حزب الله يرد في شبعا , وتوتر إقليمي يتزايد وإيران تُعزل عربيا

 

السفير :

رفعت المملكة السعودية مستوى المواجهة مع ايران عبر سلسلة من المسارات، أولها استكمال الطلاق الديبلوماسي بقطيعة تجارية ووقف الرحلات الجوية، وثانيها دفع حلفائها الى السير في خط المواجهة مع طهران حيث قطعت البحرين والسودان علاقاتهما معها، فيما اكتفت الامارات بتخفيض التمثيل الديبلوماسي مع الجمهورية الاسلامية في ايران، واستعدت الجامعة العربية لعقد اجتماع طارئ الاحد المقبل للتنديد بطهران. اما ثالث المسارات فتمثل في توجيه الاتهامات للايرانيين بالتدخل في لبنان وسوريا.
وعلى الرغم من دعوات التهدئة التي صدرت من عواصم كواشنطن وموسكو وباريس، والرد الايراني على الحكم السعودي باتهامه بتصدير ازماته الى الخارج، فقد تراجعت أسواق الأسهم بحدة في منطقة الخليج، وقادت البورصة القطرية الهبوط، ونزلت أكثر من 2.5 في المئة بعد أن تجاوز تأثير الاضطرابات السياسية أي أثر إيجابي من ارتفاع أسعار النفط.
كما سجل الريال السعودي هبوطا حادا أمام الدولار في سوق العقود الآجلة. وقفزت العقود الآجلة للدولار أمام الريال لأجل عام إلى 680 نقطة مقتربة من أعلى مستوى لها في 16 عاما مقارنة مع مستوى يقرب من 425 نقطة الخميس. وقال متعامل مصرفي بارز في المنطقة إنه «من المرجح أن تلامس العقود الآجلة استحقاق عام مستويات في حدود 800 نقطة هذا الأسبوع وفقا لمدى تصاعد الأحداث بين السعودية وإيران».
وفيما أعربت روسيا عن استعدادها «لدعم» حوار بين السعودية وإيران للجم التوتر الذي بدت مؤشرات على احتمال تمدده، مع إطلاق مسلحين النار على دورية للشرطة في المنطقة الشرقية من السعودية، وتفجير مسجدين واغتيال إمام ثالث في العراق، حمّل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مقابلة مع وكالة «رويترز»، طهران مسؤولية زيادة التوتر بعد إعدام الشيخ نمر النمر. وأكد أن الرياض سترد «على الاعتداء الإيراني»، متهماً طهران بإرسال مقاتلين لدول عربية والتخطيط لشن هجمات في السعودية وجاراتها في الخليج.
وقال «لا يوجد تصعيد من جانب السعودية. كل تحركاتنا رد فعل. الإيرانيون هم من ذهبوا إلى لبنان. الإيرانيون هم من أرسلوا فيلق القدس والحرس الثوري إلى سوريا».
وأضاف «سنوقف أيضا حركة الملاحة الجوية من إيران وإليها، وسنوقف جميع العلاقات التجارية مع إيران، وسنفرض حظرا على سفر الناس إلى إيران»، لكنه أعلن أن السعودية مستمرة في الترحيب بالإيرانيين سواء للحج أو للعمرة.
وبعد سرد الجرائم التي أعدم بسببها النمر و43 من أعضاء تنظيم «القاعدة»، قال الجبير عن الإعدامات «نستحق على ذلك الإشادة لا الانتقاد».
وأعلن أن قطع العلاقات جاء ردا على مشاكل موجودة بالفعل بالإضافة إلى مهاجمة السفارة في طهران. وقال إن «ذلك رد على سياسات إيران العدوانية على مدى أعوام، ولا سيما في الشهور القليلة الماضية. فالنظام الإيراني يرعى الإرهاب ولقد أنشأوا خلايا إرهابية في السعودية وفي عدد من الدول الأخرى».
واتهم الجبير السلطات الإيرانية بالضلوع في الهجوم على السفارة السعودية، مشيراً إلى أن «الديبلوماسيين السعوديين رأوا قوات أمن تدخل المبنى وتشارك في عمليات النهب، كما لم تستجب الشرطة لأكثر من طلب للمساعدة».
وعن الخطوات التي يتعين على إيران اتخاذها قبل أن تفكر الرياض في إعادة العلاقات الديبلوماسية قال الجبير إن على طهران «أن تحترم الأعراف الدولية والمعاهدات والاتفاقات، وأن تتصرف كدولة عادية تحترم سيادة جيرانها على أراضيهم».
كما لم تسلم الرياضة من تداعيات التوتر، فقد طالبت أندية «الهلال» و «النصر» و «الأهلي» و«الاتحاد» السعودية المشاركة في دوري أبطال آسيا لكرة القدم على مواقعها الالكترونية، بعدم لعب مبارياتها المقررة مع الأندية الإيرانية في إيران ونقلها إلى أرض محايدة.
وأطلق مسلحون النار على دورية للشرطة في بلدة العوامية بشرق السعودية، مسقط الشيخ النمر. وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن إطلاق النار أدى إلى «مقتل المواطن علي عمران الداوود وإصابة الطفل محمد جعفر التحيفه (8 سنوات)».
وتداول مستخدمون على مواقع التواصل صوراً قالوا إنها تعود للداوود الذي وصفوه بـ»الشهيد»، مؤكدين انه «استهدف» بنيران قوات الأمن السعودية.
ودان محمد النمر، شقيق الشيخ النمر، «الاعتداء» الذي تعرضت له السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد. وقال، في تغريدة عبر «تويتر»، «نقدر العواطف تجاه الشهيد الشيخ النمر ولكن نرفض وندين الاعتداء على سفارات وقنصليات المملكة في إيران وغيرها».
البحرين والسودان والإمارات
وسارعت دول قريبة من السعودية إلى اتخاذ خطوات شبيهة. وأعلنت البحرين، في بيان، «قطع علاقاتها الديبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، والطلب من ديبلوماسييها المغادرة «خلال 48 ساعة». وشمل القرار إغلاق بعثة البحرين لدى إيران، وسحب كل طاقهما.
واتهمت المنامة، في بيان، طهران «بالتدخل السافر والخطير، ليس فقط في شؤون مملكة البحرين فحسب، بل وفي شؤون دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وكذلك الدول العربية الشقيقة، من دون أدنى مراعاة لقيم أو قانون أو أخلاق، أو اعتبار لمبادئ حسن الجوار أو التزام بمبادئ الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي».
واعتبرت أن هذه التدخلات تظهر «إصرارا على إشاعة الخراب والدمار، وإثارة الاضطرابات والفتنة في المنطقة، عبر توفير الحماية وتقديم الدعم للإرهابيين والمتطرفين وتهريب الأسلحة والمتفجرات لاستخدامها من قبل الخلايا الإرهابية التابعة لها وإزهاق الأرواح وقتل الأبرياء».
