ما يجري في انحاء العالم من هجمات انتحارية ومسلحة من قبل تنظيم داعش وأخواته من جماعة بوكو حرام وحركة الشباب الصومالي وبقايا تنظيم القاعدة وردود الفعل الدولية على هذه الهجمات ، يشير وكأن العالم دخل في أجواء "الحرب العالمية الثالثة"، فروسيا ترد على إسقاط الطائرة الروسية بهجمات صاروخية عابرة للقارات وبعمليات عسكرية ومناورات بحرية وجوية ، فيما تعلن فرنسا الحرب المفتوحة على داعش ، وأما اميركا فقد شكلت منذ حوالي العام ونصف تحالفاً دولياً لمقاتلة داعش وقمة العشرين في اسطنبول تعلن الحرب على الإرهاب في كل مكان .

وتحوّلت الدول العربية والإسلامية وصولاً إلى أفريقيا إلى ساحات حرب مفتوحة ، فيما يتوقع البعض أن تمتد الهجمات الانتحارية والمسلحة إلى عواصم عالمية جديدة في أوروبا وآسيا وأميركا وأفريقيا ، كما تحدثت بعض الأوساط الغربية عن امتلاك تنظيم داعش لأسلحة بيولوجية وكيماوية ، بعدما نجح داعش في تنفيذ أربع عمليات كبرى في أربع مناطق في العالم في أقل من أسبوعين ( مصر – لبنان- فرنسا- مالي) ويبدو أنّ العمليات الأخرى قادمة.

فهل نحن متجهون إلى حرب عالمية ثالثة وجديدة ولكن ليس من خلال جبهات تقليدية بل حرب مفتوحة وتعتمد أساليب جديدة في القتال والمواجهة؟ أم أنّ ما يجري هو تمهيد لإجراء تسويات في الملفات الكبرى في المنطقة وخصوصاً الملف السوري واليمني والعراقي والليبي وأنّ العالم سيكون أمام يالطا جديدة او سايكس بيكو جديد؟.

يبدو أنّ كل الاحتمالات واردة ونحن أصبحنا في قلب الصراع وعلينا أن نحدد موقفنا ورؤيتنا لما يجري كي لا نكون مجرد حطب للنار التي تشتعل في العالم.

فعلى الأقل ينبغي إعلان مواقف واضحة تجاه ما يجري وخصوصاً من قبل التنظيمات الإسلامية المتشددة التي تجرنا إلى حرب مفتوحة في العالم لن تكون لصالح الإسلام والمسلمين ، بل هي تجر الويلات علينا وعلى العالم .

إنّ على القوى والحركات الإسلامية واتحادات العلماء المسلمين والمراجع الدينية الإسلامية أن يعلنوا بوضوح أنّ هذه الحرب ليست حربنا وليست حرب الإسلام والمسلمين وأن يسارعوا للدعوة لوقف كل الحروب والصراعات في المنطقة وأن يساهموا في التوصل إلى وقف للنار في كل الدول العربية ولا سيما في سوريا واليمن وليبيا، وأن يعلنوا براءاتهم من كل عملية انتحارية أو تفجير يطال الابرياء والمدنيين.

وإنّ على إيران والسعودية وتركيا وقطر ومصر وغيرهم من الدول العربية والإسلامية أن يسارعوا للقاء والحوار والمصارحة والبحث عن حلول لمختلف الأزمات القائمة وإلا فأننا متجهون جميعاً نحو آتون قاتل وحريق كبير.

فهل دخلنا في أجواء الحرب العالمية الثالثة ؟ أم ما يجري تمهيداً لتسويات كبرى على حساب العرب والمسلمين؟