إقبال إيران على الانتخابات النيابية لمجلس خبراء القيادة أعاد إلى الساحة موضوع مستقبل القيادة في إيران هل إن القيادة ستستمر على ما هي عليه الآن أم ستتحول القيادة من القيادة الفردية إلى مجلس القيادة؟  

يميل الإصلاحيون إلى الرأي الأول ويميل المحافظون إلى الرأي الثاني والسبب في الخلاف بينهما هو أن المحافظين يملكون الأغلبية الآن في مجلس خبراء القيادة ويحاولون الحفاظ على هذه الأغلبية في المجلس المقبل وإذا تحقق هذا الحلم للمحافظين فإن من الطبيعي أن يلحّوا على كون القيادة فردية لأنهم هم الذين يحددون خليفة القائد الحالي وليس هناك داع لتقاسم السلطة القيادية التي هي أعلى السلطات ومشرفة على السلطات الثلاث وفق الدستور الإيراني.

  ولكن الإصلاحيون وفي رأسهم الشيخ هاشمي رفسنجاني يعتبرون بأن ولاية الفقيه الفردية المطلقة ليست مرشحة للاستمرار في إيران بعد الولي الفقيه الحالي حيث أن المجتمع الإيراني لن يتفق على أي شخص كما اتفق بعد وفاة الإمام الخميني على آية الله خامنئي.

  وتجنباً للخلافات المحتملة وبل المرجحة التي ربما تقود إلى تمزيق البلد يقترح الشيخ رفسنجاني العودة إلى صيغة شورى القيادة أو مجلس القيادة، ويذكّر رفسنجاني بأنه والسيد خامنئي كانا مع صيغة المجلس القيادي لخلافة الإمام الخميني خلال الاجتماع الذي عقده مجلس خبراء الدستور بعد وفاة الخميني في العام 1989.  

ولكن أغلبية مجلس خبراء الدستور لم توافق على مجلس القيادة وفضّل استمرار القيادة الفردية، ثم انتخبت آية الله خامنئي كولي الفقيه أو القائد للجمهورية الإسلامية.  

وبالرغم من أن صيغة المجلس القيادي ألغيت من الدستور خلال إعادة النظر في الدستور الإيراني في العام 1989 ، ولكن الشيخ رفسنجاني يرى بأن تغيير صيغة القيادية من الشخص إلى المجلس ممكن في ظل الدستور الحالي، ويبدو أنه يقصد استمرار ولاية المجلس القيادي الطارئ الذي يُشكّل فور وفاة الولي الفقيه، وعدم مبادرة مجلس خبراء القيادة لانتخاب الولي الفقيه، إلى إجراء استفتاء دستوري عام على تعديل بند للدستور يحصر القيادة في شخص.

  وعليه فإن الانتخابات المقبلة لمجلس خبراء القيادة، مصيرية لمستقبل القيادة في إيران حيث إن فوز الاصلاحيين يعبّد الطريق لتغيير أسلوب القيادة من الشخص إلى الشورى، مما يترك تأثيرات عميقة على السياسة والحكم والمجتمع، وأما فوز المحافظين سيُعرّض البلد إلى خلافات وانقسامات وربما تفكيك البلد، ولكن يبقى الكلام في هل هناك حظوظ للمحافظين للفوز في تلك الانتخابات أم لا؟ 

  وفي الحديث القادم سوف نتناول موضوع حظوظ كل من المحافظين والإصلاحيين في تلك الانتخابات المصيرية.