حصار للمبادرة من أجل تأمين المحاصصة في السلطة

السفير :

الكل محرج والكل يراجع خياراته.
لم تجد حركتا 8 أو 14 آذار لحظة سياسية أكثر صعوبة وتعقيداً من تلك التي تعيشها في هذه الأيام.
من يراقب مواقع التواصل الاجتماعي يتلمّس شيئا من هذه الإحراجات السياسية في هذا البيت الآذاري أو ذاك.
غير أن الطامة الكبرى أن الجميع يحلّل ويبني استنتاجات أو يرسم ملامح خيارات استناداً إلى فرضية تبنّي جزء من «14 آذار» وعواصم دولية وإقليمية خيار ترشيح سليمان فرنجية من دون أن يكون هناك أي إطار رسمي لهذه المبادرة.
إذا كان الأمر «غيبياً»، برغم إصرار المعنيين بالترشيح على تأكيد جدّيته العالية، متى يصبح واقعاً ملموساً، أي متى يبادر رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري على إعلان تبنّيه رسمياً للترشيح لكي يكسبه جدّية تخرجه من حدود المناورة ليصبح أمراً واقعاً أمام الجميع، ولماذا لم يبادر إلى ذلك حتى الآن، وما هي الأسباب التي أدت للتأخير، وهل يمكن حصرها ضمن الحدود وتحديداً ترتيب بيت 14 آذار السياسي، أم أن هناك ما استجدَّ سلباً في الخارج؟
حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، كان أهل «بيت الوسط» يتصرفون على أن رئيس «تيار المستقبل» لديه ما يقوله في التوقيت الذي يراه مناسباً وهو لن يكون بعيداً (على الأرجح قبل نهاية الأسبوع الحالي)، وهو يأخذ في الاعتبار إقراره الضمني أنه ربما يكون قد قام بـ «دعسة ناقصة». أقلّه، هذا ما يجاهر به أهل بيته: «كان يجدر به أن «يهندس» المبادرة شكلاً ومضموناً حتى لا يؤذيها ويؤذي نفسه وجمهوره والحلفاء، ومن هنا التريث وأهمية صياغة المبادرة بطريقة تؤدي الى حمايتها مجدداً».

«القوات» تبحث عن حماية ووراثة!
تشمل «الحماية» في الوقت ذاته حلفاء الحريري، وخصوصاً «القوات اللبنانية» التي ناقشت على مدى الأيام الماضية خيارات كانت تصطدم كلها بـ «واقعية» رئيسها سمير جعجع وعدم استعداده للخوض في مغامرات غير محسوبة. طرحت في «القوات» أسئلة كبيرة عن العلاقة مع «المستقبل» ككتلة سياسية وطائفية ومع ظهيرها الخارجي (السعودية). أين أخطأنا وأين أصبنا؟ أين نتحمل المسؤولية وأين يتحملها غيرنا؟
من الواضح أن العقل الاستراتيجي في «القوات» يقارب المسألة الرئاسية والكثير من العناوين السياسية من زاوية مسيحية بالدرجة الأولى، وتحديداً وضع «القوات» على سكة وراثة الحالة العونية بعد ميشال عون. «اعلان النيات» خطوة كبيرة لكن هل يمكن أن تكون هناك خطوات أكبر من نوع تبنّي ترشيح «الجنرال».
حسمت هذه النقطة ووصل الصدى الى الرابية. التبني يتجاوز الشخص الى خياراته منذ عقد من الزمن حتى الآن. هل تكون رسالتنا للمسيحيين أن خيارات ميشال عون الاقليمية (سوريا وايران) والداخلية (تفاهمه مع «حزب الله») كانت في محلها، بينما كانت الخيارات المضادة مخطئة؟
اختارت «القوات» حتى الآن الذهاب الى «المنطقة الآمنة»: أن تنسجم مع خطابها بالذهاب الى اية جلسة رئاسية وأن تصوّت لمرشحها، أي أن تحجب أصواتها الثمانية عن سليمان فرنجية ومحاولة استقطاب «الكتائب» وبعض المستقلين الى الخيار نفسه.
أدركت «القوات» أن خيار ترشيح عون يوازي في مضمونه «حرب الإلغاء». الهدف قطع الطريق على زعيم «تيار المردة» طالما أن وصول «الجنرال» مستحيل ليس بإرادة أحد في الداخل إنما بإرادة خارجية عبّرت عنها دوائر فاعلة في فرنسا والولايات المتحدة أكثر من مرة.. والأهم أن تواصل بث الرسائل الإيجابية باتجاه الجمهور العوني..
بهذا المعنى، صار الثابت الوحيد في سياسة جعجع هو قدرته على التكيّف وتعديل الموقف بما يراعي الخط البياني للوراثة في الشارع المسيحي.

