عون متمسك بترشيح نفسه وفرنجية عاتبٌ على حزب الله  والرئاسة في مهبّ الريح

 

السفير :

ميشال عون وسليمان فرنجية.. وجهاً لوجه، أم جنباً الى جنب؟
يحتمل اللقاء الذي انعقد، أمس، بين الرجلين في الرابية التفسيرين، في انتظار الجواب اليقين الذي يبدو مؤجلا، حتى إشعار آخر، على قاعدة أن الأمور في خواتيمها.
بهذا المعنى، فإن قمة الرابية، أمس، كانت بداية مسار، لا نهايته، وبالتالي فإن «الرئيس» مؤجل، ومبادرة سعد الحريري انتظمت ضمن حجمها الطبيعي بعد فورة التسريب، وما تلاها من قوة عصف.
لقد دارت الرئاسة دورة كاملة في الخارج.. وعادت الى المربع المسيحي، الممتد ما بين بنشعي والرابية، باعتباره ممراً إلزامياً لرئيس الجمهورية المقبل، وهي المعادلة التي عكسها الرئيس نبيه بري بتأكيده خلال لقاء الاربعاء النيابي ان أفضل سيناريو رئاسي يكمن في التفاهم بين رئيسي «التيار الوطني الحر» و«المردة».
أما فرنجية فلم يكن بحاجة أصلاً الى إقناعه بالأسبقية الرئاسية لعون، وهو الذي استمر في طرحها، حتى ما بعد لقاء باريس، وصولا الى اجتماع أمس في الرابية، حيث شدد مجددا على انه سيستمر بدعم خيار الجنرال وإعطائه الأولوية، إذا كان لديه حظ، «أما إذا تبين أن الأبواب موصدة كليا أمامك، فأنا أكون في هذه الحال مرشحاً طبيعياً.. المهم أن يربح الخط في نهاية المطاف».
لكن السؤال الذي لا يزال رئيس «المردة» يبحث عن رد مقنع عليه هو: الى متى يصح الانتظار الذي مضى عليه حتى الآن قرابة سنة ونصف السنة.. وماذا لو خسر عون رهانه في ظل الفيتو المحكم عليه، وضاعت فرصة فرنجية في آن واحد؟
يدرك رئيس «المردة» أن الحسابات يجب أن تكون دقيقة، وأن خيطاً رفيعاً يفصل بين الإنجاز والانتحار.
وإذا كان فرنجية يعتقد أن الحكمة تقتضي الإسراع، لا التسرع، في التقاط الفرصة بالتوافق مع عون، قبل فوات الأوان، إلا ان الأكيد انه ليس واردا لديه، عملا بالحكمة ذاتها، أن يقبل بانتخابه من دون موافقة الجنرال و«حزب الله» معا، حتى لو تأمن النصاب الدستوري.
في كل الحالات، ترك رئيس تيار «المردة» مجالا أمام التأويل والاجتهاد، لـ «هواة النوع»، بعدما قرر أن يلجأ الى الصمت الذي يفتح الباب أمام كل الاحتمالات، رافضا الإدلاء بأي تصريح بعد انتهاء اجتماعه مع الجنرال.
ويؤكد العارفون ان لقاء عون ـ فرنجية لن يكون معزولا في الزمان والمكان، وأن للبحث صلة، خصوصا أن مدة اللقاء القصير التي لم تتجاوز الساعة توحي بأن ما حصل أمس هو التأسيس للنقاش الرئاسي، وليس حسماً له، فالخيارات المطروحة حساسة ومصيرية، وتتطلب إبقاء خطوط التشاور مفتوحة.
ووفق المعلومات، غاص الاجتماع «المفيد» في التسوية المقترحة، سعياً الى إنتاج مقاربة مشتركة لها، وقد حضرت خلال النقاش كل «الهواجس» الرئاسية المتبادلة، فيما ركز الجنرال على مفهومه للسلة المتكاملة، على قاعدة أنه يجب عدم اختزال التسوية بكرسي الرئاسة، وإن كانت حيوية، بل ينبغي ان تكون جزءا من كل، يتضمن قانون الانتخاب والحكومة العتيدة والشراكة الوطنية الفعلية.
وقالت مصادر في التيار الوطني الحر لـ«السفير» إن عون وفرنجية أكدا حرصهما على حماية علاقتهما السياسية وتثبيت المكتسبات التي تحققت مؤخرا، بعدما أقر الفريق الآخر، عبر مبادرة الحريري، بأمرين جوهريين: الاول، ان رئيس الجمهورية المقبل آت من صفوف تحالف «عون ـ 8 آذار»، والثاني انه يجب ان يكون صاحب صفة تمثيلية على المستوى المسيحي.
وأشارت المصادر الى ان الجانبين اعتبرا أنه يجب البناء على ما تحقق حتى الآن وتحصينه عبر الادارة الجيدة للمعركة، من خلال تحقيق نوع من التكامل بين ترشيحي عون وفرنجية، بدل التنافس، وذلك على قاعدة ان الاولوية تبقى للجنرال ما دامت هناك فرصة لانتخابه، فإذا انتفت وتأكد سقوطها يرشح عون، لا الحريري، رئيس «المردة».
في المقابل، أبلغت أوساط سياسية مطلعة «السفير» ان لقاء الرابية كان صريحا، لكن من دون التزامات مسبقة، ومع ثبات كل طرف على موقفه، فيما عُلم أن فرنجية أسهب في الحديث، عارضا تفاصيل المبادرة التي تطرحه مرشحا رئاسيا منذ لقائه الحريري في باريس.

