بحسب متخصصين فان الاقتصاد الإيراني هذه الأيام يمر بأسوأ  أيامه حيث  قال مسؤول ايراني بارز ان 95% من الايرانيين سجلوا اسماءهم في برنامج المعونات النقدية ما يشكل مشكلة للحكومة التي كانت ترغب في انفاق تلك الاموال على مشاريع اخرى.  وقال محمد باقر نوباخت نائب الرئيس لشؤون الادارة والتنمية، ان 73 مليون ايراني من اجمالي عدد السكان البالغ 77 مليون نسمة، اختاروا تلقي معونة شهرية قيمتها 14 دولار !

وقد بلغ حالياً سعر صرف الدولار الأميركي رسمياً في اسواق طهران حوالي 27000 ريال ايراني، اما في السوق السوداء فيبلغ حوالي 38000 ريال..؟؟

هذا يعني ان ايران الإسلام ودولة الامام المهدي بحسب ما يطلق عليها جهاز التعبئة والتوجيه في حزب الله تتعرض لخطر وجودي حقيقي ولغزوة لم تشهد لها مثيل من الجانب السعودي المتهم بالعمل على تخفيض أسعار النفط الذي يشكل الركيزة الأساسية للاقتصاد الإيراني .

امام هذا الواقع فان حزب الله بما يشكل من ذراع إيراني متقدم لن يقف مكتوف الايدي، فاذا كان قد قدم ويقدم عشرات المقاتلين في مشاركته بالقتال في سوريا للدفاع عن الاستثمارات الإيرانية في هذا البلد، فانه حتما هو حاضر لفعل أي شيء من اجل إزاحة خطر الغزوة السعودية الجديدة

وما الرسائل التي اطلقها بالأمس الأمين العام لحزب الله بما يتعلق باحداث البحرين الا بداية الغيث، فالبحرين بما تشكل من حديقة خلفية للمملكة العربية السعودية ليست هي الا صندوق بريد لايصال الرسالة الى من يعنيهم الامر .

وامام هذا التحول ينبري السؤال البديهي عن تأثير هذه المستجدات على الحوار الدائر حاليا بين حزب الله من جهة وبين تيار المستقبل بامتداداته السعودية من جهة أخرى، صحيح ان الحزب ابدى حرصا كبيرا في هذه المرحلة على تجنيب الساحة اللبنانية انعكاس ما يمكن ان تحمله من مضاعفات دخوله على خط الازمة الإقليمية بمشهديتها النفطية الا ان هذا لا يعني ان بأمكانه وحده  السيطرة على أدوات اللعبة ( على طريقة الدعوة الى القتال بالداخل السوري )!

لان من بديهيات الأمور ان تدخل حزب الله بملف البحرين من جديد سيحرج تيار المستقبل ويضعه امام معضلة كبرى اذ لا يمكنه الجلوس على طاولة حوار مع طرف يبعث برسائل تهديد الى النظام السعودي الا اذا كان تعليق هذا الحوار او نسفه لا يشكل عند الحزب أولوية يجب اخذها بعين الاعتبار.