وقال شهود إن الشرطة البحرينية أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والخرطوش على محتجين تظاهروا على إعدام النمر في قرية الديه غرب المنامة. واشتبكت عشرات النساء ارتدين النقاب مع الشرطة وهتفن بسقوط حكم آل سعود لدى وصول مجموعة من الشبان الملثمين رشقت الشرطة بالحجارة والقنابل الحارقة. وردت الشرطة بقنابل الغاز والخرطوش.
وأعلن السودان قطع علاقاته الديبلوماسية مع إيران «فورا». وأكدت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، أن القرار يأتي على خلفية «حادثة الاعتداء الغاشم على سفارة» السعودية وقنصليتها و»تضامنا معها في مواجهة المخططات الإيرانية».
أما دولة الإمارات، التي تحظى بعلاقات تجارية واقتصادية جيدة مع إيران، فقد استدعت سفيرها وخفضت التمثيل الديبلوماسي. وذكرت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان، إن أبو ظبي قررت خفض التمثيل «إلى مستوى قائم بالأعمال، وتخفيض عدد الديبلوماسيين الإيرانيين في الدولة»، كما تم «استدعاء» سفيرها في طهران سيف الزعابي تطبيقا للقرار. وعللت خطوتها «بالتدخل الإيراني المستمر في الشأن الداخلي الخليجي والعربي، والذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة في الآونة الأخيرة».
وأدانت الكويت مهاجمة متظاهرين إيرانيين مبنيي السفارة السعودية والقنصلية، وعبرت عن دعمها للرياض، لكنها لم تصل إلى حد خفض العلاقات الديبلوماسية مع طهران.
وفي القاهرة، أعلن نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد بن حلي عن اجتماع طارئ لوزراء الخارجية الأحد، بهدف «إدانة انتهاكات إيران لحرمة سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد»، إضافة إلى «إدانة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية».
وأدانت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، في بيان، ما وصفته بأنه «استفزازات إيرانية عدائية ضد السعودية»، معتبرة أنه يأتي ضمن تاريخ طويل من محاولات طهران «النيل من الدول العربية، وإشعال نار الفتنة الطائفية وتقديم الدعم للتنظيمات الإرهابية».
في المقابل، أعلن المتحدث باسم الحكومة التركية نعمان كورتولموش أن أنقرة لا يمكنها تأييد تنفيذ حكم الإعدام بحق النمر لأن أنقرة تعارض هذه العقوبة. وقال «نحن نعارض كل أشكال عقوبة الإعدام، خاصة إذا كانت لدوافع سياسية. من المستحيل بالنسبة لنا تأييد عقوبة الإعدام في أي بلد». وأضاف أن إعدام النمر لا يساعد على تحقيق السلام في المنطقة. وتابع «تربطنا صداقة بالسعودية وإيران ولا نريد لهما أن تتقاتلا، لأن هذا هو آخر شيء تحتاجه المنطقة».
طهران
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية جابر الأنصاري، في بيان، إن إيران «تعمل بحسب المعاهدات الدولية وتحترم تعهداتها في حماية الممثليات الديبلوماسية وتأمين حمايتها وحماية ديبلوماسييها». وأضاف «السعودية، وبما أنها ترى وجودها في استمرار الأزمات، تستخدم هذه القضية ذريعة لتصعيد التوتر والمواجهات، وتحاول حل مشاكلها الداخلية عبر تصديرها إلى الخارج».
وتابع «نعتقد أن المجتمع الدولي ودول المنطقة لن تسمح للسعودية بمواصلة سياسة التوتر والمواجهات التي سبق أن زعزعت الاستقرار في المنطقة».
ووصف نائب النائب الأول للرئيس الإيراني اسحق جهانغيري قرارات السعودية بأنها «متسرعة وغير مدروسة». وقال، مخاطبا المسؤولين السعوديين، «انتم من يتضرر من قطع العلاقات مع إيران» مضيفا «إيران بلد كبير وعليكم أن تجيدوا كيفية التعامل مع الكبار».
وتظاهر آلاف الإيرانيين في ساحة الإمام الحسين في طهران ورددوا هتافات مناهضة للعائلة الحاكمة في السعودية. وقاموا بإحراق أعلام الولايات المتحدة وإسرائيل. ولا يمكن إحراق علم السعودية في إيران لأنه يحمل لفظ الجلالة. وانتقد بعض المتظاهرين وزارة الخارجية الإيرانية، معتبرين انه كان يجب أن تبادر إلى قطع العلاقات مع الرياض.
دعوات للجم التوتر
وتخوفا من انعكاس التوتر السعودي ـ الإيراني على أزمات دامية وشديدة التعقيد، سارعت دول كبرى للدعوة إلى التهدئة.
وأجرى كيري اتصالين هاتفيين مع ظريف والجبير وحضهما على الهدوء.
وقال مسؤول أميركي إن كيري اتصل بظريف والجبير لان الأزمة الناجمة عن إعدام السعودية للنمر تهدد بمزيد من التصعيد. وقال مسؤول آخر «نحض على الهدوء وعدم التصعيد. إن الموقف يحتاج إلى الهدوء».
وحث البيت الأبيض السعودية وإيران على التحلي بضبط النفس في الأزمة. وقال المتحدث باسمه جوش إرنست «ما زال ينتابنا القلق بشأن حاجة الطرفين الإيراني والسعودي لنزع فتيل التصعيد في الموقف. نحث جميع الأطراف على التحلي بضبط النفس وعدم إشعال التوترات الملتهبة بالفعل في المنطقة». وحذر من أن النزاع بين طهران والرياض سيزيد من صعوبة دفع الأطراف المتحاربة في سوريا لإيجاد حل سياسي.
وعبر البيت الأبيض عن القلق جراء عدم حماية مقر البعثة الديبلوماسية السعودية في طهران من جانب السلطات الإيرانية. وأضاف ارنست إن الولايات المتحدة عبرت بشكل متكرر عن قلقها إزاء وضع حقوق الإنسان في السعودية وحذرت الرياض في الآونة الأخيرة من عمليات الإعدام.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركي جون كيربي إن الولايات المتحدة تريد من إيران والسعودية حل التوتر بينهما، مضيفا «لم نتدخل للوساطة».
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو «مستعدة لدعم» حوار بين الرياض وطهران معربة عن «قلقها الشديد» حيال الأزمة التي اندلعت بين البلدين.