النهار :

لا تبدو الحصيلة الجدية البعيدة من مجاملات "الاحلاف السياسية" لخلوة الرابية امس بين رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون والحليف – الند رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه عامل دفع حقيقياً نحو تسوية لمأزق التسوية التي رشّحت فرنجيه لرئاسة الجمهورية. ذلك ان لقاء الرابية الذي بالكاد شكل تذويباً لجليد العلاقة المتوترة بين الجانبين وإن يكن ساده كلام على استمرار التحالف ضمن خط سياسي واحد، شكل في المقابل واقعاً من شأنه ان يفاقم تعقيدات المأزق الناشئ عن ترشيح فرنجيه من جانب أحادي يتمثل في تكريس ازدواجية المرشحين داخل تحالف 8 آذار مع ما يعنيه ذلك من إضعاف لفرص كليهما. إذ تفيد المعلومات المتوافرة لدى "النهار" عن اللقاء، على رغم ستار الكتمان الذي أحيط به وخصوصاً من جانب فرنجيه وأوساطه، ان أجواء الانفتاح على الحوار والتهدئة بين القطبين الحليفين لم تنعكس تبديلاً في أي من موقفيهما من التسوية الرئاسية وآفاقها، فلا العماد عون أعطى أي انطباع أو أبدى أي استعداد للتراجع عن ترشّحه عقب استماعه الى عرض فرنجيه لظروف التسوية التي عقدها مع الرئيس سعد الحريري، ولا رئيس "تيار المردة" أوحى الى عون بأنه في وارد التسليم باحتراق مبكر لفرصته بل انه أدرج زيارته للرابية في اطار الانفتاح الذي يسعى من خلاله الى تبديد الهواجس ومعالجتها وخصوصاً لدى الحلفاء ولكن من دون التسليم لمنطق رفضها لمجرد طرحه مرشحاً يحظى بفرصة متقدمة لم تتوافر لسواه. وبذلك توضح المعطيات ان الخلوة قد تكون كرست طرح مرشحين اساسيين لدى قوى 8 آذار ما دام الموقف الحاسم والمفصلي لـ"حزب الله" طي الغموض والصمت حيال الخيار بينهما. واذا كان مجمل المعلومات التي تنسب الى الحزب أنه لا يزال متمسكاً بترشيح عون، فان الرئيس الحريري وفريقه لا يزالان ينتظران بلورة موقف الحزب الواضح قبل الاقدام على أي خطوة جديدة، علماً ان لملمة تداعيات التسوية تشمل، الى موضوع موقف "حزب الله"، معالجة مواقف القوى المسيحية أيضاً وهو الأمر الذي وضع تحت العناية المركزة منذ أيام.
وفيما لزم فرنجيه الصمت بعد لقائه عون الذي استمر زهاء ساعة، كما لزمت أوساطه الكتمان، حرصت الاوساط القريبة من الرابية على القول لـ"النهار" أن أجواء اللقاء كانت ايجابية وتخللها تأكيد الحلف بين القطبين وان الدعم قائم ودائم للعماد عون ما دام مرشحاً. وأشارت الى ان عون أبدى حرصه على فرنجيه ضمن التحالف كما تصارحا بمسار الامور والحؤول دون افتعال شرخ بينهما.
وصرح رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل الذي شارك في اللقاء لـ"النهار" بأن "سليمان فرنجيه صديق وحليف ولن يستطيع أحد بكل محاولاته أن يخرّب العلاقة بيننا عبر كلام مغلوط، لا بل بالعكس الكلام بيننا فيه دائماً صدق والتزام، وما حصل هو ربح لفريقنا ويعزّز الخط الاستراتيجي، ولن ندع أي خسارة تطاله بل ربح صافٍ نزيد عليه تباعاً".
غير أن مصادر سياسية أخرى مواكبة للقاء قالت إن فرنجيه فوجئ بأن سمع جواباً عن طلبه تأييد ترشيحه بقول عون له إنه يريد منه الإستمرار في تأييده، داعياً إياه الى عدم إحداث شرخ في الخط الاستراتيجي وكذلك عدم الوقوع في فخ المناورة التي دبّرت، خصوصاً أن حليفيه "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" غير مؤيّدين لترشيحه وعندئذ مع من سيحكم؟ وشرح عون لفرنجيه أنه لا ينوي الانسحاب من السباق الرئاسي وأن حظوظه باتت مكتملة. ورد فرنجيه بأن تأييد الفريق الآخر لترشيحه لم يكن مناورة وأن الامر جديّ، فرد عون بالقول بأنه، أي فرنجيه، لا يستطيع أن يحكم مع الحريري وحده.
وتحدثت المصادر عن تدخل جهة حزبية، والمقصود "حزب الله"، لتأمين انعقاد لقاء الرابية بعد مؤشرات لعدم حصوله مما يعني أن الجهة الوسيطة هذه قادرة على أن تمون على عون وفرنجيه معاً، لتخلص المصادر إلى أن الحريص على انعقاد اللقاء حريص أيضاً على استمرار التسوية. ولم تستبعد لقاء قريباً لفرنجيه والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله.
ورجحت المصادر ألا يتأخر الرئيس الحريري في العودة إلى لبنان من أجل استكمال التسوية خلافاً لانطباعات مناقضة أشاعها بعض السياسيين. ويدعم مسعى الحريري المتجدد النائب وليد جنبلاط، في حين لوحظ تريث الرئيس نبيه بري لتفضيله انتظار وضوح الصورة في ضوء معطيات عن عدم استعداد "حزب الله" حتى اليوم للتراجع عن تأييد ترشيح عون.