«الكتائب» لا تقفل خياراتها
غير أن حسابات باقي حلفاء «المستقبل» تبدو مختلفة عن «القوات». فـ «الكتائب» حسمت.. ولم تحسم خياراتها وخطوطها مفتوحة بطريقة شبه يومية مع «المردة» ومن غير المستبعد أن تحصل مبادرة من بنشعي باتجاه بكفيا «لملاقاتها في منتصف الطريق»، وتحديداً من فرنجية باتجاه المرشح الرئاسي الرئيس أمين الجميل الذي يلتزم الصمت منذ تسريب خبر ترشيح الزعيم المسيحي الشمالي حتى الآن.
حتى أن بعض رموز مسيحيي «14 آذار» المستقلين، وخصوصاً ممن كان مشكوكا بتصويتهم لمصلحة فرنجية، تجاوبوا مع دعوات «المردة» للحوار، وعقدت لقاءات بالمفرق كانت نتيجة معظمها ايجابية حتى الآن.
فقط قنوات الحوار بين بنشعي ومعراب لا تزال مقفلة، علما أنه قبل فترة قصيرة من لقاء باريس عقد لقاء على مستوى اللجنة الثنائية بين الجانبين كان مضمونه السياسي ايجابياً باعتراف «القوات» و «المردة».
غير أن جعجع الذي أوعز بعدم انعقاد أي اجتماع جديد في هذه المرحلة، ينتظر اشارات تأتيه من الخارج لكي يحصّن موقفه ليس فقط بالاعتراض على فرنجية بل بحصوله على ضمانات خارجية تتعلق بمستقبل حزبه.. في ظل احتمال وصول أحد أبرز خصومه السياسيين مسيحياً الى سدة الرئاسة الأولى بمباركة الراعي الاقليمي والدولي لكل «14 آذار»!

«حزب الله» سيد الصمت!
في المقابل، يسجّل حلفاء فرنجية له أنه لم يخطئ بالاستراتيجيا في أي يوم من الأيام، بل على العكس أثبت في كل محطات ما بعد العام 2005 أنه «حليف استراتيجي فولاذي ولا يربط خياراته بمصلحة سياسية أو شخصية». لا يمنع ذلك من الاستدراك والقول بوجوب عدم الاستعجال وعدم حرق الخيارات والأوراق «طالما أنه جزء عضوي من فريق اقليمي ولبناني لا يخفى على أحد أن موازين القوى تتحرك لمصلحته يوما بعد يوم».
لذلك يصبح صمت الحلفاء وتحديدا قيادة «حزب الله» هو عنوان المرحلة، ولن يكون هناك كلام قبل أن تصبح المبادرة رسمية «حتى يبنى على الشيء مقتضاه».

 

النهار :

لا يزال "التوازن السلبي" الذي يحكم التسوية الرئاسية المطروحة والذي اشارت اليه "النهار" أمس يبسط معادلته على مجمل التحركات والاتصالات بدليل انحسار موجات التسريبات المتصلة بالسيناريوات الزمنية لجلسة انتخابية تفضي الى انتخاب رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه رئيسا للجمهورية، الامر الذي عكس اتجاها واضحا الى اخضاع مجمل هذه العملية للتهدئة وترك الاتصالات المحمومة الجارية في الكواليس تأخذ مداها في رسم خريطة التوجهات المقبلة. ولعل العامل البارز الذي واكب بداية الاسبوع السياسي الجديد تمثل في اتجاه فريقي "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" الى نزع فتيل التوتر الذي ساد قواعد الفريقين الاساسيين في تحالف 14 آذار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الامر الذي أبرز رغبة مشتركة ومنسقة بينهما في احتواء التداعيات الحادة التي أثارتها الموجات الاولى من مشروع التسوية. كما تبرز في المقابل ملامح حركة بارزة على خط الرابية حيث تفيد المعلومات ان لقاء حواريا أول عقب طرح ترشيح النائب فرنجيه سيعقد غدا على الارجح في الرابية بين رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون والنائب فرنجيه. كما علمت "النهار" ان الرئيس أمين الجميل سيقوم اليوم بزيارة العماد عون.
واذ بدا واضحا ان ثمة اتجاها بارزا الى نزع طابع الاستعجال عن مجريات التسوية بعدما أثارت الاجواء المشحونة حولها مزيدا من التعقيدات والتفاعلات السلبية داخل كل من تحالفي 14 آذار و8 آذار، قالت مصادر معنية بالمشاورات الجارية على مختلف الصعد والمستويات السياسية ان أي تكهنات في شأن الجلسة النيابية المحددة في 16 كانون الأول الجاري لانتخاب رئيس الجمهورية لن يعتد بها ما دام مصير التسوية وتداعياتها والاحتمالات التي تترتب عليها قد بات رهن ادخال هذه التسوية الى "غرفة العناية الكثيفة" لدى كل الجهات على ما تؤكد المعطيات الجدية. وتبعا لذلك سيكون من المبكر الجزم بأي نتائج سواء حيال جلسة 16 كانون الاول أو حتى حيال موعد الجلسة التي قد تليها وقت بدأ الكلام عن اتجاهات الى اطلاق وتيرة المشاورات بين مختلف الافرقاء وتوسيعها سعيا اما الى تحصين التسوية بتفاهمات واسعة وعريضة واما الى البحث عن مخارج أخرى. وهو امر لا يعود معه ممكنا التقيد نظريا أو مبدئيا بروزنامة زمنية محددة بوقت ضيق ومواعيد مستعجلة لان الامر سيذهب في اتجاه حوارات ومعالجات معقدة تحتاج الى مزيد من الاستمهال.
وفي هذا السياق نفت مصادر بارزة في كتلة المستقبل لـ"النهار" كل ما بني على ضرب مواعيد مشددة على ان لا مواعيد قبل اكتمال عناصر التسوية "التي لا تزال قيد العمل الجدي وهي ليست مزحة وجميع الاطراف يعملون على انضاجها وهي لا تحتمل التبصير ولا الضرب بالمندل". بيد أن هذه المصادر أوضحت ان ثمة معضلتين تواجهان التسوية هما موقف "حزب الله" مع العماد عون وموقف "المستقبل" مع "القوات اللبنانية". ويندرج في الاطار الثاني طلب "تيار المستقبل" أمس من مناصريه "تجنب الانجرار الى السجالات على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا مع جمهور القوات اللبنانية وتفادي التعرض لأي من قيادات 14 آذار". كما ان "القوات" طلبت من محازبيها ومناصريها "عدم التعرض لقيادات 14 آذار وتحديدا الرئيس سعد الحريري".

