لقد بات في حكم المؤكد أن الهدف الكبير لحزب الله من معركة القلمون التي يخوضها بالتقسيط منذ عدة أيام هو سعيه للسيطرة على جرودها ثم أحكام القبضة على جرود عرسال لتأمين مناطق تواصله مع مناطق النظام السوري وضمان خطوط الإمداد معها مستخدما شعار حماية القرى المحاذية لجرود القلمون وهو ما عبر عنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته الأخيرة التي ألقاها في السادس عشر من الشهر الجاري عندما تحدث عن حق اللبنانيين والبقاعيين من كل الطوائف خصوصا من أهالي منطقة بعلبك الهرمل إلا يعيشوا في جوار الجماعات الإرهابية من جبهة النصرة أو القاعدة أو غيرهم من الإرهابيين.

وفي هذا السياق فإن حزب الله يتحضر ويضع الخطط لشن هجوم على جرود عرسال وخوض معركة يعتبرها المعركة الفاصلة لدحر جبهة النصرة وتحرير هذه الجرود من الإرهابيين. على ان الخطورة تكمن في ما يسعى إليه الحزب لزج الجيش اللبناني في معركة عرسال وتوريطه في حروب ضد الجماعات الارهابية إلى جانب النظام السوري.

وقد بدا ذلك من خلال محاولة السيد نصرالله رمي الكرة في ملعب الحكومة حين قال أن الفرصة لا تزال متاحة أمامها لأن تتحمل الدولة المسؤلية وأن يتحمل - من اعتبرهم أصدقاء هؤلاء الثوار - المسؤولية مع معرفته المسبقة أنه لا الحكومة ولا أطرافها سوف يعطونه الموافقة على التورط بالذهاب معه إلى الحرب. فحاول استنهاض أهالي منطقة بعلبك الهرمل من خلال استثارة مشاعرهم عندما وصفهم بالشرفاء الذين يرفضون التعايش جنبا إلى جنب مع الإرهابيين.

وعليه فإن طرح موضوع جرود عرسال على مجلس الوزراء مداورة بين وزراء حزب الله ووزراء حليفه العماد ميشال عون يبدو مقدمة للذهاب إلى خيار الحرب هناك عبر مواجهة محتملة يخشى أن تؤدي الى زج الجيش قسرا في معركة يضطر إلى خوضها كما حصل في الأول من آب عام 2013 بعد ان يبدأها الأهالي بحيث لن يكون أمام الجميع إلا دعم الجيش كما حصل في محطات عدة سابقة.

فحزب ألله الذي يسعى إلى تجنب الفتنه المذهبية في الداخل اللبناني من خلال مشاركته في الحوار مع تيار المستقبل فإنه سيعرض البلد للوقوع في فخ هذه الفتنة خلف جرود عرسال ويسعى إليها ولو حبوا على الثلج................