لعبت تركيا دوراً كبيراً في الحرب السورية ومازالت تسهم فيها من خلال توفير الدعم المسموح وغير المسموح لجماعات المعارضة ووقفت بقوّة ضدّ كل المحاولات الآيلة إلى اعادة تركيب سوريا وفق هندسة سياسية تعيد الأسد إلى السلطة من بوابة التسوية الدولية والإقليمية وتابعت بحذر تدخل روسيا في الحرب السورية لصالح الأسد وفي اللحظة المناسبة ضربت ضربتها الموجعة والمؤلمة لفخر الصناعة الجوية الروسية عندما أسقطت الطائرة الروسية الأكثر تقنية من بين الطائرات الحربية .

ودخلت تركيا مع روسيا في حسابات سياسية جديدة من شأنها أن تعيد النظر في كثير من التفاهمات بين البلدين وعلى مستويات اقتصادية تحديداً باعتبار ان سلّة التعاطي الروسي – التركي مملوءة بأوراق من الاتفاقيات والالتزامات الخدماتية والاقتصادية ذات الريع المشترك ولم يرهق أردوغان نفسه للتأسف لحادثة  انزال الطائرة  الروسية التي أرادتها أنقرة وبدفع أميركي لفتة انتباه لقيصر لم يعد يرى احداً في المشهد المرتبط بالحرب السورية .

من جهتها أعلنت القيادة الروسية عن دور تركيا المشبوه في سوريا كونه يوفر السبل الآيلة الى دعم المعارضة على حساب النظام وفي تصريحه أمس أكدّ بوتين من فرنسا وبحضور هولاند أن مصير الأسد بيد الشعب السوري وهذه دعابة دُب لا يحسد عليها كما أنه اعتبر الجيش السوري حليفاً أساسياً في الحلف الذي يضم دول مواجهة الارهاب وبذلك خالف رغبة فرنسا وحلفائها ممن يرون في النظام أرهبة دولة بحق شعب عانى وحشية مفرطة بسفك دماء أبنائه .

هذا التباين الروسي – الفرنسي يغذي دور تركيا في ابقاء اصبعها موجوداً في الحرب السورية كأصيل مدافع عن الشعب بواسطة المعارضة التي يدعمها ويدفع الى اتخاذ تدابير فعلية للحدّ من تصرفات روسيا في سوريا وان أدّى ذلك الى اسقاط سوخوي أخرى طالما أن الموافقة الأمريكية متوفرة لها وحامية وداعمة لأمن تركيا .