"القوات" تتابع بدقة
وقال نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان لـ"النهار" إن "القوات تتابع الوضع بكل دقة مع جميع المعنيين وستتفاعل مع كل تطور في حينه".
وأضاف: "نسعى على الدوام إلى تسوية حول مشروع ينقذ لبنان ويكون تحت الدستور والقانون ويؤمن الاستقرار بإبعاد بلادنا عن سياسة المحاور والتدخل في شؤون الآخرين".

 

جونز في بكركي
في غضون ذلك، بدا القائم بأعمال السفارة الاميركية السفير ريتشارد جونز مثابرا في الدعوة الى اغتنام فرصة التسوية لانتخاب رئيس للجمهورية. واعتبر عقب لقائه امس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنه "حان وقت إجراء الانتخابات الرئاسية ولا يجوز وضع عراقيل على طريق هذه العملية". واسترعى الانتباه ايضا قوله: "نحن نعتقد أنه يجري العمل على تسوية منطقية، فاذا لم يتم القبول بها فاننا نأمل من الاطراف اللبنانيين ان يعملوا جميعا على تسوية تأتي برئيس للجمهورية في أقرب وقت".

 

المستقبل :

يستمرّ «الصمت» المطبق على التسوية الرئاسية سيّد الموقف في الرابية وقد انسحب وانعكس أمس على زيارة رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية الذي اختار الصيام عن الكلام بعد لقاء رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون. وبينما أغدقت التسريبات العونية بأنباء ومعلومات إعلامية تتمحور حول تأكيد رئيس «المردة» خلال اللقاء استمراره في دعم ترشيح عون لرئاسة الجمهورية، آثر فرنجية الاقتضاب والتصريح بما قلّ ودلّ حول جلسة الرابية قائلاً لـ«المستقبل»: «الجلسة كانت صريحة وهادئة ولم يتخلّلها أي التزام من أي من الطرفين».
في الغضون، وإذ تجهد الماكينة السياسية والإعلامية المحسوبة على «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» في سبيل ضخ أجواء ومعطيات مرتبكة تهدف في جوهرها إلى وأد التسوية الرئاسية وقطع الطرق الواصلة بين بنشعي وبعبدا، تتواصل في المقابل الجهود الوطنية الساعية إلى إقصاء الشغور عن سدة الرئاسة الأولى سيما وأنّ بكركي تتعامل مع التسوية المتاحة باعتبارها فرصة لا يجب تفويتها لانعدام البديل عنها في الأمد المنظور. في حين طالب رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس الأفرقاء اللبنانيين بأن «يعملوا جادين للاستفادة من الظروف التي تجعل لبنان اليوم أكثر البلدان القادرة أو المهيأة لمعالجة مشاكله وإنجاز الاستحقاقات التي يواجهها لأنّ استمرار الوضع على ما هو عليه وعدم تعزيز التوافق يفيد الإرهاب الذي يتربص بنا جميعاً»، مكتفياً بالقول في ما خصّ الموضوع الرئاسي: «أفضل سيناريو في هذا الشأن هو تفاهم العماد عون والنائب فرنجية».
ديبلوماسية «رئاسية» في بكركي
وعشية مغادرته إلى مصر في زيارة رسمية رعوية يلتقي خلالها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، برزت أمس سلسلة استقبالات ديبلوماسية عقدها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي أمس وتركز النقاش خلالها حول مسألة الفراغ الرئاسي، بحيث أوضح السفير المصري محمد بدر الدين زايد من بكركي أنّه أكد للراعي «وبقوة الموقف المصري المتمثل بضرورة إنهاء هذا الفراغ وتجنيب لبنان الاستقطاب الإقليمي»، مشيراً إلى أنه جرى التوافق خلال اللقاء «على أنه مع تطور الأوضاع الداخلية والخارجية أصبح من غير المقبول الاستمرار في الفراغ»، وأردف: «كان هناك نقاش في المبادرة المهمة المطروحة حالياً في شأن رئاسة الجمهورية والمشاورات الكثيفة التي تدور بين الأطراف السياسيين، وتشاركنا الأمل في أن تسفر هذه الجهود عن إنهاء الفراغ الرئاسي».