النهار :

تجاوزت الأزمة السعودية - الإيرانية إطارها المحلي وحتى الإقليمي وبلغ التصعيد حداً يُنذر بخروج الأمور عن السيطرة، الأمر الذي دفع البيت الأبيض إلى دعوة الجانبين إلى ضبط النفس ووزارة الخارجية الروسية إلى عرض التوسط، خصوصاً أن الاحتقان بين الدولتين سيترك آثاراً تمتد من سوريا واليمن إلى العراق والبحرين وحتى لبنان. وقرر الوسيط في الأزمة السورية ستافان دو ميستورا القيام بمهمة عاجلة بين الرياض وطهران.

وكان قرار السعودية قطع العلاقات مع إيران امتد إلى الملاحة الجوية مع وقف الرحلات، كما شمل تعليق العلاقات التجارية. وقد قطعت البحرين والسودان علاقاتهما مع إيران تضامناً مع السعودية، بينما خفضت دولة الإمارات العربية المتحدة مستوى التمثيل الديبلوماسي معها. 
وتوجه دو ميستورا إلى الرياض. وصرّح الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريتش بأن "الأزمة في العلاقات بين السعودية وايران مقلقة جداً"، وقد تتسبب بـ"سلسلة عواقب مشؤومة في المنطقة". وقال إن دو ميستورا "سيقوّم آثار" الازمة على عملية تسوية النزاع السوري التي أطلقتها الدول العظمى في نهاية العام الماضي في فيينا.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون اتصل بوزيري الخارجية السعودي عادل الجبير والإيراني محمد جواد ظريف. وأفاد دوجاريتش أنه أبلغ المسؤول السعودي أن "الهجوم على السفارة في طهران مستنكر، لكن إعلان قطع العلاقات الديبلوماسية السعودية مع طهران أمر مقلق".
وفي رسالة إلى بان، أبدى المندوب الإيراني الدائم إلى الأمم المتحدة غلام علي خوسرو "الأسف" للهجوم على السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد، متعهداً اتخاذ "الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث".
وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش إيرنست: "لا يزال ينتابنا القلق في شأن حاجة الطرفين الإيراني والسعودي الى نزع فتيل التصعيد في الموقف. نحض جميع الأطراف على التحلي بضبط النفس وعدم إشعال التوترات الملتهبة أساساً في المنطقة".
وأبدى قلقه من عدم حماية مقر البعثة الديبلوماسية السعودية في طهران، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري كان على اتصال مع نظيريه الإيراني والسعودي. وتوقع عقد اجتماع بين جماعات المعارضة السورية والحكومة هذا الشهر على رغم التوتر بين السعودية وإيران، لأن من مصلحة البلدين الدفع لتحقيق تسوية سياسية في سوريا.
وذكَر بأن واشنطن أبلغت السعودية في وقت سابق قلقها على وضع حقوق الإنسان في السعودية وحذرت الرياض أخيراً من عمليات الإعدام.
وطالب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي "جميع الأطراف بتجنب زيادة التوتر في المنطقة".
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية أن موسكو "مستعدة لدعم" حوار بين الرياض وطهران والقيام بـ"وساطة"، طالبة "بإلحاح" منهما ومن "الدول الخليجية الأخرى ضبط النفس"، وسلوك "طريق الحوار". واسترعى الانتباه أن الخارجية الروسية رأت أن الهجمات على البعثات الديبلوماسية لا يمكن اطلاقاً اعتبارها وسيلة قانونية للاحتجاج.
وصرّح الناطق باسم الحكومة التركية نعمان كورتولموش بأن أنقرة لا يمكنها تأييد تنفيذ حكم الإعدام، إذ "نعارض كل أشكال عقوبة الإعدام، وخصوصاً إذا كانت لدوافع سياسية. من المستحيل بالنسبة إلينا تأييد عقوبة الإعدام في أي بلد". وأضاف أن إعدام النمر لا يساعد على تحقيق السلام في المنطقة، و"تربطنا صداقة بالسعودية وإيران، ولا نريد لهما أن تتقاتلا لأن هذا يضر بالمنطقة".
وحضت برلين الرياض وطهران على ضبط النفس لأنه لا يمكن حل أزمتي سوريا واليمن "إلا إذا كانت القوة السنية المتمثلة في السعودية وايران الشيعية على استعداد لأن يقوم كل منهما بخطوة في اتجاه الآخر"، كما قالت وزارة الخارجية. وبلهجة لا تخلو من تحذير، رأى وزير الاقتصاد سيغمار غابرييل أنه يجب أن "نرى ما إذا كان علينا أن نكون أكثر دقة مستقبلاً في درس (مسائل تصدير) المعدات الدفاعية التي سلمناها حتى الآن (الى السعودية) في قطاعها الدفاعي".
والسعودية استوردت من ألمانيا معدات دفاعية عام 2014 تجاوزت قيمتها مئتي مليون أورو. وامتنعت برلين عن تسليمها دبابات وبنادق هجومية من نوع "جي-36".

