الحركة السياسية والدبلوماسية التي شهدتها الساحة الداخلية اللبنانية تركت انطباعات متفائلة لدى اللبنانيين فيما يتعلق بجملة ملفات تشكل اعباءا سياسية وعسكرية واقتصادية على الواقع اللبناني. زيارات نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ورئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجيه الفرنسية جان فرانسوا جيرو إضافة إلى زيارة نائب وزير الدفاع الأميركي ماثيو سبني ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة بأن اليانسون رفعت من منسوب التفاؤل لدى الأوساط السياسية اللبنانية. وبمعزل عن الهدف من زيارة كل منهم والتي تداخلت مع الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة اللبنانية الرئيس تمام سلام إلى العاصمة الفرنسيه باريس والتي احيطت باهتمام بالغ لدى الفرنسيين حيث لقي استقبالا مهما واهتماما لافتا فإنها أعطت جرعة إضافية ودفعا للواقع السلمي والبحث الجدي لايجاد حلول ناجعة لتلك الملفات العالقة المتراكمة.. لا شك أن هذا الحراك الدولي باتجاه لبنان والذي رفع منسوب الآمال بعض الشيء فإنه تناول ثلاثة ملفات أساسية بدت وكأنها تسير على نحو متواز نظرا لأهميتها على الصعيد اللبناني.  أبرز هذه الملفات والذي يأتي في الأولوية هو ملف الإنتخابات الرئاسية حيث يبدو الاهتمام مشدودا إلى الزيارات التي يعتزم الدبلوماسي الفرنسي جان فرانسوا جيرو القيام بها إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإلى المملكة العربية السعودية التي تستقبل في هذا الوقت رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع مع ان بعض السياسيين اللبنانيين يحاذر من تعليق آمال قد تكون في غير محلها نتيجة عوامل غير واضحة كليا بعد او خشية حصول عوائق لم تكن في الحسبان قد تعرقل هذا المسار... والملف الآخر والذي لا يقل أهمية عن الملف الرئاسي هو ملف دعم الجيش ومساعدته من اجل مواجهة الجماعات الارهابية والتصدي للتحديات التي يواجهها البلد وأهمية هذا الملف لا تكمن فقط عبر توقع وصول الأسلحة الفرنسية من هبة المليارات السعودية الثلاثة ممايتوقع ان يمنح الجيش قدرات أفضل بكثير من السابق بل عبر الإحاطة الأميركية التي تفيد بأن الولايات المتحدة الأميركية تقف مع لبنان على طول الخط في موضوع دعم الجيش من دون أي تهاون او تأخير وهذا يشكل عامل اطمئنان للبنانيين وقد برز ذلك واضحا خلال معركة عرسال الأخيرة. والملف الثالث يتعلق بالسعي لتأمين المساعدات اللازمة لتغطية الأعباء والتكاليف الباهظة المترتبة على الدولة اللبنانية جراء النزوح السوري الكثيف رغم أن لبنان لم يحصل بعد على المساعدات اللازمة التي توازي حجم الثقل الذي ترتبه عليه هذه الأزمة الشائكة... بهذه الملفات المتراكمة يودع لبنان سنة صعبة ويستقبل سنة أخرى ربما تحمل ملامح فيها الكثير من الآمال والتفاؤل..... طانيوس علي وهبي.