كذلك، برز موقف دولي مشابه في التشديد على وجوب إنجاز الاستحقاق الرئاسي عبّر عنه القائم بأعمال السفارة الأميركية السفير ريتشارد جونز من الصرح البطريركي حيث صرّح إثر لقاء الراعي قائلاً: «توافقنا تماماً على أنه حان وقت إجراء الانتخابات الرئاسية ولا يجوز وضع العراقيل على طريق هذه العملية»، وشدد على أنه «في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة اضطرابات وتحديات كبيرة لا بد من انتخاب رئيس للجمهورية لأنه عامل مهم لاستقرار البلد»، متمنياً على الأطراف اللبنانيين في حال عدم القبول بالتسوية الرئاسية «المنطقية» المطروحة حالياً «أن يعملوا معاً على تسوية تأتي برئيس للجمهورية في أقرب وقت».

.. ودعوة إلى «قرار شجاع»
تزامناً، لا تزال بكركي تنشط في سبيل تأمين جمع الأقطاب الموارنة الأربعة رغم الأمل الضئيل بتحقيق ذلك، وتوضح مصادر الصرح البطريركي لـ«المستقبل» أنّ بكركي تسعى من وراء هذا الاجتماع إلى عدم تفويت الفرصة السانحة لانتخاب رئيس سواءً باتفاق الأقطاب الأربعة على أي مرشح من بينهم أو باتفاقهم على مرشح خامس يصبح رئيساً قوياً يستمد قوته من تأييد الأقطاب الموارنة فيكونون بذلك أخذوا زمام المبادرة وإلا فما هو بديلهم إن هم بقوا لا يجتمعون ولا يتفقون؟

الديار :

نتائج اللقاء بين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية كانت معروفة قبل ان يحصل. ان العماد لم ينسحب من معركة الرئاسة لا بل شنت وسائل اعلام العماد عون هجوماً حول ترشيح فرنجية وتضامن حزب الله مع عون وحلفائه، من اجل عدم كسر العماد عون، رغم ان حزب الله يؤيد ضمنياً مجيء الوزير فرنجية اذا لم يحالف الحظ العماد عون. والتسوية حالياً سقطت بين عون وفرنجية، لكن للمرة الاولى منذ الفراغ الرئاسي سيتكرس مرشحان لرئاسة الجمهورية، وهما عون وفرنجية.
التقى عون وفرنجية لمدة ساعة، وحضر الاجتماع الوزير جبران باسيل. اما تفاصيل اللقاء، فلم تتم معرفتها، لكن مصدرا خاصا قال للديار ان نتائج الاجتماع كانت سلبية، فعون لم يتراجع عن ترشيحه، وفرنجية ايضاً لم يتراجع عن ترشيجه، مع ملاحظة ان الاكثرية النيابية التي تؤيد فرنجية لا تؤيد عون. وان فرنجية لا يستطيع تجيير كتلة المستقبل المؤلفة من 40 نائباً، وكذلك اللقاء الديموقراطي المؤلفة كتلته من 11 نائباً، وان كتل بري والحريري وجنبلاط لا تؤيد العماد عون.
وعلى صعيد آخر، هناك ضغط دولي لاجراء الانتخابات الرئاسية. وكان لافتاً موقف القائم بالاعمال الاميركي ريتشارد جونز الذي صرح من بكركي بضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية. كذلك فعل السفير المصري الذي اصر على اجراء الانتخابات الرئاسية من دون معرفة موقف واشنطن ومصر لناحية الاتجاه الذي ستسلكه التسوية.
وقال مصدر خاص للديار ان اجتماع القادة الاربعة الموارنة في بكركي بات مستحيلاً، ولن يجتمعوا لان الخلافات اصبحت كبيرة، وسيد بكركي يريد الحل، فيما القادة الموارنة الاربعة لهم مواقفهم الثابتة ولا يرون في الاجتماع ان تغيراً قد يحصل في مواقفهم.