عون وفرنجيه
واذ أكد مصدر وزاري بارز لـ"النهار" ان لقاء سيجمع غداً العماد عون والنائب فرنجيه في الرابية، أفاد ان هذا اللقاء سيستتبع ببدء "حزب الله" باقناع العماد عون بالتسوية التي وصفها بانها "اكبر من الجميع" مضيفا انها "كأس مرة ايضا ولكن لا بد من تجرعها فالبلد ما عاد يحتمل كما لا بد من تفاهم مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على التعامل معها على الاقل". واذ شدد المصدر على ان الرئيس الحريري لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية قبل تفاهم مع جعجع، تحدث عن تعويل على دور سعودي في تقديم ضمانات اليه تتعلق بمستقبل ادارة البلاد وموقع "القوات" الذي يجب عدم تجاوزه.
وفي سياق التحركات المتصلة بمواقف القوى المسيحية من هذه التسوية، كشف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لـ"المؤسسة اللبنانية للارسال" خلال جولته أمس على قرى مسيحية في طرطوس السورية انه دعا الاقطاب الموارنة الاربعة الى اجتماع في بكركي وانه لا يزال في انتظار الجواب.
ولفتت مصادر وزارية الى أن انعقاد لقاء يضم الأقطاب الموارنة في بكركي بناء على رغبة البطريرك الراعي مرتبط بتحضير اتفاق هؤلاء الاقطاب على بديل من النائب فرنجيه فيما لو تقرر الذهاب الى تبني مرشح آخر, وإذا ما اتفق هؤلاء الاقطاب على بديل يلتزمونه حتى النهاية.
في غضون ذلك، تعقد اللجنة النيابية المكلفة اعداد مشروع لقانون الانتخاب اجتماعها الثاني اليوم في مجلس النواب. وقالت مصادر في اللجنة لـ"النهار" ان أجواء الاجتماع ستعكس مناخ النقاش السياسي الجاري في الموضوع الرئاسي وان الامور تتجه اكثر فاكثر الى ربط قانون الانتخاب بالانتخابات الرئاسية.

 

المستقبل :

في المستجدات المتصلة بالمبادرة الرئاسية، لا تزال الأمور تراوح على حبال الانتظار ريثما تتكشف الضبابية المحيطة بمواقف بعض الأفرقاء منها بينما تتكثف جهود البعض الآخر في سبيل قطف ثمار الفرصة الجدية السانحة لإنهاء الشغور «بقرار مسؤول يشمل كل اللبنانيين» كما دعا البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي أمس كاشفاً للمؤسسة اللبنانية للإرسال أنه دعا الأقطاب الموارنة الأربعة إلى الاجتماع في بكركي ولا يزال ينتظر الجواب، في حين أشار راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر لوكالة الأنباء المركزية إلى نية البطريرك بعقد هذا الاجتماع الأسبوع المقبل. أما في التطورات الحاصلة على صعيد ملف أزمة النفايات، فتقدم ملحوظ على الطريق نحو إنجاز عملية الترحيل، كما بدا من أجواء اجتماع خلية الأزمة الذي ترأسه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام أمس في السرايا الحكومية بحيث أكد وزير الزراعة أكرم شهيب لـ«المستقبل» إثر انتهاء الاجتماع أنّ «الأجواء إيجابية والعملية شارفت على خواتيمها».

