اعتداء مسلح على منزل الشيخ عباس الجوهري في بعلبك - الهرمل.. فماذا في التفاصيل؟!
 

لم تعد اعتداءات الغدر من وظيفة “خفافيش الليل”، فهناك من بلغت بهم الوقاحة أن يصوبوا رصاصهم الآثم في وضح النهار إلى البيوت الآمنة، غير آبهين بالأرواح التي خلف جدرانها!
فالجريمة الموصوفة التي استهدفت اليوم منزل رئيس المركز العربي للحوار الشيخ عباس الجوهري في بعلبك – الهرمل، لها دلالات كثيرة، أهمها التهديد والتهويل، إذ ليست هذه المرة الأولى التي يتعرض لها الشيخ أو من يحيط به إلى اعتداء أو فبركة، وإنّما هي الحادثة الثالثة منذ ترشحه للانتخابات، بعد ما تعرض له من محاولة فبركة ملف أمني له، ومن استهداف لمرافقه بالرصاص الحي!

إلا أنّ ما يُحمّل هذه الجريمة طابع “العار”، هو دناءة المقترف، الذي اقتنص فرصة وجود الشيخ في بيروت، ليمارس اعتدائه على منزل تسكنه فقط والدة الشيخ!

وتعقيباً على هذه الحادثة كان الشيخ عباس الجوهري قد عقد مؤتمراً صحافياً أكّد فيه أنّ “مؤشرات هذا الإعتداء خطيرة جداً لأنها تأتي بعد انتهاء مرحلة الإنتخابات حيث من المفروض أن النفوس هدأت وخفّت أجواء التشنّج الإنتخابي وهذا يوحي أن الإعتداء هو في سياق مختلف وعن سابق تصوّر وتصميم”.
مضيفاً “إستهداف المنزل بهذا الكم الهائل من الطلقات وبوضح النهار وأمام أعين الناس والمارّة دليل فاقع أن الفاعل لا يقيم وزناً لا للقانون ولا للأجهزة الأمنية”.
وختم الجوهري مؤتمره بالتشديد أنّ “هذا الفلتان الأمني هو أبشع أنواع الفساد الذي وعدنا السيّد “حسن نصرالله” أنه سوف يحاربه، وعليه فتسليم الجناة هو الإمتحان الأوّل”.

موقع “جنوبية” من جهته تواصل مع الشيخ عباس الجوهري الذي أكّد لنا أنّ الهجوم المسلح على منزله في بعلبك – الهرمل قد حصل أثناء تواجده في بيروت، لافتاً إلى أنّه ” تمّ إطلاق كمية هائلة من الرصاص على المنزل الذي لم يكن في داخله إلاّ والدتي التي هي والدة “شهيد” دفع دمه دفاعاً عن لبنان”.
هذا الهجوم الذي استهدف منزل الشيخ الجوهري عند الساعة الواحدة والنصف من ظهر اليوم الثلاثاء 15 كانون، تسبب بالكثير من الأضرار المادية، بحسب ما أشار الشيخ لموقعنا، وهو إذ اعتبر أنّ ما حدث هو “رسالة”، إلا أنّه قد وضع هذا الاعتداء في نفس سياق الاعتداء السابق على مرافقه، مؤكداً أنّ “المجموعة الغوغائية نفسها هي التي تقوم بهذه التجاوزات من دون وجود من يعمل على تهدئتها”.

ورأى الجوهري أنّ ما حصل يأتي في سياق الانتخابات النيابية ونتائجها، وكأنّ هناك من يقول أنّ الاعتراض بات ممنوعاً في الأطر الديمغرافية، ليؤكد بالتالي “نحن لا يمكن أن ننجر لا إلى السلاح ولا إلى التسلح ولا إلى الميليشيا، بل إننا مصرون على الدولة وعلى أن يأخذ القانون مجراه وأن تتحقق العدالة، وأن تقوم المؤسسات الأمنية والقضائية بدورها في حماية المجتمع”.

هذا وتأسف الجوهري أنّ هناك من يريد أن يبقي البلد في هزات أمنية، مشيراً إلى أنّ ما تعرض له من هجوم وقح يأتي في إطار التحدي، ومتسائلاً “هل هذه هي رسالتهم التي تحمل عنوان (نحمي ونبني)؟، هم ماذا يبنون؟ هم يدمرون ما بنيناه، ويفلتون علينا الزعران الذي يرعبون أمهاتنا، إنهم يتشدقون بفلسطين وحماية فلسطين من اليهود وهم أشد لؤماً وخبثاً في التحريض علينا”.

وأشار الجوهري إلى أنّه “يوم بعد يوم يتم اكتشاف الوجه القبيح لخطاباتهم التحريضية، هذه الخطابات التي يتملصون منها ليحموا بالتالي مفتعليها، فما هذه الاستراتيجية السخيفة؟”.

وفي سؤال له عن الجهة التي ستحمي أمنه وإن كان سيقصد بعلبك بعد الحادثة، قال الجوهري “على الدولة أن تحميني”.

مضيفاً “بالطبع سأذهب إلى بعلبك، فنحن نحمل خشبتنا على ظهرنا وننتظر من يصلبنا عليها، والخوف ليس في قاموسنا، نحن خوفنا على البلد وهذه الجرائم هي برسم رئيس الجمهورية وبرسم رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب، وبرسم رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إن كان ما زال يسمع وما زال يتابع”.

وختم الشيخ عباس الجوهري مشدداً “برسمنا جميعاً هذا الاعتداء الآثم، وفي نهاية المطاف إن كان القضاء الذي يحكم باسم الشعب اللبناني معطلاً، فإنّ الرأي العام هو الذي سوف يحكم على هؤلاء الأوباش وأنا أصر على كلمة “أوباش” لأنهم بلا عقل ولا دين ولا منطق ولا يراعون أي قانون”.