توتر وترددات بعد إعدام النمر و السعودية تقطع علاقتها مع إيران

 

السفير :

«نعوّل على دور العقلاء في المملكة»... عبارة لطالما رددها أقارب نمر باقر النمر، وخصوصاً أخوه محمد، في كل مرّة كانوا يُسألون عن مصير الشيخ وهو ينتظر مصيره في سجنه.
بالأمس، بدا وكأن نظام آل سعود قد خلا من «العقلاء»: خبرٌ صباحيٌ مفاجئ وصاعق أوردته وزارة الداخلية السعودية، تضمن اسم الشيخ النمر، ضمن قائمة من 47 شخصاً نفذت بحقّهم أحكام بالإعدام ـ أو «إقامة الحدود» كما جاء في بيان وزارة الداخلية ـ وذلك بأمر ملكي قضى بإنفاذ أحكام مجمّعة صادرة عن محكمة الاستئناف المختصة والمحكمة العليا.
الأمر الملكي «طوى صفحة نمر النمر»، بحسب ما أوردت وسائل إعلام سعودية موالية، لكنّ حالة الغليان التي سادت في العوامية، مسقط رأس «الشيخ»، وغيرها من مدن وبلدات المنطقة الشرقية، توحي بأن الخطوة المفاجئة قد تفتح صفحة جديدة من فصل آخر في العلاقة المضطربة بين النظام السعودي ذي المرجعية السنّية الوهابية، والأقلية الشيعية في المملكة.
ولن يخفف من الاحتقان محاكاة السلطات السعودية لنموذج «6 و6 مكرّر» اللبناني في إدراج الشيخ «الشيعي» ضمن قافلة الإعدامات التي شملت العشرات من المتشددين «السنّة»، ولا تلميحات الإعلام السعودي بشأن الترابط بين «الإرهاب السني» و«الإرهاب الشيعي»، ومن بينها عنوان للتقرير التلفزيوني: «فارس آل شويل (المسؤول الشرعي لتنظيم «القاعدة» والمشمول بأحكام الإعدام) ونمر النمر... تحريض من طائفتين»!
والسؤال عن دور «العقلاء» في السعودية يتجاوز واقعة إعدام الشيخ النمر، وتداعياتها الداخلية، إذ ينسحب على كل ما يدور في أذهان صناع القرار في المملكة النفطية على مستوى السياسة الخارجية، سواء لجهة الإصرار على تعقيد مسيرة الحل الديبلوماسي للأزمة السورية، أو المضي قدماً في الحرب المدمّرة ضد الشعب اليمني، أو دفع التوتر مع الجار الايراني اللدود باتجاه مرحلة متقدمة، لاحت بوادرها بقوة أكبر ليل امس، من خلال إعلان قطع العلاقات الديبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية، رداً على التصريحات النارية من قبل المسؤولين الإيرانيين المنددة بالإعدام واقتحام الحشود الغاضبة القنصلية السعودية في مدينة مشهد.
قطع صمّام أمان في القطيف
برغم التظاهرات الغاضبة التي خرجت في العوامية، غداة تنفيذ حكم الإعدام بالشيخ النمر، إلا أن من السابق لأوانه القول إنّ هذا التطوّر الخطير سيشعل المنطقة الشرقية بين ليلة وضحاها، خصوصاً في ظل الدعوات الى ضبط النفس التي أطلقتها العائلة والعديد من الشخصيات العامة في السعودية وخارجها.
ومع ذلك، فإن ثمة من يعتقد أن إعدام النمر من شأنه أن يترك فراغاً كبيراً في الشارع الشيعي قد يؤدي إلى بروز قيادات شابة أكثر تطرفاً.
قبل أشهر، وتحديداً بعد أيام قليلة من صدور حكم الإعدام الأول على نمر النمر، كان مصدران سعوديان معارضان يؤكدان لـ «السفير» أن القائمين على حكم المملكة يرتكبون خطأً كبيراً إذا مضوا في قرار تنفيذ الحكم على «الشيخ». المصدران استفاضا حينها في شرح وجهة نظرهما: «الشيخ، برغم مواقفه الحادة من النظام السعودي، هو صمّام أمان لمنع انفجار الشارع القطيفي». استذكرا بعضاً من مواقف الشيخ النمر وأبرزها دعوة الشباب الشيعي إلى «عدم رد الرصاص بالرصاص»، وإصراره على ضرورة الحفاظ على سلمية التحرّك «حتى وإن سقط منّا شهداء».
أحد المعارضَين قال إنّ «الحراك الذي قاده الشيخ النمر في القطيف كان اجتماعياً بامتياز، واستهدف حصول السعوديين الشيعة على حقوقهم الاجتماعية، بوصفهم جزءًا من المجتمع السعودي، وهو دعوة إلى المساواة كانت تلقى أصداءً طيّبة من قبل كل المتنوّرين من كل الأطياف الاجتماعية في السعودية». هذه «الحقيقة»، بحسب المعارض الشاب، «تعني أن الشيخ النمر كان يريد بذلك أن يقطع الطريق أمام أي تيار متطرف داخل المجتمع القطيفي قد يدفع باتجاه الانفصال، وهو ما لا يريد القائمون على حكم المملكة أن يفهموه».
غير أن تهمة «التحريض على الانفصال» ترددت كثيراً في الإعلام السعودي الموالي للعائلة المالكة، لا بل إن بعض صحافيي النظام الحاكم أكدوا أن هذا «التحريض» قد ورد فعلاً في إحدى خطب الشيخ النمر، وأن تسجيلاً يتضمن دعوة إلى الانفصال كان من بين الأدلة التي استندت إليها المحكمة السعودية في حكم الإعدام.
محمد باقر النمر، شقيق الشيخ، نفى نفياً قاطعاً هذا الاتهام، إذ قال في حديث سابق إلى «السفير»: «لو عدتَ إلى التسجيل، لاكتشفتَ أن الشيخ نمر قال حرفياً: إذا لم تتم الاستجابة إلى مطالبنا المشروعة، وإذا لم تعطَ لنا حقوقنا، فليدعونا وشأننا».
استحضر المصدران السعوديان المعارضان وثيقة مهمّة صادرة عن نمر النمر لتأكيد «الحراك السلمي» الذي قاده في القطيف.

