الزلزال الذي ضرب سوريا وبدأ مع انطلاقة ما أطلق عليه بالمعارضة السورية المسلحة ضد النظام. والتطورات الدراما تركية المتسارعة التي اجتاحت كافة الأراضي والمناطق فيها.
كل ذلك جعل من سوريا أرضا خصبة نزاعات إقليمية ودولية شكلت مدخلا لاستجرار جماعات مسلحة خاضت حروبا دموية (وبدعم خارجي )فيما بينها احيانا وضد قوات النظام أحيان أخرى.
فتحولت سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات بين دول خارجية على أيدي هؤلاء الميليشيات والجماعات والعناصر الوافدة من كل حدب وصوب لتدخل في آتون حروب غير واضحة المعالم والآفاق وتحت عناوين متنوعة طائفية ومذهبية وقومية وحزبية وتعتمد النمط الميليشياوي,وقد ارتفعت وتيرة الإجرام في هذه الحروب لدرجة الإبادة البشرية والدعوية في كثير من الأحيان.
النظام السوري من جهته كان مضطرا لأن يخوض حروبا بالجملة و المفرق ضد هذه الجماعات التي انتشرت على كافة الأراضي والمناطق السورية التي بدأت تتأكل شيئا فشيئا وتخرج عن الشرعية التي لازال النظام يدعيها رغم أن الجيش السوري تحول الى ما يشبه الميليشيا بالكاد أستطاع أن يحافظ على موقع الرئاسة وعلى مباني المؤسسات الحكومية والدوائر الرسمية التابعة لهذا النظام رغم كل الدعم الهائل (البشري والعسكري والأمني والمادي  )الذي يتلقاه من حلفائه.
فروسيا اغدقت عليه بمساعدات عسكرية ومالية ومواقف سياسية ودبلوماسية في المحافل الدولية وكذلك إيران فقد دعم تم بالسلاح والنفط والذخائر على أنواعها وبشيكات على بياض ومن غير حدود وكذلك فإن حزب الله نقل معركته من ألجنوب اللبناني ضد إسرائيل إلى الداخل السوري فأرسل خيرة شبابه و مقاتليه وبكامل عتادهم وسلاحهم والمتخصصين بحروب العصابات ذوي الكفاءات العالية حيث خاضوا حروبها شرسة ضد الجماعات  المناوئة للنظام على معظم الأراضي السورية وأيضا فإن العراق في مرحلة المالكي الذي لم يقتصر دعمه على عشرات المليارات من الدولارات بل امده بعشرات الالاف من الشباب العراقي المنضوية تحت لواء العباس... إلا ان تطور الأحداث في المنطقه فرضت على هذه الاطراف الداعمة تراجعا في مساعدتها للنظام السوري.
العراق أضطر إلى سحب عشرات آلاف المقاتلين وتراجع الدعم المادي الذي كان يقدمه المالكي وكذلك تراجع الدعم الإيراني لاعتبارات لها علاقة بتراجع أسعار النفط وبالتالي فإن مشاركة حزب الله في المعارك إلى جانب النظام تراجعت فاقتصرت على حماية طرق امداداته وحماية المواقع التي سيطر عليها من دون المشاركه في معارك جديدة إلى جانب جيش النظام السوري... 
انطلاقا من هذا الواقع السوري المتردي جاء التحرك الروسي على خلفية مخاوف كبيرة باتت تساور موسكو من احتمال انهيار النظام السوري و خسارتها الأوراق التي تملكها في سوريا.. وعليه فإن روسيا تحاول الضغط على النظام السوري من أجل السير بحوار تنظمه هي بينه وبين المعارضة على نحو يؤمن استمراريته مع بعض التنازلات الجدية التي يتعين عليه تقديمها...

 طانيوس علي وهبي