يكاد أن يطفح كأس الايمان أو أنه طفح في كل من الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية لاهتمام الدولتين بالدين الاسلامي الحنيف واتخاذه مجالاً للحكم المصاحب لسيطرة مادية ومعنوية على المسلمين السُنة والشيعة ويتحكم الجهاز الديني ببنية السلطة ففي ايران يحكم الدولة رجل دين وللمراكز الدينية تأثيرها ودورها في الدولة ومؤسساتها في حين أن رجل الدين في المملكة هو بمثابة الملك الثاني وتأثيرات رجال الدين ومراكز التبليغ بالغة جداً وواصلة الى أعلى المستويات السياسية .

وتصرف كل من ايران والسعودية مبالغة طائلة على التبليغ الديني ومراكز ودور العبادة بحيث أن أعلى ميزانية في الدولة مخصصة للشؤون الدينية ولو أن التوامين والريالات صرفت على المسلمين في مجال معالجة أزمات الفقر والبطالة وتعزيز أنشطة البحث العلمي لكان العالم الاسلامي في ذروة دوره التاريخي الى جانب الأمم والشعوب الحيّة ولما كان حاله كحاله التي تُدمي قلب من قال:" كنتم خير أمّة أخرجت للناس" .

كما أن ايران والسعودية من أكثر الدول العربية والاسلامية المهتمة بالقرآن والأحاديث الشريفة وهما من أكثر الدول التي يرتفع في سمائها الآذان والصلاة قائمة على مدار الساعة في مساجدها و يؤمها الحجيج من كل حدب وصوب وتغذي السياحة الدينية جيوب الحاكمين في الدولتين  وهما من الحافظين لكل واجب وحرام ومكروه ومستحب ويعرفون تماماً حرمة المؤمن والمسلم ممن تشهد وقال : لا اله الاّ الله ومحمد رسول الله ومع ذلك فان الحرب المفتوحة بين الدولتين لكبيرة جداً من لبنان الى اليمن فسوريا والعراق ورقاع أخرى من عالمنا العربي والاسلامي وتستخدم فيها كل أجهزة الدين الاسلامي بطريقة تكفيرية تسهم في تعزيز الحروب بين المذاهب وان على خلفية سياسية وكلا الدولتين الملتحيتين بالدين تفتي بشيطنة مذهبيّهما وتُسعرّ من نار الحروب لتأكل من عميان الدين ولتهدم ما تبقى من شكل الوحدة التي أوجبها الله سبحانه وتعالى على المسلمين وأقامها نبيّ الرحمة محمّد (ص) وضحى من أجلها الامام علي (ع) عندما قال : لأسالمن ما سلُمت أمور المسلمين .

لو أن الحرب بينهما بقيت في دائرة الخلاف السياسي وعدم توريط الدين بخلاف الدولتين لوفرتا على أمّة لا اله الاّ الله هذا الحشد المذهبي الهائل من المسلمين الحاضرين للانتحار باسم الله ضدّ الله .