ما زالت الدولة اللبنانية تحلم بالإستقلال ، هذا اليوم الذي أدركنا به أن 22 تشرين الأوّل الذي وثقّ "لبناننا المستقل"  ما هو إلا مجرد رقم ورقي وحدث تاريخي لا أساس له من الصحة ...

فالإستقلال والعدو الصهيوني يحتل البعض من أراضينا ومياهنا ، وطيارانه يخترق الأجواء غير آبه لا بسيادة ولا بقرارت دولية ، ما هو إلا "يوم مزيف" !

استقلالنا المنتهك حديثاً من داعش ، وقديماً من الأحزاب والتيارات اللبنانية ، ودائماً من الدول الشرقية والغربية والتي آخرها روسيا وما فرضته يوم أمس من حظر أجواء لبنان ، لا يعدو استقلالاً من الفرنسي يقابله ارتهاناً لجهات عدة .

هذا الإستقلال الذي لا أرزَ به ، ولا يحكمه إلا النفايات التي أغرقت الشعب ، والتفجيرات والإرهاب ، استقلال لوطن "الكرسي" لا رئيس به ولا شرعية ولا ديمقراطية ولا "حريات" ...

إلا أنه ومن سخرية "استقلالنا" هو ما تقوم به الدولة اللبنانية عبر وزيرها بطرس حرب لإجبار الشعب اللبناني على الاعتراف بهذا اليوم عبر اسماعه النشيد الوطني اللبناني كنغمة إلزامية عند كل اتصال ، وكأن هذا اليوم عند الطبقة السياسية اللبنانية يتلخص بـ "كلنا للوطن" ، وكأنّ كلمتين تكفيان لنصدق أننا أحرار ومستقلون !

 

من هنا نقول ، ليس بـ "كلنا للوطن" تبنى الأوطان ، وإنما بتحريره من التبعيات ومن الأزمات الداخلية التي فرضت عليه و التي أحرقت "الأخضر واليابس" ، فإحفظوا "وجه الوطن" وألغوا هذه النغمة عن هواتفنا لأنكم مهما كررتموها لن نصدق أنّ للبناننا استقلال ..