وفي ظل اجواء الاتصالات المتعلقة بالتسوية الرئاسية وتأييدها من قبل بري، الحريري وجنبلاط، وتقضي بانتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية ورفض العماد عون وجعجع والكتائب لهذه التسوية عقد اللقاء المنتظر بين التيار الوطني الحر وتيار المردة، ووسط اخذ ورد واشاعات احاطت به.
ورغم التكتم الذي ساد اجواء اللقاء، فان المعلومات اشارت الى ان فرنجية وضع العماد عون بتفاصيل اللقاء مع الحريري في باريس وما تضمنه، وعدم تقديم اي التزامات من قبله، خلافاً لما اشيع وانه مرشح لرئاسة الجمهورية، فيما اكتفى العماد عون بالاستماع وسأل عن نقاط المبادرة، وتحديداً حول قانون الانتخابات والمسائل الاقتصادية والامنية، والضمانات لتنفيذها، مع التأكيد ان ترشيحه للرئاسة مستمر وفي الوتيرة نفسها.
وتم الاتفاق على استمرار الاجتماعات. وعلم ان العماد عون لم يتخذ اي موقف بانتظار استمرار الاتصالات. لكن نواب التيار الوطني الحرّ واصلوا انتقاداتهم للتسوية ورفضها واشاعة الاجواء السلبية والتأكيد على ترشيح العماد عون، والغمز من قناة فرنجية. وكذلك فان لقاء عون - فرنجية لم يحمل جديداً ولم يؤد الى اي خرق ايجابي، والامور ما زالت «لا معلقة ولا مطلقة». وبالتالي، فان التسوية مجمدة وتم ترحيلها الى ما بعد الاعياد.
واشارت المعلومات الى ان النائب سليمان فرنجية لم يتمكن من اقناع عون بترشيحه، كما ان عون لم يتمكن في المقابل من اقناع فرنجية بمغادرة التسوية وتمسك كل طرف بترشيحه، مع تأكيد الطرفين على استمرار التواصل والحوار.
لكن مصادر مقربة من التيار الوطني الحر قالت ان زيارة النائب ابراهيم كنعان لبكركي هي للتأكيد على التواصل الدائم مع الراعي والوقوف عند اخر معطيات الشأن الرئاسي الذي دخل مرحلة الاتصالات المسيحية - المسيحية. وهو ما يشجعه غبطة البطريرك. وقد وضع النائب كنعان الراعي في اجواء العماد عون وموقف التكتل، فيما اكد الراعي خلال اللقاء دعمه للتقارب المسيحي الذي وحده يؤسس الى استعادة المسيحيين لزمام المبادرة.
ان اجتماع عون - فرنجية «كسر الجليد»، الا انه لم يحمل جديدا ولم يسجل اي خرق رئاسي، لكن سليمان فرنجية ما زال رئيسا للجهمورية مع وقف التنفيذ.

ـ الخليل واجواء ايجابية من طهران ـ

وفي المعلومات ان المستشار السياسي للرئيس بري علي حسن خليل نقل للرئيس بري اجواء ايجابية من طهران بالنسبة للمبادرة الرئاسية، مع ضرورة اعادة ترتيبها وتأمين الاجماع حولها.

 

الجمهورية :