النهار :

مهما قيل ان استحقاقات لبنان داخلية، فان العاصفة الكلامية التي انطلقت أمس، (معطوفة على العاصفة المناخية التي بدأت بالانحسار) جاءت لتؤكد تأثير الخارج القوي وأثره في مسار التطورات اللبنانية. فالأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله شن هجوماً نارياً على السعودية، اثر إعدامها رجل دين شيعياً سعودياً، عاكساً الانفعال الايراني تجاه الحدث، ليقابله الرئيس سعد الحريري مدافعاً عن المملكة ومهاجماً الحزب وايران التي تقف خلفه. وهذه السخونة في المواقف ستنعكس ولا شك سلباً على لبنان الذي انهى عطلة الاعياد، لكن عطلته السياسية مرشحة للاستمرار، مترافقة مع تمديد عطلة الاعياد في بعض المدارس بسبب الأحوال المناخية.
الخميس المقبل موعد جديد لجلسة انتخاب رئيس للدولة لن تختلف عن سابقاتها، بل تبدو أكثر إحباطاً بعد تراجع "المبادرة الرئاسية" ودخولها في ثلاجة الانتظار بفعل الاعتراض الداخلي والتوتر الاقليمي. وعلمت "النهار" ان اجتماعا في الصرح البطريركي ببكركي جمع أمس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والرئيس أمين الجميل الذي رافقه وزير العمل سجعان قزي في حضور السفير البابوي المونسنيور غابريالي كاتشا. وتطرق المجتمعون الى احتدام الموقف بين طهران والرياض والذي يمثل لبنان احدى ساحاته الاساسية. وقد طرحت فكرة عقد اجتماع مسيحي سريعا للتشاور في الملف الرئاسي واقتراح أي اسم للرئاسة اذا كان ثمة انقسام حيال إسم النائب سليمان فرنجيه.
أما الموعد الآخر المنتظر، فهو الحوار الثنائي بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" الاثنين المقبل، وسيكون أمام خيارين: الاتفاق على انعقاده لتخفيف الاحتقان، أو تأجيله تجنباً للصدام بين المشاركين فيه، وقت تكثفت الاتصالات لمنع أي حادث مذهبي في الشارع. وأبلغت اوساط وزارية معنية بالحوار "النهار" ان إزدياد التعقيدات الاقليمية يؤكد الحاجة أكثر الى استمرار هذا الحوار بإعتبار أن وظيفته داخلية ولن يقدم أو يؤخر تعطيله في مجرى الاحداث في المنطقة.
من جهة أخرى، علمت "النهار" من مصادر وزارية أن فكرة تحريك العمل الحكومي بعد تعثر المبادرة الرئاسية لا تزال مطروحة، لكن الامر متروك للرئيس تمام سلام، الذي عاد امس الى بيروت، لتقرير المخرج لهذه الفكرة.
في هذا الوقت، تستمر المخاوف من حوادث أمنية في لبنان تترجم حال الاحتقان الاقليمي، وربما تحرك المياه الراكدة في الملفات الداخلية، او توترات على الحدود مع اسرائيل. وعلمت "النهار" أن عدداً من سفراء الدول الكبرى الموجودين خارج لبنان تلقوا إشعارا بالالتحاق بمراكز عملهم لمواكبة أي تطورات مستجدة.

