بعد انتهاء جلسة الحوار يوم أمس بين تيار المستقبل وحزب الله عادت التصريحات والتصريحات المضادة إلى صدارة الاهتمامات الاعلامية والسياسية حيث أن ما صدر عن وزير الداخلية نهاد المشنوق وهو من المشاركين في جلسات الحوار بين الطرفين يؤكد اتساع الهوة في الملفات الكبرى وأن هذا الحوار بات ممرا لحلحلة بعض الملفات الامنية الصغيرة العالقة بين الطرفين .
وإن متابعة الكلمة التي ألقاها المشنوق يوم أمس أمام العائلات البيروتية من شأنه أن يؤكد استمرار الخلافات السياسية بين الطرفين بل واتساع الهوة في هذه الخلافات يوما بعد يوم ,كما أن تصريحات المشنوق ربما ستستدعي ردا عليها من قبل حزب الله ومسؤوليه أو من خلال الكلمة التي سيلقيها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم الجمعة القادم خلال الاحتفال التضامني مع الشعب اليمني نظرا لما تضمنته كلمة المشنوق من مواقف حول الأحداث الجارية في المنطقة وخصوصا الملف اليمني .
المشنوق رد بشكل مطول على الإساءات التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية سواء من داخل لبنان أو من قبل الجمهورية الاسلامية الإيرانية مباشرة وبالتحديد على ما جاء في كلمة المرشد الأعلى السيد علي خامنئي وهو بردّه أيضا أساء بطريقة ما إلى الجمهورية الاسلامية الايرانية , وبنحوٍ ما فإن الخلافات السياسية العميقة والعلاقات المتوترة بين إيران والسعودية جعلت من لبنان ساحة لهذا الصراع حيث سارعت بعض الاحزاب اللبنانية بما فيها تيار المستقبل وحزب الله الى الإصطفاف السياسي مع إيران من جهة ومع السعودية من جهة أخرى.
وبعد كلمة المشنوق يوم أمس سيكون اللبنانيون على موعد يوم الجمعة المقبل مع خطاب للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله حيث سيتضمن هذا الخطاب أيضا مجموعة من المواقف التي من شأنها أن تؤجج حالة الإنقسام الموجودة على الساحة اللبنانية وبالتالي تكريس لبنان مسرحا لتنفيس حالة الإحتقان بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية .
نهاد المشنوق دافع بشدة عن المملكة العربية السعودية والدول العربية الاخرى معتبرا المملكة من المساهمين في العمل على وحدة العرب والمسلمين ومن المساهمين في استقرار الدول العربية وخصوصا لبنان, وفي الوقت نفسه شن المشنوق هجوما عنيفا على الجمهورية الاسلامية الايرانية مساويا بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والعدو الاسرائيلي, وكذلك أثنى المشنوق على دور العربية السعودية في عاصفة الحزم متمنيا الوصول الى نهايتها السعيدة .
وفي هذا الوقت من المنتظر أن يتناول الامين العام لحزب الله هذه الاحداث وسيدافع هو أيضا عن الجمهورية الاسلامية الايرانية وسيتحدث عن مساهمتها الكبيرة في العمل على استقرار المنطقة ودعم الحركات المقاومة للعدو الاسرائيلي في المنطقة وسيجدد موقف الحزب الرافض للعملية العسكرية السعودية والتي يعتبرها عدوانا على الشعب اليمني إلى غير ذلك من المواقف المعروفة .
وعليه يبقى لبنان الساحة الأبرز لتظهير الصورة الحقيقية للصراع السعودي الإيراني في المنطقة وسيبقى حزب الله وتيار المستقبل على رأس هذا الصراع لبنانيا ما سيؤدي حتما الى تأجيل كل الاستحقاقات الداخلية التي ينتظرها اللبنانيون وستؤدي أيضا إلى المزيد من الإحتقان السياسي والمذهبي على الساحة اللبنانية وتمديد الأزمة السياسية الى أمد غير معلوم.

كاظم عكر