فتحت حادثة الطائرة الروسية المُسقطة في مصر أبواب الهواجس الأمنية على مصارع متعددة أخافت القيادة الروسية وجعلتها تعيد النظر في تدابيرها الأمنية لا في روسيا فحسب بل في البلاد الأجنبية كافة لذا تسعى إلى المساهمة أمنياً في الخارج إلى جانب الدول التي تعاني من" الأرهبة" كما أنها اتخذت اجراءات متحسبة لأيّ فعل " داعشي " بعد أن تمّ تسريب معلومات عن احتمال قيام التنظيم بأعمال إرهابية داخل روسيا التي تنسف المسلمين السوريين يومياً بصواريخ طائراتها المتفرغة لهدم ما تبقى من الهيكل السوري .

كشفت صحف روسيا عن استعداد القيادة الروسية الى التعاون الأمني مع كل الدول وخاصة تلك التي تتوفر فيها حركة مرور للروس سواء كانت حركة مرور سياحية أو استثمارية أو عمالية وكشفت عن استعانة الأمن الروسي بالشبكات الأمنية الإسرائيلية في هذا المجال للإستفادة من الخبرات الإسرائيلية حرصاً على الشعب الروسي في الداخل والخارج .

هذا التعاون القديم الجديد بين الروس والإسرائيليين من شأنه أن يُهدد محور المقاومة والممانعة خاصة وأن الاتحاد الروسي قد دخل الى هذا المحور ومن مواقعه القيادية ليسهم في قيادة مرحلة من أصعب المراحل التي مرّت وتمرّ بها دول الممانعة لإمكانية اسرائيل من الاستفادة من المعلومات الروسية التي تحصي وستحصي كل شيء يتحرك في الساحتين السورية واللبنانية اضافة الى الساحة الايرانية وهي الساحة المقلقة لتل أبيب كونها تشكل خطراً استراتيجياً لا على أمن اسرائيل فحسب بل على وجودها بحسب الادعاء الاسرائيلي .

من هنا يبدو أن خطر التعاون الأمني بين روسيا واسرائيل لن يطال تنظيم الدولة اذا طاله أصلاً لأن محور الممانعة يعتبر " داعش " مصدراً اسرائيلياً وبالتالي فان التعاون سيكون ضدّ أطراف الممانعة لأن اسرائيل متهمة من قبلهم بدعم السلطويات العربية وبتغذية عناصر التطرف والارهاب في المنطقة واذا ما كان الاتهام في محله فان روسيا تفتح لاسرائيل ابواب التغلغل في العمق العربي وخاصة في الدول التي تشهد حروباً ضروساً وتسهم فيها روسيا بكيدية سياسية عالية أو بمشاركة عسكرية كبيرة وقوية كما هو حالها في سوريا .

وبكل الأحوال هناك عاصفة من الاسئلة التي ستجتاح سياسات دول الممانعة للإجابة الفورية عن دور التعاون الاسرائيلي في المنطقة ولصالح من؟ وضدّ من ؟ بعد أن قرر الروس حماية أمن اسرائيل من جهة ودعوتها للتعاون الأمني من جهة ثانية ضدّ ارهاب هم متهمون باستخدامه وبتوظيفه عوضاً عن المساهمة في تأسيسه.