ملف النفايات
أما ملف النفايات الذي نشرته "النهار" الخميس الماضي، فقد أثار الكثير من التساؤلات والردود، واولها من رئيس الوزراء الذي اتصل من الخارج حيث كان يمضي اجازة رأس السنة، بالوزير اكرم شهيب طالبا توضيحات له وللرأي العام.

 

المستقبل :

بينما بدأ طقس «فلاديمير» العاصف بالانحسار والتراجع بعد أن حلّ برداً وصقيعاً على الأجواء مخلفاً وراءه عاصفة مطرية سرعان ما أسفرت عن انزلاقات وانهيارات في التربة لا سيما في جبل «كفرنبرخ» الشوفية، شهدت الساعات الماضية هبوب عاصفة إيرانية هوجاء تستهدف برياحها الصفراء وأبواقها الفتنوية المملكة العربية السعودية على خلفية تنفيذ أحكام قضائية بحق عدد من مواطنيها المدانين بجرائم الإرهاب والتحريض على العنف والتطرف من بينهم الشيخ الشيعي نمر النمر، في وقت لا تنفكّ المشانق الإيرانية المعلّقة على مدار السنة من «إزهاق أرواح الأبرياء والمعترضين على ولاية الفقيه وإهدار دماء الآلاف من أبناء الشعب الإيراني المشرّدين في مشارق الأرض ومغاربها» وفق ما ذكر الرئيس سعد الحريري أمس في معرض صدّ «أبواق الفتن»، منبهاً في مقابل «المسلسل الإيراني الطويل» ذي الخلفيات المذهبية كل محبي المملكة إلى أهمية عدم الانزلاق إلى حيث تريد هذه الأبواق «من النفخ في رماد العصبيات».
الحريري، وفي بيان، أعرب عن الأسف الشديد إزاء تولّي البعض في لبنان تشريع الأبواب أمام العاصفة الإيرانية وأن «يتقدّم صفوف التحامل على المملكة وقيادتها بأساليب مرفوضة ومقيتة، على صورة ما قرأناه وسمعناه من قيادات «حزب الله» والأتباع من مقلّديه والمحيطين به»، لافتاً الانتباه في هذا السياق إلى أنّ «هناك من يتحدث عن السعودية ودورها ويطلق الاتهامات بحقها كما لو أنه يتحدث عن نفسه وعن الحالة التي تعيشها إيران ويعاني منها الشعب الإيراني«. وأردف: «الكلام عن الاستبداد والقهر والإرهاب والقتل والإجرام والإعدام وشراء الذمم والتدمير والتهجير والتشريد وتعطيل الحوار وارتكاب المجازر والتدخل في شؤون الآخرين، والإيغال في الفتن وتعميم ثقافة السب والشتائم وإقصاء المعارضين ورفض الآخر واجتثاث الأحزاب والجمعيات ورجال الدين وتهديم بيوتهم ومقارهم فوق رؤوسهم، هي كلها صفات طبق الأصل تنطلق على ألسنة القيادات في «حزب الله«، وتنطبق قولاً وفعلاً وممارسةً وسلوكاً على الحالة التي يمثلها النظام الإيراني ومشروع التمدد الإيراني على حساب العرب ودولهم ومجتمعاتهم»، مشيراً في سياق متصل إلى كون «المزاعم الباطلة لأبواق إيران هي تهم تنطبق حرفياً على ممارسات النظام السوري بحق شعبه في وقت تقاتل إيران وأدواتها الى جانب هذا النظام الذي يعدم مئات الألوف من مواطنيه ويهجّر ملايين منهم من دون تهم ولا محاكمات ولا شرع ديني أو بشري».
وفي إطار انتقاده سير «حزب الله» على خطى طهران وتصرّفه كأنه مسؤول عن شيعة العالم انطلاقاً «من مرجعية سياسية زائفة لإسقاط حدود السيادة الوطنية للدول القريبة والبعيدة»، نبّه الحريري إلى أنّ حصر ردة الفعل على الأحكام القضائية السعودية الصادرة بحق 47 مداناً فقط بالحكم الخاص بالشيخ نمر النمر إنما «هو وجه من وجوه التلاعب على الغرائز المذهبية»، لافتاً في هذا الإطار إلى أنّ النمر «مواطن سعودي يخضع كسائر المواطنين السعوديين والمقيمين في المملكة لأحكام القوانين السعودية، وليس مواطناً إيرانياً تطبق عليه قواعد الباسيج والحرس الثوري«، مع تشديده في الوقت عينه على أن «أبناء الطائفة الشيعية في لبنان والسعودية والعراق واليمن وفي أي مكان من العالم العربي، هم مواطنون في دولهم قبل أي شيء آخر»، بينما «التصرّف الإيراني مع هؤلاء المواطنين بصفتهم رعايا إيرانية بات يمثّل الخلل الأكبر الذي يهدّد العالم الإسلامي ويحرّك عوامل الفتن في غير مكان ومناسبة».
وإذ أبدى رفضه «التدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة (...) التي لم تتخلّ عن لبنان يوماً»، أعرب الحريري عن يقينه التام بأنّ «المملكة العربية السعودية تلتزم حدود المصلحة الإسلامية والعربية» وبأنها «ضنينة على سلامة لبنان واستقراره، وحتماً لن تتوقف عند كثير من الترّهات التي تتناولها وتسيء إليها، وستبقى على عهودها بمساعدة لبنان والمحافظة على وحدته الوطنية مهما تعالت حملات التحريض ضدها»، داعياً في المقابل «بعض قيادات الطائفة الشيعية في لبنان للتعاون على رفض العمل الجاري لتأجيج المشاعر وإثارة النفوس، والتزام الحكمة في مقاربة التحديات الماثلة وحماية الاستقرار الداخلي الذي يجب أن يتقدم على كل الولاءات».
وكان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله قد أطل أمس في إطلالة متلفزة متوترة جديدة ليجسّد ويتماهى مع الحقد الإيراني الدفين تجاه المملكة العربية السعودية، مستخدماً في سبيل ذلك أقذع العبارات الفتنوية بحقها ومتطاولاً على الكرامات الشخصية لقياداتها على خلفية تنفيذ حكم الإعدام بالنمر. وإذ اتهم المملكة «بتأسيس وتمويل وإشعال الفتن القائمة»، حرّض نصرالله في المقابل «الخطباء والعلماء« على التصويب على المملكة واضعاً ذلك في إطار «أعظم أنواع الجهاد»، ومتوعداً بعبارات مذهبية السعودية بما وصفه «الرد الزينبي» وصولاً إلى تهديده بشكل فظ وهستيري نظام الحكم في المملكة بأنّ «ملامح نهايته بدأت تلوح في الأفق». 

