مرّ على الجنوبين الكثير من الحواجز الأمنية التي أهانتهم  و أساءت اليهم  من قبل الأحزاب اللبنانية والمقاومة الفلسطينية والجيش العربي السوري ومن قبل العدو الاسرائيلي ولا أحد ينسى حتى الآن حاجز باتر حيث كان الناس يفترشون وعر باتر لأيام . ومازال الجنوبيون وحتى الان يكابدون مشقّة الطريق من بيروت الى الجنوب نتيجة لحواجز الأمن التي تتطلب تأخيراً ما وهذا متوقع في لبنان الذي ينام على أمن ويغفو على أمن مهتز نتيجة لارتباط البلد بصراع المنطقة وارتباطه المباشر بالمصالح الاقليمية وبطبيعة الصراع الدائر بين ايران والمملكة العربية السعودية .

ولكن من غير المتوقع أن يقف الجنوبيّ يوميّاَ على حاجز آخر وبذُل وهو صاغر أمام ميكانيك الزهراني لمعاينة سيارته بحيث يبدأ طابور السيارات من بلدة الغازية الى بوابة الميكانيك في الزهراني ومنذ الفجر وحتى ساعة اقفال باب المعاينة مساءًا .

ان منظر المنتظرين على رصيفي طريقيّ الغازية – الزهراني فيه الكثير من الحقد على المسؤول الذي منح شركة وفوضها عملية اذلال الناس بهذه الطريقة المرّة . أيّ أنهم يذلون الناس ويقبضون منهم أجرة الاذلال والمواطن الجنوبيّ هنا أصبح أخرساً لا يستطيع الاعتراض على اهانة مفروضة عليه من قبل من رخص لشركة خاصة ابتزازه بهذه الطريقة المُذلة . من المهم ان تكون معاينة الميكانيك موجودة ,  هذه خدمة  لأصحاب السيّارات وان كانت مدفوعة الثمن ولكن أن تتحول الى مذلة كبيرة تدفع بالمواطنين الى النوم في سياراتهم ريثما يأتي دورهم فهذا أمر مرفوض ويجب الدفع باتجاه المطالبة بزيادة مراكز المعاينة لأنه من غير المعقول جعل آلاف السيارات تمر بأنبوب مرآب واحد وبالتالي فان الشركة المستفيدة عليها أن تتخذ التدابير الآيلة الى التسريع في المعاينة  كونها الجهة المستفيدة من الاستثمار في معاينة السيارات كما أن على الجهة المعنية في الحكومة الزام الشركة المستفيدة بفتح مراكز جديدة للمعاينة لتحسين شروط التعاطي مع أهل الجنوب الذين ملّوا الحواجز التي تعيق حياتهم اليومية.

لا نعرف من الجهة المسؤولة عن كرامة النّاس كي نُسمعها صرخة النّاس في بلد يتقن فيه السياسيون فنّ الغزل على منوال الشعب بشعارات واهنة تشبعهم في الشكل كرامة وترهقهم في المضمون ذلة .

بتقديري أن السكوت القائم والمستجد على الجنوبي وليد شعور متضخم بالكرامة التي أبتاعها له الوهم السياسي المشبع بحقن القوّة والعنترية المغشوشة فهل يستفيق من وهمه ويثور على حواجز الاذلال ؟ سؤال يستبعد الاجابة في الوقت الحاضر .