ما اشبه اليوم بالامس. بالأمس ودع اللبنانيون عاما واليوم يستقبلون آخر. سنة مضت حبلى بالمشاكل والأزمات المتشابكة والمتراكمة. وسنة قادمة لا يبدو أنها تحمل مؤشرات توحي بالانفراج وإيجاد الحلول للمشاكل ألتي تتفاقم يوما بعد يوم.فالمشاكل والحلول لا ترتبط بالزمان بقدر ما ترتبط بتقاطع المصالح للقوى الفاعلة ولا ترتبط بالمكان بقدر ما ترتبط بالقوى المؤثرة على أرض الواقع من خلال القوى المحلية التي تهيمن على الجغرافيا والتاريخ. فالمشاكل التي ورثها العام الجديد عن سلفه العام المنصرم أكثر من أن تعد او تحصى وهي اكبر من طاقة اللبنانيون على إمكانية تحمل اعبائها وتداعياتها والأخطر على أمن واستقرار البلد بحيث تضعه على حافة الانهيار والوقوع في آتون الحروب الأهلية بعد ان وقع رهينة لصراع المصالح الإقليمية و الدولية. الأبرز من بين هذه المشاكل الموروثة مشكله العسكريين المخطوفين حيث مضى على اختطافهم أكثر من خمسة أشهر ولا يوجد بارقة أمل بإمكانية إيجاد حل لهذه المشكلة الإنسانية التي حولت البلد إلى رهينة بيد تلك الجماعات الإرهابية الخاطفة. ولا يبدو في الأفق المنظور ما يبعث على التفاؤل وما يوحي بالاقتراب من نهاية سعيدة لهذه المشكلة إذ ان السكين الارهابية التكفيرية تحفز رقاب الضحايا وتهدد بقطع رقابهم في كل لحظة ومع كل تصريح او موقف غير مسؤول لأحد السياسيين أو رجال الدين المعنيين بهذا الملف الشديد التعقيد في ظل فراغ كرسي الرئاسة في قصر بعبدا لفترة قاربت الثمانية شهور تخللها ستة عشر جلسة نيابية دون ان يتمكن النواب من انتخاب رئيس للجمهورية ينهي الشغور الرئاسي وذلك بسبب اصرار العماد ميشال عون حليف حزب الله ومرشح قوى الثامن من آذار على تعطيل جلسات الانتخاب رافعا شعار أنا او لا احد مستندا بذلك على قوة إقليمية داعمة له حيث استطاعت وعبر حلفائها في لبنان ان تحول عملية انتخاب الرئيس العتيد إلى ورقة للمساومة تستخدمها في مفاوضاتها مع الدول الغربية حول ملفاتها الاستراتيجية. أما ملف الفساد الذي بادر إلى فتح باب واحد منه الوزير وائل أبو فاعور وهو مشكورا وهو باب الغذاء ففيه ما تقشعر له الأبدان وتتقزز منه النفوس وخصوصا في اهراءات القمح في مرفأ بيروت وهو المادة الأساسية للغذاء ويكفي تصريح ابو فاعور عندما قال أن المواطن اللبناني يتقاسم حبة القمح مع الجرذان. أما مشكلة النازحين السوريين فهي بتشعباتها وتداعياتها باتت تشكل خطرا حقيقيا على أمن الوطن ولقمة عيش المواطن بعدما تحولت إلى قنابل امنية واجتماعية موقوتة ومنتشرة على امتداد جغرافيا البلد. تبقى المشكلة القديمة الجديدة والتي لم تستطع عقود من الزمن من إيجاد الحلول لها وهي استمرار هذه الطبقة السياسية الجائرة والمستندة الى طبقة دينية فاسدة تمدها بشرعية خارجة على حدود المنطق والدين وذلك بمصادرة مواقع المسؤولية في البلد والتسلط على رقاب المواطنين. فهذه نماذج من المشاكل الموروثة التي تولى العام المنصرم تسليمها للعام الجديد والتي لا يبدو أنه معها سيكون عاما سعيدا...........