لعل أبرز ما حفل به الاسبوع الماضي من أحداث سياسية في البلاد هو السجال الحاصل بين حزب الله وتيار المستقبل، حيث يشاء الطرفان على إدخال البلاد في أتون مصالحهم ومكتساباتهم السياسية والحزبية على حساب لبنان، متجاهلين تماما مصلحة لبنان والشعب اللبناني خصوصا في ظل المشاكل السياسية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد.
وبغض النظر عن التصريحات والخطابات التي استمعنا إليها من مسؤولي الطرفين، فإنها لا شك تأتي في سياق احتقان سياسي مزمن بين الطرفين وهي بالتالي ستنعكس سلبا على الأوضاع الداخلية في البلاد وتزيد من حدة التوتر القائم، وهي مسؤولية تتحملها هذه الأحزاب حيث لم يعد جائزاً أن تتحمل البلاد تبعات الخطابات والمواقف الحادة التي يطلقها هؤلاء هنا وهناك ولم يعد مقبولا أن تبقة البلاد رهينة هذه الخطابات والمواقف المسيئة.
أمام هذا الواقع لقد آن للبنانيين أن يدركوا أن الحزبية اللبنانية لم تعد مصدرا للإثراء السياسي والإجتماعي، بل أصبحت مصدرا للتوتر والقلق والشلل الذي يصيب البلاد ويؤدي إلى مزيد من الجمود السياسي وإلى المزيد من اللااستقرار وخصوصا مع التداعيات الامنية والسياسية التي تعيشها المنطقة .