّى محور المقاومة ضربة قاسية جداً»، فيما تعتبر إسرائيل تنظيمات «القاعدة» و»داعش» و»جبهة النصرة» «خياراً أفضل من نظام الرئيس بشار الاسد الذي كان وما زال وسيبقى يشكل خطراً، من خلال موقعه في محور المقاومة، على المشروع الصهيوني وعلى مصالح إسرائيل في المنطقة». ولذلك، «تتفق مع السعودية وتركيا على أنه يجب عدم السماح بأي حل يؤدي الى بقاء الرئيس الاسد ونظامه، حتى لو حصلت تسوية ومصالحة وطنية سورية، وهم يعطلون المفاوضات ويضعون شروطاً مسبقة ويرفعون الاسقف التي لم تعد مقبولة أوروبياً وأميركياً، ولا مشكلة لديهم في استمرار الحرب، ويعتبرون أيّ مصالحة وطنية خطراً عليهم»، مؤكداً أن «الإسرئيليين سلّموا تقريباً بواقع أنه لا يمكن إسقاط النظام، لذلك يطرحون تقسيم سوريا على أساس أقاليم عرقية وطائفية».