الديار :

شن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هجوماً عنيفاً جداً على السعودية بعدما اعدمت الشيخ نمر باقر النمر، «فزمن المجاملة والمداراة انتهى والكلام سيُقال بوضوح»، اكد السيد، واعتبر ان اغتيال الشيخ نمر «حادثة مهولة لا يمكن العبور فوقها بسهولة، هي جريمة ستطلخ وجه آل سعود وستلاحقهم في الدنيا والآخرة»، واكد «ان دماء الشيخ نمر ستكتب نهاية ال سعود، والردّ على هذه الجريمة هو الردّ الزينبي، فالنظام لا يعنيه العالم الاسلامي، ولا الرأي العام، فهو نظام يتوغل في الفتنة ويذبح كل من ينتقده ولا يقبل العيش عنده الا كالغنم، وان آل سعود شركاء في كل دم يسفك في بلادنا العربية والاسلامية».
وشدد السيد نصرالله على ان جريمة الاعدام كشفت الوجه الحقيقي لحكام آل سعود، الوجه الارهابي التكفيري والاجرامي، الوجه الذي يدير معركة اليمن بروح الانتقام والحقد الدفين».
وقال السيد نصرالله: «ان آل سعود احتلوا الجزيرة العربية وسمّوها زوراً السعودية، كمّوا فيها الافواه، قمعوا الحريات، نهبوا الثروات، وفوق ذلك قدموا الخدمات على مدى مئة عام للبريطاني والاميركي والاسرائيلي، والحقوا الاضرار بالامة وفلسطين».
وسأل السيد: «اما آن الاوان ان تقال كلمة حق في وجه الطاغوت الذي يدمّر الاسلام والامة الاسلامية، اما آن الاوان ان يطرد النظام السعودي الغارق في استباحة الحقوق من مؤسسات حقوق الانسان ؟».


كما سأل الامين العام لحزب الله «ألم يحن الوقت لنقول ان الجماعات الارهابية هي مجرد ادوات وان ممولها ومن يقدم لها الدعم هو النظام السعودي»، واوضح «الكتب التي يدرسها «داعش» هي نفس كتب مدارس آل سعود ولذلك نجد ان المنهج نفسه». وتساءل سماحته «الم يحن الوقت لكي نقول بكل شجاعة وبدون اي حسابات للعالم كله ان أساس ومبدأ ومنطلق الفكر التكفيري الذي يدمر ويقتل ويرتكب المجازر ويهدد شعوب العالم كله من هذه العائلة وهذه المدرسة في السعودية».
وشدد السيد نصرالله على «ان اهم ردّ اليوم على قتل الشيخ النمر يكون بتحمّل المسؤولية والصدح بالحق، فالجهاد بقول كلمة الحق بوجه آل سعود هو من أعظم الجهاد».