وعلمت «المستقبل» أنّ اجتماع السرايا أنجز مسألة تقويم العروض النهائية المقدّمة من الشركات المهتمة بترحيل النفايات، وخلص إلى إبلاغ هذه الشركات بالشروط المطلوب توافرها لذلك على أن تجيب في ضوء ذلك بتقديم عروضها النهائية خلال الأربع وعشرين ساعة المقبلة لدرسها واختيار الشركة المستوفية في عرضها كامل الشروط الموضوعة من قبل الدولة، تمهيداً لدعوة سلام مجلس الوزراء إلى الاجتماع واتخاذ القرار المناسب بهذا الخصوص.
خلية أزمة العسكريين
وكان سلام قد ترأس أمس أيضاً اجتماعاً لخلية الأزمة الوزارية المكلفة متابعة أزمة العسكريين المخطوفين، بحيث استعرض المجتمعون «الإنجاز الوطني الأخير الذي تمثّل بتحرير العسكريين 16» الذين كانوا مختطفين لدى تنظيم «جبهة النصرة»، مشددين على كون «هذه الخطوة أكدت مرجعية الدولة في كل ما يمس شؤون لبنان واللبنانيين»، مع التأكيد في المقابل على «متابعة الجهود في كل الاتجاهات للإفراج عن العسكريين التسعة الذين ما زالوا محتجزين« لدى تنظيم «داعش».
وفي سياق متقاطع، لفت إعلان وزير الصحة وائل أبو فاعور خلال استقباله أهالي العسكريين التسعة في الوزارة أمس أنّ «البحث جارٍ عن قنوات إقليمية أو محلية قادرة على المساعدة في قضية العسكريين»، مشيراً في الوقت نفسه إلى «وجود قنوات محلية ومتطوعين يحاولون تقديم مساهماتهم للمساعدة في الأمر».

الديار :

التسوية السياسية بانتخاب سليمان فرنجية تراجعت لكنها لم تسقط، ولم تتوقف بل تم «تخفيف» سرعة اندفاعتها، وبدلا من ان يكون الانتخاب في 16 كانون الاول، لا مشكلة اذا تأجل الى ما بعد الاعياد حسب مرجع سياسي مشيراً الى ان ردود الفعل على التسوية، لم تخرج بعد عن الاطار المتوقع والمعقول، نظراً لما شكله ترشيح فرنجية من صدمة للجميع، حيث يعترف «المرجع» بأن «الاعلان» عن التسوية شابتها اخطاء، وبأن الجهة التي سربت خبر لقاء الحريري - فرنجية والتسوية نجحت في الحد من اندفاعتها والتشويش عليها ومنع «انضاج الطبخة» بهدوء، بعيداً عن الاعلام وعبر اتصالات ثنائية وثلاثية. رغم ان المرجع يؤكد أن حظوظ نجاح التسوية لا ترتقي الى 100% وهناك عقبات امامها لكنها ستذلل بعد ان «يهضم» الجميع ترشيح فرنجية وتحديدا الاقطاب الموارنة الثلاثة.
وتشير المعلومات المؤكدة الى ان بري والحريري وجنبلاط والمردة مع المستقلين من 14 آذار يشكلون الاكثرية النيابية والنصاب القانوني لانتخاب فرنجية، لكنهم يفضلون ان تأتي التسوية جامعة وبغطاء مسيحي شامل و«بنصاب سياسي» ولذلك فان بري - الحريري - جنبلاط ليسوا مستعجلين وسيعطون النائب سليمان فرنجية كل الوقت لتذليل العقد، لكنهم متأكدون من عدم سقوطها جراء الغطاء الدولي والاقليمي لها.
وفي المعلومات، ان الذين يراهنون على فشل التسوية جراء تصاعد الخلاف الايراني - السعودي فان على هؤلاء ان يدركوا ان تسمية فرنجية حليف حزب الله والرئيس الاسد جاءت ايضاً في عز الخلاف بين الدولتين، حيث السجالات لم تتوقف مطلقاً، وانتقادات السيد نصرالله للسعودية واضحة في كل خطاباته الاخيرة وكذلك هجوم الشيخ نعيم قاسم امس على خلفية وقف بث المنار على «عربسات» ورغم ذلك تمت تسمية فرنجية، وهذا ما يؤثر ربما على توافق بين الدولتين على تحييد لبنان عن الخلافات الاساسية لكن السجالات لن تتوقف بوجود رئيس أو عدمه.
ولذلك وحسب المعلومات، ان المدخل الحقيقي لانجاح التسوية هو محلي ويتمثل بلقاء عون - فرنجية، وان بري، الحريري وجنبلاط لن يذهبوا الى التسوية من دون حزب الله اولاً، وبعدها الاطراف المسيحية، وبري والحريري وجنبلاط يدركون «حراجة» موقف حزب الله والتزاماته السياسية والاخلاقية والميدانية مع عون وعدم التراجع عن دعمه، وبالتالي اذا بارك عون التسوية فان سبل نجاحها تصبح 100%، ولذلك فان بري والحريري وجنبلاط يعطون فرنجية كل الوقت والمهل لتذليل «عقبة» عون و«بنفَس طويل» وليسوا مستعجلين على حرق المراحل، وبالتالي فان موقف عون سيحدد كل الخيارات.
وفي المعلومات ان عون لن يتحدث شخصياً الا بعد لقائه فرنجية والاستماع منه الى ما دار في لقاء باريس مع الحريري، وعلى ضوء ذلك سيحدد مسار الاستحقاق لجهة انتخاب فرنجية او دخول البلاد في فراغ طويل، اذا رفض عون تسوية فرنجية لرئاسة الجمهورية.
وفي المعلومات انه رغم نفي المكتب الاعلامي للعماد عون حصول لقاء بين فرنجية وعون امس، فان اللقاء سيعقد في الساعات المقبلة، واشارت المعلومات الى ان الاتصالات بين نواب الطرفين مستمرة وهناك تأكيد على حصول اللقاء في وقت قريب. كما ان اصدقاء مشتركين يعملون على حصوله وتقريب المسافات مع تأكيد الطرفين ان العلاقة بينهما يشوبها «التوتر» على خلفية ترشيح فرنجية ورفض التيار الوطني لهذا الترشيح. ولذلك لا تعلق مصادر الطرفين آمالا كبيرة على اللقاء.