 

الاحتقان المذهبي
وترجمة للاحتقان المذهبي، أطلق مسلحون النار مساء الأحد على دورية للشرطة في بلدة العوامية بشرق السعودية، مسقط النمر.
وأوردت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن إطلاق النار أدى الى "مقتل المواطن علي عمران الداود وإصابة الطفل محمد جعفر التحيفه (8 سنوات)".

 

المستقبل :

بعد طول مناورات ولفّ ودوران والتفاف حول المبادرة الرئاسية وبعد أكثر من سنة وسبعة أشهر من التلطي خلف جدران «الرابية» العازلة للنصاب والانتخاب تمييعاً لأي حلّ وطني هادف إلى إنهاء الشغور، عبّر «حزب الله» أمس عن موقف علني هو الأول من نوعه في الصراحة والفصاحة تجاه المبادرة أعرب فيه بشكل واضح لا يقبل اللبس والالتباس رفض تسوية انتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، من خلال قول رئيس كتلة الحزب البرلمانية النائب محمد رعد: «كل ما يجري من محاولات لإجراء صفقات وتسويات إنما هدفه رسم مسار إخضاع البلد (...) فالمسألة ليست مسألة شخص نسلّمه موقعاً في رئاسة الجمهورية» في إشارة إلى فرنجية وطرح اسمه لتولّي سدة الرئاسة الأولى، متهجماً في الوقت نفسه بالشخصي والمباشر على صاحب الطرح الرئيس سعد الحريري ومبدياً رفض الحزب عودته إلى السلطة «ولا أن يجد مكاناً له في لبنان».
وبينما لمّح رعد في المقابل إلى مقايضة ما يسعى إليها «حزب الله» في مقابل فكّه أسر رئاسة الجمهورية تستهدف بشكل مباشر صلاحيات رئاسة مجلس الوزراء المنصوص عليها في اتفاق الطائف من خلال إشارته إلى كون الحزب يعتبر أن صلاحيات الرئاسة الثالثة تُصادر صلاحيات الرئاسة الأولى، جاء تصريح النائب نواف الموسوي بالتزامن ليصبّ في «سلة» المقايضات نفسها التي يرمي «حزب الله» إلى عقدها على مذبح الشغور الرئاسي، بحيث أكد الموسوي أمس تصميم الحزب على عدم إنهاء الفراغ قبل «إنجاز تفاهم شامل للأزمة يتناول رئاسة الجمهورية والاتفاق على حكومة جديدة وقانون انتخابي جديد وعلى رؤية ومقاربة جديدتين لتنظيم شؤون اللبنانيين» مع مجاهرته في الوقت عينه بأنّ المحور الإيراني الذي ينتمي إليه الحزب «مستعد للتوصل إلى تفاهم شامل في كل بلد ببلده بدءاً من سوريا وصولاً إلى لبنان».
رد «القنطار».. ورد إسرائيل
ميدانياً، وبعد سلسلة الحملات والتهديدات التي شنّها «حزب الله» متوعداً بالانتقام «في أي مكان وزمان» من إسرائيل لاغتيالها سمير القنطار في ريف دمشق، جاء رد الحزب أمس بتفجير عبوة ناسفة «كبيرة» كما قال بيانه، استهدفت آلية «هامر» إسرائيلية مصفحة في منطقة مزارع شبعا المحتلة، موضحاً أنّ العملية نفذتها «مجموعة الشهيد القائد سمير القنطار» وأدى انفجار العبوة على طريق زبدين قفوة لدى مرور الدورية الإسرائيلية المؤلفة من آليتين إلى «تدمير الهامر وإصابة مَن بداخلها».
في المقابل، سارعت قوات الاحتلال إلى الرد على رد «القنطار» فبادرت إلى قصف عدد من البلدات والمناطق في الجنوب حيث استهدفت المدفعية الإسرائيلية بشكل عنيف بلدات الوزاني، المجيدية، العباسية، بسطرة، حلتا والماري، ما دفع عدد من الأهالي والعائلات إلى إخلاء منازلهم عند محور كفرشوبا والنزوح منها خشية تدهور الأوضاع على الجبهة الجنوبية، في حين أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام أنّ «الجيش الإسرائيلي استعمل القنابل العنقودية في قصفه محور المجيدية - العباسية الماري« وسط تحليق حربي واستطلاعي كثيف في أجواء المنطقة.

الديار :

