ما ستسمعونه بعد ايام من شهادة امام المحكمة الدولية، انما هي شهادة اسرائيلية من شخص اسرائيلي في محكمة اسرائيلية

هذا باختصار ما يرمي اليه فريق 8 اذار من وراء الهجوم الشرس الذي يُشن على دولة الرئيس فؤاد السنيورة، فهذا الفريق الذي يخوض بإعلامه وابواقه حملة التشهير والقدح والتشكيك بمصداقية المحكمة والتي لم تتوقف هذه الحملة منذ لحظة تأسيسها، بل منذ لحظة اقرارها في مجلس الوزراء اللبناني  وما رافق تلك اللحظة من محاولات تعطيل ولم ييأس الى الان وهو مستمر على هذا المنوال .
ولان عجلات المحكمة انطلقت وبوتيرة متسارعة مما يعني الفشل الذريع لهذا الفريق واعلامه الذي كان وما برح يخبر اللبنانيين عبر روبرتاجات دعائية عن استحالة انطلاق اعمال المحكمة الا لسنوات طويلة وطويلة جدا,  وكلنا هنا يذكر جيدا مراسل تلفزيون الجديد (المتخصص بهذا الملف) وهو يجول بمبنى المحكمة وقاعاتها عندما كانت مجرد بناء مهجور والنتيجة التي انتهى اليها التقرير يومئذ عن المدة الزمنية البعيدة التي سوف تستغرقها من اجل تسوية هذا البناء كي يصبح جاهزا للعب دور المحكمة الدولية، مع الاشارة هنا وهناك ودائما عن التكلفة المالية الباهظة التي لا ينسى تلفزيون الجديد التذكير فيها كل يوم وبكل نشرة .
وللاسف فان دفاع الفريق المتهم بالجريمة ودحض الاتهامات عنه لم يسلك المسار القانوني الطبيعي عبر آليات المحكمة بالرغم مما توفره لهم من اعلى درجات الحقوق الدفاعية، بل نجد أن جل همّ هذا الفريق هو الدفاع الاعلامي وعبر الشاشات، وكأن كل ما يعنيه ليس التبرئة القانونية والحقيقية بل الهمّ الاوحد عنده هو كيفية منع  الرأي العام اللبناني ( الممانع ) من تصديق التهمة ليس الا، بغض النظر عن الادلة المساقة بحقه .
ومن هنا فقط يمكن ان نفهم الخلفية الحقيقية للهجوم على شخص فؤاد السنيورة عشية الادلاء بشاهدته امام المحكمة الدولية، وما يمكن ان يكون لهذه الشهادة من وقع كبير ومن متابعة واسعة كونها تصدر عن رجل بحجم السنيورة ودوره المقرب من الشهيد الحريري وما يمكن ان يحمل في جعبته من اسرار ومعلومات ستشكل حتما مفصلا اساسيا في مجريات المحاكمة لانه ومن غير المنطق ان يكون السبب وراء هذا الهجوم هو ما تلاه السنيورة من بيان في ذكرى 14 اذار، فالبيان موضع الانتقاد لم يكن بيانا شخصيا وانما هو بيان كل المجتمعين، ومضامين ما جاء في البيان انما اكد عليه في وقت لاحق وتبنته كتلة المستقبل بعد اجتماعها الاسبوعي.
صحيح ان التهجم على الدور الايراني في لبنان والمنطقة يعتبر من المحرمات الكبرى ومن الخطوط الحمراء التي تثير حفيظة الفريق الايراني لحد التهديد بنسف الحوار وكل اجواء التهدئة في البلد، الا ان اختصار الردود وحصرها بالرئيس السنيورة واختصارها بشخصه دون فريقه لهوَ مؤشر واضح عن الغاية الحقيقة بالخصوص اذا ما لاحظنا عودة اللغة التخوينية ( بعد غياب ) والاتهام الصريح على لسان وهاب بالعمالة لاسرائيل وما يشكل ذلك من " اغتيال " سياسي واضح وتهيئة الرأي العام الممانع بأن كل ما سوف تسمعه لا يعدو اكثر من شهادة اسرائيلة .. ومن هنا فلا عجب من عودة هذه الاساليب ولا غرابة لفهم هذا الهجوم ، انها المحكمة يا عزيزي .