لقاء عون - ميقاتي

وفي ظل الاتصالات المتعلقة بالشأن الرئاسي استقبل العماد عون الرئيس نجيب ميقاتي وكان نقاش في الاستحقاق الرئاسي وكيفية الخروج من الازمة الراهنة في لبنان، ودعا ميقاتي بعد نهاية اللقاء الى ان «يقدم الله الخير للبنان».

ـ الاقطاب الموارنة ـ

وفي المقلب الاخر، وحسب المعلومات ايضا، فان الاقطاب الموارنة الثلاثة اي عون والجميل وجعجع رغم عدم اعلانهم موقفاً رسمياً من ترشيح فرنجية، لكنهم اتفقوا على اسقاط التسوية وان لقاءات دورية تعقد بين النائب ابراهيم كنعان ومستشار جعجع الاعلامي ملحم رياشي لتنسيق المواقف ويقومان باتصالات مع الوزير الكتائبي السابق سليم الصايغ.
علماً ان تسوية فرنجية شكلت نهاية 8 آذار و14 آذار، وفي موازاة حرب التواصل الاجتماعي بين «المستقبل» والقوات اللبنانية فان حرباً اخرى بين أنصار عون وفرنجية على هذه المواقع ولم تنجح كل الاتصالات بوقفها. وكان لافتا كلام النائب القواتي انطوان زهرا انه «اذا انتخب سليمان فرنجية رئيسا سنعيد النظر بخلافاتنا وتحديداً مع تيار المستقبل، كما ان التيار الوطني الحر لم يقتنع بعد، بأن حزب الله لم يكن على علم مسبق بزيارة فرنجية الى الحريري في باريس رغم كل توضيحات الحزب الى عون، وبالتالي فان صورة التحالفات ستتبدل كلها اذا نجحت التسوية او فشلت. «حوار الثقة» اهتز كليا، ولم يتوقع الدكتور جعجع ان يقدم الحريري على تبني ترشيح فرنجية وكذلك العماد عون.

ـ لقاء المستقبل - القوات ـ

وكشفت معلومات عن لقاء عقد في بيت الوسط بين مسؤولين في القوات والمستقبل، ساده خلاف كبير في وجهات النظر لجهة تفرد الحريري بقرار دعم فرنجية والتأكيدبأن القوات لن «تمشي» بالتسوية وانه بين فرنجية وعون فهم مع عون، مع الايحاء بأن ترشيح جعجع لعون لم يتم البحث فيه داخل القوات اللبنانية.
ورغم هذه المواقف فان اجواء بري والحريري وجنبلاط تؤكد «ان التسوية ماشية» وان عودة الحريري اذا تأخرت لا تعني التراجع عنها بل الهدف اجراء المزيد من الاتصالات لتأمين فرص النجاح لها، وان عوامل الرفض ستتراجع وان التسوية لم تجمد ولم تدخل في مرحلة الكوما بعد. اما حزب الله فما زال على صمته، ولن يتحدث وما زال على موقفه بأن فرنجية فرصة لكنه لن يترك عون وما زال مرشحه الرئاسي.

ـ لقاء حزب الله - المستقبل ـ

وعلم ان الجولة الثانية والعشرين للحوار بين حزب الله والمستقبل ستعقد في 14 كانون الاول وستناقش الملف الرئاسي والتسوية السياسية. وعلم ان الاجتماعات ستستمر بين الفريقين حتى لو تم انتخاب رئيس للجمهورية خلال الاسابيع المقبلة.

