محال تجارية تفترش واجهاتها باللون الأحمر وشبان وشابات يتجوّلون في الأسواق علّهم يجدون ما يليق بالشريك لتقديمه له في هذا اليوم المميّز.
هذا المشهد لا يختلف من مدينة إلى أخرى أو من حيّ إلى آخر حتى أكثر ما يلفت بعيد الحب هو الإتفاق الذي يشهده الشعب اللبناني بكل طوائفه المتعددة وكامل فئاته العمرية المختلفة. 
وإن كان المسنّ أو الشّاب يحتار وينشغل أيامًا لمفاجأة حبيبته إلّا أنّ ذلك لا يعني أنه مقتنع بمعنى "عيد الحب" أو أنّ الحب "حكرا على هذا اليوم بالذّات" فضلًا عن أنّ بالنسبة له "لا يعني له هذا اليوم شيئا".
ففي رصد للآراء في النبطية لمعرفة المفارقة في التفكير بين الرجل والمرأة تبيّن أنّ الرجل على الرغم من غلاء الأسعار فإنه يقدم على هذه الخطوة فقط لإرضاء حبيبته وكي لا يشعرها بأنها غير الأخريات.
فعلي إعتبر أن هذا العيد ليس لنا كمسلمين والحب ليس مرتبطا بتاريخ 14 شباط إلا" أنني أعلم ماذا يعني هذا اليوم لحبيبتي لذلك فإنني أقدم على شراء هدية وبكل ثقة".
أما الحاج "أبو محمد" والذي يبلغ من العمر 60 سنة فسألناه عن الهدية التي سيجلبها من باب الفكاهة فتفاجأنا بردّه أنه يفكّر بشراء الورد لها ليضيف "شو إذا كبار بالعمر ما منفرّح هالمرا شوي" .
وأكد يوسف ان عيد الحب بالنسبة إليه مناسبة عادية وان العاطفة والإحساس بالحب يكون كل يوم وكل دقيقة وكل ثانية
أما للفتيات رأي يختلف كلّيا عن الشّباب حيث اعتبرت "لما" وهي متزوجة أنه "من الرائع إعادة إحياء هذا الشعور وتذكير أنفسنا بأن هذه الأحاسيس لم تنته بعد أن زادت المسؤولية".
وتعترف ربى بأن الإحتفال بهذا اليوم يعطيها السعادة وتشعر أنّ حبيبها مهتمّ بها ويقدّرها "
ولعلّ وباعتراف العديد من الفتيات أن الإحتفال بعيد الحب يجلب لهنّ الشعور بالرضى عن ذاتهنّ او السعادة إلّا أن هناك فئة تجد بأن هذا اليوم نذير شؤم عليهن.
فتعبّر لارا عن الكآبة التي تعتريها عندما يحين موعد 14 شباط لأن زوجها لا يعير أي أهمية للرومانسية ولا يجد في هذا اليوم أي داع للإحتفال أما فاتن وهي في عمر الـ18 عاما لكنها بدون حبيب تنظر إلى نفسها بنظرة نقص
فتقول :"ما بعرف أنا شو ناقصني، لحتى ما إحتفل بعيد الحب،معقول أنا ما حلوة، أو فيني شي غلط"؟ لتستلم صديقتها دفّة الحديث وتتابع "في بنات كمان بيشعروا بالغيرة أو بيحسّوا إنّهن منبوذين" لتروي قصة زميلتها أنها في السنة الماضية قدّمت لنفسها هدية وكذبت على أصدقائها قائلة لهنّ أنّها من حبيبها
فإن كان عيد الحب يومًا للإحتفال بتجانس روحين وترابط يمنح السعادة المطلقة إلّا أن خلف الكواليس فتيات يؤلمهنّ ويتمنّين لو "هالعيد ما كان".

 

 

 

الاء حلاوي (موقع النبطية )