يخوض التيار الوطني الحر فترة المخاض في الرابية ، هذه الفترة التي ارتهنت بتصعيدات الأورونج الأخيرة التي لم تؤدِ إلى النتائج التي إبتغاها زعيمه وإنّما عاكسته ، ممّا إضطره لإخضاع مواقفه الإنفعالية لإعادة ولادة  لبنانية عسيرة ، ولعلّ أبرز الخطوات الدالة عليها هي العودة عن المواقف من قبل الجنرال ، والخروج من منهج الداعشية لمنهج الحوار والقبول بالأخر ..

دخان التباين العوني بينه وبين مواقف الحلفاء الناقدة والمسيسة بالدعم ، تصاعد أبيضاً ، جرّاء التبريرات التي تناوب العماد وصهره على إبرازها إعلامياَ .

وبالرغم من نبرة الخطاب النرجسية التي يعتمدها عون غير أنّ إعطاء المرادفات الصحيحة للمواقف الفوضوية ، والتراجع عن "تسمية الدواعش" وعن "مطلب الفيدرالية " ، ومحاولة تبرير الموقف إزاء الجيش حيث أن صفحة التيار الإلكترونية عمدت لإرتداء البدلة العسكرية ، في منحى لإعادة بوصلة عون الداعمة للمؤسسة العسكرية والتي تغير إتجاهها وفقدت مصداقيتها من بعد التهجم عليها وتسمية القناة لها بعسكر تمام .

 

التيار الوطني حالياً في "صمت مريب" ، فرضه عليه تخاذل الحلفاء والتلطي خلف خطابات "الضحك عالدقون " فلا فرنجية ذاهب معهم إلى شوارعهم ولا الحزب ، وبري لهم بالمرصاد وكذلك المستقبل .

إذا ، عون وحيداً ، في معركة هو الخاسر بها ، بعدما فقد أسهم الجيش وبورصة الإعلام .

 

ولعلّ خلف ركود البحيرة البرتقالية ، مبادرة جديدة يطلقها الجنرال من بعد مبادرتين فاشلتين "الأولى : الإنتخاب المباشر من الشعب ، والثانية : الإستفتاء المسيحي – المسيحي " .

وحراك كارثي "أودى بالتيار للتهلكة " ، وأفقدته الوطنية أمام الليمونية .

وربما أيضاً ، هناك اتصالات سرية ، تحاول إعادة تركيب الشارع المسيحي الذي فقد المصداقية بجنراله ، والشارع اللبناني ، الذي إسترجع كل تاريخ عون في إحلال الفوضى ثم الهرب .

 

عون في وضح حرج ، وحزب الله يقصي النفس عنه ، وأهل البيت المسيحي أعلنوها "وبالمانشيت العريض" ، لن يكونوا في بوابة الفوضى اللبنانية .

 

فهل يتمكن عون من إعادة التيار إلى لونه اللبناني ؟ أم أنّ البرتقال لن يعود إلى موسمه السياسي ؟