 

الجمهورية :

كلّ المؤشرات والمعلومات تؤكّد أنّ التسوية الرئاسية جُمِّدت وعُلّقت، ولكن من المبكر الكلام عن أنّها انتهت وسقطت، حيث إنّ الدينامية الخارجية والداخلية التي انطلقَت ونجَحت بعضُ القوى على اختلافها في فرملة اندفاعتها، قد يكون من الصعوبة عليها إنهاء هذه الاندفاعة ووقفُها، إنّما من دون شكّ انتقل الجميع من مرحلة شدّ الأحزمة إلى مرحلة من الاسترخاء السياسي التي تفسِح في المجال أمام إعادة تقييم هادئة لكلّ ما رافقَ المبادرة الرئاسية من خطوات متسرّعة اتّكأت على عنصرَي المفاجأة وإنهاء الفراغ، ومن دون أن تحسبَ جيّداً حسابات القوى السياسية، وفي طليعتها «حزب الله» من جهة، والثلاثي الحزبي المسيحي من جهة أخرى. وفي حين تؤكد مصادر قريبة من الحزب ثباتَه بترشيح رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون في موقف سياسي وأخلاقي يميل بوضوح إلى خيار الشارع المسيحي لا الرئاسة على أهمّيتها، ومن دون الانتقاص من تقديره لرئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، وكشفِه أن لا اتّفاق سعودياً-إيرانياً حول الموضوع الرئاسي في لبنان، حيث إنّ الاجتماع بين وزيرَي خارجية البلدين محمد جواد ظريف وعادل الجبير لم يتجاوز الـ 14 دقيقة واقتصر على الملف اليمني الذي انتهى على خلاف ولم يتطرّق إلى الملف اللبناني أو غيره لا من قريب ولا من بعيد، فإنّ مصادر قريبة من «القوات اللبنانية» أكدت لـ«الجمهورية» أنّ تجميد التسوية لا يتّصل حصراً بموقف الحزب، بل يتعلق أيضاً بموقف الرياض التي جدّدت تأكيدها رفضَ تجاوزِ الموقف المسيحي، وأنّ التشاور مع تيار «المستقبل» لم ينقطع، وأنّ الاهتمام الدولي هو بملء الفراغ وليس بتزكية هذا الشخص أو ذاك، مع حِرص المجتمع الدولي على التسوية التي تلتزم بالشرعية اللبنانية والقرارات الدولية، فيما التسوية الأخيرة أظهرت أنّها فاقدة للشرعية السياسية والمجلسية والميثاقية، وأكدت أنّ رئيس «القوات» لن يلبّي أيّ دعوة للاجتماع تحت عنوان الأقطاب الأربعة. وفي وقتٍ تابَع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي زيارته الرعويّة الى سوريا، قبل عودته الى بكركي لاستكمال الاتصالات مع القيادات المارونيّة واللبنانية، وكشف أنّه دعا «الأقطاب الموارنة الأربعة إلى اجتماع في بكركي وأنّه لا يزال في انتظار الجواب»، علمت «الجمهوريّة» أنّ الراعي تفاجَأ أثناء تواجُده في اللاذقيّة، ومن خلال الأجواء التي استشفّها، من وجود تحفّظ سوري على اسم المرشّح فرنجيّة، وعدم حماسة لوصوله إلى رئاسة الجمهوريّة، خصوصاً أنّ سوريا كانت أبلغَت عدداً مِن حلفائها في لبنان أنّ ملفّ الرئاسة عند الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله وهو من يقرّر فيه، ما يزيد العقبات أمام انتخاب فرنجيّة، مع استمرار تمسّك الحزب بدعم ترشيح حليفه رئيس تكتّل «لتغيير والإصلاح» النائب ميشال عون.

