السير على الطرقات من طرابلس إلى عكار يحتاج لصبر وتقوى ، فالمسافة تسلب من الوقت الضعف وأكثر فضلاً عن التعب الجسدي والنفسي ... البداية من طرابلس ، فمن التل لمنطقة القبة يلزم بالأحوال الطبيعية خمس دقائق غير أنه وفي ظل المواقف المتعددة وخطوط السير المتشعبة و الغير المنظمة وانتشار البسطات والسوق ومحلات بيع الألبسة والأحذية المستعملة ، يلزم المواطن نصف ساعة ليصل لبيته الكامن في القبة ... والأمر سيان على خط ساحة النور بإتجاه الضم والفرز فالمواقف المتمركزة في الأسواق تجعل من السير ( ماشي على بيض ) . أما على صعيد الطرق الممتدة لعكار فالأزمة متفاقمة والمصيبة أضخم ؟ فإن تفهمنا الأوضاع الأمنية والحواجز المتنقلة التي تفرض زحمة خانقة ( حاجز دير عمار مثلا ) والذي يسبب وخاصة في أوقات الظهيرة (عرقلة مش طبيعية ) ، لا يمكن أن نتفهم أزمة الطرقات المبالغ فيها والمهملة . ساحة العبدة ، مفرق ببنين ، مفرق شيخ محمد ، مفرق كوشا ، مفرق برقايل ، ساحة حلبا ... وأزمة سير لا تنتهي ؟ فخطوط السير هذه وجدت منذ فترة طويلة في وقت كان فيه عدد السيارات لا يصل لثلث العدد الحالي ( وبوقتا كانت مقبولة ) ، اما الآن ولقد تضاعف العدد بشكل ضخم فضلاً عن انتشار المحلات على الأطراف وتوقف السيارات للتسوق منها خلق مشكلة سير خنقت المواطن ، ففي مفرق برقايل مثلا تستوقفك زحمة غير طبيعية وهناك يتوقف أكثر من خمسة درك لتنظيم السير ومع كل المحاولات لا تنظيم قادر على حل الأزمة ، فالزحمة حاضرة ولم تتغير ... حتى قال أحد المواطنين من هناك لو أنهم بنوا جسراً بدل من صرف 5 معاشات لتنظيم سير لا ينظم ، لوفروا عجيبتهن و وفروا عوقتنا ... أما ساحة العبدة فالمشكلة أكبر ، حيث أن الخط الدولي المؤدي إلى سوريا هو تقاطع طرق يضطر به المتجه من طرابلس إلى سوريا أن ينتظر ابن عكار ليمر والعكس أما عن الحل فهو ببساطة جسر حتى يتمكن الذاهب من طرابلس إلى سوريا أن يتجه مباشرة دون أن يعيقه ابن عكار . وعلى صعيد مفرق شيخ محمد أزمة مماثلة والحل إما جسر وإما تحويل طرق لتنظيم الطريق بشكل لا يضطر القادم من وادي خالد المرور بحلبا ، فكل القادمين من عكار العتيقة ودريب وأكروم وغيرها من مناطق السهل هناك لا بد لهم المرور من الساحة مما يسبب ضغط هائل عليها . فهذه الساحة أي ساحة حلبا هي المصيبة كبرى ، مواقف باصات ، مدارس ، محلات ضخمة ، ونقطة التقاء القادم من عكار والمتجه إليها مما يسبب حالة لا توصف من الفوضى ومن العرقلة ... وفي سياق موضوع الزحمة والجسور الضرورية ، فقد أفادنا أهل المناطق هناك أنه قد سبق وقدم النائب معين المرعبي تصور (وهو مهندس) في أحد اجتماعات تيار المستقبل في الكواشرة لمشروع للجسور التي يجب أن تقام في مفرق برقايل وساحة العبدة ، ولكن لم يتخذ الموضوع منحى جدي ولم يبصر النور . وهذه الزحمة المتكررة على كل المفارق لا تتعب فقط المواطن جسدياً بل تسبب العديد والعديد من حوادث السير والعديد من المشكلات بين السائقين ( اليومية تقريباً) ، كما تسبب ضياع الاتجاه في كثير من الأحيان للذين يجهلون زواريب المناطق ، فضلاً عن تضييع الوقت بشكل مبالغ . والمسؤولية في هذا الأمر تقع على كل نواب المناطق وكل الفعاليات من مخاتير وبلديات إذ عليهم المطالبة لعرض الموضوع على وزارة الأشغال العامة بجدية ، فالبلديات وإن كان لا سلطة لها ولا ميزانية لإنشاء هذه المشاريع الضخمة إذ لها تكاليف من استمكالات وتعويضات وغيرها ولكن لها الدور وعليها واجب في ايصال الصوت والمطالب التي تخفف من وقع هذه الأزمة المزمنة . من يسمع ؟ لا أحد ببساطة فوزارة الأشغال العامة رفعت الغطاء عن طرابلس وعكار فالمشاريع أو يقام نصفها او لا تقام حتى ، فمثلاً مشروع الجسر الذي يربط عكار ببيروت دون الحاجة للمرور بطرابلس قيد الإهمال بوشر ولم يكمل ، وكذلك المطالبة بترميم جسر البالما وإصلاحه لم تتحقق حتى الآن على الرغم من الاعتصامات وجدية المطالبين . فهل نكون مثاليين إن طالبنا من دولة تهمل الموجود من الجسور ولا تستكمل الذي بوشر ، أن تبنيَ المزيد إكراماً لراحة المواطن ولوقته ؟؟