الأنظار اتّجهت أمس إلى اللقاء الذي جمعَ رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، بحضور وزير الخارجية جبران باسيل، وذلك من منطلق أنّ هذا اللقاء يمكن أن يشكّل محطة ليس فقط لإنعاش التسوية الرئاسية، إنّما لإخراج الملف الرئاسي برُمَّته من عنق الزجاجة، ولكنْ كما كان مرتقَباً، لم يحدث أيّ تبدّل في مواقف الرَجلين، فلا عون سحبَ ترشيحه ليتبنّى ترشيح فرنجية، ولا فرنجية بدوره كرّر علناً لازمتَه الشهيرة بدعم ترشيح عون، ولا أعلنَ أيضاً عن نيّتِه تعليقَ ترشيحه، إذ فضّلَ عدم التصريح، بل جُلّ ما قام به أنّه عرض لحيثيات التسوية بخلفياتها وأبعادها، فردّ عون بأنّه متمسّك بترشيحه، في رسالة واضحة أنّه غير معنيّ بهذه التسوية لا من قريب ولا مِن بعيد، ما يعني أنّ اللقاء انتهى إلى عدم اتفاق، وأنّ التسوية تعثرَت على أبواب الرابية. وبمعزل عن انعكاسات هذا التطوّر على جبهة 8 آذار الذي يبقى ثانوياً مقارنةً مع الانتكاسة الكبرى التي أصابت التسوية، فمِن الثابت أنّ جلسة 16 الجاري لن تشهد انتخابَ رئيس جديد، ولا أيّ جلسة مفترَضة، ربّما، في العام الجاري. وإذا كان اللقاء بين عون وفرنجية انتهى إلى لا شيء، فإنّ الأنظار ستتركّز في المرحلة المقبلة على ما يمكن أن يصدر عن الرئيس سعد الحريري أو أن يبادر إليه، خصوصاً بعد دخول التسوية مرحلة الموت السريري، وبالتالي السؤال هل من استعداد لإنعاشها، وكيف، وعن طريق مَن، وما الخطوة التالية لفرنجية؟ إستأثرَت التسوية السياسية بكلّ الاهتمام السياسي منذ لحظة الكشف عنها إلى اليوم، وفي حال لم تبرز أيّ معطيات جديدة تُعيد تعويمَها ربطاً بأيّ حراك متصل بها داخلياً أو خارجياً، فإنّ هذا الاهتمام سيتراجع تدريجاً لمصلحة الملفات الأخرى، بدءاً من اجتماعات الحكومة وقانون الانتخاب، مروراً بالنفايات، وصولاً إلى الحوار الذي لا بدّ أن يتأثر بما آلت إليه المبادرة الرئاسية سياسياً وحتى على مستوى العلاقات الشخصية.
وفي موازاة هذا الجو الذي يجزم بأنّ المبادرة عُلّقت حتى إشعار آخر، هناك مَن لا يزال يؤكد أنّها ما زالت قائمة وأنّ الكرة في ملعب الحريري القادر على إعادة تحريكها ودفعِها قدماً إلى الأمام في حال قرّر ترشيح فرنجية رسمياً، هذا الترشيح الذي سيَدفع الحزب إلى ملاقاة الحريري في منتصف الطريق من أجل انتخاب فرنجية.
ولكنْ على صعوبة هذا السيناريو في ظلّ تشديد الحزب المتواصل على دعمِه لعون، إلّا أنّ الترقّب أيضاً يتمحور حول حجم المواكبة الديبلوماسية لهذه المبادرة، إذ في حين تبيّنَ أنْ لا اتفاق سعودياً-إيرانياً حول لبنان والرئاسة تحديداً، فإنّ موقف القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان ريشارد جونز حول ضرورة إجراء الانتخابات الآن، دفعَ المراقبين إلى محاولة استكشاف أبعاد الموقف الأميركي لجهة ما إذا كان مجرّد تكرار لموقف ديبلوماسي، أم أنّه يعبّر عن ضرورة الاستفادة من الدينامية التي ولّدتها المبادرة الرئاسية من أجل الذهاب إلى انتخابات تجَسّد التوافق السياسي في البلاد.
وإذا كان عنصر المفاجأة ساهمَ بتزخيم المبادرة الرئاسية، فإنّ الزخم بدأ يتراجع نتيجة المواقف الثابتة للأطراف التي لا مؤشّرات تدلّ على تبَدّلها في المدى المنظور. وعلى رغم أنّه لا يفترَض استبعاد مفاجآت جديدة، إلّا أنّ جزءاً من البحث انتقلَ من المبادرة إلى لململةِ ما تركته من انعكاسات سلبية في صفوف كلّ التحالفات.
برّي
وفي وقتٍ حاذرَ رئيس مجلس النواب نبيه بري تناوُلَ الشأن الرئاسي في لقاء الأربعاء النيابي»، مُكتفياً بالقول «إنّ أفضل سيناريو في هذا الشأن هو تفاهُم العماد عون والنائب فرنجية»، نَقل النواب عنه «أنّ المطلوب من اللبنانيين أن يعملوا جادّين للاستفادة من الظروف التي تجعل لبنان اليوم من أكثر البلدان القادرة أو المهيَّأة لمعالجة مشاكلها وإنجاز الاستحقاقات التي تواجهها».
وأشار إلى»أنّ استمرار الوضع على ما هو وعدمَ تعزيز التوافق يُفيدان الإرهاب الذي يتربّص بنا جميعاً، مؤكداً أنّ حلّ أزماتنا يتيح لنا توفيرَ المزيد من القوّة لمواجهة هذا العدوّ».
الراعي
وعلمت «الجمهوريّة» أنّ البطريركية المارونية والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي لن يغطّيا أيّ رئيس جمهورية يُنتخَب من دون رضى الأقطاب الموارنة».
وفي هذا الصَدد تقول مصادر كنَسية: «في الأساس، لن تُعقد جلسة انتخاب الرئيس في غياب المسيحيين، لأنّ البلد لا يحتمل أن يأتي رئيس من دون موافقة الأحزاب المسيحيّة».
وتلفتُ المصادر الى أنّ «الراعي يركّز نشاطه الآن واتصالاته على جمعِ الأقطاب المسيحيين الأربعة، في محاولة لإيجاد حلّ للأزمة الرئاسيّة». ورأت أنّ «على الأقطاب طرحَ المخارج اللازمة، إذ إنّ الراعي لن يطرح أيّ إسم توافقي، بل سيساعد على الوصول الى تسوية»، لافتةً في المقابل الى أنّ «التسوية القاضية بانتخاب فرنجية رئيساً متوقّفة بانتظار حلحلة الوضع المسيحي».
ويغادر الراعي صباح اليوم الى مصر في زيارة رسمية ورعوية، يلتقي خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدداً من المسؤولين، إضافة إلى تدشين مبنى المطرانية المارونية الجديد.
كنعان
وكان امين سر تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ابراهيم كنعان زار بكركي أمس وعرضَ مع الراعي للمشاورات الجارية بين مختلف الاطراف اللبنانية بشأن الانتخابات الرئاسية.
وقال كنعان لـ«الجمهورية: «زيارتنا الى الصرح البطريركي هي للتأكيد على التواصل الدائم مع البطريرك والوقوف عند آخر معطيات الشأن الرئاسي الذي دخلَ مرحلة الاتصالات المسيحية ـ المسيحية، وهو ما يشجّعه غبطته، وقد وضَعته في أجواء العماد عون وموقف «التكتّل»، وأكّد البطريرك خلال اللقاء دعمَه التقاربَ المسيحي ـ المسيحي الذي وحدَه يؤسّس الى استعادة المسيحيين زمامَ المبادرة».

