تجري الإستعدادات على قدم وساق لعقد مؤتمر المعارضة السورية بعد أيام وعلى الأرجح في السابع عشر من الشهر الجاري في العاصمة السعودية الرياض .

المهتمون بهذا المؤتمر والمتابعون له ينقسمون بين راغبين له ويحدوهم الأمل في نجاحه بجمع المعارضة حول رؤية واحدة لحل الأزمة السورية والبحث عن القواسم المشتركة التي تجمعها وتجاوز ما أمكن من الخلافات في ما بينها ، وبين آخرين يرغبون ويأملون في غير ذلك بغض النظر عما يستندون إليه .

ومن الطبيعي فإن أغلب المنتمين للمعارضة ومؤيدي الثورة السورية وأنصار الشعب السوري يسعون لأنجاح المؤتمر فيما خصوم ثورة السوريين من نظام الرئيس بشار الأسد وحلفائه الإيرانيين والروس يريدون ويرغبون بل يسعون إلى فشل المؤتمر وذلك من أجل إعادة تأهيل نظام مستبد وجائر ومسؤول عن إدخال سوريا في حلقة من التدمير والقتل والتهجير والإرهاب بدأت منذ أكثر من خمس سنوات ولا يزال يمعن في تمزيقها وضرب المجتمع السوري وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية الأمر الذي أدى إلى ترك تداعيات خطيرة على الوضع الإقليمي وكذلك على الوضع الدولي برمته.

لا شك أن نجاح المؤتمر يعني في ما يعنيه من إيجابيات وضع لبنة أساسية غاية في الأهمية في مسار حل القضية السورية حيث من المفترض بل المطلوب الوصول إلى ثلاث نتائج مرجوة منه.

أولاً : تشكيل منصة تجمع المعارضة السورية بتلاوينها التنظيمية والسياسية والمدنية والعسكرية بما فيها من تحالفات وتنظيمات وشخصيات .

ثانياً : إصدار وثيقة واحدة حول توجهات المعارضة السورية ومسارها في التعامل مع القضية السورية ولا سيما في موضوع الحل السياسي.

ثالثا تشكيل وفد تفاوضي له مرجعية واحدة ليمثل المعارضة في المفاوضات المنتظرة. وهذه كلها أمور حاسمة لا بد منها ولا يمكن الاستغناء عنها ، وأي فشل في الوصول إلى هذه النتائج فإنه يعني إدخال السوريين في متاهة تصعيد الحرب واستمرارها لفترة أطول مع كل ما يترتب عليه من المزيد من الدماء والمزيد من المعاناة والمزيد من الدمار والخراب والتهجير والقتل إلى أن يحين الوقت مجدداً لفرصة حل سياسي قد لا تكون افضل من الفرصة الراهنة.

وعليه فإن نجاح المؤتمر ضرورة ، ولعله السبب الذي جعل الرياض تتبنى عقد المؤتمر على أراضي المملكة وهي المعروفة بالتحفظ في سياساتها والتدقيق في خطواتها. وبالتالي فإن نجاحه يحتاج إلى بيئة دولية واقليمية مساعدة تتجاوز فكرة الدعوة إلى السعي لتأمين عناصر النجاح.

يبقى  أنّ الجهد الأكبر لإنجاح مؤتمر الرياض ملقى بالدرجة الأولى على عاتق السوريين أنفسهم لأنهم أصحاب القضية ، وهذا يتطلب رغم آلامهم ومعاناتهم دعم مساعي المعارضة في مؤتمرها .

وكذلك فإنّ المطلوب من المعارضة تبريد الصراعات وتهدئة الخلافات الداخلية وإشاعة أجواء إيجابية للتعاون والتفاهم حول القضايا المطروحة في المؤتمر انطلاقا من جعل الرياض منصة لإجماع المعارضة في المرحلة المقبلة..