لم تكن الدعوة الى التسوية الشاملة في البلاد وليدة المناورات السياسية التي قامت عليها السياسة اللبنانية، وإنما تأتي هذه الدعوة في سياق جدي سيفضي إلى انطلاق عجلة الحلول السياسية للملفات العالقة وعلى رأسها الملف الرئاسي.
وتعتبر الأجواء الإيجابية التي سادت بعد دعوة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مؤشر على سلوك هذه الدعوة طريقها الصحيح الذي يتصل بالرئيس سعد الحريري وحلفائه الذي بادر من جهته إلى رسم الخطوط الأولى لهذه المبادرة عبر لقاء غير مسبوق جمعه بالزعيم الشمالي سليمان فرنجية ليتمخض عن اللقاء أن ثمة رغبة جدية في ترشيح فرنجية لسدة الرئاسة.
مصادر متابعة رأت في خطوة الحريري مؤشر على خارطة طريق جديدة وجدية لإخراج البلاد من الأزمة والوصول إلى الحلول المناسبة على قاعدة لا غالب ولا مغلوب .
ورأت هذه المصادر أن ثمة مؤشرات على اتفاقات إقليمية ستؤدي الى تسهيل العمل بخارطة الطريق هذه سيما من قبل طرفي النزاع الأساسيين المملكة العربية السعودية وإيران حيث لم يعد الإنتظار في صالح لبنان ولا أي من الدول المجاورة .
وتعتبر الإتصالات الجارية حاليا بين الأقطاب اللبنانيين جدية جدا لجهة الخروج من أزمة الملف الرئاسي والوصول إلى النهايات السعيدة في هذا الملف .
واعتبر في هذا السياق ترشيح سليمان فرنجية بداية الحل برضى وتأييد سعودي إيراني فرنسي على أن يتولى اللبنانيون أنفسهم إجراء الترتيبات اللازمة حيث أن أحدا من الأطراف اللبنانيين وكذلك الدول الإقليمية الراعية لم يعد قادرا على تحمل أعباء الفراغ الرئاسي في البلاد .
ورجحت المصادر أن يتم تذليل كل العقبات التي من شأنها أن تعرقل عملية التسوية هذه وخصوصا تجاه المواقف لدى بعض الأطراف المسيحيين من ترشيح فرنجية سيما القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر حيث سيتم العمل على احتواء هذه المواقف وتدوير الزاوايا بما يخدم عملية التسوية ووصول فرنجية الى سدة الرئاسة.
أما حزب الله فلن يكون قادرا على رفض هذه التسوية ولا يستطيع أن يكون عائقا أمامها سيما وأن فرنجية من حلفائه الرئيسيين إلا أنه يتوجس خيفة من هذه التسوية التي قد تأتي في سياق خارج عن رغباته وحلفائه .
ووسط هذه الاجواء الإيجابية تشير المصادر الى انطلاق عجلة الحل يأتي في سياق تفاهم إقليمي حول الوضع في لبنان وضرورة إيجاد الحلول العاجلة للأزمة اللبنانية دون انتظار أي من الملفات الأخرى وخصوصا الملف السوري .