سلمان الانصاري وغيره من نُخب مراكز الدراسات الخليجية قالوا صراحة بأن ايران بعد عاصفة الحزم هي غيرها ايران ما قبل عاصفة الحزم أيّ أن ايران المهددة والمتوعدة للدول الخليجية تحديداً لم تعد موجودة على خارطة القوّة في المنطقة بعد أن وحّدت بفعل سياساتها السلبية وتدخلاتها المُهينة في الأمن العربي , الدول العربية ولأوّل مرة نشهد صف عربي مرصوص وموقف عربي فعلي يتجاوز المواقف التقليدية والتي لا ترتقي الى حدود الأفعال .

اذاً ثمّة معطى عربي جديد بدأ مع عاصفة الحزم في اليمن بعد أن شعر الايرانيّون بفائض القوّة في دولة مفتوحة على أمن دول لا يمكن المساس بها وتوهموا بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد أصابها العمى الطوعي فما عادت ترى ما تفعله ايران في المنطقة من تدخلات مباشرة هزّت ربيبة أمريكا اسرائيل وحليفتها الثابتة المملكة العربية بطريقة دفعت الاسرائيليين والسعوديين الى مواجهة مسودة الاتفاق الأمريكي – الايراني الذي استغلته ايران للامساك بأوراق قوتها دفعة واحدة من العراق الى اليمن وما بينهما من حضور فعلي وقوي للجمهورية الاسلامية .

وعلّق الانصاري وآخرين على تصريح وزير الخارجية الايرانية ومناشدته الى الحوار في اليمن بشيء من السُخرية من دبلوماسية تنشط في استعجال الحوار بين اليمنيين بعد أن هدّمت عاصفة الحزم وبساعات ما بنته ايران من يمن حوثي بسنيين .

وأكدّ بأن ايران لا تستطيع أن تقدم شيئًا للحوثيين غير الاستنكار ووصف ايران بأنها دولة جبانة لأنها لم تقاتل في كل الحروب القائمة في المنطقة بواسطة أجهزتها العسكرية وانما تخوض حروبها بواسطة حلفائها من الحوثيين الى حزب الله الى الحشد الشعبي الشيعي العراقي الى النظام العلوي في سورية والتنظيمات الشيعية الوافدة اليه بدعوة من القيادة الايرانية .

لذا لا تملك ايران في اليمن اليوم سوى الرهان على صمود الحوثيين وبقاء علي عبد الله صالح على ثباته في الشراكة الملغومة مع عبد الملك الحوثي .

يبدو أن ايران ومهما كانت نتائج اليمن قد خسرت معركة احتلال اليمن والامساك ببوابة المصالح الاقليمية ونجح السعوديون في استغلال المواقف والسلوك الايراني في اليمن وغيره بتأسيس جبهة عربية ضدّ ايران وهذه خطوة تكاد أن تكون استثناءً في التاريخ العربي وفي التجربة العربية وهذا ما سيكبح جماح ايران في منطقة صادرت فيها القوّة منذ ولادة مشروعها القومي ومن الممكن وبحسب القراءة الخليجية أن تتدهور المفاوضات الأمريكية – الايرانية اذا ما ثبُت للبيت الأبيض أن ايران التي اظهرت نفسها كقوّة اقليمية متجاوزة للقدرات العربية ما هي الا حالة غريبة وضعيفة في الجسم العربي والاسلامي بعد أن خرج العرب والمسلمون كأمّة واحدة بوجه الأمّة الفارسية .

لا شك بأن الحسابات اليمنية على ضوء العاصفة سيكون لها ترتيبها الجديد اذا وجدت من يلاقي رياحها على الأرض .