نجحت المقاومة الاسلامية بتفجير عبوة ناسفة كبيرة بدورية اسرائيلية في منطقة مزارع شبعا المحتلة وتدمير آلية وحرقها واصابة من فيها وبينهم ضابط اسرائيلي كبير.
مجموعة الشهيد سمير القنطار في المقاومة الاسلامية تمكنت من خرق كل الاجراءات الاسرائيلية والرادارات وابراج المراقبة والكاميرات وطائرات الاستطلاع وعدم التجوال، وزرعت عبوة وفجرتها بدورية اسرائيلية وعاد افراد المجموعة سالمين.
العدو الاسرائيلي اصيب بهلع كبير وهستيريا، وعقد رئيس الحكومة الاسرائيلي مع كبار ضباطه اجتماعا لمناقشة كيفية نجاح حزب الله بالرد وزرع العبوة، وكيف خرق الاجراءات الاسرائيلية؟ وكيف وصل الى طريق زبدين - قفوة حيث تقع اكبر ثكنة عسكرية اسرائيلية في المنطقة، وكيف زرع العبوة بالتزامن مع قيام الجيش الاسرائيلي بمناورة كبرى، حيث استهدفت الاليتين اللتين كانتا تقومان بدورية لحماية «محيط المناورة».
وفي المعلومات ايضا، ان رجال المقاومة تخطوا الحاجز الالكتروني الاسرائيلي المكهرب في منطقة العباسية والقريبة من الجولان المحتل وزرعوا العبوة في منطقة تخضع لمراقبة من 4 مواقع اسرائيلية، كما ان المنطقة تعتبر نقطة خلفية، وغير مرئية ويمشطها العدو بشكل دائم وان المسافة بين الحاجز الالكتروني المكهرب ومكان العملية يحتاج الى 10 دقائق سيرا على الاقدام وبالتالي قطع القادمون منطقة واسعة سيرا على الاقدام وزرعوا العبوة وفجروها عند مرور الدورية الاسرائيلية وعادوا سالمين.
وقالت مصادر موثوقة للديار ان العملية التي قام بها حزب الله تصب في خانة الرد على اغتيال الشهيد سمير القنطار في سوريا وتعقيبا على خطاب سماحة السيد حسن نصرالله الذي اعلن خلاله منذ 15 يوماً ان الرد آت لا محال.
وتقول المصادر انه بالرغم من حالة الاستنفار التي اعتمدها الجيش الاسرائيلي والرادارات وطائرات الاستطلاع لضبط الامن في مزارع شبعا نجحت المقاومة بزرع عبوة وتفجيرها بآلية اسرائيلية على طريق زبدين - كفرا في منطقة مزارع شبعا. واشارت الى ان الجنود الاسرائيليين كانوا مختبئين في قواعدهم طوال الفترة الماضية ومنذ اغتيال القنطار ولا تقوم السلطات العسكرية الاسرائيلية باي عملية تبديل للعسكريين خوفا منها من اي عمل انتقامي من المقاومة انما وقعت القيادة الاسرائيلية في خطأ حيث قامت الاليات التابعة لها بكشف الطرقات والمجهزة بالرادارات باعطاء الضوء الاخضر للدوريات الاسرائيلية بالمرور على اساس ان الطريق خالية من اي خطر يحدق بها. غير ان ذلك لم يكن دقيقا فانفجرت العبوة الناسفة في سيارة «هامر» بدورية اسرائيلية وسقط جرحى وقتلى في صفوفهم وهذا دليل واضح على فشلهم الامني. ولفتت المصادر الى ان اسرائيل تتكتم دائما عن الاعلان عن جرحاها وقتلاها غير ان ذلك لا يعني انه لم يسقط في صفوفهم قتلى.
اما على الصعيد السياسي، فعندما يقول حزب الله ان الرد آت فهو آت، لان حزب الله عند عهوده ووعوده وهو ينفذ ما يقول انه سينفذه، كما اكدت العملية بان انشغال حزب الله بالتطورات في سوريا والمواجهة السياسية المفتوحة مع السعودية والمواجهة العسكرية المستمرة مع التكفيريين على الحدود لا يلغي اهتمام الحزب بالجبهة المفتوحة بشكل دائم مع العدو الصهيوني. وما كانت المقاومة الاسلامية لتقوم بعملية استهداف العدو الصهيوني دون معرفة ابعاد ما سيلي العملية من تطورات ودون التاكد من قدرتها على التعامل مع هذه الابعاد بالشكل الملائم، وحسب المصادر فان تقليل العدو من حجم العملية وتكتمه على خسائرها والمعلومات عنها يعود الى حصول العملية نفسها والى فشل اجراءاته الامنية قبل وبعد حصولها وفشل تهويل العدو في منعها.
واعتبرت المصادر انه في الوقت الحاضر التصعيد قد انتهى وعاد الهدوء الى الجنوب.

ـ بيان المقاومة الاسلامية ـ

واعلنت المقاومة الاسلامية ان مجموعة الشهيد القائد سمير القنطار قامت بتفجير عبوة ناسفة كبيرة بدورية اسرائيلية في منطقة مزارع شبعا المحتلة.
واشارت المقاومة الاسلامية الى ان «مجموعة الشهيد القنطار فجرت عبوة ناسفة على طريق زبدين - قفوة في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بمجموعة اسرائيلية مؤللة مما أدى الى تدمير آلية من نوع هامر واصابة من بداخلها».
من جهتها، قالت مصادر أمنية ان «احدى الآليات التي استهدفتها المقاومة الاسلامية في مزارع شبعا المحتلة كانت تقل ضابطا اسرائيليا كبيرا». واصيب بجروح خطيرة وصدر عن المقاومة الاسلامية بيان عن العملية جاء فيه:
عند الساعة 3:10 من بعد ظهر امس الواقع في 4-1-2016 قامت مجموعة الشهيد القائد سمير القنطار في المقاومة الإسلامية بتفجير عبوة ناسفة كبيرة على طريق زبدين - قفوة في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بدورية إسرائيلية مؤللة مما أدى إلى تدمير آلية من نوع هامر وإصابة من بداخلها.
وما النصر إلا من عند الله القوي العزيز


