في السادس عشر من كانون الأول ستكون الجلسة الأخيرة التي ستنعقد هذا العام لإنتخاب رئيس الجمهورية ، هذه الجلسة لن تختلف كثيراً عن سابقاتها من الجلسات الـ32 ، ولن تأتي بالتالي بالخبر السار للبنانيين بإعادة فتح أبواب قصر بعبدا .  32 جلسة عقدت دون إنتخاب رئيس فغالباً ما يتعطل النصاب بإنسحاب بعض الكتل أثناء التصويت ، أو بسبب عدم حضورها من الأساس للجلسات المقررة سلفاً .

رأس سنة جديد ولبنان بلا رئيس ، لنتساءل ألا تكفي هذه الكلمات لإختصار مصير وطن الأرز المأزوم ، هذا الوطن الذي سوف تنتهي به سنة 2015 وهو من دون رئيس للجمهورية أيّ من دون رأس للدولة ..  كانت هذه السنة للبنانيين سنة الصعوبات والمآسي ، لكنها يمكن أن تكون بالمقابل سنة أمل أيضاً سنة لإنتخاب رئيس الجمهورية . 

فإنتخاب الرئيس يترجم للعالم أجمع توافقاً داخلياً ودعماً خارجياً لمواجهة شر الإرهاب الذي سوف يجتاح لبنان ، وهذا ما يحتاج إليه الوطن اليوم لمواجهة كافة الصعاب التي يمرّ بها ، إن في الأمن، أو في الاقتصاد، أو في الحياة الاجتماعية...

  ومن هنا فإن انتخاب الرئيس يعيد التوازنات الداخلية ، ويحمي الميثاق الوطني ، والصيغة المميزة في عالمنا ، بكل علاتها وإخفاقاتها أحياناً ، و يعيد الإنتظام إلى عمل المؤسسات التي باتت عاجزة وفقدت ثقة المواطنين بها... فنحن يعز علينا مرور عيد رأس سنة جديد والجمهورية بلا رئيس وكرسي بعبدا لا زال فارغاً ، وما زالت دولتنا بلا رأس ...

فيا أهل السياسة لبنان ، كفاكم لعباً ولهواً ، وإهدوا الوطن رئيساً ...