كشف حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير خارجية إيران في حوار مع صحيفة شرق الإيرانية عن ملابسات عودة السفير السعودي عبد الرحمن بن غرمان الشهري يشكل غير عادي وبعد أشهر من بداية عمله في إيران، قائلاً إن السفير بعد تقديمه أوراق اعتماده والبدأ بالعمل كسفير، قام بزيارة الشيخ هاشمي رفسنجاني وكانت الزيارة جيدة وإيجابية مما انتهت بتقبيل السفير السعودي جبهة الشيخ رفسنجاني.

وبعد فترة قصيرة من هذه الزيارة تم استدعاء السفير من قبل المملكة السعودية ووفق توضيحات السفراء العرب لوزارة الخارجية قيبل استدعاء بن غرمان إلى وطنه، إن تقيبل السفير السعودي جبهة الشيخ رفسنجاني، أثار تساؤلات الرياض. وأوضح السفراء أو السلطات العربية للوزارة الخارجية بأن تقبيل الجبهة لها دلالات كبيرة وخارج عن البروتوكولات ولهذا اعتبرت الرياض بأن سفيرها لدى طهران تجاوز البروتوكول وذهب إلى حد بعيد من الحميمية.

ويقول أمير عبد اللهيان إن السلطات السعودية منذ استدعاء السفير بن غرمان، أبلغونا رسمياً بأن مهامة الأخير في طهران انتهت وتم تعيينه لمكان آخر. وبما أن هذا التصرف كان غير معتاد، خاصة أنه لم يسنح له الفرصة لأداء زياراة وداعية في نهاية عمله بطهران، مضافاً إلى التساؤلات المطروحة حول استدعاء السفير بن غرمان، وأن الإجراءات الإدارية تأخذ وقتاً، لم نستعجل في قبول السفير الجديد، وبعد مضي فترة طبيعية، قبل شهر ونصف وافقنا على تعيين السفير الجديد.

وكما يقول مساعد وزير خارجية إيران، فإن السفير السعودي المعيّن لدى طهران، يقضي نهاية عمله كسفير في بلد آخر، وسيصل إلى إيران، بعد انتهاء عمله هناك.

ورغم هذا الحدث الذي تسببه تحفظات السعوديين البروتوكولية، أو سوء تفاهماتهم، ولكن هناك أحداث إيجابية وفق أمير عبد اللهيان، منها لقاء وزيري خارجيتي الإيراني والسعودي، ومؤتمرهما الصحفي بنيويورك، الذي أبدى الطرفان آراء إيجابية، ولكن ما تسبب في توتير الأجواء هو تصريحات الوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل خلال لقائه مع نظير أوروبي له، صرح فيها بأن إيران احتلت سوريا ويجب أن تنهي باحتلالها لها، بدل أن يقدر جهود إيران في مكافحة الإرهاب في المنطقة وسوريا.

هذه التصريحات أعطت ذريعة لجماعات ترى بأن السعودية غير جادة في تنمية العلاقات الثنائية، لتحذير السلطات من الثقة بالسعوديين، وأضاف عبد اللهيان بأن تصريحات سعود الفيصل متزامناً مع دعوته الرسمية لنظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، عقّدت الأمور.

وفي النهاية يرى أمير عبد اللهيان، بأن الخارجية الإيرانية مهتمة بتنمية العلاقات ، ومدركة لظروف السعودية وترى بأن الحوار انحج آلية لحل المشاكل، كما تأمل بتكوين تنسيق بين الطرفين من خلال الحوارات التي تجري حالياً، لمكافحة التهديدات المشتركة كالإرهاب والتطرف.