تعيين مدير لكلية إدارة الاعمال في الجامعة اللبنانية كان من شأنه أن يشعل حربا طائفية ,تلك هي الحال السائدة في لبنان حيث تطغى اللغة الطائفية والمذهبية على كافة المستويات وتتحرك النعرات الطائفية والمذهبية بمداها الاقصى عند أي تعيين سواء في السياسة أو غيرها ,والجديد على هذا الصعيد ما حصل بعد قرار رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين بتعيين مدير جديد لكلية إدارة الاعمال ومديرين آخرين في كليات الجامعة في الشمال الأمر الذي أدى إلى احتجاجات غير مسبوقة ذات طابع طائفي ومذهبي بحت من شأنه أن يضر إلى حد كبير تاريخ الجامعة اللبنانية وحاضرها ومستقبلها .
وفوجئت الاوساط السياسية والحزبية بالاحتجاجات والبيانات التي تلت قرار رئيس الجامعة حيث كانت هذه البيانات والاحتجاجات بعنوان طائفي ومذهبي استدعى تدخل القيادات السياسية والحزبية التربوية للمعالجة التي قضت أخيرا بانتصار منطق الطائفية تراجع رئيس الجامعة عن بعض التعيينات .
ان انتصار منطق الطائفية والمذهبية في المؤسسات التربوية الرائدة كالجامعة اللبنانية من شأنه ان يدعو إلى القلق الكبير من النزعات الطائفية التي باتت تتحكم بكل المفاصل الاساسية في البلد سواء السياسية والاجتماعية والتربوية وإن من شأن ذلك أيضا أن يقضي على صيغة العيش المشترك التي يتغنى بها اللبنانيون وزعماءهم منذ نشأة لبنان الأولى ومن شانه أن يقضي على الهوية الوطنية لمؤسسات حري بها ان تبقى بمنأى عن أي تجاذبات طائفية ومذهبية .
وفي هذا السياق تحدثت معلومات صحفية  أن اتصالات متسارعة واكبت التحركات الاحتجاجية التي تلت قرارات رئيس الجامعة وخصوصا في الشمال على الصعيدين السياسي والطائفي وادت إلى تعرض رئيس الجامعة لضغوط كبيرة أدت في النهاية الى عودته عن قراره المتعلق بتعيين الدكتور انطوان طنوس .
إن هذه الاحتجاجات واحتجاجات أخرى مضادة لها كلها تأتي في سياق الصراع الطائفي الذي يجب معالجته بدءا من الجامعة والجامعة اولا كونها المؤسسة الاولى التي تصنع الشباب اللبناني وإن هذه المعالجات لا تقتصر على الجانب التربوي وحده وليست من مسؤولية رئيس الجامعة وحده بل لا بد من العمل على خلق بيئة سياسية واجتماعية وتربوية تدعو لنبذ التعصب الطائفي وتجنب الجامعة اللبنانية خصوصا والشباب اللبناني عموما الدخول في خطيئة الطائفية والمذهبية  .

كاظم عكر