 

ـ الحريري ـ

وقد ردّ الرئيس سعد الحريري على كلام السيد نصرالله، فاتهم «حزب الله بانه يتصرف وكأنه مسؤول عن كل ابناء الطائفة الشيعية في العالم»، وبأنه «على خطى الجمهورية الاسلامية الايرانية، ينطلق من مرجعية سياسية زائفة، لاسقاط حدود السيادة الوطنية للدول القريبة والبعيدة».ورأى ان «حصر ردة الفعل على احكام الاعدام التي صدرت عن القضاء السعودي بالحكم الخاص بالشيخ نمر النمر، هو وجه من وجوه التلاعب على الغرائز المذهبية»، مضيفاً ان النمر «مواطن سعودي، يخضع كسائر المواطنين السعوديين والمقيمين في المملكة لاحكام القوانين السعودية، وليس مواطنا ايرانياً تطبق عليه قواعد الباستيج والحرس الثوري». ودعا «بعض قيادات الطائفة الشيعية في لبنان، للتعاون على رفض العمل الجاري لتأجيج المشاعر واثارة النفوس، والتزام الحكمة في مقاربة التحديات الماثلة وحماية الاستقرار الداخلي».

الجمهورية :

فوجئت كلّ الأوساط المحلية والإقليمية والدولية في عطلة العيد بتنفيذ السلطات السعودية حكمَ الإعدام برَجل الدين الشيعي السعودي المعارض الشيخ نمر باقر النمر، ما أحدثَ مضاعفات محلّية في الداخل والخارج، وأعاد خلطَ الأوراق والأولويات في لبنان والمنطقة، ووَلّدَ اقتناعاً بأنّ السَنة الجديدة ستكون سَنة التحوّلات الكبرى، على حدّ ما قال كثيرون في الآونة الأخيرة. ولاحَظ المراقبون أنّ لبنان كان أوّل المتأثّرين بهذا الحدث الذي أطاحَ ما كان مطروحاً من مبادرات رئاسية وغير رئاسية، إلى درجة أنّ البعض رأى في إعدام الشيخ النمر إعداماً لكلّ ما حُكي عن خطوات لمعالجة الأزمات الإقليمية ومنها الأزمة اللبنانية، بل إنّ أحد المراجع وصَف ما جرى بأنّه شكّلَ طعنة لكلّ الجهود المبذولة وأنهى كلّ الآمال التي كانت معقودة على تفريج الأزمة، بدءاً بانتخاب رئيس جمهورية. وتوقّعَت مصادر معنية بالاستحقاقات الداخلية لـ«الجمهورية» أن ينصبّ الاهتمام الداخلي في هذه المرحلة على مواجهة تداعيات الأزمة الإقليمية وتطوّراتها الجديدة، وتركيز الجهود على الاستمرار في الحوار بشقّيه النيابي بين قادة الكتل النيابية والثنائي بين «حزب الله» وتيار «المستقبل»، لتجنيب البلاد أيّ مضاعفات سلبية وإبقاء الوضع الداخلي جاهزاً لتلقّفِ أيّ إيجابيات يمكن أن تطرأ واستثمارها في الحلّ الداخلي. وأكّدت المصادر أنّ الجهود ستنصَبّ بالدرجة الأولى على تفعيل العمل الحكومي: جلسات لمجلس الوزراء وأداء في الوزارات، في موازاة تفعيل العمل التشريعي في المجلس النيابي، خصوصاً وأنّ التعطيل الذي أُريدَ منه الوصول إلى انتخابات رئاسة الجمهورية لم يؤدِّ غاياته، وأنّ استمراره في انتظار هذا الانتخاب سيلحِق مزيداً من الضرَر بالبلاد والعباد، لأنّ إعدام الشيخ النمر وتصاعُدَ التوتّر بين الرياض وطهران على خلفية هذا الإعدام، سيزيد الوضعَ الإقليميّ تعقيداً ويُمعِن في بقاء الأزمة اللبنانية عصيّةً على الحلّ إلى أمدٍ غير معلوم. في موازاة تراجُع حدّة العاصفة الثلجية في لبنان، اشتدّت حدّة عاصفة التصعيد السياسي بين السعودية وإيران بعد تنفيذ السلطات السعودية حكمَ الإعدام بالنمر، وبلغَ هذا التصعيد ذروتَه بإعلان وزير الخارجية السعودية عادل الجبير أنّ بلاده قطعَت العلاقات الدبلوماسية مع إيران، على خلفية الهجوم على سفارة بلاده في طهران وموقف القيادة الايرانية إثر إعدام النمر، إلى جانب 46 دِينُوا بتهمةِ «الانتماء إلى تنظيمات إرهابية».
وقال الجبير في مؤتمر صحافي إنّ بلاده تعلن «قطعَ علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وتطلب مغادرة جميع افراد البعثة الدبلوماسية الايرانية خلال 48 ساعة». وجاء هذا الموقف السعودي بعد ساعات على شنّ الامين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله هجوماً غيرَ مسبوق على النظام السعودي، داعياً أبناءَ الطائفة الشيعية في كلّ مكان وكذلك الطائفة السنّية الى عدم تحويل ما جرى، فتنةً سنّية ـ شيعية.