واشارت المعلومات الى ان استهداف الدورية الاسرائيلية ثم في منطقة رويسة القرن في مزارع شبعا. والعملية لم تؤد الى تدهور واسع للاوضاع العسكرية الاسرائيلية عبر القصف المدفعي والصواريخ المحرمة دوليا كان محدودا وادى الى اصابة بعض المواطنين بجروح طفيفة.
وقد ردت اسرائيل على الفور باطلاق اكثر من 122 قذيفة مدفيعة سقطت 19 منها داخل المناطق المحتلة.
وطال القصف بلدات الوزاني الماري كفرشوبا المجيدية ادى الى اصابة بعض المواطنين بجروح طفيفة.
كما ادى القصف الى نزوح عدد من اللاجئين السوريين.
وعند ساعات المساء الاولى عاد الهدوء ليخيم على المناطق الجنوبية المحاذية لمنطقة العملية مع توقف القصف المدفعي.
واشارت قناة العربية نقلا عن مصادر اسرائيلية اثناء بدء العملية ان الصورة غير واضحة وهناك محاولة لخطف جنود اسرائيليين بمزارع شبعا والوزاني، واشارت العربية الى ان جيش العدو ابدى خشية من وجود عبوات اضافية، واللافت ان اعلام العدو الاسرائيلي عاش تخبطاً واشار لحظة وقوع الانفجار الى اطلاق صواريخ مضادة للدروع على الحدود اللبنانية - الفلسطينية لكن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي عاد واشار الى عدم صحة المعلومات عن اطلاق صواريخ مضادة للدروع او خطف جنود اسرائيليين.
وقال الناطق باسم الجيش الاسرائيلي افخاي اذرعن ان عبوة ناسفة شديدة الوزن استهدفت آليتين عسكريتين في منطقة جبل دوف المحاذية لمستوى لبنان.
واضاف في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي ان القوات الاسرائيليةردت بنيران مدفعية باتجاه اهداف قريبة من الجيش اللبناني.
لكن مصدراً امنياً لبنانياً اكد ان الجيش الاسرائيلي استهدف موقعاً للجيش اللبناني في مزرعة بسطرة في جنوب لبنان دون وقوع اي اصابات.
وصدر عن قيادة الجيش بيان جاء فيه: بتاريخه حوالى الساعة 15.15 «من يوم امس» اقدم العدو الاسرائيلي على اطلاق قذائف مدفعية مستهدفا البلدات الجنوبية التالية: الوزاني، المجيدية، العباسية، بسطرة، حلتا والمارى. وعلى اثر ذلك اتخذت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة الاجراءات الدفاعية المناسبة، فيما تجري متابعة الموضوع بالتنسيق مع قوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان.
كما اكد المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي الى انتهاء جلسة لتقدير الموقف برئاسة رئيس اركان الجيش الاسرائيلي بنيين غانتش. وشدد على اننا «ننظر الى الحادث بخطورة بالغة»، وكشفت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان جلسة تقدير الموقف ابدت تخوفها من ان تكون عملية امس تشتيت للانتباه والتخطيط لعملية كبيرة، وبالتالي يجب استمرار الاستنفار الشامل، وهذا يفرض تغيير النمط السلوكي للدوريات الاسرائيلية.

 

الجمهورية :

إستمرّ منسوب التوتّر عالياً بين السعودية وإيران، ولم تنجح المحاولات الدولية والأوروبية في احتوائه، فيما أبدت موسكو استعدادها للعِب دور الوساطة لتسوية الخلافات بينهما. وأعلنَت الرياض أمس وقفَ الملاحة الجوّية وكلّ العلاقات التجارية مع إيران، وانضمّت السودان والبحرين إلى المملكة في قطعِ العلاقات الديبلوماسية، فيما خفّضَت دولة الإمارات مستوى التمثيل مع طهران. وبينما يترقّب لبنان ما يجري حوله بقلق شديد، قفَز الوضع الأمني في الجنوب إلى الواجهة مجدّداً مع تنفيذ «حزب الله» تهديدَه بالردّ على اغتيال سمير القنطار بتفجير عبوة ناسفة في دورية إسرائيلية مؤللة على طريق زبدين ـ القفوة « في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، ما أدّى إلى تدمير آليّة «هامر» وإصابة مَن في داخلها»، وفق ما جاء في بيان الحزب.
وقد سارعَت إسرائيل إلى إطلاق قذائف مدفعية مستهدفةً بلدات جنوبية عدة. وقالت مصادر قريبة من الحزب لـ«الجمهورية» إنّ الحزب «عندما يقول إنّ الرد آتٍ فهو آتٍ».