«القوات»
وفي إطار الاتصالات والتواصل حول التسوية الرئاسيّة وإمكان زيارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع الرئيس سعد الحريري في السعودية للتشاور، علمت «الجمهوريّة» أنّ «جعجع لن يقدِم على خطوة أو يزور أحداً ممّن يختلف معهم على التسوية الرئاسية ويدعمون ترشيح فرنجية من فريقَي 8 و 14 آذار، لكنّه في المقابل يؤكد أنّ أبواب معراب مفتوحة امام الجميع، وكلّ مَن يريد أن يزورنا فأهلاً وسهلاً به، لكنّنا لن نذهب عند أحد».
في هذا الوقت، يكثّف جعجع اجتماعاته مع كوادر الحزب. وعلمت «الجمهورية» أنّ جعجع يترَأس اليوم الاجتماع الدوري للمجلس المركزي للحزب، حيث سيُطلع جعجع كوادر «القوات» على آخر المستجدّات المتعلّقة بالشأن الرئاسي والمدى الذي بلغَته المبادرة الرئاسية القاضية بانتخاب فرنجية، وعلى تصَوّر «القوّات» للمواجهة السياسية في المرحلة المقبلة إذا ما تقدّم ترشيح فرنجية خطوات الى الأمام، إضافةً الى طرح مسألة العلاقة مع الحلفاء.
وكان جعجع قد أكّد أنّ 14 آذار باقية مهما حصَل، مع أنّ البعض نعاها منذ الآن، ولكن أقول لكم إنّ حركة 14 آذار هي من ثوابت تاريخنا الحديث، لأنها هي التي تُجسّد عملياً فكر لبنان الذي تؤمن به أكثريتنا الساحقة، فمشروع 14 آذار عمره ليس فقط 10 سنوات بل مئات وآلاف السنين، أي أنّ عمره من عمر لبنان، لذا تأتي أحداث وتذهب، يعيش ناس ويموت ناس ولكنّ روح 14 آذار باقية باقية».
وفي سياق تهدئة المناخات السياسية بين «القوات» و»المستقبل» أصدرت الأمانة العامة في الحزبَين تعميماً دعَتا فيه المحازبين والمناصرين إلى الالتزام بمقتضى التحالف السياسي والكفّ عن أيّ تهجّمات سياسية تطاوِل قيادات من الفريقين أو من 14 آذار.

«الكتائب»
من جهته، جدّد حزب الكتائب التأكيد أنّه يبني مواقفَه «على المشروع الذي يُعلنه المرشّحون وليس على شخص المرشح، شرط أن تكون الرؤية شاملة للمبادئ الوطنية والتوافق الذي ينسجم مع مبادىء الحزب وسياسته ونضاله». وفي سياق متصل، وبعد عودته من الخارج يزور الرئيس أمين الجميّل العماد عون في الرابية ظهراً لتقديم واجب العزاء والتشاور في آخر المستجدّات، وقد تكون بداية لجولة يقوم بها الجميّل.
شهيّب عند فرنجية
وفي الحراك السياسي المتصل بالتسوية، زار أمس وزير الزراعة أكرم شهيّب بنشعي مؤكداً أنّ زيارته كانت مقرّرة قبل «موضوع الرئاسة وجدّية التسوية».
وقال إنّ «الأمل كبير في أن تصل التسوية الرئاسية الى خواتيمها بأقرب وقت ممكن من خلال حكمة الحكماء في البلد»، وقال: «إذا كان هناك من بعض الاعتراضات هنا أو هناك، أعتقد أنّ التواصل يذلّل كلّ شيء، فالحوار هو الأساس في ظلّ تناغم عربي وإقليمي في هذه المبادرة، وإنْ شاء الله نصل لخواتيم سعيدة». وكرّر القول إنّ العقلاء كُثر في لبنان، وأملُنا أن نصل الى حلّ ويكون لدينا رئيس في أقرب وقت.
خلية الأزمة
على صعيد آخر، عاوَدت خلية الأزمة الوزارية اجتماعاتها للمرّة الاولى بعد تحرير العسكريين الـ 16 الذين خطفَتهم جبهة «النصرة»، فالتأمت عصر أمس بحضور: وزير الدفاع سمير مقبل، وزير الداخلية نهاد المشنوق، وزير الصحة وائل ابو فاعور والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، وأطلقت الضوء الأخضر للإقلاع بملف المخطوفين العسكريين لدى «داعش» بعد إجراء التحضيرات الضرورية التي تَسمح بانطلاق ورشة الاتّصالات والاستقصاءات الضرورية ليُبنى على ما تحقّقه عناوين المرحلة المقبلة.
وعلمت «الجمهورية» أنّ الخلية أجرَت جردةً لمراحل الصفقة السابقة وسجّلت إنجازاً للمؤسسات الرسمية التي قامت بعمل جبّار وأكّدت أهمّية التعاون بين السلطات العسكرية والأمنية والقضائية التي واكبَت المرحلة الماضية من دون ارتكاب أيّ هفوات او أخطاء، ما اضطرّ الخاطفون من «النصرة» الى التراجع عن مطالب تعجيزية عدة، الى ان تمَّت العملية في افضل الظروف الممكنة.
وقالت مصادر مطّلعة واكبَت الاجتماع إنّ نجاح التجربة السابقة وما سَبقها من عمليات تبادل شجّعَ على المضيّ في النهج المتّبع ووفق القواعد والمبادئ التي استندَ إليها المفاوض اللبناني بما يضمن احترامَ القوانين اللبنانية وتلك التي رَسمت السقف الذي حَكم المفاوضات التي جرت مع «النصرة» وأدّت إلى إطلاق العسكريين بأقلّ كلفة ممكنة.
وأوضَحت أنّ الاتصالات بوشرت على أكثر من جبهة توَصّلاً الى تركيب الآلية التي يمكن ان تنطلق من خلالها المفاوضات، وأولى خطواتها اختيار المفاوض الذي يمكنه ان يتواصل مع قيادة «النصرة» والمجموعات المسلّحة التابعة لها. وإنّ الخطوة الأولى المطلوبة تتوقّف على تحديد مصير العسكريين المخطوفين بما يثبِت ذلك بالدرجة الأولى.
وكان البيان الصادر بعد اجتماع الخلية ذكر أنّ المجتمعين استعرضوا الإنجاز الوطني الأخير الذي تمثّلَ بتحرير العسكريين الـ 16 الذين كانوا محتجَزين لدى أحد التنظيمات الإرهابية، وما تَركه هذا الإنجاز من ارتياح على كلّ المستويات.
واعتبَر المجتمعون أنّ هذه الخطوة التي أكّدت مرجعية الدولة في كلّ ما يمسّ شؤون لبنان واللبنانيين، ما كانت لتتمّ لولا تضافر جميع الجهود الوطنية ولولا صلابة وحنكة الجانب اللبناني في المفاوضات التي أدّت الى إطلاق سراح العسكريين، إضافةً الى التعاون الرفيع المستوى بين جميع الأجهزة الامنية. وأكّد المجتمعون متابعة الجهود في كلّ الاتجاهات للإفراج عن العسكريين التسعة الذين ما زالوا محتجَزين».
اللمسات الأخيرة
على صعيد حكومي آخر علمت «الجمهورية» أنّ رئيس الحكومة تمام سلام استقبل عصر أمس شهيّب المكلف مع أعضاء اللجنة الإدارية والتقنية مصيرَ ملف النفايات ووضعَ اللمسات الأخيرة على العروض التي تقدّمت بها جهات عدّة لترحيل النفايات الى الخارج بعد تحديد المواصفات التي يجب ان تتوفّر فيها لتكون صالحة للتصدير.
وطلبَ شهيّب منحَه مزيداً من الوقت لتقديم التصَوّر النهائي قبل نهاية الأسبوع الجاري، مؤكداً أنّ الجهود منصَبّة على المواصفات وحجم وكلفة العقود المتوقّع الموافقة عليها والتثبّت ممّا يضمن إتمام عملية التصدير الى البلد الذي سيستقبل النفايات بضمانات تؤكّد إتمام العملية بكامل فصولها وفقَ القوانين الدولية المعتمدة.
وكان عرض سلام للتطورات أمس في لبنان والمنطقة مع وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش ووزير الخارجية جبران باسيل، والقائم بأعمال السفارة الأميركية السفير ريتشارد جونز، القائم بأعمال سفارة الدانمارك سفيند ويفر.