مصادر ديبلوماسية
وقالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» إنّ الحرب الكلامية السعودية ـ الإيرانية قد تعَقّد الجهود الديبلوماسية الأميركية في المنطقة ومختلف القضايا، من الأزمة اليمنية إلى الأزمة السورية، وتهدّد بمزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط».
مرجع أمني
وفي بيروت كما في بقيّة العواصم الإسلامية، سُجّلت ردّات فعل سلبية بفارق كبير، ذلك انّ ردّات الفعل فيها بقيَت ضمن الضوابط الأمنية والسياسية، وتَجمّعَ رافِضو الإعدام أمام السفارة السعودية في بيروت وأمام مبنى «الإسكوا» في وسط العاصمة من دون أيّ شغب كذلك الذي حصل في عواصم عدة.
وقال مرجع امني لـ«الجمهورية» إنّ التدابير الأمنية في محيط السفارة السعودية اتُخِذت منذ زمن بعيد، لكنّ التطورات الأخيرة التي رافقت إعدام الشيخ النمر رفعَت من نسبة هذه التدابير على رغم اعتقادنا بأنّ لبنان ليس مسرحاً لردّات الفعل على ما شهدَته المملكة والتي تركتها في أكثر من عاصمة».
وأضاف: «إنّ تقاطُعَ المعلومات التي جُمعت من مختلف الأجهزة الأمنية مطَمئنة في اعتبار أنّها لم تشِر الى أيّ مخاطر محتملة في لبنان وأنّ معظم ما هو مرتقَب من تحرّكات لن يخرج عن التعبير السِلمي».
وأوضَح «أنّ المراجع الأمنية تلقّت تطمينات مهمّة وعلى درجة عالية من المسؤولية، إلّا أنّ لبنان لن يكون مسرحاً لردّات الفعل بأيّ شكل من الأشكال، وهو ما اعتبرته مؤشراً دقيقاً إلى ما هو محتمل، لكنّ ذلك لن يؤدي الى التساهل في اتّخاذ ما يجب من تدابير في محيط السفارات المعنية، ومنها سفارات دوَل الإمارات العربية المتحدة، والبحرين والكويت والأردن وكذلك السفارة الإيرانية والمنشآت التابعة لها.
نصر الله
وكان السيّد نصرالله أكّد أنّ «الإقدام على إعدام عالِم دين كبيرٍ وجليلٍ ومجاهدٍ وإصلاحي كسماحة الشيخ الشهيد نمر النمر، حادثة لا يمكن الاستخفاف بها والعبور عنها هكذا على الإطلاق».
وهاجَم النظامَ السعودي بعنف مؤكّداً أنّ دماء النمر «ستلاحقه إلى يوم القيامة»، معتبراً «أنّ السعودية من خلال هذا القتل وهذا الإعدام توغِل في الفتنة وتزكيها وتدفَع بها إلى مؤديات خطيرة وبعيدة».
وقال إنّ «آل سعود يريدون فتنةً سنّية ـ شيعية، وهم الذين أشعَلوها منذ سنوات طويلة ويَعملون على إشعالها في كلّ مكان في العالم»، ودعا الشيعة في كلّ البلاد الى وجوب التنَبُّه «أن لا يحَوّلوا هذا الموضوع موضوعاً شيعياً ـ سنّياً».
وقال: «آل سعود هم الذين قتَلوا الشهيد الشيخ نمر النمر، نقطة على أوّل السطر. هذا الموضوع لا يجوز وضعُه في خانة أهل السنّة والجماعة، الذهاب من خلال هذا الدم إلى فتنة سنّية ـ شيعية هو خدمة لقَتَلةِ الشيخ النمر وخيانةٌ لدمائه». وأكّد أنّ «الرهان على أيّ حوار أو تعَقّل سعودي قد سَقط».
وأعلن انّ الرد على إعدام النمر «هو الرد «الزينَبي»، أن يقف الناس جميعاً ليقولوا الحق كـ»زينب» في مجلس إبن زياد، ومجلس يزيد بن معاوية ولا تخاف من أحد ولا تحسب أيّ حساب».
الحريري
وإلى ذلك، ردّ الحريري على السيّد نصرالله ببيان قال فيه: «إنّ «حزب الله» يتصرّف كأنّه مسؤول عن كلّ أبناء الطائفة الشيعية في العالم»، وأنّه «على خطى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ينطلق من مرجعية سياسية زائفة، لإسقاط حدود السيادة الوطنية للدوَل القريبة والبعيدة، ويعطي نفسَه حقوقاً غيرَ منطقية للتدخّل في شؤونها والاعتراض على قراراتها».
ونبَّه إلى «أنّ حصرَ ردّة الفعل على أحكام الإعدام التي صدرَت عن القضاء السعودي بالحكم الخاص بالشيخ نمر النمر، هو وجهٌ من وجوه التلاعب على الغرائز المذهبية، ومحاولة متعمّدة لإعطاء تلك الأحكام أبعاداً خلافية عقائدية، لا تتوافق مع الحقيقة التي تشمل ٤٦ مداناً آخر طاوَلتهم أحكامُ الإعدام».
ونبَّه «إلى أهمّية عدم الانجرار للسجالات المذهبية، والذهاب الى حيث تريد بعض الأصوات والأبواق من النفخ في رماد العصبيات والفتَن».