وأضافت أنّ «انشغال الحزب بالتطورات في سوريا، والمواجهة السياسية المفتوحة مع السعودية، والمواجهة العسكرية المستمرة مع التكفيريين على الحدود، لا يلغي اهتمامَه بالجبهة المفتوحة بشكل دائم مع العدوّ الصهيوني».
وأشارت الى أنّ «المقاومة الإسلامية» ما كانت لتستهدفَ إسرائيل من» دون معرفة أبعاد ما سيَلي العملية من تطوّرات»، ومِن دون «التأكّد من قدرتها على التعامل مع هذه الأبعاد بالشكل الملائم». ولفتَت الى أنّ تقليل إسرائيل من حجم العملية، وتكتُّمَها على خسائرها والمعلومات عنها «يعود أساساً إلى حصول العملية نفسِها وإلى فشَل الإجراءات الأمنية قبلَ حصولها وبَعده، وفشل تهويل العدوّ في منعِ العملية».
متابعة ديبلوماسية
واستدعت هذه العملية حركةً ديبلوماسية غربية باتّجاه المسؤولين اللبنانيين، وتلقّت مراجع أمنية وسياسية مراجعات من ديبلوماسيين مكلّفين بالتواصل مع الأجهزة الأمنية اللبنانية للاستفسار عن حصيلة العملية وما يمكن أن تؤدّي إليه وموقف لبنان منها.
وذكرَت مصادر أمنية أنّ بعض الملحقين العسكريين أكّدوا على «أنّ الأجواء الدولية لن تسمحَ بأيّ خرق أمنيّ كبير، وما حصَل لا يعدو كونَه ردَّ فِعل سريع ومحدود في الزمان والمكان، ولا أحد يريد إعطاءَ عملية شبعا أكثرَ ممّا تستحقّ، وبالتالي فإنّ الوضع ممسوك، ورقعة التوتّر لن تتوسّع، وهذا ما ترجَمه الهدوء الذي سادَ المنطقة بعد أقلّ من ساعة ونصف الساعة على العملية».
وتزامُناً مع الاتّصالات، أكّدت قيادة الجيش اللبناني في بيان لمديرية التوجيه أنّ القوى العسكرية المنتشرة في المنطقة الجنوبية الحدودية اتّخذَت الإجراءات الدفاعية المناسبة، فيما تجري متابعة الموضوع بالتنسيق مع قوّات الأمم المتحدة الموَقّتة في لبنان.
تدابير حول السفارات
في هذه الأجواء المحمومة، كشفَ مرجع أمني لـ»الجمهورية» أنّ المعلومات التي في حوزة الأجهزة الأمنية تؤكّد أن ليس هناك أيّ مخاوف من عمليات تستهدف أيّ سفارة عربية أو الإيرانية في بيروت، وأنّ التدابير التي اتّخذَتها القوى الأمنية مستمرّة منعاً لأيّ محاولة اعتداء غادرة.
وقال المرجَع إنّ وحدات من قوى الأمن الداخلي تدعَمها وحدات من الجيش اللبناني منَعت مجموعة من المواطنين من الوصول الى مقرّ السفارة السعودية عصر أمس بعدما قصَدوا الاعتصام أمامها، قادمِين من جهة ملعب النادي الرياضي، وأنذرَتهم بعواقب أيّ تقدّم، أو استخدام أيّ سلاح أو مواد حارقة.
وأضاف المرجع أنّه وبَعد إبعاد المجموعة التي ضَمّت ما يقارب 25 شخصاً، هدَّد بعضُهم بالعودة غداً (اليوم) للاعتصام أمام مبنى السفارة، فنصحوهم بعدمِ تكرار المحاولة لا اليوم ولا غداً، لأنّه لن يُسمَح لهم بالوصول إلى محيط السفارة أيّاً كانت الظروف التي دفعَتهم إلى هذه الخطوة.
لبنانيّو الخليج
وفي الإطار عينه، حذّرَت مراجع أمنية وسياسية لبنانية من مخاطر إقدام أيّ جهة على الاعتداء على المراكز والسفارات العربية والخليجية تحديداً في بيروت لأنّ انعكاساتها لن تبقى على المستوى الديبلوماسي والسياسي، وهو ما توَلّت بعض المرجعيات الأمنية نَقله إلى المسؤولين السياسيين والحزبيين.
ونفَت المراجع علمَها بأيّ تدابير خليجية قد اتُّخِذت بحقّ بعض العائلات اللبنانية العاملة في دوَل الخليج حتى الساعة، لكنّها حذّرت من أيّ اعتداء يمكن أن يؤدّي إلى مِثل هذه الخطوات، علماً أنّ الاتّصالات السابقة التي شكّلت ضماناً لبعض العائلات اللبنانية لن تبقى ساريةَ المفعول في حال حصول أيّ اعتداء على أيّ سفارة خليجية.
تكريس دفنِ التسوية
ومع توَسّع ارتدادات الأزمة الإقليمية، والخوف من أن تصيبَ شظاياها لبنان، يبقى مصير الاستحقاق الرئاسي في عالم الغيب، في حين ذكّرَ رئيس مجلس النواب نبيه برّي بالدعوة إلى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية والتي تُعقَد في الثانية عشرة من ظهر بعد غدٍ الخميس.