«القوات»
في هذا الوقت، أكّد مصدر قواتي لـ«الجمهورية» أنّ «معراب تشهد حركة غير اعتياديّة واجتماعات متواصلة، وهي أشبه بخلية نحل، لكنّ موعد قطاف العسل لم يحِن بعد».
واشار المصدر الى أنّ «القوّات» تضع في أولوياتها مصلحة المجتمع المسيحي، و«14 آذار» ومصلحة اللبنانيين عموماً، والدليل على ذلك كلّ التضحيات التي قدّمها الحزب الذي تنازَل دائماً عن المراكز النيابية والوزارية من أجل مصلحة لبنان واستقلاله وسيادته»، وشدّد المصدر على أنّه «لن يكون هناك رئيس من دون موافقتنا وموافقة بقيّة الأطراف المسيحية».
تطويق السياسيين
وفيما ظلّت المبادرة المطروحة حالياً محورَ اهتمام اميركي ـ سعودي ـ مصري، تلاقَت أطراف مسيحية فاعلة على رفض التدخّل الدولي في الشأن اللبناني بهذا الشكل الفاضح.
وقالت أوساطهم لـ«الجمهورية» إنّ طريقة تعاطي الدوَل والسفراء مع الأفرقاء اللبنانيين ومحاولة تطويق السياسيين والتهويل على المراجع الروحية والأطراف الداخلية هي من الأسباب التي أفشلت طرحَ اسم فرنجية وعزّزت المواقف الرافضة، وجعلت هذا الطرح في مأزق حقيقي».

الاخبار :

لقاء الرابية أمس، بين المرشحَين الرئاسيين ميشال عون وسليمان فرنجية، رمّم شيئاً من صورة تحالف 8 آذار ــ التيار الوطني الحر المتصدعة بفعل مبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية. اللقاء، بحسب مصادر الطرفين، كان إيجابياً. كسر الجليد بينهما، وخاصة أنه لقاؤهما السياسي الأول منذ اجتماع الحريري وفرنجية في باريس الشهر الماضي.

