أجرت إيران الأسبوع الماضي مناورات عسكرية بحرية بدأت يوم الأربعاء وانتهت يوم الجمعة واطلق عليها اسم الرسول الاعظم وهي المناورة التاسعة في تاريخ الحرس الثورى الإيراني وأن كان عددها وحجمها تراجع في عهد الرئيس حسن روحانى.

إلا ان اللافت في المناورة الجديدة أن الهدف الذي صوبت عليه الصواريخ الإيرانية كان سفينه أميركية. وليس مصادفة ان تأتي هذه المناورة بهذا الحجم وهذه الضخامة بالصواريخ المستخدمة والمقاتلات وبهذا الوضوح في وقت تجري مفاوضات حاسمة بين إيران والدول الغربية حول الملف النووى الإيراني وسط تسريبات متفائلة وصلت حد تسريب ملامح اتفاق لعشرة اعوام قادمة مع إيران.

فقد جاءت هذه المناورة وهدفها أميركي كورقة ضغط للتذكير بأن مضيق هرمز تحت القبضة الإيرانية ورسالة غير مباشرة بأن باب المندب أيضا تحت القبضة الإيرانية. فضلا عن تزامن هذه المناورة مع دخول حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول مياه الخليج وبدئها العمليات الحربية فوق العراق ضد مواقع للجماعات الإرهابية. وما لهذا الوجود الفرنسي من معان تفهمها طهران جيدا والتي لا تنظر بارتياح إلى الدور الفرنسي سواء في معالجة الأزمة في سوريا او في المفاوضات النووية الإيرانية.

وقد اختبر الحرس الثوري الإيراني خلال هذه المناورة صواريخ باليستية (زلزال وفاتح ونصر ) حيث أصابت أهدافا ثابته ومتحركة في مياه الخليج وأطلق الحرس الثوري طائرات بدون طيار مزودة بكاميرات رصد دقيقة واستخدم طائرات قادرة على الرصد في الليل والنهار. كما تم اختبار سلاح استراتيجي جديد اضيف إلى ترسانة ومؤسسة الدفاع البحري للحرس الثوري. وحول قدرات هذا السلاح الجديد اكتفى قائد القوة البحرية للحرس الثوري الإيراني الادميرال علي فدوي بالقول ان دخول هذا السلاح الجديد الخدمة سيلعب دورا مصيريا جدا في رفع القدرات البحرية لإيران على صعيد مواجهة التهديدات المحدقة لا سيما من قبل الولايات المتحدة الأميركية. وفي جانب آخر قال خبراء عسكريون إيرانيون ان المناورات كانت موفقة ورسالتنا إلى جيراننا هي تحقيق الأمن الدائم في المنطقة وفي الخليج العربي ومضيق هرمز.

وأن الأرض تتعلق بهذه الشعوب التي تسكن فيها ونقول لاعدائنا القادمين من خارج المنطقه ان إيران وبالتعاون مع جيرانها قادرة على الحفاظ على الأمن والسلام في المنطقة ولا حاجه لقدوم الغرباء اليها. لا شك ان مناورات الحرس الثوري الإيراني حملت رسائل متعددة أهمها الكشف عن أسلحة جديدة تمتلكها إيران والتأكيد على أنها قادرة على حماية المياه الخليجية والسيطرة على مضيق هرمز لتدرك بذلك الإدارة الأميركية والدول الغربية ان المفاوضات الجارية بشأن البرنامج النووي لم تأت من منطلق ضعف الموقف الإيراني وإنما من موقع القوة والثقة بالنفس.

وتتعدد رسائل هذه المناورة إذا ما قرئت في سياق تصريحات بعض المسؤولين الايرانيين واوضحها قول نائب القائد العام للحرس الثوري العميدحسين سلامي حين قال ( ان دائرة قوة إيران تمتد جغرافيا إلى شرق البحر الأبيض المتوسط وأن ميزان القوى قد تغير لصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية ) وهذا انعكاس واضح للتطورات الساخنة التي تجري في اليمن او محاولة التذكير بالدور الإيراني في سوريا