اللواء :

ما كادت العاصفة الثلجية تقترب من الانحسار، حتى ألقت العاصفة الإقليمية المتمثلة بانهيار العلاقات الإيرانية - الخليجية في ضوء القرار الذي اتخذته المملكة العربية السعودية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، بثقلها فوق الساحة اللبنانية المنهكة بتداعيات الحرب السورية، والفراغ في سدة الرئاسة الأولى، وشل عمل الحكومة، واللجوء إلى التمديد تلو الآخر للعقود والعمل في الإدارات، وتأخر ترحيل النفايات إلى خارج لبنان.
على ان الأخطر هو المخاوف ليس فقط من تعثر جديد، يصيب المؤسسات المشلولة، بل من تداعيات تجدد الاشتباك بين «حزب الله» وإسرائيل بعد العملية التي نفذها الحزب في مزارع شبعا، ثأراً لاغتيال سمير القنطار، باستهداف المنزل الذي كان فيه في جرمانا السورية في 19 كانون الأوّل الماضي.
وقال مصدر أمني لبناني ان حزب الله استهدف دورية إسرائيلية بعبوة ناسفة ذات وزن كبير في منطقة رويسة القرن في مزارع شبعا المحتلة، مضيفاً ان إسرائيل ردّت عبر استهداف منطقتي العباسية والوزاني القريبتين من المزارع والمأهولتين بالسكان بحوالى 30 قذيفة مدفعية.
وهذه العملية هي الثانية التي ينفذها الحزب في المزارع، بعد العملية الأولى في أواخر كانون الثاني من السنة الماضية وادت إلى مقتل جنديين اسرائيليين رداً على استهداف نجل القيادي في الحزب عماد مغنية في سوريا.
وأشار حزب الله في بيانه الذي تبنى فيه العملية ان مجموعة الشهيد القنطار هي التي نفذتها ودمرت آلية من نوع «هامر» وقتلت من فيها، وفقاً لبيان «المقاومة الاسلامية»، فيما نفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي وقوع اصابات في الجانب الإسرائيلي، في وقت عقد فيه رئيس الأركان الإسرائيلي اجتماعاً عسكرياً لمناقشة الموقف.
وتحدثت معلومات عن إصابة ضابط إسرائيلي كبير، الا ان الوضع عاد إلى وضعه الطبيعي مع هبوط الليل. فيما سيّرت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة «اليونيفل» دوريات في المنطقة، ودعا قائد هذه القوات الميجر جنرال لوتشيانو بورتولانو إسرائيل وحزب الله إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لمواجهة أي استفزاز.
نعي رعد للمبادرة الرئاسية
سياسياً، نعى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمّد رعد مبادرة إنهاء الفراغ الرئاسي التي تفاهم عليها الرئيس سعد الحريري مع النائب سليمان فرنجية في لقاء باريس الشهير.
وقال في احتفال تأبيني: «يريدون في لبنان ان يصادروا الدولة بمؤسساتها الدستورية وغير الدستورية، لمصلحة سياسة أميركية أو غربية».
وفي كلام فسّر بأنه يعبر عن رفض «حزب الله» عودة الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة، رأى رعد: «ان من يعيش الإفلاس في ملاذه الذي يأوي إليه الآن، لا يجب ان يجد مكاناً له في لبنان من أجل نهب البلاد مرّة جديدة»، مضيفاً «المسألة ليست مسألة شخص تسلمه موقعاً في رئاسة الجمهورية، ولا يجد صلاحيات يستطيع ان يحكم بها البلاد»، في إشارة إلى النائب فرنجية.
وهذا الموقف الذي جاء في غمرة اشتداد الصراع بين الرياض وطهران على خلفية تدخل الأخيرة في الشؤون العربية ومهاجمة مقر البعثة الدبلوماسية السعودية في طهران واضرام النار فيها، في تطوّر يذكر باحتجاز الرهائن الأجانب في السفارة الأميركية عام 1979، غداة تنفيذ أمر القضاء السعودي باعدام الشيخ نمر النمر وعدد آخر من المدانين بالارهاب السبت الماضي، من شأنه ان يعقد مساعي التقارب اللبناني - اللبناني، وإن كان النائبان سمير الجسر وأحمد فتفت يستبعدان أن يؤدي إلى وقف  الحوار مع حزب الله، في وقت أكدت فيه أوساط عين التينة أنها على استعداد لاستقبال المشاركين في هذا الحوار، وأن أبوابها ما تزال مفتوحة لحوار «المستقبل» و«حزب الله» الاثنين المقبل.
وكشف مصدر مطّلع لـ«اللواء» أن أوساط النائب فرنجية أبدت استياءها من مقاربة رعد للموضوع ووصف رئيس تيّار «المردةً» بالشخص الذي نسلمه رئاسة الجمهورية، واعتبرت أن رئيس تيّار «المردة» لا يُخاطب بهذه الطريقة، وأن الموضوع هو إنهاء الفراغ الرئاسي أم استمراره على قاعدة الإلتقاء عند منتصف الطريق.
تفعيل الحكومة
حكومياً، أبدى مصدر وزاري لـ«اللواء» خشيته من انعكاس الخلاف الإيراني - السعودي مزيداً من التأزم الداخلي، لا سيما بالنسبة للاستحقاق الرئاسي. ودعا المصدر إلى ضرورة تحصين الساحة الداخلية وتكاتف الجميع للعمل لما فيه مصلحة البلد، والقيام بخطوات عملية لتفعيل  العمل الحكومي لتسيير شؤون النّاس في ظل  الفراغ الرئاسي.
ونقل زوّار الرئيس تمام سلام الذي استأنف نشاطه في السراي الحكومي أمس عدم ارتياحه للتطورات الراهنة ولتأزم الأوضاع مع استمرار الشلل الحكومي والفراغ الرئاسي. وكشف هؤلاء عن نيّة الرئيس سلام الذي ستكون له كلمة اليوم في استقبال موظفي رئاسة الحكومة لمناسبة بدء السنة الجديدة، القيام بخطوات معيّنة، من دون الكشف عنها من أجل تفعيل عمل الحكومة، على أساس أنه لا يجوز أن يستمر الوضع على ما هو عليه من شلل، وأن يبقى رئيس الحكومة مكتوف الأيدي في ظل استمرار الفراغ الرئاسي.
وفي تقدير مصدر وزاري أن التصعيد الحاصل على المستوى الإقليمي مدعاة للتشاؤم، لا سيما بعد كلام النائب رعد الذي يحمل في رأيه دعوة واضحة لتغيير النظام تحت شعار مسيحي وهو صلاحيات رئيس الجمهورية.
ولفت المصدر إلى أنه كانت هناك بوادر أمل في أواخر السنة الماضية تتمثل بمبادرة الرئيس الحريري إلى ترشيح فرنجية، لكن ما حصل من تصعيد وسجال كلامي وتوتّر إقليمي يُعيدنا إلى الوراء خطوات كبيرة، وربما إلى المربع الأول.
وقال لـ«اللواء» أن هذا ما يدفع الرئيس سلام إلى إعادة تفعيل عمل الحكومة من خلال الدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء بجدول أعمال مقبول لا خلاف عليه بين مكونات الحكومة.
وبحسب المصدر، فإنه إذا لقيت الدعوة إلى  الجلسة تجاوباً من قبل الوزراء يكون ذلك مؤشراً إلى إمكانية تجاوز التصعيد والتأزم الإقليمي إلى ما يُريح البلد على صعيد تسيير شؤون العباد والبلاد، أما إذا لم تلق الدعوة تجاوباً، فإن ذلك سيكون مدعاة للتشاؤم وحيال ذلك لا بدّ من التفكير باحتمالات أخرى.
وأوضح المصدر أن الدعوة للجلسة لن تكون في هذا الأسبوع المثقل باستحقاقات أولها جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الخميس المقبل، وقبلها عطلة الميلاد لدى الطائفة الأرمنية يوم الأربعاء، ومن ثمّ طاولة الحوار الوطني رقم 13 يوم الاثنين المقبل والتي تتزامن مع جلسة الحوار الثنائي الـ23 في عين التينة بين «المستقبل» و«حزب الله».
غير أن مصادر وزارية كتائبية، لفتت النظر عبر «اللواء» إلى أن صورة انعقاد جلسة لمجلس الوزراء لم تتضح بعد، واستبعدت عقد تلك الجلسة خشية حصول توتر داخلها على خلفية التطورات الحاصلة في المنطقة، مشيرة إلى أن الأجواء حالياً لا تصلح لانعقاد جلسة قد تعكس الخلافات وتفشل في تمرير ما يتصل بشؤون النّاس.
وقال وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم لـ«اللواء» أن لا مصلحة للبنان للدفاع عن أحد، وهو ليس في وضع يسمح له بذلك، رافضاً الكلام التصعيدي الصادر من أي جهة أتى، معلناً أن لا خيار لنا سوى الحياد.
«المستقبل» يردّ اليوم
وفي معلومات «اللواء» أن كلام رعد سيكون موضع ردّ من كتلة «المستقبل» التي ستجتمع اليوم في إطار اجتماعها الأسبوعي.