اللواء :

لم يكن مطلع السنة الجديدة 2016 على قدر آمال اللبنانيين، وإن كان قد «بيّضها» «فلاديمير» مناخياً، حيث بسط وشاحه الأبيض على معظم الجبال والمرتفعات اللبنانية، منذ ليلة رحيل السنة الماضية 2015، مخلّفة وراءها إرثاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ثقيلاً ما يزال يرزح على صدور اللبنانيين، أقلّه بيئياً، حيث ملف النفايات ينتظر توقيع عقود ترحيلها إلى أماكن لم تحدّد بعد، وإن كانت أكثر من علامة استفهام وتساؤلات ترتسم حول طبيعة الصفقة والشركات التي ستتولى تصديرها إلى الخارج.
ومع أن اللبنانيين كانوا يأملون أن تحمل السنة الجديدة معها بشائر أمل في حلحلة ملف الاستحقاق الرئاسي الذي رُحِّل بدوره من السنة الماضية، بكل ما يحمله من تعقيدات و«فيتوات» متبادلة بين القوى السياسية المتصارعة على مَنّ يكون الرئيس الآتي، فإن مطلع السنة، أو أقلّه في اليوم الثالث منه، حمل «مؤشرات سوداء» دفع بالكثيرين، سياسيين وغير سياسيين إلى التساؤل حول ما إذا كان الإستحقاق الرئاسي قد أصبح أسيراً لتداعيات التصعيد الحاصل بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله» على خلفية تنفيذ حكم الإعدام بالشيخ نمر النمر في المملكة العربية السعودية؟
وهل ستنحصر هذه التداعيات في الملف الرئاسي أم ستلتحق بالملف الحكومي الموعود بأن يشهد مع مطلع العام حلحلة ما تتمثّل بعودة استئناف جلسات الحكومة، بعد عودة رئيسها تمام سلام من إجازته العائلية اليوم أو غداً؟
أوساط وزارية متابعة، أبدت لـ«اللواء» قلقها من هذا الاحتمال، بعد الخطاب الناري للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله والذي هاجم فيه بشدّة وبنبرة غير مسبوقة المملكة العربية السعودية، مما استدعى ردّاً سريعاً من الرئيس سعد الحريري رافضاً فيه التعرّض للمملكة وقيادتها ورموزها، وشاجباً اعتبار السيّد نصر الله نفسه مسؤولاً عن كل أبناء الطائفة الشيعية في العالم.
واعتبرت هذه الأوساط أن اتساع الخلاف بين جديد «المستقبل» و«حزب الله» من شأنه أن يؤدي إلى «تعليق» الاتصالات الجدّية التي كانت ناشطة قبل نهاية العام الماضي للتوصّل إلى صيغة ما حول «المبادرة الحريرية» بترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، خصوصاً وأن الطرفين على موعد اليوم الاثنين لجلسة حوار جديدة في عين التينة، ذات الرقم التسلسلي 23.
لكن هذه الأوساط ألمحت، على رغم التصعيد الحاصل، إلى حرص الطرفين: «المستقبل» و«حزب الله» على عدم تحويل خلافاتهما في هذه المسألة (إعدام الشيخ النمر) إلى مواجهة مذهبية، حيث أوصى كل طرف جمهوره ومناصريه بتجنّب الاستفزارات المذهبية في الشارع وإبقاء المسألة في إطارها السياسي البحت.
وفي السياق ذاته، لم تُخفِ مصادر أمنية لـ«اللواء» قلقها من حالة التشنّج التي أعقبت الإعلان عن إعدام النمر في أوساط «حزب الله» ومؤيّديه، منبّهة إلى ضرورة اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لعدم إنتقال هذه الأجواء إلى الشارع مرّة أخرى، وتعريض أمن البلد للخطر، لا سيّما وأن اكتشاف «الخلايا النائمة» للتنظيمات «الإرهابية» يُشير إلى إمكانية حصول إختراقات خطيرة ليس من السهل تجنّبها دائماً على نحو ما حصل في انفجاري برج البراجنة مؤخراً.
الحوار الثنائي