شرح كل منهما موقفه. فرنجية أكّد أنه لم يسعَ إلى «القوطبة» على عون، مكرراً أن «الجنرال لا يزال مرشحنا». لفت إلى أنّ حظوظه الرئاسية أتت إليه من دون أن يسعى إليها، شارحاً لعون تفاصيل المبادرة الحريرية. واتفق الحليفان «المتنافسان» على استمرار التواصل والتنسيق وتأكيد استمرار العلاقة الإيجابية بينهما، مع الاعتراف بأنها تعرضت لنوع من الاهتزاز في القواعد الشعبية. أكد عون أنه مستمر في ترشّحه ولن يتراجع، وأكد فرنجية أن عون يبقى مرشحه ما دام لهذا الترشيح حظوظ تمكّن الجنرال من الوصول إلى بعبدا. لكن رئيس تيار المردة أكد أن الحريري جدي في ترشيحه، وأنه (أي فرنجية) لن يسحب ترشيحه إذا كان ثمة حظوط لوصوله، لأن هذا يعني وصول الفريق الذي يمثله إلى الرئاسة.
في المقابل، أكّد عون لفرنجية حرصه عليه. وشهد الاجتماع عتباً من فرنجية على الجنرال، على خلفية موقف وسائل إعلامية من مبادرة الحريري. ولم يقتصر الأمر على تلفزيون «او تي في»، بل تعداه إلى مؤسسات لا صلة لعون بها. لكن مصادر الطرفين أكّدت أن العتب لم يبدّد إيجابية اللقاء.
على المقلب الآخر، لا يزال المحيطون بالرئيس سعد الحريري يشيعون أجواءً إيجابية حيال التسوية المفترضة. يؤكد الحريريون أن حزب الله سيسير فيها، «لأنه ببساطة لا يمكنه رفض المرشح الرئاسي الأكثر قرباً إليه». في النقاشات مع الحريريين المؤيدين للتسوية، لا يكشفون «سرّ» قناعتهم بأن التسوية ستمر، رغم وجود «نِصاب مسيحيّ» معارض لها، يمثّل غالبية القوى الوازنة شعبياً، ورغم عدم موافقة حزب الله عليها. هل ثمة عرضٌ مغرٍ سيقدمونه للحزب وللجنرال ميشال عون ليقبلا بالتسوية المقترحة؟ يردّ الحريريون بأن هذا الأمر ليس من اختصاصهم، بل يقع على عاتق فرنجية.


تبدو نقاشات الحريريين أقرب
إلى العصف الذهني منها إلى الكلام السياسي

 

لكن الأخير لا يملك أوراقاً يسلّفها لحلفائه: لا في قانون الانتخاب، ولا في العمل الحكومي. ويُحكى في الصالونات السياسية أن رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل، سأل الحريري عندما التقاه في باريس، عمّا يمكن أن يحصل عليه حزب الكتائب في مقابل تأمينه غطاءً مسيحياً للعهد الجديد، فرد الحريري بأن هذا السؤال يجب أن يُطرح على الرئيس المقبل.
تبدو نقاشات الحريريين أقرب إلى «العصف الذهني» منها إلى الكلام في السياسة. جوهر موقفهم مبني على أن تسوية إقليمية ما تلوح في الأفق، وأن انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية هو أولى الثمار المبكرة لهذه التسوية. لا يقدّمون أدلة على ما يقولونه، سوى ما يُحكى عن وقف إطلاق للنار في اليمن. أما خريطة طريق وصول فرنجية إلى بعبدا، فيبدون عاجزين عن رسمها، ويعودون إلى العبارة اللازمة: حزب الله سيوافق. كلام مشابه كرّره مستشار الحريري أول من أمس على مائدة السفير الأميركي ريتشارد جونز، الذي لبّى دعوتَه إلى غداء «دوريّ» جمعٌ من السياسيين المتعددي الانتماءات السياسية. يكتفي جونز ونائبه في رئاسة بعثة الولايات المتحدة في عوكر بالاستماع، من دون أن يدليا بأي موقف يمكن الاستناد إليه لتحديد موقف بلادهما مما يدور في لبنان.
التفاؤل الحريري رفع من منسوب «الخوف» لدى حلفائه في فريق 14 آذار، باستثناء الجميّل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. أحد سياسيي 14 آذار، من خارج الكتائب والقوات، ومن معارضي المبادرة الحريرية، لم يعد يملك أمام التفاؤل الحريري سوى «التبشير» بأن الأخير آتٍ إلى لبنان قريباً، وسيعلن ترشيح فرنجية، وأن التسوية مستمرة، وأن حزب الله سيعلن بعد ترشيح الحريري دعمه لفرنجية لكن بعد الاتفاق على قانون الانتخاب على أساس النسبية، «لأن البحث عالق حالياً عند هذه النقطة». يردد السياسي الآذاري هذا الكلام رغم أن أحداً من القوى السياسية لم يفتح «بازار» المقايضة بعد، وفيما رئيس القوات سمير جعجع والجميّل مصرّان على معارضة التسوية المقترحة.