الاخبار :

يوماً بعد آخر، تتضاءل فرص التوصل إلى اتفاق سريع على انتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية. لكن ذلك لا يعني أن مبادرة الرئيس سعد الحريري التي لا تزال «غير رسمية» باتت بلا حظوظ. تظهّرت مواقف مختلف القوى، حتى تلك التي لا تزال تلتزم الصمت. وفيما كان الحريري والنائب وليد جنبلاط يستعجلان إمرار المبادرة، باتا اليوم أمام واقع يصعب تجاوزه، مبني على قاعدتين: لا يمكن عقد جلسة انتخاب رئاسية بلا غالبية مسيحية؛ ولا يمكن انتخاب رئيس من دون مشاركة حزب الله.
في تيار المستقبل، كانت الأجواء تشير في نهاية الأسبوع إلى أن الحريري سيُحجم عن إعلان تشريح فرنجية، لكي لا يخسر حلفاءه، وأولهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ومن دون أن يكسب عائدات التسوية.

أما يوم أمس، فعاد المستقبليون إلى «نغمة» قرب خروج رئيسهم بموقف يُعلن فيه ترشيح رئيس تيار المردة إلى رئاسة الجمهورية. الضغوط على رئيس حزب القوات سمير جعجع لم تؤدّ بعد إلى تليين موقفه. يقول مقرّبون منه إن السعودية أبلغته بأنها اختارت ترشيح فرنجية، «وعليك أن تأخذ هذا الخيار في الحسبان». و»هدّد» جعجع الحريري بخيار ترشيح عون في حال إصرار «الشيخ سعد» على السير في ترشيح النائب الزغرتاوي. لكن رئيس القوات لن يُقدّم لعون ترشيحاً مجانياً، مراهناً على إمكان إسقاط خيار فرنجية، من دون الاضطرار إلى تسليف رئيس تكتل التغيير والإصلاح موقفاً بلا مقابل. وفيما يجمع جعجع كوادر حزبه للتباحث معهم في شأن الخيارات المطروحة أمامه، أكّدت مصادر قواتية لـ»الأخبار» أن محازبين كثراً يطالبون رئيس حزبهم بترشيح عون إلى الرئاسة، على أن يكون هذا الخيار جدياً لا على سبيل المناورة في وجه الحريري.
بين حليفي 14 آذار، «توازن رعب» لن يكسره إلا إعلان الحريري ترشيح الرجل الأكثر التصاقاً بخيارات 8 آذار إلى الرئاسة الاولى.