ومع ذلك، فإن مصدراً نيابياً في كتلة «المستقبل»، أبلغ «اللواء» أن جلسة الحوار الثنائي بين «المستقبل» والحزب لا تزال قائمة في موعدها، وأن لا شيء تغيّر بالرغم من التصعيد الكبير الحاصل بين الطرفين، إلا أن المصدر نفسه أعرب عن تشاؤمه الكبير حيال ملف الاستحقاق الرئاسي، في حين دعا مصدر وزاري بارز، عبر «اللواء»، إلى انتظار الأيام المقبلة، وما ستحمله من المزيد من ردّات الفعل.
وإذ أسف المصدر لانعكاس أي موقف إقليمي على وضعنا الداخلي، توقّع أن تتعقّد الأمور أكثر فأكثر، على كل الأصعدة الداخلية، إن كان بالنسبة إلى تفعيل العمل الحكومي، أو حتى على موضوع رئاسة الجمهورية، وبالتحديد المبادرة الرئاسية.
أما وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم فقد اعتبر في تصريح لـ«اللواء» أن ما حصل من ردّات فعل على إعدام الشيخ نمر النمر ومواقف إيران و«حزب الله» من الموضوع، ستكون له بطبيعة الحال إنعكاسات سلبية على الساحة الداخلية اللبنانية.
ودعا حكيم الجميع للعمل على تجنيب لبنان هذه الانعكاسات، وبذل كل الجهود من أجل إنهاء 
الفراغ الرئاسي الذي لا يجوز استمراره أكثر من ذلك، معتبراً ان هذا الاستحقاق يجب أن يكون أولوية لدى جميع اللبنانيين.
الحريري
ولم تكد تمضي بضع ساعات على الخطاب الناري للسيد نصر الله، الذي كان يتحدث في ذكرى أسبوع على رحيل الشيخ محمّد خاتون، والذي هاجم فيه السعودية بعنف غير مسبوق، على خلفية تنفيذ حكم الإعدام بالشيخ النمر، حتى سارع الرئيس الحريري للرد عليه من دون الإشارة إليه بالإسم، بل حمل بدوره، وبعنف على «حزب الله» الذي اتهمه بأنه يتصرف كأنه مسؤول عن كل أبناء الطائفة الشيعية في العالم، مشيراً إلى انه على «خطى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ينطلق من مرجعبة سياسية زائفة، لإسقاط حدود السيادة الوطنية للدول القريبة والبعيدة، ويعطى نفسه حقوقاً غير منطقية للتدخل في شؤونها والاعتراض على قراراتها والاساءة لقياداتها واشهار سيوف التهديد والوعيد في وجهها.
واستفاض الرئيس الحريري في بيان الرد ملاحظاً ان حصر ردة الفعل على أحكام الإعدام التي صدرت عن القضاء السعودي بالحكم الخاص بالشيخ النمر هو وجه من وجوه التلاعب على الغرائز المذهبية، ومحاولة متعمدة لإعطاء تلك الاحكام أبعاداً خلافية عقائدية لا تتوافق مع الحقيقة التي تشمل 46 مداناً آخر طاولتهم أحكام الإعدام.
وقال: ان الشيخ النمر هو مواطن سعودي يخضع كسائر المواطنين السعوديين والمقيمين في المملكة لأحكام القوانين السعودية، وليس مواطناً ايرانياً تطبق عليه قواعد «الباسيج» والحرس الثوري.
وإذ شدّد الحريري على أن المملكة ضنينة على سلامة لبنان واستقراره فإنه نبّه كل الذين يحبون المملكة ويعبرون عن التقدير والاحترام لقيادتها، إلى عدم الإنجرار للسجالات المذهبية والذهاب إلى حيث تريد بعض الأصوات والأبواق من النفخ في رماد العصيان والفتن، داعياً بعض قيادات الطائفة الشيعية في لبنان إلى التعاون على رفض العمل الجاري لتأجيج المشاعر وإثارة النفوس والتزام الحكمة في مقاربة التحديات الماثلة وحماية الاستقرار الداخلي، لافتاً نظر هؤلاء إلى ان شيعة لبنان والسعودية والعراق واليمن هم مواطنون في دولهم مثل أي شيء آخر، وأن التصرف الإيراني مع هؤلاء المواطنين بصفتهم رعايا إيرانية في دولها، بات يمثل الخلل الأكبر الذي يُهدّد العالم الإسلامي، ويحرك عوامل الفتنة في غير من مكان ومناسبة».