أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي يوم الإثنين قراراً يطالب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالإفراج عن ثلاثة من المواطنين الأميركيين من أصول إيرانية معتقلين لديها ، تتراوح التهم الموجهة إليهم بين العمالة والإرتداد، والعمل من أجل تحرير ضابط متقاعد في المخابرات الداخلية الأميركية مخطوف في الأراضي الإيرانية.

وصوّت جميع النواب التسعون في مجلس الشيوخ لهذا القرار ، الذي إقترحه السناتور الجمهوري جيمز ريش، وسبق له أن طالب السلطات الأميركية بإشتراط الإفراج عن هؤلاء المعتقلين، كشرط مسبق للدخول في المفاوضات النووية مع إيران .

والسجناء الثلاثة هم : القس سعيد عابديني متحوّل من الإسلام إلى المسيحية ، حصل على الجنسية الأميركية بعد أن أقام بها ، ولدى عودته إلى إيران في العام 2011 اعتقل وأدخل السجن، بينما العقوبة المصرّحة لإتهامه هي الإعدام !

والثاني أمير حكمتي ، جندي سابق في الجيش الأميركي ، الذي ذهب إلى إيران قاصداً زيارة جدته ، واعتقل بتهمة العمالة والتعاون لصالح بلد معادية.

وصدر الحكم بسجنه عشر سنوات، بعد طلبه إعادة النظر في حكم الإعدام الصادر بحقه .

والثالث هو جيسون رضائيان، مراسل صحيفة واشنطن بوست ، اعتقل من دون توجيه إتهام رسمي له وألمح وزير الخارجية محمد جواد ظريف بأنه تمّ إستغلاله من قبل موظّف في جهاز مخابراتي أجنبي . ويبدو أن هؤلاء يدفعون ثمن توتر العلاقات بين البلدين .

وأما الرابع الذي هو روبرت ليوينسون ، ضابط متقاعد في المخابرات الأميركية الفدرالية ، اختطف في جزيرة كيش الحرة الإيرانية في العام 2007 ومصيره مجهول لحد الآن .

يبدو أن إيران تريد أن تلعب بأوراق هؤلاء في علاقاتها مع الولايات المتحدة ، والدليل على ذلك هو مع الإقتراب إلى نهاية مهلة المفاوضات النووية ، في لوزان، بشهر آذار، أعلن القضاء الإيراني عن تجديد محاكمة جيسون رضائيان، ولكن بعد ما لم يصل الطرفان إلى أكثر من تفاهم غير ملزم، تم تأجيل المحاكمة إلى موعد آخر.

ومع إقتراب الوصول إلى الإتفاق النهائي، يبذل الجمهوريون في مجلس الشيوخ، جهوداً مكّثفة لتحرير هؤلاء، حتى يحصلوا على مكسب، مقابل الديمقراطيين، الذين سيُسجّل التاريخ إنتصارهم في الحصول على الإتفاق النووي مع إيران وربما تطبيع العلاقات معها .